الصُّورة الثَّانِيَة ...

135 27 8
                                    

TAEHYUNG

يَومُ شِتَاءٍ آخر ...
لكنهُ لَم يكُن بالكئيب إذ أنَّ صورةً ما قد زَينت شِتائي هذا ، جاعِلَةً منهُ يُنبِتُ رَبيعاً داخلِي

بعدَ تحميضي لتلكَ الصَّورة قد قمتُ بتعلِيقها علی أحدِ الخيوط المتدلِية فِي المتجر حتَّی تجُف

لكن بعدها قد إكتشفت ...
تِلكَ الفتاة كانت أكثَرَ سِحرَاً مِن تلكَ الشجرة و ما عليها من طيُور

ملَامِحُها الهَادِئة كَانت أكثرَ وضوحاً فِي الصُّورة مِمَا جعلَنِي أغرَقُ فِي تفَاصِيلٍ آسِرَة لفتاةٍ أجهلُ عنها الكَثِير ...

تركِيزُها بتلكَ الصَّفحات ، خصلاتها البُندُقيَّة المتمرِّدَة علی خدَّيها النَّاصِعين ، عيُونها المخملِيَة و شِفَاهُهَا المُمَيزة

تفَاصِيلٌ كثيرة قد عجِزتُ عن وصفِ مدی بهائها كانت متجسِدَةً فِي تِلكَ الفتاة
إن أخبرنِي أحدهم يُومَاً ما معنَی الجمَال ؟
فسأخبرُهُ و كلّنِي ثِقَة بأنَّهاُ متطفِلَةُ صُورتِي

إقتربتُ من تِلَكَ الخِيوط الكَثيرة و الّتي تحمِلُ صُورَاً عديدة ، إلتقطتُ صورتها مِن بينِ العشراتِ ، مُختارَاً إياها لتكونَ مفضلتِي من بينِ كُلِّ ما قمتُ بتصُويرِهِ يَوماً

Dior
يبدو أنَّ فتاتِي ثرية ... وجهٌ جَمِيل و ذوقٌ رائع ، لطالما كان الجَّمال ما يُثِير إنتباهِي
و فتاةُ ديور هذه الأكثر جمالاً و تفرُّداً ...

أعدتُ مفضلتي إلی ذلك الخيط لأحملَ كاميرتي متوجِهَاً إلی الحديقة

اللَّون الأسُودُ بدأ بالإنزياحِ عن الصُّورة الّتي نسجتها لفصلِ الشِّتاء داخِلَ رأسِي

وصلتُ إلی بوابةِ الحديقة و كلُّني حماسٌ لما سألتقِطُ اليوم ، حتَّی أنني لم أتذكر التَّذمُر بخصوصِ برودةِ الطَّقس و كُرهِي للشتاء

عانقت أصابِعي كوبَ شايٍ قد إبتعتهُ تواً من عربة متنقلة ، لستُ من مُحبِّي القهوة لذا الشَّاي سيكونُ دائماً الخيار رقم واحد بالنسبة لِي

وضعتُ كوبِي أعلی الحافة الخاصة بالنَّهر لأدِيرَ رأسِي باحِثَاً عن مظهرٍ جديد لأقُومَ بتصُويرِهِ

لمحتُ من بعيدٍ مجمُوعةُ فتياتٍ ، لقد كُنَّ الوحِيداتِ هنا رِفقتي ، الحرارة منخفِضَة و الطقسُ ينذِرُ بأنَّ هطلاتٍ مِنَ الثلجِ قادِمَة ، لكن لا شيء سيمنع قدومِي إلی هذه الحديقة

"سيدي أيمكنكَ إلتقاطُ صورةٍ لنا"

صوتُ فتاةٍ ما قد أخرجنِي من تفكِيري ، أدرتُ رأسِي ناحيتها و هنا كانت صدمتي

لقد كانت رفقتهُنَّ ...

نبضاتي مبعثرة و خافِقي قد دخلَ مرحلةَ الخطر ، أيُّ صدفةٍ هذه الّتي جمعتني بها مُجدداً ؟

أومأتُ موافِقَاً علی طلبِ صاحبةِ الغرَّة ، وقفت الفتياتُ الأربعة بجانِبِ بعضِهنًّ آخذِينَ وضعِيةََ لهذِهِ الصُّورة

و أنا أيضاً ...
قد وضعتُ جُلَّ تركيزي علی ما يظهرُ داخِلَ عدستي ، و خاصةً علی تلك الفتاة في المنتصف

و كالمرة الفائتة ، معطفٌ أسود من ديور قد أحاطَ جسدها الصَّغِير

ضغطتُ ذلك الزر علی الجانب الأيمن من كامرتي ليخرِجَ صوتاً قد إعتادت عليهِ مسامعي تلاها صورةٌ ثابتة ظهرت في كاميرتي

تقدمنَ مني الفتيات الأربع ليرونَ ما قمتُ بتصويرِهِ ، إبتساماتٌ واسعة قد زارت شدقهنَّ مع بعضِ القهقهات المستمتِعة

قلبيةٌ هي إبتسامتها ، و قد إستطاعت بسهولةٍ دخولَ قلبي ...

"جِيندوك أنظُري لهذا"

بصوتها الرقيق قد حادثت صديقتها بينما تشيرُ إلی مكانٍ ما في الصورة لم أستطع التركيز بهِ جيداً

فصوتها قَد أفقَدنِي تَركِيزِي كَامِلَاً ...
صَوتها أنثويٌّ رقِيقٌ قد لامسَ خافقِي ببضعِ كلماتٍ نطقتهنَّ ....

"متی يمكننا الحصُولُ علی هذه الصُّورة؟"

سألت الشَّقراءُ بينما تلقي ببصرها علی تلكَ الصورة رفعتُ نظريَّ عن صديقتها الحسناء لأُجِيبَ سُٶالها

"متجرِي فِي الشَّارِع المُقَابِل ، يمكنُكم الحضُورُ غداً لجلبِهَا"

أنحنينَ كشكرٍ لي علی هذه الصُّورة
غيرُ دارياتٍ البتَّة أنَّ ما هذه سِوی فرصةٌ ثمينة لمُطَالعةِ ملامحها المَلِيحةِ عن كثب

جميلةٌ هي ...
بشعرِهَا البُندُقيُّ ...
و شِفاهها القلبيِّة ...
ببشرتِهَا الصَّافِيَة ...
و عينيها المخملِيَّة ...

ملامِحٌ حسناءُ
و صوتٌ رَقِيق
و صورةٌ نَادِرَة قد حُفِظَت دَاخِل آلتِي ...

-يتبع-

Photo Graphy K.TJWhere stories live. Discover now