الخطوة الأولى

2.8K 121 4
                                    

حيث طلب مني الشيخ يقظان ان اكتب ملكاتي السيئة بورقة ، وقال لي لا تستعجل في ذلك واعطاني مدة قدرها عشرة أيام بأن اجلس مع نفسي واتأمل في أحوالها ... سعيت جاهدًا ان اكتب ما عرفته وذلك من خلال الالتفات الى تصرفاتي ... خرجت في اليوم الأول الى الجامعة وحيث اني كنت مستعجلا في الخروج خوف ان يضيع الوقت والتأخر عن المحاضرة .. مشيت بسرعة في سيارتي وقد صرت في موقف محرج مع احد سائقي السيارات فصرت بحالة من الغضب والعصبية فنطقت بكلمة قاسية عليه !حينها سمعت صوتا واضحا يقول لي : هاي وحدة !التفتت من صاحب الصوت ؟!فلم ار احدا عرفت انه صوت غيبي ثم انتبهت الى ان الاستاذ قال لي اجرد ملكاتك !فاخرجت قلمي ودفتري وكتبت 1 ـ الغضب والعصبية اكملت طريقي وانا اعيش حالات من الندم واللوم ...الى متى يبقى الانسان غارقا بهذا المستنقع الضحل ؟!هل يمكن للانسان ان يصل الى هذا المستوى العالي من الصفاء والنورانية والطهارة التي عند الحاج النداف والشيخ يقظان ؟!وصلت الى الجامعة وركنت سيارتي في مرآبها ودخلت كعادتي الى حيث مكان دراستي ...ـ لم اكن اتمالك نفسي عند النظر الى النساء !وبمجرد دخولي الى باحة القسم وقعت عيني على احدى الفتيات المتبرجات وبمجرد ان نظرت الى مفاتنها تذكرت عبارة الحاج النداف التي سمعتها منه يوم رجعنا من زيارة القاسم : ( اللي يشوف الگاع ما يشوف السماء ، واللي يباوع على السمك ما يشوف الطيور ... الفوگ فوگ والجوه جوه ، ركز نظرك على غايتك ! )حينها عرفت ان هذه ملكة سيئة فكتبت 2 ـ النظر المحرم الى النساء ـ اثناء احدى المحاضرات أذن المؤذن فقالت طالبة تدعى زينب للدكتور : دكتور ممكن اطلع اصلي ؟! قال لها : تفضلوا بعد خرجت صرت افكر بنفسي ، كم مرة استهزأت بهذه الطالبة حين كانت تستأذن للخروج الى الصلاة وكم مرة اغتبتها امام سامر ومنير وتمارة والان الايام تثبت لي انني كنت واهما وان هذه الطالبة تمتاز بشجاعة قوية وهي اشجع مني بكثير حيث لم تفوت اوقات الصلاة ...حينها اخرجت دفتري الصغير خلسة وكتبت 3 ـ التهاون بأوقات الصلاةبعد انتهاء المحاضرات صادفتني بممر القسم زينب خارجة الى الكراج فقلت لها : ـ السلام عليكم ـ عليكم السلام ـ اني اريدك تبريني الذمة ، قبل كنت استهزئ بيك ، اكول المحاضرة اهم من الصلاة والظاهر اني كنت متوهم !ـ اكو أهم من لقاء الله ؟! ... الصلاة معراج المؤمن وموعد اللقاء ، المهم مبرئ للذمة اخي وانصرفت .... (كان ردها علي عميقا ونبرة صوتها الرسمية تستبطن حياءً وعظمة بنفس الوقت ... ) وزينب هذه من اكثر الطالبات المتفوقات في كلية الطب وهي تدرس معنا بكامل حجابها مع انها تمارس حياتها العلمية بمنتهى العمق فتقرر المحاضرات ، وتجيب على الاشكالات ، وتعيش بعالم مثالي وسط عالمنا المادي ، وحيث يعتقد اغلب الطلبة انها معقدة ومنطوية الا ان زميلتها تمارة ـ التي هي زميلتي ايضا ـ تقول انها منشرحة الصدر وطيبة ومؤمنة ، وهي من عائلة فقيرة ومتدينة جدا في مدينة الصدر رجعت الى البيت متعبا وقد اسلمت نفسي للنوم وفي المنام رأيت نفسي امسك ثلاثة اقلام وعدة اوراق وقد التقيت بالحاج النداف وقال لي اكسر هذه الاقلام وعليك ان تجد الاقلام الاخرى واياك ان تكتب بها شيئا ! لم انتبه الا على اتصال عمار ...ـ الو ـ هلو عمار حبيبي شلونك ؟ـ شنو نايم ؟ ما تطلع اليوم ؟ ـ لا عيني ما اطلع اخذوا راحتكم ، نتشاوف غير وكت ـ اوك ، باي اغلقت موبايلي واخذت دفتري الصغير وركبت سيارتي الى حديقة جميلة باحد المناطق ، اخذت مكانا فيها وبدأت الجلسة الاولى مع نفسي ...كم ملكة سيئة عندي لا زلت مواظبا عليها ؟! وبدء العد :1 ـ التهاون بصلاة الصبح وعدم ادائها احيانا2 ـ ضعف العلاقة مع القرآن الكريم وقد تمر عدة شهور على عدم قراءته 3 ـ الكذب احيانا 4 ـ سوء الظن بالآخرين5 ـ سوء العلاقة مع والدتي وعدم ذكر والدي ـ رحمه الله ـ الا قليلا انتهت الساعة وانا غارق في بحر اللوم والحزن ... يا ترى هذه الجلسة الاولى اخرجت جهازي وقرأت زيارة الامام الحسين وذكرت مصابه بالطريقة التي علمني اياها الشيخ يقظان ...يتبع ...

رحلةُ عِشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن