البارت 12

39 8 0
                                    

عالم البرزخ

📌عن #الرسول_الأكرم( ص وآله )

نعم الولْد البنات المخدّرات
من كانت عنده واحدة جعلها الله
ستراً من النار .

📌#صفاء_القلب

الصفاء القلب يقراء كل يوم
(يا حي يا قيوم يا من لا إله إلا انت )
واحد وأربعين مرة

📚أذكار العارفين

○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•

قال : إنّه غبار الشهوات يدور حول نفسه بسرعة مذهلة .
قلت له مضطربا ً : وما العمل في هذه الحالة ؟ فالغبار يتجه نحونا بسرعة لا توصف وهو يلف كلّ ما يحيط به .
قال ((حسن)) :أحِطْ بيديك حول ظهري , وانتبه لئلا يفصلك الغبار عنّي .
أخذ الغبار يقترب منا شيئا ً فشيئا ً بصوته المرعب , وأخذ اضطرابي يزداد ويزداد حتى أصبح الجو مظلما ً خلال طرفة عين .
لقد أحاط بنا الغبار وحاول لفّنا إليه غير أنّ ((حسن)) قد التصق بالأرض كالطود , وقد استطعت السيطرة على نفسي بصعوبة بالغة في حين قبضت بيدي على ظهر ((حسن)) .
كنت بين الحين والآخر أسمع صوت ((حسن)) وسط ضجيج الغبار وهو ينادي : انتبه لا يفرقك الغبار عني !
كانت لحظات غاية في الصعوبة وكنت أخشى أن يفرقني الغبار عن ((حسن)) لقد وهنت يداي وتثاقلت أذناي فلم أعد أسمع صوت ((حسن)) .
وفجأة فلتت يداي عن ((حسن)) وبطرفة عين ابتعدت عن ((حسن)) عدة كيلومترات وألقى بي نحو الأعلى .
كان الغبار يدور ولشدة الضجيج وارتفاع درجات الحرارة فقدت الوعي , ولما فتحت عيني شاهدت الشبح الأسود الموحش للذنب واقفا ً فوق رأسي وكانت رائحته الكريهة تؤذيني فنهضت بسرعة وحينما حاولت الهرب قبض على يدي بقوة وجذبني نحوه وقال : إلى أين أيها الصديق عديم الوفاء ؟ أتفضل مرافقة ((حسن)) على مرافقتي ؟ في حين أنك اخترتني رفيقا ً في الدنيا .
نظرت إلى وجه الذنب نظرة سريعة فلمست أن هيكله قد صغر قليلا ً .
ودون أن أنتبه إلى كلامه سألته : ما الخبر , فقد أصبحت ضعيفا ً ونحيفا ً؟
قال منزعجا ً : كل ما أتجرعه هو بسبب ((حسن)) .
فسألته متعجبا ً : بسبب ((حسن)) ؟
قال : نعم , فلقد فرّقك عني ليؤذيك قليلاً من خلال مرورك من طرق معقدة وصعبة .
قلت :حسنا ً , وما علاقة أذيتي بضعفك ؟ فأجاب منزعجا ً :
كلما يزداد عذابك يصيبني الضعف أكثر فأكثر وتذوب لحوم بدني وإذا ما وصلت إلى وادي السلام لن يبقى لي أثر , ثمّ عظَّ على نواجذه وقال : الآن الدور لي فلا بدّ أن ترافقني .

::إلى النار ::

