الفصل الثامن عشر

ابدأ من البداية
                                    

...............................

خرج وائل من البيت يدور على جده.. لقاه فى مكانه المعروف تحت شجرة العنب .. قاعد على كنبته وكتافه منحنيه على جسمه الضئيل واكنه وصل فى العمر لمية سنة .. ماسك عصايته وهو بيلعب بيها فى الارض بسرحان وشرود .
- صباح الخير ياجدى .
قالها وهو بيقعد عالكنبه اللى قباله .. رفع " ياسين " دماغه يرد عليه :
- صباح النور ياولدى .. صحيت بدرى يعنى النهارده .
- بدرى من عمرك ياجدى .. الساعه عدت ٨ من زمان .
هز دماغه بتفهم يقول :
- ااه .. معلش ياولدى مخدتش بالى من الوجت .
نزل بعنيه تانى على الارض وهو بيخطط بعصايته.
اتأثر" وائل "بالحالة الجديده ل " ياسين " اللى مش متعود عليها ..  ودا لانه كان دايماً مليان حيوية تفوق الشباب فى عزمهم دا غير الدعابه وخفة الدم اللى هى من أهم صفاته .. وهو عارف كويس اوى مين اللى وصلوا للحالة دى !
اتنحنح بحرج فى الاول قبل ما يقول :
- ارجوك ياجدى انا مش عايزك تزعل اوى كده من والدى .. انت عارفُه .. طابعه صعب كده من زمان .
رفع ياسين عيونه تانى ل" وائل "  بنظرة مبهمة مش مفهومه وهو صامت لفتره كده وبعدين رد :
- انا عارف انه طبعه صعب .. بس كمان عارف انى لو لسه فى عزى مكانش ابوك اتحدانى كده وكسر كلمتى .. الظاهر ياولدى ان كبرت وعصايتى نخت زى مابيجولوا فى الامثال .
هز براسه ينفى  :
- لا ياجدى .. انت لسه مراحتش عليك وصحتك احسن مننا كلنا .. هو بس ...
- بس ايه ياولدى ؟
وائل بقوه :
- والدى بيستغل كرمك ياجدى .. لانه عارف كويس ان طول ما احنا هنا ضيوفك لا يمكن هاتفرض كلمتك ولا انت نفسك هاتقبل تهدده بالطرد من بيتك !
.................. ..

وبداخل البيت القديم اللى يملكه " سامح " كانت اكوام التراب اللى خرجت من الارض بفعل الحفر .. عاملة تلال صغيرة ومشوهة منظر البيت من الداخل .. رفع سامح عيونه عن الحفرة الكبيرة بعد ما دقق النظر فيها يسأل الشيخ مدبولى
- وبعدين ياعم الشيخ ؟ امتى بقى هتظهر البشاره اللى تفرح قلبى ؟
ضحك الراجل اللى شكله ضخم الهيئة وعمره يتخطى الخمسين :
- بشارة ايه يابيه من دلوك .. هو احنا لسه عملنا حاجه ؟
رفع حاجبه يقول بتهكم :
- نعم ! .. بقى الحفرة الكبيرة دى كلها وتقولى لسه معملتش حاجه !
اختفت الضحكه السمجه من وش الراجل فرد عليه بضيق :
- خبرا ايه يا عم الحاج ؟ .. هو انت بتحفر اساس لبيتك .. دا كنز ومدفون من ألاف السنين كمان .
كشر بوشه وهو بيوزن الكلام فى مخه وبعدها سأله :
- يعنى هو الموضوع شكله مطول ولا ايه ؟ انا ورايا مصالح .
اتنهد الراجل بسأم يجاوب:
- عاد دى تساهيل واحنا زى ما انت شايف اها جدامك .. مش مخلين فى حيلنا جهد ..انا بقرا والرجاله بتحفر اليوم كله .
جز على اسنانه بغيظ وهو بيبعد بنظره عن الشيخ .. فعينه وقعت على جبيصى اللى كان قاعد جمب حيطة فى مكان قريب بيظبط فى حجر الجوزة اللى بيدخن منها وايده التانيه ماسكة كوباية الشاى ..
- ايه ياعم جبيصى ؟ عايش حياتك انت ولا هامك حاجه !
كركر الاول وهو بينفخ فى الجوزه قبل مايخرج دخانها من بقه وبعدين رد بهدوء :
- يعنى وانا هاعمل ايه بس يابيه ؟ .. ادينى واخد بالى من الرجالة ومراعى الشغل فى غياب " معتصم " بيه .. هاعمل ايه زيادة تانى كمان ؟
نفخ سامح بغيظ من انفه وهو قافل بقه بشده قبل مايساله :
- والبيه " معتصم " بقى راح فين النهارده ؟
جبيصى وهو بيشرب الشاى بصوت مسموع :
- البيه راح المحافظة النهارده عشان عنده مشوار مهم !
.......................

ست الحسن ( الجزء التانى )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن