الفصل السابع

3.8K 165 10
                                    


قراءة ممتعة 💫
يوري :
كنت منصدمة للغاية بما تراه عيني ، إنه جونغكوك بشحمه ولحمه يجلس هنا ..في بيت تايهيونغ ، ما الذي يفعله هنا بحق الإله !
تراجعت للوراء مختبئة خوفا من أن يراني فتبدأ مشاهد درامية مليئة بالإثارة أمام أفراد العائلة كلها ، علي أن أحرص على أن يراني أبدا و مطلقا.
عدت مسرعة لغرفتي كي يتسنى لي الإختباء فيها ريثما يغادر تايهيونغ و أركض نحو سوهو لأسئله عن طبيعة علاقته به .
______
ليسا :
نزلت من سيارتي للتو التي ركنتها أمام منزل العائلة فقد ِجأت لأخد بعد الأوراق المهمة للشركة التي طلب مني تايهيونغ إحضارها .
وبينما أصعد الأدراج القليلة المؤدية نحو الباب تعثرت قدمي كوني كنت أسرع كثير رغم إرتدائي للكعب العالي ..فزعت فقد كنت أعتقد أنني سأسقط لا محالة لولا تلك اليد التي أمسكت بي  من العدم ...تشبثت بها جيدا بذعر ثم رفعت رأسي نحو هذا الشخص الذي ظهر أمامي فجأة ..نظرت إليه مطولا لأنني قد سحرت بوسامته ونظراته الجذابة ولكن أعتقد أنني رأيت هذه الملامحة من قبل .
ساعدني في إستعادة توازني ثم إبتعد عني قليلا بينما لانزال ننظر إلى بعضنا لأقول مكسرة حاجزة الصمت : شكرا لك .
تدخل سوهو والذي أدركت تواجده للتو ينظر إلينا مبتسما : ماخطبكما أنتما الإثنان هل تصوران مشهدا رومانسيا ؟
تنحنح ذلك الشاب بحرج ليردف محاولا الهروب من الموقف : حسنا يا صاح أراك بالجوار ..سنلتقي كثيرا مادمت قد إنتقلت للمدينة .
ربت سوهو على كتفه : هذا صحيح أريد إسترجاع أيام الخوالي سأحرص على أن نلتقي كثيرا ...إلى اللقاء.
غادر ذلك الشاب الوسيم والذي تحيط به هالة من الكريزما العالية ..فتمر ذكرى سريعة عن ذلك اليوم الذي رأيته فيه ...صحيح لقد كان بمكتب تايهيونغ ذات مرة ، ترى من يكون ولما هو هنا .
فرقع سوهو إصبعه على مقربة من ناظري حتى يلفت إنتباهي لأنني لا أزال أحدق بذلك الشاب ليقول : هل وقعت في الحب يا ترى ؟
كنت على وشك التحدث فقاطعني رافعا كفه حتى أصمت : إسمه جيون جونغكوك وهو صديق قديم  لي أما عن حياته الشخصية فأنا لا أعرف  عنه شيئا ... أهذا ما كنت ستسألين عنه ؟
ثقته الزائدة بنفسه و غروره يستفزانني كثيرا هاهو ذا يتبجح أمامي مجددا إنه يعشق إلتقاط نقاط الضعف لأخريين ..يجب أن لا أظهر أي شيئ  أمامه ...قلبت عيني بإنزعاج لأغادر من أمامي بعد أن قلت : سوهو .. أرى أنك دائما ما تسرح بعيدا بأفكارك الغبية ...ليس لدي وقت لأتحدث إليك على أية حال لذا أغرب عن وجهي .
إستمر بالضحك بينما أنا قد تركته واقفا بالخارج ثم دخلت.
_________

يوري :
لقد رأيت جونغكوك يغادر المنزل من نافذة غرفتي لذلك هرعت لأخرج من الغرفة بحثا عن سوهو لكي أطلق عليه فيضا من الأسئلة المجهزة بعقلي..ولكن ما فاجأني حين فتحت باب غرفتي هو ليسا التي ظهرت أمامي فجأة ...تقدمت دخولا للغرفة بعد أن قامت بدفعي بجسدها ...لأهتف قاطبة حاجبي : إلى أين تذهبين ؟
دخلت تتجول بالغرفة بخطوات بطيئة وتتفحصل كل زواية بها و كأنها تتجول داخل متحف أو ما شابه ..لم تقم بالإجابة عن سؤالي فأردفت بصوت أعلى : قلت ما الذي تفعلينه هنا ؟
تنهدت متجاهلة ثم نظرت إلى ذلك السرير لتقول : آه ..كان يجدر بي أنا من ينام على ذلك السرير رفقة عزيزي  تايهيونغ.
عضتت على شفتي بنفاد صبر لأتحدث : أخرجي !
إلتفت نحوي وبنبرتها المتعجرفة تلك قالت : آسفة ولكن تايهيونغ من أرسلني إلى هنا .
قطبتُ حاجبي بعدم فهم ...فإتجهتْ نحو أحد الرفوف لتسحب ملفا مليئا بالأوراق ورفعته نحوي قائلة :  لأجل هذا .
إسترسلت بنبرة حازمة : حسنا ...ها أنت ذا تأخدين ما أتيت لأجله غادري الأن .
تفاجأت بها تلقي بجسدها على السرير متنهدة : آه متى ستصبح هذه الغرفة لي ؟  أتوق شوقا لذلك اليوم .
عادت لتنهض بينما لاتزال جالسة لتقول بنظرة مخيفة : تذكري أنك لن تطيلي البقاء هنا .
ثم أخدت ذلك الملف وغادرت تنثر بشعرها الأسود الطويل بتكبر امامي  .
لا أصدق لا يمكنني تحمل هذه الفتاة إنها مزعجة حد اللعنة .
حاولت تمالك نفسي و تهدأتها لأواصل بحثي عن سوهو ..وها قد وجدته أخيرا يجلس بغرفة المعيشة يقرأ كتابه ويرتشف من كوب قهوته .
جلست إلى جانبه بشكل مفاجأ مما جعله ينتفض من مكانه بفزع : أوه أنت هنا !؟
بدوت وكأنني اريد قول شيء مهم بسبب تصرفاتي المهرولة ...رفع حاجبه الأيسر متسائلا : هل هناك شيء ما ترغبين في التحدث عنه ؟
اومأت برأسي فورا : أجل .. أرغب في سؤالك بشأنك ذلك الشاب الذي كان برفقتك هذا الصباح .
انتزع نظارته مقهقها : غير معقول ..ماخطبكن أنتن الفتيات تقعن في الحب بسهولة ...الأولى ليسا و ها أنت ذا الثانية ...هل أعجبت به أنت أيضا ؟!
طرفت بعيني بعدم فهم انظر إليه بإستخفاف : أنت و أفكارك مجددا .
عدلت من جلستي حتى أستعد لشرح حديثي أكثر الذي سبق وجهزته  : الأمر ليس كذلك...ذلك الشاب أعرفه منذ أيام المدرسة الثانوية ولست على مقربة منه ..لهذا شعرت بالفضول لتواجده هنا...ترى ما سبب ذلك .
استمر بالتحديق بي و كأنه لم يصدق ما قلته ليتحدث أخيرا : لما أشعر أن هناك أمر آخر تخفينه بشأن هذا الشاب ؟
نفيت برأسي مبتسمة : لا شيء مطلقا... مجرد فضول لا أكثر.
تنهد بعمق ثم أردف بعد ان صمت لبعض الوقت : سأخبرك ولكن تحت شرط واحد.
أرخيت بجسدي مستلسمة لأفكاره المزعجة مجددا : بحقك ..أي شرط هذا ؟
شقت ابتسامة خفيفة شفتيه ليقول : سأخبرك  عن سبب حضوره الليلة في تمام الساعة العاشرة ...في غرفتي .
ما الذي يخطط له هذا المحتال أيضا ...لما عليه أن يخبرني في تمام الساعة العاشرة و بغرفته ؟؟
قطبت حاجبي مستغربة : لماذا تضع كل هذه الشروط ؟ هل تخطط لأمر ما ؟ لما تحدد الوقت و المكان فقط أخبرني الأن.
وقف من مكانه وغادر بعد أن قال بنبرة واثقة : إن كنت تريدين معرفة سبب حضور ذلك الشاب إلى المنزل اليوم ..تعالي في الموعد الذي حددته ...ستعرفين فيما بعد لما وضعت تلك الشروط .
________
ليسا :
دخلت إلى غرفة الجدة لألقي التحية عليها قبل أن أغادر ...وقد وجدتها منسدلة على سريرها تقرأ الجريدة كالمعتاد جلست إلي جانبها على حافة السرير لتردف بعد أن رأتني : آه ليسا أنت هنا ؟ متى وصلتي ؟أليس لديك عمل بالشركة ؟
نفيت برأسي وقد بدى الإستياء على وجهي لأقول : أنا أشعر بالحزن الشديد جدتي ..أشعر بالغدر مما فعله تايهيونغ بي.
أمسكت بيدي مواسية : لا عليك ليسا عزيزتي ...أخبرتك ولازلت أخبرك أنك أنت من ستتزوجين حفيدي ...تلك الفتاة التي أحظرها لن تبقى هنا كثيرا و أدرك هذا ...لاشك أن بينهم إتفاقية ما وهي ما جعلته يتزوجها بهذه السرعة ودون أن يخبر أي أحد حتى ...ولكن ما أخشاه ..
صمتت لوهلة ثم نظرت إلي : أخشى أن تكون هذه الإتفاقية هي حمل تلك الفتاة منه ...ربما هو ينتظر إنجابها للطفل ثم يتركها ...وكم أتمنى أن لايحدث هذا .
إنهارت الدموع على وجنتي بمجرد سماع تلك الكلمات التي لا أرغب بأن تكون حقيقة ..
لتربت على رأسي بلطف : لا تحزني ...سأحرص على عدم بقائها ..أنا و أنت يجب أن نتخلص منها في أقرب وقت ، لذلك قفي وامسحي هذه الدموع عن وجهك وكوني قوية ...كافحي لأجل حبك .
________
في الشركة     
كان تايهيونغ يجلس بمكتبه يقوم بعمله ..إلى أن دخل جيمين بشكل مفاجأ قائلا: مرحبا يا صاح .
أجاب تاي دون أن يرفع عينيه نحوه : أهلا جيمين ..جيد أنك أتيت كنت أريد ان أسئل بشأن العمل.
جلس جيمين على المقعد جانب مكتبه قائلا : أخبرني أولا هل شُفيَ جرحك ؟ كيف تشعر الأن ؟
رمى تاي قلمه ليسند ظهره على الكرسي بتعب : أجل أشعر أنني بخير ...وكل الفضل يعود لها.
قطعب جيمين حاجبيه : صحيح بشأن تلك الفتاة التي عالجتك أليست هي نفسها من شهدت جريمة القتل في الفندق ؟ ألم تتخلص منها بعد ..ماذا لو فرت منك و أخبرت الشرطة ؟
فرك تاي عينيه بتعب : لا تقلق هي تحت قبضتي لقد أصبحنا نعيش في بيت العائلة متظاهرين بأننا زوجين .
رفع جيمين حاجبيه بعدم تصديق : ماذا كزوجين؟ ولكن لما لم تتخلص منها حتى الأن ألا تشكل عائقا لك ؟
صمت تايهيونغ لوهلة يحرك بكرسيه يمينا و يسارا فقاطع جيمين شروده : أيعقل أنك ...وقعت في حبها ؟
رفع تايهيونغ نظره ناحية جيمين يرمقه بنظرات منزعجة : هل تراني كشخص يسهل الإيقاع به ؟ ألم تتذكر أنني واعدت الكثير من النساء و أجملهن وأكثرهن إثارة ولكن ولا واحدة منهن إستطاعت إيقاعي بذلك الحب السخيف الذي  تتحدثون عنه دائما.
أومأ جيمين برأسه يؤيده فيما يقوله ليردف : هذا صحيح ..أنت لست مثلي ، ها أنا ذا واقع في الحب منذ طفولة وأخيرا استجمعت شجاعتي وقررت الإعتراف لها .
توسعت عيني تايهيونغ بدهشة : لا تقل لي أنك تقصد ليسا ؟
اومأ جيمين بسعادة : أجل ومن غيرها وأنت أدرى الأشخاص بمشاعري اتجاهها...لكن لما تبدو متفاجأً ؟
إرتبك تايهيونغ لبعض شيء فقال مغيرا الموضوع : حسنا إفعل ما شأت لست أكترث بعلاقاتك العاطفية ..ولأن  ما رأيك بالذهاب إلى الملهى لنقضي بعض الوقت الممتع فقد مضى وقتا طويل على ذهابنا آخر مرة .
وقف جيمين متأهب : أنت محق ...لنذهب ، لنعش شبابنا على أكمل وجه قبل أن نتزوج ويصبح لا وقت لدينا للهو .
أومأ تايهيونغ : معك حق.
________
يوري :
كنت أتجول بالغرفة ذهابا و إيابا أنتظر وصول العاشرة
لأذهب إلى غرفة سوهو مثلما أخبرني ..لا أعلم لما وضع شرطا سخيفا كهذا ولكن أتمنى أن لا يكون مجرد محتال كاذب.
نزلت الدرج متوجهة نحو غرفته ..طرقت الباب لأسمع استجابته من الداخل فدخلت و أغلقت الباب خلفي متفحصة الرواق يمينا و يسارا قبل أن يراني أحدهم فيسيء الظن بي.
وقفت مجابهة له أضم ساعدي نحو صدري بثقة : حسنا إنها العاشرة و ها أنا ذا في غرفتك لقد حققت شروطك الغبية ...والأن أخبرني بما أريد معرفته .
صفق بكلتا يديه متجولا بالغرفة قائلا : أنت فتاة جريئة بالفعل ...تدخلين غرفة رجل أخر بينما أنت متزوجة و وغير مكترثة لأفراد هذه العائلة ...حقا أنت شجاعة.
إنه نسخة مستفزة أخرى من ليسا ...يستمرون بالتحدث عن زوجي وأنا قد نسيت أمر ذلك الزواج أصلا .
بنبرة حازمة قاطعت تصفيقه : فقط أخبرني بسبب حضور جونغكوك إلى البيت و دعني أخرج  فقد بات الهواء ثقيلا هنا.
وقف مواجها لي تماما يحدق بي بنظرات تحدي : تعرفين إسمه كذلك ...ربما أنا من عليه السؤال بشأن طبيعة العلاقة بينكما وإصرارك على معرفة سبب مجيئه إلى هذا البيت ...
قاطعته بحنق : لا شأن لك.
تقدم نحو نافذته مبعدا الستار و يلقي بنظراته وكأنه يبحث عن شيء بالخارج ليواصل التحدث : حسنا .. يمكنني القول أيضا أنه لا شأنك لك ايضا بمعرفة سبب حضور جونغكوك أليس كذلك .
هتفت بغضب : لا تكن لئيما و أخبرني ...لقد حققت شرطك الغبي هذا و أتيت رغم أنه خطأ  ولكن أنظر الى نفسك تتصرف بغرور.
إبتسم بينما يحدق للخارج وكم استشعرت هالة الخبث التي تحوم حوله ...قطبت حاجبي : لما تبتسم ؟
إلتفت نحوي قائلا : حسنا سأخبرك بكل شيء ..هدئي من روعك و أرخي ملامحك الجميلة تلك ...أنا و جونغكوك مجرد أصدقاء و قد جاء لأنني قمت بدعوته فقد مضى وقت طويل على أخر لقاء لنا ... هذا كل ما في الأمر .
ضحكت لساخفة الموقف : أهذا كل مافي الأمر ؟
أومأ برأسه ليضيف : أرى أنك كنت تتوقعين شيئا أكبر ...لابد وأن هناك سر كبير بينكما انت وجونغكوك كذلك ...واه انت غامضة فعلا يوري...تجعلينني أرغب بالتوغل بحياتك أكثر فأكثر.
استرسلت بنبرة حازمة : فقط إبقى بعيدا ولا تجرأ على الإقتراب أكثر.
أمسكت مقبض الباب لأفتح بغضب ثم خرجت من غرفته بملامح حازمة ولكن سرعان ماتغيرت تلك الملامح للدهشة حين وجدته ينظر إلي بجمود وقد توقف عن صعود الدرج منصدما لأقول بتوتر : تايهيونغ ؟!
قطب حاجبيه يحدق نحوي بنظرات حادة : ما الذي كنت تفعلينه بغرفته ؟
آه تبا ...أوقعت نفسي بورطة مجددا ..ما الذي علي إخباره به ...إبتسمت ببلاهة محاولة تلطيف الجو المخيف الذي يحيط بتايهيونغ : لا شيء...فقط ...لقد أخطأت الغرفة ، كنت أعتقد أنني دخلت غرفة نايون  لذا تبين أنها غرفة سوهو فإعتذرت وغادرت فورا ههه.
تسللت ضحكة خافتة ساخرة : هل تظنين أنني شخص غبي لهذه الدرجة ؟

الأسيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن