صوته مألوف..
تشعر روزالين أنها تعرف الشخص الذي تحدث منذ قليل..
ليس فقط بتسجيلات الصوت المشوشة التي جلبتها الشرطة إليها..و لكنها تشعر بأنها تعاملت معهم..

روزالين:أليس واضحاً؟

رجلٌ ما..
ذاك الرجل في الخلف..
متأكدة أنها تعرفه و تعاملت معه على أرض الواقع..
صوته الحاد و الغامض يشبه صوت شخص تعرفه جيداً..
هل ربما تخفى أعضاء بونتين على أنهم من الشرطة و لهذا فهي تشعر أنها رأتهم و تعاملت معهم؟..احتمالٌ كبير..

..:ما الذي سنفعله إذاً؟..هذه الشرطية روزالين..

..:أليست هي نفسها زوجة

..:هل سنبدأ أم لا

قاطع أحد الرجال الآخر مطالباً ببدأ المهمة التي أتوا لأجلها..

..:آه نسيت..

إذاً فهم يعرفون من تكون جيداً..
شعرت روزالين بـ اهتزاز طفيفٍ على الأرض..
أقدام فريقها أخيراً..

..:سيدة روزالين!!

ستخلف هذه المعركة الكثير من الضحايا..
بمجرد دخول الشرطة المكان بدأت بالإنسحاب تدريجياً خارجه..
عليها إيصال ما تعرفه إلى المركز!!

..:إلى أين تعتقدين

كان أحدهم سيمسك بها و لكن صوت عضوٍ آخر اقتحم المحادثة..

..:دعها!!

لماذا عضو بونتين ذاك يمنع العضو الآخر من الإمساك بها؟
و كأنه يتركها ترحل..
هل هي خطةٌ أخرى منهم..لن يفعلوا هذا بـ دافع الشفقة خاصةً و أنهم يعرفون من هي و لما أتت..
لا وقت للتفكير!!
ركضت بأسرع ما يمكنها إلى سيارة أحد أفراد الشرطة متوجهةً إلى المركز..
من الجيد أنها تحسبت حدوث هذا لذلك طلبت بأن تكون مفاتيح السيارات كلها خارجها و قريبة منها..

...:...إنهم أشخاص من الصعب التعامل معهم..

روزالين:كانوا يعلمون بـ قدومنا..متأكدة بأن هناك جواسيس و خونة في الشرطة..

المدير:سوف أُعين شخصاً للبحث عن هذا الأمر..

روزالين:هناك شيءٌ آخر..التسجيلات التي سمعتها قبل أسبوع من المهمة..أحتاج لـ سماعها مرةً أخرى..

لا يعرف أي شخص عن بونتين أي شيءٍ سوى أنهم مجموعة من القتلة و السفاحين..
الأعضاء ؟ ألقابهم ؟ أسمائهم ؟ شكلهم ؟
لا أحد يعرف..
في كل مرةٍ تقتحم فيها الشرطة مكانهم يُخفون كل شيءٍ فيهم..
و في الغالب يُقتل المسؤول عن أي مهمة تتطلب بـ أن يواجهوا بونتين..

روزالين:لقد عدت..

كانت الجميلة روزالين ذات الشعر الزيتي القصير و العينين البُنيتين ممسكةً بـ حقيبتها و هي تغلق الباب الرئيسي للمنزل بعد عودتها بـ مفتاحها..
عادت إلى المنزل أخيراً..بعد يومٍ شاقٍ من العمل و التحقيق و سماع التسجيلات مراراً و تكراراً..
من الجيد أن عملها كان جلب معلوماتٍ عن بونتين فقط—

..:تأخرتي..

رحب بها زوجها بهذه الكلمة..

روزالين:تعلم أن أعمالي كثيرة هذه الفترة...كيف كان عملك اليوم..ريندو؟

اوه نعم..

ريندو:كالمعتاد..تعرفين صعوبة أن يعمل الشخص في شركة كبيرة..

لاحظت روزالين ملاحظتها المعتادة..

روزالين:..هناك بعض الجروح على يديك..

ريندو:اوه هذه..مجرد مخاطر عمل..مجرد مخاطر..

إنه يكذب و ذلك واضح..
الجروح لا زالت جديدة..
هذه ليست المرة الأولى التي تراه فيها هكذا..
بالرغم أن زواجهما كان لـ مصالح عائلة روزالين و أعمال الأخوين هايتاني إلا أن عليه تقبل الأمر..فقد تقبلت روزالين فكرة أنها زوجته و انتهى الأمر..و لكن ريندو..لا يزال يُعاملها كـ شخصٍ غريب..
تفهم روزالين كون عدم نمو المشاعر لدى شخصين لم يكونان يعرفان بعضهما قبلاً..
و لكن مع ذلك تقبل الواقع أهم من هذه المشاعر خاصةً في حالتهما..

روزالين:هل جلبت طعاماً معك؟

ريندو:أجل...سأذهب لأتمشى قليلاً..

روزالين:الوقت تأخر..

ريندو:أجل و ماذا في الأمر؟

روزالين:اذهب و افعل ما تشاء..و لكن لن أستيقظ من نومي لفتح الباب لك أنت و أخوك و هو يحملك و أنت ثمل..

ريندو:كلام فارغ..

خرج ريندو..
إن بروده و هدوئه مزعج للغاية..
لماذا يحب المشي في هذا الوقت حتى؟..الجو بارد و مظلم و غير مريح..
كل يوم يفعل نفس الشيء و في الغالب يعود ثملاً أو بعد ساعات..
على ذكر الهدوء تذكرت روزالين ذاك الفتى في بونتين..ذو الصوت الغامض و الهادئ..لوهلة اعتقدت أنه هو..
ضحكت روزالين على أفكارها قليلاً..
لا...ربما ريندو مزعج و لكنها ستميزه في أي مكان..صحيح؟

مصالح || Haitani RindouWhere stories live. Discover now