ادونيس

22 3 0
                                    

هل حقنتم طاقم العمل الجديد بالمحلول؟" سأل نجمة وهو يتصفح كتاب "كفاحي" لهتلر فأجابته مرتبكة.

-"نعم سيد أدونيس."
"ولم يشعر أي منهم بأي شيء مريب؟"

-"نعم، أعلمنا جميع المتدربين الجدد سواء أكانوا أطباء أم ممرضين بأنها جرعة لقاح فحسب."

" جيد! لا داعي لإخبارك عن أهمية وسرية هذا المشروع مجددا. انتبهي جيدا لم نخترك لإدارة القسم دون سبب كما تعلمين" حدق بها بعينيه السوداوين.

-"نعم! أنا واعية تماما لحجم المسؤولية"

"آمل هذا يا نجمة ...آمل هذا. فقد كنت الأذكى بين زملائك "

-"حسنا الآن اعذرني على العودة للعمل". هز رأسه موافقا فغادرت مكتبه.
"عجوز مخيف" همست مغلقة الباب خلفها.

خلال عودتها لأشغالها استرقت النظر عبر نافذة أمامها، رأت آبيل -المتدرب- يضحك وبرفقته آستر المريضة الجديدة. "حسنا، يبدو أنها بدأت تتأقلم." تابعت مسيرها.
-----

على الجانب الآخر من النافذة، كان آبيل يسعى لإضحاك مريضته، هو يحاول منذ بضعة أيام التحدث إليها وفي كل مرة ترفض ذاك مغلقة الباب في وجهه، لذا بما أنه صادفها في الحديقة أخيرا قرر استغلال الفرصة. عبث بشعره الأسود وسألها إذ كان بإمكانه الجلوس إلى جانبها بعد مقدمة بدا فيها مهرجا لا معالجا متدرباً.

"لماذا نضع النقاط على الحروف إذا كنا ننوي التلاعب بالكلام؟"

-"لست أدري...ربما لأننا نحن البشر لا نجيد نثر الحقيقة الواضحة"

" قلت لي أنك رسام أيضا؟"

"أجل، نوعا ما."

-"ما الذي أتى بك للعمل هنا؟"

"لماذا تنتقلين من موضوع لآخر بسؤال واحد؟"

-"أحب لعب لعبة الأحاديث المقطوعة، فالغوص في الأعماق ما عاد يعنيني."

"أرى... لعمل هنا حلم الكثيرين. الخبرة المكتسبة من تارتاروس لا يضاهيها العمل لسنوات في أي مكان آخر."

"وهل تؤمن بمبادئهم؟ ألا تجد الأمر غريبا؟"

"-تقصدين هوسهم بالمثالية والتفاصيل؟ حقيقة لست أدري، أشعر أحيانا أنهم آلات لا بشر! خاصة أدونيس العجوز ذاك يبدو خاليا من المشاعر. "

"أدونيس؟ من يكون؟ وكأنني سمعت باسمه من قبل؟"

-" جميع من في هذا الكوكب سمعوا به تقريبا. انه عالم جينات شهير نال جائزة نوبل للمرة الخامسة العام الفائت"

"عالم جينات؟ ما الذي يفعله عالم جينات هنا؟"

-" سألتهم السؤال ذاته خلال الاجتماع الأول، رمقوني بنظرات ازدراء لذا صمت"

"حدسي كمحامية سابقة يجعلني أرتاب من هذا المكان."

"- سابقة؟ ألا تنوين متابعة العمل بعد خروجك من هنا؟ أنت مشهورة كما تعلمين! الكثير من الصحافيين يسألوننا عنك "

" حسنا، انتهت لعبتنا سأعود إلى غرفتي."

"مهلا! لحظة!"

لم تدعه يكمل جملته وغادرت بملامح مستاءة تاركة إياه يتساءل عما أزعجها في سؤاله، دونّ ما حدث كملاحظة فلعل للأمر علاقة بمشاكلها النفسية.

لم تدعه يكمل جملته وغادرت بملامح مستاءة تاركة إياه يتساءل عما أزعجها في سؤاله، دونّ ما حدث كملاحظة فلعل للأمر علاقة بمشاكلها النفسية

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
تارتاروسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن