الفصل الثامن والعشرون

6.7K 286 9
                                    

زغاريط كانت مسمعة فى السوق كله .. جعلت الناس كلها عينها تروح على محل الدهب اللى خارج منه الصوت .. وبداخل المحل كان واقف بسعادة بيلبسها الدبلة فى ايدها اللى بتترعش من لمسته عشان يشوف مقاسها..
بابتسامة ولا أجمل وعينه ملاحقة كسوفها :
- عجبتك الدبلة ولا نشوف حاجة أحلى ؟
هزت برأسها تجاوب بارتباك وعيونها فى الأرض .
- كويسة وزينة ...
صباح وهى قاعد على مقعد طويل ضمها هى واخت العروسة ونعمات :
- جولى ياحبيبتى على اللى نفسك فيه ماتتكسفيش .. الخير كتير والحمد لله.
ابتسمت لها بخفة ترد بصوت واطى :
- عجبانى والله وكويسة .. دى حتى لايقة على يدى .
اخت العروسة " منى " بصوت فرحان:
- ماخلاص ياجماعة مدام عجبتها يبقى ننجى احنا الباقى بجى .
اتدخل تاجر الدهب معاهم فى الكلام :
- زوقك يجنن ياعروسة .. الدبلة شكلها رقيق وشيك اوى .. وانا بقى هناقيلك بقية الشبكة على زوقى وان شاء الله تعجبك .
صباح اللتفتت ل" نعمات " بخبث وصوت واطى :
- ياللا جومى يا" نعمات " عشان انتى بتفهمى فى الدهب زين .. نجى الحاجة اللى تكون تجيلة وتشرف .
- ماشى حاضر انا جايمة اها .
قالتها " نعمات " وهى بتقوم من جمبهم تشاور للتاجر على بعض القطع المعرضة .
منى اخت العروسة ل" صباح " :
- شكلها بتفهم زين فى الدهب عشان كده جبتيها معانا .
صباح بودودة وصوت كالهمس :
- اصلها جوزت كذا بت جبل كده من بنتتها فشافت الى عالموضة واللى ينفع يعيش .. دا غير ان هى اساساً فالحة وواعية .
وفى الناحية التانية استغل الفرصة عشان يكلمها ويسألها :
- تحبى نريح فى كافيه ولا مطعم قريب ؟
عينها اترفعت لعيونه باندهاش ومقدرتش ترد .. فابتسم لها بمرح :
- ماتخافيش مش هانبقى لوحدنا والله .. هما هيكونوا معانا برضوا .. بس على طرابيزه تانية مع نفسهم .. لأحسن " عبد الرحيم" يوقف الجوزاة وانا مصدقت .
غطت بكفها على بقها عشان تدارى ضحكتها .. اللى جننته اكتر لانه اول مرة يشوفها فجعلته يتنح لها بهيام ولكنه اتنفض على صوت " نعمات " :
- تعالى ياعريس انت والعروسة عشان تشوفوا الى يعجبكم من زوقى.
وقبل ما يتحركوا رقعت " منى " زغروطة بصوت جهورى قلبت المحل والسوق من تانى .
.............................

وفى مكان مختلف .. وبالتحديد بداخل سجن المحافظة .. الخاص بالرجال .
كان بينظر لابنه بغموض وهو ساكت ومش ناطق بحرف لدرجة حيرت " معتصم " :
- خبر ايه يابوى ؟ بجولك خطبت وهاتجوز جريب .. ايه مش فرحانلى.
عوج شفته على زاوية واحدة قبل مايرد بعدم رضا:
- وافرح كيف وانت رايح تناسب الناس اللى سجنوا ابوك وامك وانت جبلينا .. خلاص ضيجت عليك فى البلد كلها ملجتش واحدة تعجبك .
ضحك بسخرية وحقد :
- شوفت يابوى فى البلد بنتة كتيرة تعجبني.. بس ياترى بجى انا لو اتجدمت لواحدة فيهم تكون بنت ناس .. هاترضى هى ولا ناسها بواحد زيي ؟ اكيد انت عارف الاجابة .
نفخ بضيقه وهو بيشيح بنظره قبل يرجع تانى ويرد على ابنه :
- مش لازم من بلدنا يا" معتصم " .. كنت هتلاجى فى البلاد اللى حوالينا .. اللى ترضى بيك طالما هاتغرى ناسها بالفلوس.. بس انا متأكد ان دى فكرة امك .. كلامى صح ولا كدب ؟!
هز بدماغه يوافق والده:
- صح يابوى فكرة امى .. هى اللى خلتنى اجيب " سامح " على ملا وشه لما اغريته بالدهب والمقبرة اللى فيها الكنز عشان كانت فاهماه كويس .. فكرة امى اللى خلت فرحتى امبارح اضعاف وانا شايف القهرة فى عيون " صباح " وهى مغصوبة تسلم عليا وتباركلى غصب عنها .. فكرة امى خلتنى افرح وانا عارف ان " ياسين " وعياله اتكادوا زين جوى لما خطبت واحدة من بناتهم غصب عن عنيهم .
تنهيدة خرجت من " هاشم " بصوت عالى قبل مايرد على ابنه بقلة حيلة:
- طب وبعدين يا" معتصم " ؟ انا ياوالدى اللى مصبرنى على الجعدة هنا .. هو انك حر برة السجن و بتتمتع بالفلوس اللى جمعتهالك طول السنين اللي فاتت..انا مش عايزك تتأذى يا" معتصم "
ابتسم لوالده بثقة :
- ماتخافش عليا يابوى .. انا ألايام اللى جعدتها هنا فى السجن علمتنى كتير جوى وكبرتنى بزيادة سنين كتيرة عن سنى .
هاشم وهو بيهز فى دماغه:
- ما انا واخد بالى ياولدى وشايف زين جوى " معتصم " الجديد .. مش الجلعان بتاع زمان
.............................  

ست الحسن ( الجزء التانى )Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin