شاهين

9 0 0
                                    

حاولت ليليا إبعاد البنتين قدر المستطاع عني لكي لا تنتقل عدوى المرض لإحداهن ،لكنهن يصررن على الاقتراب مني لسماع مغامراتي العجيبة مع الجن و عن الخوارق التي حدثت معي في وادي الموت .. ،

_من ثم خرجت ضفدعة كبيرة خضراء من وادي الموت ،وحاولت التهامي بلسانها الضخم اللزج ، لكنني استطعت الافلات منها بأعجوبة

أخذت نفسا عميقا للمتابعة ، وعينا زهرة ونور تتابعان معي بانبهار

_أخبلنا كيف استطعت الافلات منها يابا _قالتها نور وهي تعدل من جلستها

_لقد حملت سلاحي المدجج بالمسامير ،وغرزته في بطنها ، وأخرجت أمعائها بقبضتي ،وساعدت القرية من موت محقق ...

أنهيت قصتي بفخر ،وانا اراقب اندهاش الفتاتين ،فقاطعتنا ليليا متجهة نحوي بصينية العشاء ..

_الن تكف عن حكاياتك تلك ،فأنت تخيف الفتاتين ،و قد تأتيهم الكوابيس بسببك ،ناولتني جرعتي من عسل وأعشاب ،فأزحت وجهي للناحية الاخرى واردفت :_ ما أسوء طعم هذا الدواء ، ورائحته

...حملت زهرة ذات الاربع سنوات ،وامسكت نور من يديها متجهين نحو مائدة الطعام وهي تتمتم ،

_الامر عائد لك ، ان كنت تريد استرجاع صحتك ام لا ...

ريماس

لم أعد قادرة على تحمل كل هذه الأحداث التي تأتي تباعا دون رحمة القدر، أصبحت شاحبة وصبري على ما يحدث معنا يكاد ينفذ ،

لاحظ إلياس قلة حيلتي ،و بدأ يتقبل فكرة الفرار بجلودنا من هذه اللعنة ، حاولت تفادي التفكير أن ما يحصل معنا بسبب الذنب الذي اقترفه الياس في الماضي ،فقتله لأخي لا أحد يعلم حقيقته

_ قبل سبع سنوات :

كان الجو ممطرا ،عندما دخل إلياس وهو يجر جثة أخي الضخمة بين يديه ،ثيابه ملطخة بدماء وطين ، وجسمه مبتل بالكامل ،

_لا تتسمري هناك كلافتة وساعديني في حمل أخيك ،قالها إلياس وهو يلهث وسط أنفاسه

سمعته أمي وخرجت تولول من المطبخ ،و ما إن رأت أخي غارقا في دماءه حتى أغمي عليها ، فخرجت مسرعة لمناداة داسين .

ما إن حضرت حتى أخبرتها أن تحاول الاعتناء بأمي ريثما أعود مع طبيب القرية

_ لقد أنهيت جمع الأغراض ،لم يبقى سوى بعض الملابس التي لا حاجة لنا بها ، ريماس هل تسمعينني ؟

_أأجل لكنني كنت أستعيد ،أحداث احتضار أخي ،وأريد أن أعرف تفاصيل تلك الليلة..

قبل أن أكمل عبارتي حتى انهال السقف من فوقنا ، وظننا أننا هالكين لا محال ولا خروج لنا من هذا حطام

ما هي إلا لحظات حتى خرجنا بأعجوبة ،لا أعلم كيف وجدنا أنفسنا نركض دون وجهة ،فبدأت الأرض تتشقق كلما سرنا باتجاه الوادي ، السماء ملئت بالسحب وهياكل عظمية أطرافها مبتورة بدأت تزحف خارج الوادي باتجاهنا ، وطيور بأشكال مختلفة خضراء اللون تحمل بين مخالبها أجساد لبشر أحياء يسمع نحيبهم من أبعد نقطة في القرية ، وروائح نتنة بدأت تنبعث من تحت أقدامنا ، فرميت ما بيدي ومسكت يد إلياس ،وبدأنا الركض باتجاه مخرج القبيلة ،

لمحته وقد اصفرت بشرته .

_هل أنت بخير ما بك خائف؟

_و هل هذا سؤال يطرح في وضع كهذا ،أخشى أن نهلك هنا

كيف نهلك وأنا معك _

_ احترسي أفعى برأسين خلفك

اندفعت باتجاهه ويدي ترتجف _أأين ؟

_ هاهاها أين هي شجاعتك ؟

_وماذا عن التنانين التي ستكاد تلتهمنا لو لم نسرع

رفع عينيه للأعلى ،فصعق من هول ما رأه، فتجمعت الدموع في عينيه ،و شد على يدي ، ليخبرني هل حقا سننجو من هذه اللعنة؟

إلياس

دوي الأصوات الذي كان يحيط بنا من كل جانب ، ينسف كل خلية نسفا،

فجأة ،وجدنا أنفسنا معزولين في بحر من الظلمات ،فأحسسنا بالاختناق والضياع ،كانت حقا لحظة عنيفة صادمة شلت فيها عقولنا وانسحب الهواء من رئتينا ،وجعلت قلوبنا تخبط خبطا قويا وكأنها كانت تهدد بسكتة مفاجئة ،

اختلطت علينا الأمور فلم نعد ندري هل كنا نعيش كابوسا مفزعا أم واقعا مروعا؟

يا للنهاية البشعة ! في لحظة حرجة كهاته ، يغوص الإنسان بلا وعي في أغواره السحيقة ليقيس حدود مناعته ،فكم من امرئ ظن نفسه قويا وامن بقوته إلى حد الغرور فإذا به يبدو في ظرف كهذا ضعيفا واهنا هشا ،

هجمت على خيالنا جحافل من أفكار قاتمة ونحن نتخبط في مهاوي ذلك اليأس القاتل ،هل من خروج ،هل من مفر ،أم سنلقى حتفنا هنا دون رحمة ؟

-النهاية










Je hebt het einde van de gepubliceerde delen bereikt.

⏰ Laatst bijgewerkt: Aug 05, 2021 ⏰

Voeg dit verhaal toe aan je bibliotheek om op de hoogte gebracht te worden van nieuwe delen!

لعنة الثأرWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu