تنهدت كارين بعدم فائدة فعلى ما يبدو ان موضوع الحادث هو كل ما يشغل تفكيره حالياً ... اخفضت بصرها حيث كف يده الايسر الذي كان من جهتها ، اثار حرق الشاي لا زالت
واضحة جداً لان الجلد كان يبدو غريباً و لونه بني ...

ببطئ شديد مدت كفها الصغير و امسكت يده جاعلة جسده يتصلب بثانيتها ليلتفت اليها اخيراً ... هذا الرجل !

ابتلعت ريقها ببطئ بسبب حجم يده و اصابعه ... ما الذي تتوقعه من يد لاعب كرة سلة ؟

تقربت اليه اكثر حتى التصقت بجانبه بدون افلات كفه
" لو ضربتني بهذا الكف يوماً ما ، لن استغرب موتي بلحظتها ... " همست بصوت خافت جداً لكن لسكون الاجواء حولهما ، استطاع آرون سماعها ... ماذا تقول هذه القنفذ !؟

" و هل انا مجرم لعين حتى افعل هذا ؟ " نبس بين شفتيه بإستياء فما الذي تظنه هذه الفتاة به ؟

" يااا آرون توقف ، انا فقط احاول تلطيف الاجواء هنا حتى نصل الى الاسفل " اغمض عيناه بقلة صبر فهي لا زالت تستعمل تلك النبرة المجرورة حين تناديه بإسمه .

" و هل ترين ان هذا حقاً وقت تلطيف الاجواء ؟ " حكت رقبتها من الخلف و افلتت يده لتعاود النظر الى الامام بدون قول كلمة اخرى لانه حقاً لم يكن بمزاج للمزح .

اخذت دورة الدولاب ربما خمسة عشر دقيقة اخرى او اكثر ليصلا اخيراً الى الاسفل حين فتح لهما العامل " شكراً لك " قالت بإمتنان اليه ليومئ الاخر لها بابتسامة صغيرة .

" هل سنعود الى المنزل ام ستذهب الى الشركة ام ماذا نفعل ؟ " قالت معاودة لف يدها حول ذراعه لكي لا تنفصل عنه في هذا الازدحام فأخفض بصره نحوها و سحبها الى الشارع العام لإيقاف سيارة اجرة " سأضطر لارسالكِ الى المنزل لوحدكِ ... " قال تزامناً مع رنين الهاتف ربما للمرة العاشرة بعد ان جاءه الاتصال الاول ليتنهد بعمق و تجاهله .


لمعت عينا كارين مومئة بموافقة و افلتت ذراعه حين توقفت احدى السيارات امامهما " حسناً ، سأتصل بك لاحقاً فقط لأطمئن انك بخير " قالت هذا بدون وعي جاعلة بصره يرتد اليها لكنها فقط صعدت الى السيارة مغلقة الباب خلفها و امرت السائق ان يتحرك .

اغمضت عيناها بقوة واضعة وجهها بين يديها ... لأطمئن انك بخير !؟ ماذا دهاها بحق الخالق ؟!

اقتلوني ...!

الطريق الى المنزل كان عذاباً حقاً و هي تفكر بما حدث في الشركة ، هل هو حقاً تماس كهربائي ام انه فِعلٌ متعمد ؟

و الاهم من كل هذا ان سؤالها الاساسي لم يتم الاجابة عليه بسبب الاتصال الذي جاءه !

RoseWhere stories live. Discover now