الفصل الثاني

92 6 5
                                    

رواية الوسيم والقبيحة : الفصل الثاني

بينما أستاذ الفيزياء يلقي الدرس كنت أموت من الجوع و أحشائي تهضم نفسها لدرجة أن الأشخاص الذين يجلسون بجانبي سمعوها...حاولت أن أركز و لكنني لم أستطع لأن نسبة السكر إنخفضت لدي
-ييري(بهمس) :يبدو أنكِ لم تتناولي فطورك
-إيون(بهمس) :نعم

حاولت ضبط أعصابي لكن بلا فائدة...بالنسبة إلي فيمكنني تحمل أي شيء ما عدا الجوع...فتحت محفظتي و أخرجت قطعة شكلاطة و لكن الغلاف أصدر صوتا سمعه الأستاذ فإلتفت إلينا
-الأستاذ:ما هذا الصوت؟

نظر كل الطلاب لبعضهم البعض و لكن أي منهم لم ينطق بشي
-الأستاذ:حسنا لنكمل

واصل الأستاذ الكتابة على السبورة فإستغليت الفرصة و فتحت قطعة الشكلاطة ببطئ و لكنها أصدرت صوتا مجددا فإلتفت الأستاذ
-الأستاذ:من منكم يأكل الطعام هنا؟
-لا رد
-الأستاذ:تكلموا هيا
-لا رد
-الأستاذ:حسنا لا يهم...لنكمل درسنا

واصل الأستاذ الكتابة مرة أخرى فأخذت قطعة الشكلاطة بسرعة و وضعتها في فمي و في تلك اللحظة فقط شعرت بالراحة لأنني أموت من الجوع...لكن يبدو أن الأستاذ كان أذكى منا جميعا فترك السبورة و أصبح يتجول بين الطلبة
-الأستاذ:أشتم رائحة شكلاطة هنا...إنها قريبة

تتبع الأستاذ الرائحة إلى أن وصل لطاولتي و إقترب مني ليشتَم جيدا
-الأستاذ:إيون جو...إفتحي فمك
-لا رد
-الأستاذ(بحدة) :إفتحي فورا

شعرت بالخوف ففتحت فمي لتظهر قطعة الشكلاطة
-الأستاذ:ما هذا؟
-إيون:شكلاطة
-الأستاذ:هل نحن في مطعم؟
-إيون:لا يا أستاذ...و لكن...شعرت بالجوع فأخذت قضمة

إنفجر كل الطلبة من الضحك من حولي فزادوا الوضع إحراجا
-الأستاذ:أسكتوا...كلامي لكم أنتم أيضا...لسنا في سيرك كي تضحكوا

إلتزم الجميع الصمت و بقوا يشاهدون ما يحصل
-الأستاذ:لم أتوقع هذا منكِ إيون جو...ظننت أنكِ الوحيدة هنا التي تعرف القوانين و تلتزم بها
-إيون(بحزن) :آسفة
-الأستاذ:لم أكن أريد ذلك لكن علي معاقبتك بالوقوف آخر الصف
-إيون(بحزن) :حاضرة

ذهبت لآخر الصف و وقفت حتى إنتهى الدوام الصباحي...كانت معدتي تقرقر طوال الوقت و التعب يشتد بي و بما أن نسبة السكر إنخفضت لدي فقد كنت أرتجف

حين إنتهى الدوام و إنصرف الطلبة كانوا يمرون بجانبي و يتمتمون بكلام مهين بينما أستمع
-هههه مثيرة للشفقة...كادت تتسبب بالمشاكل لنفسها بسبب قطعة شكلاطة
-إنها سمينة ماذا ستفعل بكل تلك الشحوم!
-من اليوم علينا تسميتها بالجرافة لأنها تأكل كل ما أمامها
-يااااع مع كل طبقات الشحم هذه مازالت تواصل الأكل!
-لو كنت سمينة مثلها لإنتحرت
-هي سمينة و بشعة...إلى متى ستهمل نفسها هكذا!

بينما أستمع لكل تلك التعليقات الساخرة تظاهرت بعدم الإهتمام فهذا ما يوصيني به والدي طوال الوقت...كان كل شيء بخير إلى أن جائت جيني و ليسا
-جيني(بسخرية) :ههههه أحسنتِ أيتها الطالبة المجتهدة...كل شيء سيبقى في سجلك المدرسي
-إيون:لا مشكلة
-ليسا:ماذا؟لا مشكلة!
-جيني:ألا تخافين أن يتسبب هذا بمشاكل في علاماتك؟
-إيون:لا...سأعمل بجد في الإمتحانات

الوسيم و القبيحةWhere stories live. Discover now