وأنا أرتعش من شدة الخوف والرهبة , سألته : إلى أين ؟ فأشار الذنب إلى جبل إلى يساره وقال : خلف هذ الجبل هنالك وادي جميل أودّ أن تبقى فيه إلى يوم القيامة .
كنت أعلم أن لا جدوى من العناد واللف والدوران , فسرت في الطريق الذي أشار إليه , فتقدم هو مسرورا ً عجولاً وبين الحين والآخر يلتفت ويشجعني على مواصلة الطريق .
وبالرغم من أنني لو أرَ خيرا ً من الذنب بشاراته المتكررة وسروره الغير مبرر حفّزني على الاستمرار في المسير .
أخذت أفكر مع نفسي عسى أن ألتقي بـ((حسن)) خلف الجبل , ولعلّ وادي السلام يقع خلف الجبل وأنّ الغبار قد أدناني منه , ولكن هل يمكن الوصول إلى وادي السلام بدون ((حسن)) ؟
قطعنا منتصف الجبل فتناهت إلى مسامعي أصوات نحيب , فواصلت الطريق دون أن أكترث لها , وكلما اقتربنا من قمة الجبل يزداد صوت النحيب حتى استحوذ عليَّ الخوف والرعب فتوقفت وقلت للذنب : 
ما هذه الأصوات التي أسمعها , فأجاب الذنب مضطربا ً : أية أصوات ؟
قلت : هذه الأصوات والصرخات التي تصدر من خلف هذا الجبل فتقطع فؤادي .
قال الذنب : إنني لا أسمع صوتا ً لعلها هلاهل وأفراح أهالي تلك المنطقة المنعّمين .
فقلت له : إنني أسمع أصواتاً وصرخات أشبه ما تكون بالصياح والعويل .
فقال الذنب : قلت لك إنني لا أسمع صوتا ً فلا تضيّع الوقت بلا داعي , واصل الطريق بسرعة فالوقت ضيّق والطريق طويل .
هنا فهمت أن الذنب يخفي شيئا ً وهو يتظاهر بعدم السماع , ولم يكن هنالك من مناص فلقد أبعدني الغبار عن ((حسن)) وأصبحت الآن أسيراً بيد الذنب , يا ليتني لم أترك ((حسن)) بيد أنّ الغبار كان من القوة بحيث أبعدني عنه .
كنت أسير خلف الذنب بين طيّات الجبل يعتريني الشك والتردد وإذا بي أسمع صوت ((حسن)) وهو يصيح بي : قف جانبا ً , ففعلت وإذا بصخرة كبيرة تسقط على رأس الذنب ألقت به في قعر الوادي .
عندما شاهدت ((حسن)) مقبلا ً عليَّ من أعلى الجبل واحتضنني , سررت لرؤية ذلك الوجه الجميل والعطر الفواح ووضعت رأسي على كتفه وأخذت أبكي .
قال لي ((حسن)) وهو يمسح دموعي والبسمة ترتسم على شفتيه : ماذا تفعل هنا يا صديقي ؟ أتدري أين أنت الآن ؟
قلت : كلا , فهرَّ ((حسن)) رأسه وقال : إنَّك على شفا وادي العذاب , لقد سمعت باسم هذا الوادي سابقا ً من ((حسن)) لكنني لم أصدق أبدا ً أنني سأقترب من هذا الوادي الخطير , طلبت من ((حسن)) أن يحدّثني عن هذا الوادي فاستجاب لي وقال : إنّه مستقر الذين يعجزون عن العبور من برهوت ولن تكون لهم القدرة على العبور من الصراط يوم القيامة وبالتالي فإنّهم سيسقطون في قعر جهنم, وهنا تلفحهم نفحة من نيران جهنم , أما في القيامة فإنّهم سيستقرون فيها .
لقد أرعبني اسم وادي العذاب ووقوفي على شفيره, وبعد أن هوَّن ((حسن)) من روعي دعاني للاستراحة قليلا ً لرفع التعب .

::عذاب مجرم في البرزخ::

في تلك الأثناء ووسط صراخ المعذَّبين سمعت صراخا ً يقترب منا وبعد لحظات أصبح الصوت أكثر وضوحا ً وإن صاحبه يئن أنينا ً يقطِّع الفؤاد وهو يشتكي العطش فأصابني الهلع وتوجهت نحو ((حسن)) لأسأله:ما هذا الصوت ؟
نظر ((حسن)) إليَّ بوجهه الرؤوف وقال : انظر إلى أعلى الجبل واحتفظ بهدوئك, ولما نظرت إلى قمة الجبل شاهدت رجلاً كُبِّلت عنقه بالسلاسل وأخذ بأطراف السلسلة رجلان قبيحا الخلقة ضخما البنية, وكان ذلك الرجل يئن من العطش ويتلفّت هنا وهناك .
عندما شاهدنا أسرع نحونا ومن شدة خوفي احتميت بـ((حسن)) وسألته بهمسٍ من هذا ؟
قال ((حسن)) : إنّه من كبار القابعين في برهوت وهو الآن يذوق العذاب في وادي العذاب. هكذا أخذ يقترب منّا ومدَّ يده كالمتسول طالبا ً الماء, ولما وصل علب بُعد خطوات من ((حسن)) سحب المكلفون به السلاسل ومنعوه من التقرب . كان يبكي ويهمل الدموع وتقدم من ((حسن)) طالبا ً جرعة ماء , لكن ((حسن)) امتنع, غير أنّه واصل توسله, فسأله ((حسن)): أو ليس لك رفيق اسمه حسن؟
فأطرق برأسه وقال : أيُّ صديق وأيّ حسنٍ؟ إن ذنبي هو رفيقي أودعني منذ البداية بيد ملائكة العذاب وانصرف , وعليَّ الآن البقاء حتى يوم القيامة أعاني من العطش وأبقى مقيدا ً بالأغلال والسلاسل .
فقال له ((حسن)) مستهزئاً: إذن فادعُ ربّك ليعجل بيوم القيامة , كي تتخلص من هذا العذاب , فنهض من مكانه وأخذ يصرخ : كلا ... كلا فإننا في وادي العذاب لا نريد أن تقوم القيامة , فقد أرهقنا ما في البرزخ من عذاب قليل فكيف الحال من عذاب جهنّم ... ثمّ أغمي عليه , فانهال عليه ملائكة العذاب ضربا ً بأعمدة الحديد المشتعلة , وفجأة قفز من مكانه وأخذ يرغو كرغو الب************************ واشتعل جسده ناراً ثمّ بدأ يفحص بأقدامه وألسنة النيران تتصاعد من جسده وصوته يهز الأرض .
وهكذا أعاده ملائكة العذاب على تلك الحال يجرونه إلى وادي العذاب , ورغم سعادتي للتعذيب الذي يتعرض له مثل هؤلاء غير أنني كنت أشعر برعشة شديدة في بدني , فوضع ((حسن)) يده بهدوء على كتفي وقال : لا عليك فإنّه يستحق مثل هذا العذاب .
هيا بنا فالطريق طويل والغبار ألقى بك في مكانٍ خطير وموحش, وإذا سرت خطوات نحو الأعلى سترى براكين من النيران تغلي وتُلقي بألسنة النيران على الأرض , وأهلها قد تواقفوا عن الحركة وعليهم تجرّع ذلك حتى يوم القيامة, وأمثال ذلك الرجل كثيرون ولا شك في أنّك ستصاب بالخوف والرهبة لمشاهدتك إياهم .
إذن من الأفضل أن لا نسير نحو الأعلى .
قلت : رغم علمي أنّ الأمر كذلك لكنه مليء بالعبر ولو استطعت لألقيت عليهم نظرة عابرة .
ردّ عليَّ ((حسن)): كما قلت لك هذا المكان موحش للغاية , وإن بعض أنواع العذاب يوم القيامة تبدو هنا مصغرة ومخففة وتنال المستحقين , ومع ذلك فلا طاقة لك على تحمل رؤيتها, وإذا تحليت بالصبر فإننا سنمر على جانب من برهوت وهناك الكثير من المذنبين الذين عجزوا عن مواصلة الطريق وأحاط بهم العذاب رغم التفاؤل بخلاصهم يوماً ما, وهناك بإمكانك مشاهدة بعض المعذبين , استجبت له وواصلنا طريقنا على سفح الجبل .

:: ذوبان الذنوب ::

ونحن نطوي الطريق حدّثت ((حسن)) بقضية نحول الذنب , فضحك ((حسن)) وقال : الحق مع الذنب إذا ما ضعف لأنّ بدنه كان في الدنيا أضخم مما عليه الآن وإن ما تجرّعته من مصائب في الدنيا وصبرك عليها و العذاب الذي تجرّعته حين الموت هو الذي أنهك قواه.
وبالرغم من أن تذكّر الابتلاءات والمصائب التي تعرضت لها في الدنيا كان صعبا ً مرهقاً بالنسبة لي إلاّ أنني كنت مسروراً وفرحا ً لأن ذلك حدّ من قوة ذنبي .
قطعنا شوطا ً طويلا ً, ورغم عدم جرأتي على النظر إلى الجانب الآخر من الجبل غير أن صياح أهل الوادي وصراخهم لم يدعني أهدأ أبداً.

يتبع✏️📝

مسيرة الارواح في عالم البرزخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن