[ عدمُ إتزان ]

Start from the beginning
                                    

أدارتْ الفتاة رأسها لكالينور المُختبئة بالزاوية فخافتْ الثانية. لم يرها أحدٌ من قبل بالأحلام فكيف إستطاعتْ نفسها أن تُلاحظها ؟

إرتعشتْ كالينور ما إن بدأت الأخيرة بالإقتراب منها وخضرواتيها برقتْ من عظمةِ غضبها الذي كان يغلي بصدرها. ما لبثت أن تفتح ثغرها وتقول شيئاً حتى خنقتها نفسها الثانية.

" أنتِ السبب ! لقد قتلتِ والدتنا. "

وبهذه الجملة إهتز جسمها المُتعرق من على السرير، طاح شعرها على كتفيها الهزيلين وهربت تنهيدة ثقيلة من حلقها المجروح. سحبتْ شعيراتها للوراء ثم مسحت وجهها مع يدٍ مُرتجفة.

يبدو أنها نامتْ ريثما تنتظرُ دورها.

تربعتْ فوق سريرها المُهترئ وحاولت تهدئة نفسها ونسيان حلمها الذي لا ينفكُ عقلها عن إعادتهِ ملايين المرات كلما وضعت رأسها على الوسادة وحاولتِ إراحةِ روحها.

دقائق مرتْ تخلتْ فيها عن جلستها وإضطجعتْ على الحافة.

راقبتْ الباب بتوتر وهلع تمكنا من إستعمارِ جسدها والتحكم بتحركاتها مما جعل أرجُلها ترتفعُ وتهبِطُ بسرعة فائقة ، توسع بؤبؤ مقلتيها بسبب تركيزها الشديد على الباب الحديدي ولم تسمحْ لعينيها أن ترمِشَ من شدةِ الخوف.

سمعتْ خطواتهم تقترب رُويداً رويداً من غرفتها فإرتعش جسمها بهستيرية وجنون وقد نزلت تلك العبراتُ من خضرواتيها الباهتتين، غمرها ضيقٌ جعل من قلبها ينقبض كشخص مظلوم حُكم عليه بالإعدام.

جنحتْ ممرضتين ذات حجمٍ متفاوت إحداهما ذات خصلات شقراء وملامح حادة في حين الثانية تمكن اللون الكستنائي من تلحُفَّ شعرها، تقدمت الشقراء نحو كالينور ريثما الأخرى كلمتها بهدوء " إنهُ وقت العلاج كالي."

" أرجوكِ جيني لا أريدُ ذلك، انا حقاً سليمة صدقيني." ترجتها كالينور بصوت مكسور ذا بحة من كثرة نحيبها هذه الأيام فتنهدت جيني ومشت نحوها مُردفةً بغيرِ مبالاة من هذا السيناريو المُعتاد " أفهمُ من كلامكِ أنكِ تريدين الطريقة الصعبة؟"

عضت كالينور على شفتها السفلية بقسوة وقد كرِهتْ كيف يُجرح كبريائها هكذا ، حملقت بجيني بغضبٍ حاد وهذه المرة لم تستطع الصمت عن ردِّها المُهين فإندفعت موجهةً باطن كفيها ناحية جيني مستعملةً قوتها كمشعوذة.

طارَ جسدُ جيني مرتطماً بالحائط ليُغمى عليها من الإصطدام القوي والمباغت فجذبت الشقراء خصلات كالينور الفحمية بسخط من فِعلتها، شتمتها الأخيرة وحاولتْ ركلها لكنها صرخت راكعةً بالأرض على ركبتيها.

|| كالينور هيليوڤان ||Where stories live. Discover now