٨

919 30 2
                                    


بعد انتصار عيقم على جلجامش وإجباره على الاستسلام أمر عيقم بسجن جلجامش وعشتار في قوقعة السلحفاة لمدة أربعون يوماً وقام بتنصيب القعقاع ولياً لعهده ثم أمره أن يجمع أعوان جلجامش المخلصين بحجة أنهم جواسيس ليعدموا بعد ثلاثة أيام حين تتم مبايعة عيقم بالملك في قلعة جلجامش

وصل سامد بجلجامش وعشتار لجزيرة السلاحف يحف بهم الجن من كل جانب كانت الشمس قد بدأت تغرب ليحل ظلام الليل وكان مد البحر عالياً جداً

سامد: تحركوا بسرعة فالمد عال جداً يجب أن نعود بأسرع وقت ممكن

كان مايشغل بال عشتار وهي مكبلة ومعصوبة العينين هو ابنتاها مامصيرهما أما جلجامش فقد كان محطماً تماماً لقد خسر سيفه أقوى سيفٍ في أرض الجن الذي كان فخر قبيلته وأسلافه خسر ملكه وقبيلته واصبحوا تحت حكم ملك جائر سيستعبدهم ويستغل ثرواتهم أيما استغلال

وصلوا جميعاً لسلحفاة كبيرة كان يحيط بها عدد من الجن قاموا بربط رقبتها بسلسلة كبيرة وشدها للأعلى حتى لاتستطيع دخول قوقعتها ثم أمر سامد بحل وثاق كل من جلجامش وعشتار وادخالهما لقوقعة السلحفاة

امسك جلجامش بيد عشتار ودخلا لقوقعة السلحفاة ثم أمر سامد بفك السلسلة المحيطة برقبة السلحفاة فماكان منها إلا دخلت داخل قوقعتها مغلقةً هذا السجن الغريب وباتت في سبات عميق

سامد: أخيراً ارتاح قلبي هيا بنا نعود لديارنا

رحل سامد والجن الذين كانوا معه

كانت عشتار ماتزال ممسكةً بيد جلجامش بقوة

جلجامش بحزن: عشتار تستطيعين نزع عصبة عينيك فلاحاجة لها الآن لايوجد أحدٌ هنا

كانت هذه أول كلمات تسمعها عشتار من جلجامش بعد المعركة كانت تتوقع منه طمأنتها على ابنتيها أو سؤاله عن احوالها على الأقل
لكنه قال هذه الكلمات وعاد في صمته الكئيب مرةً أخرى

اغرورقت عينا عشتار بالدموع ما إن نزعت تلك العصبة لتفاجئ بظلامٍ دامس لم يكن باستطاعتها حتى رؤية يدها

كان المكان مظلماً جداً وضيق وحار والرطبة تكاد تكون قاتلة أحست بصعوبة في التنفس وكأنها داخل قبر ثم اخذت تجهش بالبكاء مع سرعة في وتيرة التنفس أملاً أن يواسيها حبيبها أو يحتضنها على الأقل لكن كان حال جلجامش أسوأ من حالها
أخيراً هدأ روعها بعد ان قطعت الرجاء من مواساة حبيبها لها ثم امسكت كلتا يداه

عشتار: هل ستكون ابنتاي بخير

جلجامش: لاتخافي عليهما إنهما في مكانٍ آمن

عشتار: ماذا عنا نحن الاثنان هل سنظل أربعين يوماً هكذا أكاد اختنق وانا دخلت للتو كيف ساصبر أربعين يوم لا استطيع التحمل لا استطيع

لم يجب جلجامش على سؤالها لكنها أحست أنه يبكي

لأول مرة يبكي زوجها أمامها حاولت وضع يدها على عينه لكنه أشاح بوجهه عنها فاحتضنته قائلةً: مادمت معي ياحبيبي سنتغلب على هذا السجن معاً ونخرج ونقاتل عيقم ونستعيد ملكك لابد من وجود مخرج ما

عشتارTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon