الفصل الاّخير (الخاتمة)

286 29 9
                                    

قال هاميش الاّن أنا إنتهيت من التسوق وقد حان الوقت لإخباركم بالفكرة التي لدي وقد تساعد حُسني على معرفة مكان القلادة،فسألت هاميش ماذا تكون هذه الفكرة؟.. فقال هاميش:هناك مكان بالقرب من الجبل عند حدود ثونيس،يقيم فيه حكيم مخضرم من قبيلتنا ويقوم بعمل جلسات إسترخاء لطرد الأرواح الشريرة ومعالجة الأمراض ويقوم بعمل تدريب للإسقاط النجمي ،أي خروج الروح وانفصالها عن الجسد بشكل يسمح لتلك الروح بالإنتقال بين العوالم والأزمنة والأبعاد .. ،وبهذا الشكل يستطيع حُسني معرفة مكان القلادة ،إذا نجح في الإسقاط النجمي.. كان حُسني متردداً في الذهاب لذلك الحكيم،ولكن هاميش قام بإقناعه على الرغم من أن نظرات حُسني لهاميش مازالت كما هي! فإتجهنا بإتجاه الشرق بعدما تخطينا السوق ،فوجدنا أنفسنا في سهول خضراء ممتدة يحدها من اليمين جبل كبير..وفي منتصف هذه السهول يقف منزل عملاق مبني على هيئة بيت من طابق واحد مطلي بالفضة وله أعمدة وقباب عالية من الذهب.. ،فعلى الرغم من أن كل بيوت أرض ثونيس التي رأيتها جميلة ولكن هذا أفضلهم فهو يشبه القصور الأسطورية.. ،وأمام هذا القصر كان يجلس مجموعة من الأشخاص يشبهون في الهيئة هاميش ،وكان يمارسون شيئاً يشبه اليوجا وفي الأرض حولهم مجموعة من الماسات مختلفة الألوان التي قال عنها هاميش إنها ماسات حفظ الطاقة ،فقال هاميش إنهم يقومون بجلسات استرخاء وتأمل.. وكان امامهم رجل أيضاً شاحب اللون و يبدو عليه العُمر،وكان يعطيهم بعض النصائح ويرتدي ثوب من الحرير يغطي أسفل خصره فقط فأشار هاميش نحوه وقال هذا هو الحكيم .. ،ثم قام هاميش بإلقاء التحية على هذا الحكيم ثم عرفه علينا وقال بإننا نحتاج منه مساعدة .. ،فطلب منا الحكيم أن ننتظره في حديقة منزله حتى ينهي درس الإسترخاء .. فدلفت أنا وحسنى وهاميش إلى حديقة زاهية الألوان بها من كل الثمرات،وبها كل أنواع الزهور التي رأيتها والتي لم اّراها من قبل وبها مقاعد فضية .. وعلى إمتداد كان هناك سرير خشبي في اّخر الحديقة ،أما مداخل الحديقة فكانت عبارة عن بوابة ذهبية،محاطة بكروم العنب .. انتظرنا الحكيم فترة قصيرة من الوقت حتى أنهى عمله ودلف إلى الحديقة ،واعتذر لنا عن فترة الإنتظار ..ثم سألنا ما القصة ! فقصصت له أنا وهاميش كل ماحدث حتى الاّن،وقال هاميش هم يحتاجون مساعدة ليستطيع حُسني معرفة مكان القلادة.. فنظر الحكيم إلى حٌسني وقال :إن كان هذا الكلام صحيح فهذا يعني أن حُسني الوحيد الذي سيستطيع الوصول لمكان تلك القلادة.. وأنا لدي حل واحد أستطيع مساعدة حسني به ..وهو كما أخبركم هاميش الإسقاط النجمي..ولكن في البداية يجب على حُسني الخضوع لبعض التددريبات فهل أنت مستعد يا حُسني ؟ فقال حُسني :أنا مستعد لأي شيء لكي أخرج من تلك المدينة وأنهي تلك اللعنة ونعود أنا وعلاء لحياتنا الطبيعية .. فوجدت هذا الحكيم يخرج من ملابسه حجر كريم يشبه الفيروز ولكن أحمر اللون،في الحقيقة كنت أول مرة اّرى في حياتي هذا الحجر.. أعطى الحكيم هذا الحجر لحُسني وطلب منه أن يقبص عليه بكلتا يديه ويغمض عينيه،وطلب منه أن يسترخي ويصفي ذهنه من كل الأشياء والتفكير وينتظر بتلك الوضعية لفترة من الوقت ،ومنعنا من التحدث حتى ينتهى حُسني ! وبعد فترة قليلة طلب الحكيم من حُسني أن يفتح عينيه وأن يعطيه الحجر ولكننا تفاجأنا بأن الحجر إنقسم لنصفين ..فإستغربت أنا وحسني لأن هذا الحجر صلب للغاية ومن المستحيل كسره إلا بواسطة أداة خاصة! ،فنظر الحكيم للحجر وقال هذا الحجر له قوى خاصة ،فمعنى إنقسامه وجود حضور قوي لروح اّخرى مع روح حُسني في هذا الجسد البشري! فروح أنوبيس تزاحمك في جسدك حتى تنهي تلك اللعنة،فقال حسني بأن الوقت ليس معنا لأننا نريد أن نغادر تلك المدينة في أسرع وقت .. ،شرد الحكيم ثن قال بهذا لن أستطيع تدريب حُسني على خروج الروح للتجول في أزمان وعوالم اّخرى ،فكما فهمت سيحتاج هذا الأمر إلى سنوات من التدريب فأي محاولة خاطئة قد تؤدي إلى تلبس جسد حُسني بأرواح شريرة والأسوء من ذلك أن الروح مع الإسقاط النجمي بدون تدريب قد تغادر الجسد وتعود دون إذن من صاحب الجسد البشري! وهذا خطير جداً فقد دُفن شخص بالخطأ ،نتجية للإسقاط النجمي فقد خرجت الروح بدون إذن منه في وسط مجموعة من الناس..فالناس إعتقدوا بأنه مات وقاموا بدفنه! ،لذا تحرم بعض الأديان الإسقاط النجمي،وهنا في أرض ثونيس غير مسموح غير لي بممارسة تلك التدريبات لأني لا أؤهل المتدرب لخروج الروح التام إلا بعد سنوات من التدريب وأول تلك التدريبات هي جلسات الإسترخاء التي رأيتموها! ،وهناك من يحب أن يكمل تلك الجلسات والتدريبات حتى يصل إلى اّخر مرحلة وهي تدريبات خروج الروح،وهناك من يكتفي بتلك التدريبات لإزالة التوتر والكسل وحفظ الطاقة الخاصة به.. ،فقاطعه حُسني قائلاً :ولكن أنت تعرف أيها الحكيم بأن الوقت ليس معنا ،كما أني لا أريد أن أخاطر بتجربة الإسقاط النجمي.. فقاطعه الحكيم قائلاً: أنا أعلم بأن الوقت لن يكفي لتدريبك على الإسقاط النجمي،وأيضاً أنا أعلم بأن لا قبل لك بتحمل تلك المخاطرة..لذلك سأدربك على نوع أصغر من الإسقاط النجمي وهو إسقاط الأحلام ..فالروح تخرج أثناء النوم وببعض التدريبات تستطيع التحكم بها لتزور أي زمن ولكن كحلم! ،فإنبهرت أنا وحسني بتلك الفكرة الجديدة حتى على واقعنا المعاصر والحديث ،فتلك الفكرة تعتبر غريبة حتى عليه.. فقاطع شرودنا الحكيم قائلاً إذا وافقتم على تلك الفكرة فهيا نبدأ من الاّن:فقال حُسني أنا موافق ولكن أليست من تلك التجارب خطر عليّ؟! فشرد الحكيم وقال:التجربة نفسها ليست خطيرة ولكن المشكلة أنكم تقولون أن أنوبيس بمجرد ما أخفي القلادة بتر كاهن الفرعون الغاضب رقبته،فهذا يعني أن حُسني لو تجسد على هيئة أنوبيس ووجد القلادة وبتر الكاهن عنقه سيموت في الحقيقة،فمن يموت في الحلم يموت في الحقيقة أيضاً ،وظل يكرر تلك الجملة كثيراً ! ،وقال لحُسني يجب أن تدرب روحك على أن تستيقظ بعدما تجد القلادة مباشرة،أو أن تنتبه قبل أن يضربك الكاهن بالسيف وتحاربه وأنا أفضل أن تدرب نفسك على الإستيقاظ مباشرة بعدما تجد القلادة ! ،وافق حُسنى على هذا الحل فقال له الحكيم اتبعني ومشينا معه حتى السرير الخشبي بالحديقة وقال لحُسني إن الخشب يسمح للروح بعدم التقيد ،كما أن معدن الفضة له طاقة أفضل من الذهب لذلك فإن معظم منزلي من الفضة وهذا سيساعد حُسني! فقام حُسني بالإستلقاء على السرير الخشبي ،فظل الحكيم يقول لحُسني حاول الإسترخاء وتصفية الذهن ونصحه بالتركيز على مكان القلادة ومنعنا من الحديث حوله ،ووضع حوله أربع ماسات حمراء لطرد الأرواح الشريرة وماستين زرقاء لحفظ الطاقة! ،ثم أمرنا بالإنصراف من حوله وقال إنه نفسه لا يجب أن يتواجد أثناء التجربة وقال لنا في تلك الأثناء تفضلوا داخل القصر لنتناول شيئاً فقد تطول فترة التجربة.. وبالفعل دلفنا إلى قصر الحكيم فكان قصرأً لطيفاً للغاية ،فالأثاث كله من الفضة مثل أثاث الحديقة وفي المنتصف منضدة من الخشب وعليها طبق كبيرمن الفضة به العديد من الفواكه مختلفة الأنواع وفي المنتصف عدة أحجار لحفظ الطاقة! فقال الحكيم أحب أن أضع تلك الاحجار إلى جانب الطعام دائماً فتفضلوا بعض الفاكهة ،ثم أعطاني شيئاً يشبه الموز ولكن قشرته حمراء ..قال بأن تلك الفاكهة تُدعى"طنطم" قال لي هاميش بأنها لذيذة ..فقمت بتقشيرها ومن الداخل كانت حمراء أيضاً عندما تذوقتها وجدت طعمها مثل الفراولة ولكن ألذ ..! وفاكهة اّخري قشرتها مثل البرتقال ولكن لونها أخضر ،عندما قمت بتقشيرها وجدتها تشبه الأفوكادو ويسميها أهل ثونيس "كايو"،ثم وجدت طفل صغير يشبه الأطفال الذين يخدمون هاميش في المنزل يأتي محمل بطبق كبير من الفضة وعليه مشروب الجومانجو الذي شربناه في السوق،قال هاميش بأن المحل في السوق يشتري فاكهته من الحكيم .. فأخبرني الحكيم بأن لديه فائض من الفواكهة يقوم بالمتاجرة به ليحصل على باقي إحتياجاته وظللنا نتحدث حتى استيقظ حُسني،وبمجرد أن دلف حُسني سأله الحكيم ماذا راّى.. ،فقال حُسني بأنه راّي نفسه يرتدي زي أنوبيس ويحمل بيده قلادة ذهبية بها في المنتصف حجر العقيق وفي كلا الجانبين حجرين من الفيروز وكان يحملها في المعبد ويمر من أمام المراّة الي كانت في المعبد وحينها ظهر مُحسن زميلنا في العمل في هيئة الاّثار وقام بخطف القلادة واستيقظت أنا بعد ذلك! ،لا اّدري لما شعرت بالرعب عندما قام حُسني بذكر "محسن" مع إنه صديقنا ،ولكن الحكيم قال لحُسني يبدو أن العقل مازال مشتت بين ذكريات الحياة التي كنتم فيها وبين ما يريد معرفته عن مكان القلادة..سيحتاج حُسني لتدريبات مكثفة قليلاً حتى يصل لمكان القلادة. وبالفعل استمرت التدريبات لمدة ثلاث أيام وفي كل مرة يتكرر لحُسني نفس الحلم ،حتى الليلة الرابعة قررت أن أذهب مع حُسني لمنزل الحكيم أنا وهاميش وشاهدنا تدريبات الحكيم لحُسني قبل النوم وكان الحكيم يجعله يكرر جملة "سأستيقظ بعدما أجد القلادة" ! وأخبرنا الحكيم بأن العقل الباطن يحفظ هذا الكلام ويوجه الروح لتنفيذه أثناء النوم! ،وبعد ذلك تركنا حُسني لينام تحت ضوء القمر حتى يقوم بالتجربة وبعد فترة قصيرة دلف لنا حُسني وهو يلهث من الجري ويقول بصوت عالي"لقد عرفت مكان القلادة" ،"لقد عرفت مكان القلادة" ..فتجمعنا جميعاً حوله وقلت له أخبرني ماذا رأيت؟ فقال حُسني :"رأيت نفسي أرتدي زي أنوبيس وأحمل قلادته بيدي وأتجه نحو مسلة ذهبية تقف بداخل المعبد وعليها العديد من النقوشات لرموز فرعونية،وجدت نفسي أضغط على تلك الرموز بالترتيب (فضغطت في البداية على رمز الجعران ثم أبيس الأسد ثم البومة ثم في النهاية العقرب) ،فوجدت تلك المسلة تنقسم إلى نصفين ووجدت جسدي يتحرك ويضع القلادة في تلك المسلة ثم أعدت المسلة لما كانت عليه في البداية وفي تلك الأثناء وجدت الكاهن خلفي بمجرد ما استدرت هالني منظر السيف وهو يحاول أن يهوي به علىّ ،لحسن الحظ بأني استيقظت قبل أن يقتلني.. لأول مرة أشعر بأننا حققنا إنجاز منذ أن قدمنا إلى تلك المدينة وأنه قد حان الوقت لمغادرتها ..شكرنا الحكيم على مساعدته وإنصرفنا ونحن نحلم بيوم العودة لموطنا وأهلنا ..وقال هاميش يجب أن تنتظروا حتى يحل الصباح حتى يكون دخول المعبد أسهل ! ،وافقنا هاميش وذهبنا معه لنقضي اّخر ليلة في منزله،قبل أن نجد تلك القلادة ونتجه إلى وطننا ..وفي اليوم التالي أيقظنا هاميش لنفطر معاً اّخر فطور فأخرج حسني بعض الطعام الذي أحرضناه معنا من سطح الأرض حتى نأكل بعضه ونأخذ معنا الباقي ،لحسن الحظ أننا كنا نضعه في علب حافظة للحرارة .. فأخرج حُسني بعض اللبن وعزم بهم على هاميش لأول مرة أجد هاميش ينظر تلك النظرة،حيث بدا عليه الغضب وقال "هذا من طعام الجنة فهو محرم علينا" ،إنتفضت عندما قال هاميش هذا وقلت له ماذا تعني ؟،ويبدو أن حُسني لم يتفاجأ بهذا وذلك كان سبب الحالة الغريبة التي كان عليها الأيام السابقة..فقال هاميش: "أنا جني من جوف الأرض من قبيلة(هاذابيل) قبيلة معنية بإستخراج كنوز الأرض ونحن نعيش في قبائل مثل البشر،لم أرد أن أخبركم حتى لا تقلقوا وكل من رأيتموه في هذه المدينة جن فلا يسكن المدن المفقودة غير الجن ،لكني لست من الجن الذي يريد أن يؤذي البشر بل بالعكس فأنا ساعدتكم" ،قال حُسني :أنا توقعت ذلك عندما أخبرتنا أنكم شعوب وقبائل لا تأكلون نفس الطعام ، فالبشر يأكلون نفس الشيء ولكن الجن لأن منه أنواع مائي وترابي وهوائي يختلف طعامهم ..قال هاميش:نعم فأنا من الجان الترابي! لا أنكر بأني كنت خائفاً ولكني لا أنكر بأن هاميش ساعدنا فلولاه ما كنا عرفنا مكان القلادة،الاّن فهمت هذا ما كان يقصده القربان حينما قال هناك كيان سيساعدك فإحرص على أن تجده! شكرت هاميش على كل ما فعله معنا في أرض ثونيس وأننا لن ننسى معروفه أبداً ،ودعنا هاميش وتمنى لنا الحظ في إيجاد القلادة والخروج سالمين! وبمجرد أن تركنا هاميش إتجهنا نحو المعبد وحاولنا التسلل ،كانت الأوضاع هادئة لحسن الحظ فإتجه حُسني بسرعة نحو المسلة وقام بالضغط على الرموز التي راّها بالترتيب.. وأصابنا الذهول عندما وجدنا تلك المسلة تنفتح مثل الخزنة وقام حُسني بمد يده لبجد قلادة معلقة داخل المسلة ولكن بمجرد أن أخذنا القلادة ،إنطلق دخان أسود كثيف وسمعنا صوت صراخ مخيف يهز المعبد ،حاولنا الركض خارج المعبد ولكن كلما ركضنا يحاوطنا هذا الدخان من كل ناحية ويزداد صوت الصراخ .. ثم وجدنا ذلك الدخان يتكون على هيئة الكاهن المصري ولكن شكله كان مخيفاً للغاية،ويمسك في يده سيف عملاق ويتجه بسرعة نحونا حاولنا الركض لمخارج المعبد ولكن كلما ركضنا نجده يقف أمامنا،كنا نشعر وكأن هلاكنا حتمي وهو يركض نحونا بالسيف ويصرخ فينا،ولكن في ثواني معدودة خطر لحُسني فكرة فوجدته يرتدي فلادة أنوبيس ،حتى وجدت هيئة حُسني تتغير ويأخذ شخص رجل فرعوني يرتدي قناع أنوبيس وبمجرد أن أرتدى حسني تلك القلادة ،صرخ هذا الكيان وكأنه يتألم وتبخر أمام عيني أنا وحسني .. خلع حُسني القلادة ونظر لها وقال "إن كان هذا الكاهن تغلب عليك قديماً يا جدي ،فاليوم أنت هزمته ..فلترتاح روحك الاّن" قال لي حُسني "الاّن لن تزورني روح أنوبيس مجدداً..الوداع يا جدي" ،ولكن بمجرد أن خرجنا من المعبد لم نكد نفرح بعد بنجاتنا ،وتفاجأنا أمامنا بشيء كنا نظن بـأننا نحلم عندما رأيناه ،فوجدنا محسن زميلنا في العمل..الاّن عرفت لماذا كنت أشعر دائماً بأننا مراقبون! لم أكد أصدق عيني أما حُسني فصرخ وقال لمحسن "هل نحن نحلم ،ماذا اّتى بك إلى هنا؟"،فقال محسن"لقد راقبتكم بمجرد أن أخذتم تلك الأجازة الطويلة فقد شككت أن تلك الأجازة ورائها شيئ هام وقد صحت توقعاتي ،لقد عرفت كل شيء أنتم تريدون أخذ القلادة لأنها الشيء الوحيد الغير ملعون من ماسات تلك المدينة والشيء الوحيد المسموح بأخذه إلى عالمنا ،حتى تظفروا بالأموال والشهرة وحدكم" ثم أشهر محسن السكينة في وجهنا وقال "نحن هنا في مدينة ليست حتى على وجه الأرض،فإذا قتلتكم هنا فلن يشعر أحد بكم ،وسأصعد بتلك القلادة وحدي وسأنال كل الشهرة والمال وحدي" ،كان حُسني مصدوماً مما يسمع وقال لمحسن "نحن أصدقاء يا محسن ،هل ستقتلنا لأجل قلادة" ،فقاطعنا محسن وهو يقترب منا بتلك السكين و يقول:" لو كنا أصدقاء لما بخلتم عليّ بالشهرة والمال وأخترتم أن تحظوا بهم لأنفسكم من دوني" ،فصرخ حُسني به وقال :"نحن كنا نحاول أن ننهي لعنتا،ولم نخبرك لأننا لم نكن نعلم مصيرنا ولم نسع لهنا من أجل المال أو الشهرة فكل ما أردناه أن ننهي لعنة كانت ستودي بأرض مصر كلها" نشب بيننا شجار قوي حاولنا فيه إبعاد تلك السكين عن يده حتى لا يتهور،والاّن فقط فهمت ما كان يقصده القربان حين قال "سيسلط المعبد أشرس أعدائكم في الدنيا ويأتي به من اّخر العوالم ليقاتلكم هنا" ،وهذا معناه أن محسن لم يكن صديق منذ البداية ولكنه كان يتظاهر علينا بالصداقة"وتذكرت قوله تعالى "مِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ" ولكن قطع شجارنا هاميش وهو يركض نحونا ويقول لقد اكتشفت شيئاً خطيراُ،إن الساحر هيراكيليون بمجرد أن يحصل على القرابين الإحدا عشر يتمكن من التجسد الجزئي على شكل روح شريرة ،وهو يسعى الاّن لأن يؤثر حُسني والقلادة ،وعرفت أنه قادم إلى هنا الاّن هيا بسرعة أصعدوا إلى السلم الذي يفصل بيننا وبينكم لأن هيراكيليون لن يستطيع اللحاق بكم هناك وبمجرد الصعود بالقلادة ستنتهي تلك اللعنة! ،ثم نظر هاميش لمُحسن وقال:"من هذا؟" ،فصرخ محسن وقال: "كل هذا هراء لا يعنيني أنا أريد القلادة" ولكن قطع صياح محسن ..كيان مرعب يركض نحونا من بعيد ويمسك بيده رمح ..كان كيان نصفه بشري ولكن شكله مخيف وعيناه بيضاء تماماً ولكن نصفه السفلي على هيئة بخار أسود كثيف كان يعلو عن الأرض وكأنه يطير ،بمجرد أن راّي حسني صرخ به قائلاً : "قرباني"! وصوب الرمح نحوه ،وفي تلك الأثناء كان محسن يحاول جذب القلادة من حسني ،فدلف الرمح إلى رقبة محسن في الحال ليلقى حتفه! ورغم ما فعله محسن ولكني أنا وحسني حزنا عليه حقاً ،ودعنا هاميش وهربنا مسرعين نحو مدخل المدينة وخرجنا كما دخلنا..وبمجرد أن وجدنا أنفسنا مرة اّخرى على سطح الأرض لم نكد نصدق أنفسنا فبكينا من الفرحة وسجدنا لله شكراً على نجاتنا.. بعد ذلك تحسنت الأمور فبعد تسلمينا القلادة لهيئة الاّثار إعتبروه إنجاز عظيم وظل صيتنا يتردد في التلفاز والجرائد لفترة كبيرة،وتم إيداع القلادة في المتحف! وحصلت أنا وحُسني على مكافأة مالية كبيرة ،وانتهت لعنتنا ! لم يعكر صفوي سوى تلك الرسالة التي تلقيتها على هذا الموقع من زوروس وهو يهددني ويرسل لي صورة القلادة،في تلك الأثناء وجدت اتصالاً هاتفياً من حسني حدثته وأنا الخوف يتملكني وأخبرته بتلك الرسالة ،فقام بالضحك وقال "ألم تتعظ وتقلع عن تصفح الصفحات الخاصة بالمدن القديمة والمفقودة"،فقلت له : "ماذا تقصد؟" ،فضحك حسني جداً وقال : "كنت أنهي بحث خاص بالعمل لذا كنت أتصفح هذا الموقع وبالصدفة لأنك صديق عندي رأيت أسمك يظهر من ضمن الناس المتصلة الاّن بالصفحة ،فقمت بمحادثتك من حساب اّخر وعمل هذا المقلب فيك ،ألم تنتبه أن صورة القلادة التي أرسلتها لك من داخل المتحف ! ،وطالما تلك القلادة فوق سطح الأرض بعيدة كل البعد عن ثونيس فنحن بأمان ولعنتنا قد انتهت ..لكني شعرت أن مقلب حسني كان إنذار من الله لأتذكر دائماً تلك القصة وأسردها لكم ،ولكي أخبركم في نهايتنا أننا نجونا من تلك اللعنات بفضله وحده سبحانه! تمت بحمد الله والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين ----------------------------------------------------------------- هستنى رأيكم في الرواية

المدينة المفقودة في مصرWhere stories live. Discover now