|2| تذكّر أنني مستعدٌ دائماً.

493 32 1
                                    


تنهدتُ براحة ألقي بنظرة خاطفة نحو ساعة الحائط أمامي عندما رنّ جرس الغداء معلناً انتصاف الدوام، لاتوجه رفقة كايسي لتناول غداءنا كالمعتاد.

" أتعتقد أن السيد بالون سيوافق على ما كتبتهُ عن عرضِ أزياء البارحة الذي كنتُ فيه برفقة بعض الصحفيين، لقد تعبتُ للغاية وأنا أكتب به لما بعد منتصف الليل." تذمرت كايسي بعد أن تناولت قضمة كبيرة من البرغر خاصتها، ترفعُ بصرها نحوي وتمضع ما أكلته بانتظار إجابتي .

" لا أظن، فمديرنا المحترم السيد بالون كما تدعيه لا يروقه كل شيء عزيزتي، وخصوصاً ما نقوم نحنُ (الثنائي الساذج) حسب قوله بكتابته، أشكُ بأن والدته قد شربت حليباً فاسداً عندما كانت حاملاً به." قلتُ وانا أحرك يدي علامة التنصيص قبل أن أمسك مشروب الكوكاكولا خاصتي ارتشف منه.

"أنت على حق! لكنه حقير ومتغرس غبي، لا يرى نفسه ولو للحظة ، بحقك هل هناك رجلٌ على وجه الأرض يقول ياللجمال و واو عندما يرى فتاةً جميلة؟!! صدقني جدي الذي مات منذ عشرين سنة لم يقولها في حياته كلها وهو الذي كان دنجوان عصره. " قالت تحركُ يديها في الهواء بانفعال مع خديها اللذان احمرّا اثر ذلك.

هاهي كايسي تظهرْ أخيراً.

"مخنث هذا الوصف المثالي له كايس." قلتُ لتنظر نحوي لحظة وأبادلها قبل أن ننفجر بالضحك كلانا بينما انشغلت كايسي بالضرب على فخذها، وعلق ما كانت تمضغه في حلقها لاهرع نحوها أضربها على ظهرها لتتحول ضحكاتها لسعال.

" أحسنت الوصف بلايثي، حقاً مخنث." قالت بعد أن تجرعت كأس الماء الذي ناولتها إياه، لنعاود الضحك مرةً أخرى.

انتهينا من غداءنا الذي بالكاد يسمى كذلك لأذهب باتجاه المكتب وتتبعني كايسي بعدها بلحظات تحملُ في كلا يديها كوبين من الشاي.

"شاي بالنعناع كما تحب، بلاي." مدت الكوب نحوي لالتقطه وأشكرها.

" بينما خاصتي بالليمون. " قالت تغمض عينيها ثم نفتحها، تجلس على مكتبها وترتشف من كوبها بسعادة وهي تستنشق رائحته بين لحظة وأخرى. ضحكتُ بخفة أهزُّ رأسي، فكايسي هي كايسي وقد حفظتها كما أحفظ أسمي، أمسكتُ قلمي أقرّب إحدى الأوراق نحوي وأكمل ما بدأت قبل ساعات.


_____________________

فتحتُ باب منزلي أخلعُ حذائي بإهمال عند الباب يتبعه معطفي الشتوي امشي نحو الأريكة التي تتموضع في منتصف الصالة يقابلها التلفاز وتطلُ على مطبخي المفتوخ .

" غداً لدينا إجازة كات." جلستُ اتنهدُ بتعب واكلمُ من في داخلي بهمس.

" أجل " أتاني صوته الهامس بالمثل، لابتسم بسخرية.

كاتريكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن