احست بالنفور منه ومن كلماته وإيضاً نظراته التي تتأكلها من أعلاها لأسفلها فأردفت بضيق: ممكن حضرتك تقولي المطبخ فين
_ بما انه أول يوم ليكي في القصر فأكيد مش هعرف اوصفلك وزي ما انتِ شايفه القصر كبير ..تعالي انا هوريهولك
=لاء شكرا

وأثناء حديثهم تأتي فتاه ذات ملامح جميله مرتديه فستان احمر قاني مُطعم بحزام عند منطقه الوسط بالون الاسود قصير يظهر جمال ساقيها ويكمل الفستان جمالا الحذاء الاسود ذو الكعب العالي الذي يدل علي أناقتها
تحدثت موجه حديثها لنوران : انتِ البنت الجديده
_ أيوة انا بعد اذنكم
تركتهم وهبطت علي الدرج للبحث عن المطبخ في هذا القصر العجيب 
اردفت مُرجان بأسف بعد أن ذهبت نوران من أمامهم
_خُساره البنت شكلها طيبه
اكمل نبيل بخُبث
=متتخدعيش بالمظاهر
_ياريت تسيبها في حالها البنت شكلها بريئه
=ياريت انتي تخليكي في حالك ولا اقولك ثم اقترب منها وهمس بأُذنيها : خليكي في حبيب القلب الي هتضيعي عمرك كله وأنتِ مستنيه نظره منه
ألقي هذه الكلمات علي مسامعها ثم تركها وعلي وجهُ إبتسامة خبيثة
..
_زُمرد
إلتفتت زُمرد لتلك الواقفه خلفها ويبدو عليها الضيق واردفت: نوران ايه الي منزلك المطبخ
_وفيها إيه لو نزلت؟!
=مفيش بس اصل المطبخ محدش بيخشه غير الخدم بس والجنايني
_ زُمرد حبيبتي علي فكره احنا مش خدامين احنا اسمنا بنشتغل بعدين هو فيه هنا جنينه
=اه في ضهر القصر
_ غريبه مع أني كنت فاكره أن حولين القصر صحراء
= لاء ده فيه جنينه وجميله بس مراد بيه مش بيخلي حد يجي جنبها مفيش غير الجنايني بيسقي الجنينه ما عدا الورد ،مراد بيه هو الي بيسقيه وبيهتم بيه
_ده مراد ده مغرور جدا
= ايه ده أنتِ شوفتيه
_اه شوفته بس هحكيلك بعدين انا جيت علشان اقولك ناريمان هانم عوزاكي
=طيب انا طالعه وأما ارجع ابقي احكيلي
....

سألت نوران فوزيه بحيره
_طنط فوزيه هو حضرتك مجهزه كل وجبه لوحدها ليه؟!
لوت فوزيه فمها وتحدثت بتهكم :والله يا بنتي سكان القصر دول تعبوني كل واحد بياكل لواحده وكل واحد عاوز اكل معين مبلحقش اعمل كل الاكل ده لوحدي علشان كده زُمرد بتبقي معايا في المطبخ اغلبيه الوقت
_وعلشان كده طلبوا مرافقه لنريمان هانم لإن زُمرد مش بتبقي فاضيه ؟!
اكملت نوران بهذه الكلمات بتساءل

= عليكي نور ،مفيش بس غير يوم الجمعه الي بيتجمعوا فيه وياكلوا مع بعض من نفس الاكل الي بتختاره ناريمان هانم ،اما بقا بقيت الايام بنودي لكل واحد فيهم الاكل لحد عنده
_ بجد القصر ده غريب جدا والي عايشين فيه اغرب
تدخلت زُمرد ف الحديث مُردفه بعد أن أتت للتو
_الي عايشين فيه بيحبوكي 
_ وأنتِ عرفتي منين بقا؟!
اكملت زُمرد بتوضيح :
_ناريمان هانم قالتلي اشوفك بتحبي أكل ايه واجبهولك في اوضتك زي اي حد عايش في القصر 

تحدثت فوزيه وهي منشغله بتجهيز الطعام:
_يبقي كده شكل ناريمان هانم ارتحتلك فعلا لأنها مكنتش بتعمل كده مع اي بنت اشتغلت عندها

تحدثت زُمرد بسخريه
_قال يعني هما كانوا بيفضلوا موجودين

قبل أن تحذرها فوزيه مردفه: زُمرد متتكلميش في الي ملكيش فيه
واكملت موجهَ حديثها لنوران الواقفه بشرود :قوليلي يا حبيبتي علي الاكل الي بتحبيه علشان اعملهولك

_لاء يا طنط انا هعمل اكلي بنفسي كفايا عليكوا طلبات الناس العجيبه الي في القصر ده
_ وهو انتي بتعرفي تطبخي؟
= اه انا اصلا الي كنت بعمل الاكل عندنا في البيت
_سامعه يا مقصوفه الرقبه...بس يا بنتي اخاف حد يعرف انك أنتِ الي عملتي الاكل ويزعقلي
=وهما هيعرفوا منين ...عرفيني بس أماكن الحاجه وانا هعمل ...ولو لقيت نريمان هانم نايمه ومش عاوزة مني حاجه اجي اساعدك
_ ربنا يخليكي يا حبيبتي
وبالفعل بدأت فوزيه إرشادها وتعريفها أماكن الأشياء ولم يخلو الجو من المرح المتبادل بين زُمرد ونوران
.........
توالت عدة أيام بدون احداث تُذكر عَرفت فيها نوران مواعيد دواء ناريمان وكيفية التعامل معها ومع مرضها وايضا كانت تعمل لها تدليكات مسائية قبل النوم وقد عَرفتها ناريمان علي الجرس الذي وُضع بالجناح ..فإذا احتاجت ناريمان نوران ولم تكن بالجناح تضغط عليه

كانت نوران تتحدث معها وبدأت ناريمان بالتجاوب ومجارتها في الحديث
شعرت نوران وكأن ناريمان ام لها فكانت تسألها علي طعامها وعلي راحتها وعلي إن كان ضايقها أحداً ما وقد استغربت نوران سؤالها هذا لكنها أنكرت

واقتربت أيضا من زُمرد كثيرا وكانت تحكي لها عن عائلتها ،وحاولت بقدر الإمكان عدم التواجد بأي مكان يوجد به نبيل

ولم تري هذا المغرور المُسمي مراد فهو في سفرية عمل مع أخاه عثمان ..أما عن دولت فكانت تنظر لها نظرات لم تستطيع نوران تفسيرها بسبب قلة خبرتها ولكنها تشعر أنها ترسل لها نظرات حقد أو لا اعلم لا يهُم ...ومرجان لا تخرُج من غرفتها فلم تقابلها نوران من ذلك اليوم الذي كانت واقفه به مع نبيل
................
وفي إحدى الليالي بعد أن اطمئنت نوران علي ناريمان ذهبت إلي غرفتها كانت تود النوم وبشده فهي تستيقظ مبكرا لإعطاء الدواء لنريمان
وعندما إقتربت من فراشها وكادت أن تنام لمحت ورقه مطويه
نظرت للورقة بإستغراب فمن سيدخل غرفتها غيرها
علي كل حال فتحت الورقه ورأت ما جعل ضربات قلبها ترتفع بعنف وجحظت عيناها وجلست بتوتر علي الفراش وعيناها علي الورقه بدأ الخوف يتسرب إليها رويدا رويدا
"(اهربي بدل ما يحصلك زي البنات الي قبلك ) ".
......

بقلمي ضحي حت

قصر التركمانىWhere stories live. Discover now