خطايا الماضي

الأول

بدر بإبتسامه: هستني اي يا حسرة ده أنا وابنك معمولنا عمل، متعرفيش حد يفكلنا العمل ده؟

فاطمه بضحك: طب قوم تعالا يلا عشان تتغدي معانا.

بدر: يا سلام.
جبتي سيرة الأكل شميت ريحة أكلك من علي بُعد أميال، مش هتقوليلي وصفاتك بقي ده أنا راجل قاعد لوحدي وبطبـخ لنفسي.

فاطمه: مش هقولك عشان تفضل كل شوية تيجي تاكل عندي حتي بعد م تتجوز.

بدر: والله ي طنط احنا مش باين لينا جواز كده خلاص.

فاطمه: انا معرفش بختكوا مايل ليه كده!!
المهم اخلص تعال عشان الأكل هيبرد.

بدر: حاضر هجيب رحيم وأجي.

فاطمه:لا رحيم هنا أصلا، كان قـاعد في أوضة الهانم، أنا تعبت خلاص كل ما بيدخل الأوضة دي بيتعب أكتر.

بدر: طب أنا جايـله، أنا فاكره في مكتبه أصلا، ده أنا مسحول هنا.

فاطمه: معلشي ي حبيبي أنا عارفة إنك تعبت أخر تلات شهور بس متبينش ضعف صاحبك قدام الناس..

بدر: رحيم مش ضعيف ي طنط، والله اللي فيه ده قوة مش ضعف.

فاطمه: والله ما بقيت عارفه حاجه ي ابني.
المهم متتأخرش.

بدر: مسافة السكة.
........

في أحد الأحياء الفقيرة، في أحد البيـوت القديمه بالأثـاث الرث القديم والذي تسكنـه بمفردها تلك الشابـة الصغيرة.

ريم بغضب: أنت ليك عين تيجي هنا بعد اللي عملته؟
أكرم: أنا جاي اتطمن عليكي ي ريم..
ريم: والله!! خربتها يا أكرم وقعدت علي تلها. إرتاحت أنت كده!

أكرم: أختك اللي خانتني وحبته وحملت منه.

ريم: تخيل كده عشان هو جوزها!

أكرم: ريم.. بصي انا كنت جاي اخدك معايا بس معتقدش أنك مرحبه بالفكره.

ريم: منين العز ده ي أكرم؟
كان نفسي أقول أنك ورثت بس إحنا متربين في ملجأ واحد.

أكرم ببرود: اشتغلت ي ريم.

ريم: اشتغلت اي؟ شغل إي ده اللي يخليك جايلي بعربيه زي دي ولابس اللبس ده!

أكرم: أهو شغل وخلاص بقي.

ريم: فعلا ديل الكلب عمره م يتعدل أبدا.
أنا عارفه الشغل ده اكيد و** زيك.

أكرم بغضب: أنا غلطان إني جيتلك أصلا ي ريم، بس أنا عشان أصيل بقولك إن بيتي مفتوح ليكي في أي وقت ولو احتاجتي أي حاجه أنا سداد.

نظـرت في أثره بضيق، تملك شعورا قويـا بأنه هو من أذي أختهـا " ندي " ولكنها لا تمتلك دليلا ضـده.
أخذت حقيبتهـا و خرجـت من ذلك المنزل قاصده ذلك الذي تسكـنه أختها شبه فاقدة للحيـاة..

* في منـزل رحيم.
دلفـت ريـم للمنـزل وهي متـوترة كعـادتها تنـظر لتلك السيـدة التي فتحـت لها الباب،سألتها بأدب:

ريم: إزاي حضرتك؟
فاطمه بضيق: أنا الحمد لله، أختك مكانها زي ما هي أنتي عارفه الطريق.