الفصل السابع والعشرون:

ابدأ من البداية
                                    

أمسكت بيده ليشعرَ بدفيء راحتها تمر من راحته لتنتشر على طول جسمه...نظرات امتنان خصها بها  لتهمس له بصوتٍ منخفض ( لا تخف...أنا هنا، سأحميك).

ابتسمَ لأنها نفسُ الكلمات التي همس بها في أحد تلكَ الأيام وهي ترتجفُ رُعبا، بطنها الكبيرة جدا اسفل جلبابٍ بالٍ، تتمسكُ به بقوة...( لا تخافي...أنا هنا...سأحميكِ) كانت كلمات تعني لها الكثير رغم أن قائلها بالكاد يستطيع حماية نفسه...فما بالك بحمايتهما معا...لكنها تعرفُ أن أي كلمةٍ تصدرُ منه كان يقصدها بكل ما تحمله الكلمة من معنىً...كان هذا يكفيها!

( أنا آسف..) نطق بأول شيءٍ تبادر لذهنه وهو يُحاولُ أن يضغط على راحتها، يُخبرها أنه حقا آسف.
( أنا آخر شخصٍ يستحق أسفك) همست...لكنه لم يهتم لضحد فكرتها (أنتِ أنقى وأجملُ...) سعل بشدة حتى كاد نَفَسهُ أن ينقطع، استجمعُ نفسه ليستطرد ( ثاني أجملَ شخصٍ عرفته في حياتي)

(أنت لا تعرف قصتي؟) قالت دون أن تهتم بدورها لكلماته..حدقت به بهدوء...وكأنها تتمنى لو ينفي جملتها، لكنه اكتفى بأن تنفس بهدوء، دون ان يُجيبها، عقله يقوده لأخرى نقيض لها، بملامحٍ مُنطفئة، وأنوثة مضمورة...ابتعد بشوقه لها ليُحدق في التي تجلسُ أمامه تستندُ بظهرها على كرسي خشبي بالٍ حدق فقط...دون أن يُخبرها أن في فترة من حياته كل شاغله كان أن يعرف سرها...قصتها....!!

إسترقَ السمع والنظر، فقط ليحل لغزها...لغز الشعر الأحمر والشخصية النارية ، لكن مهما اعتقد أنه فهم شخصيتها كانت تُفاجئه بأخرى نقيضها!

كيف كانت شرسة وهي تُدافعُ عن نفسها، حتى استسلامها كان مُختلفا عن الأخريات، لم تنطفئ لمعةُ التحدي من بؤبؤها بل زاد اشتعالا وهي تستسلمُ لمصيرها وتتقبل كونها لن تكون يوما " عارضة أزياء" بل "بائعةُ هوى" كي تعيش...ما زال يذكرُ أول ليلةٍ بعد مُغادرة صديقها الذي قبض ثمنها، ليفر هاربا تاركا اياها لمصيرها، بشرتها الؤلؤية تظهر اسفل الفستان الشفاف الذي يُظهر ملابسها الداخلية بافتنان...ضربات كعبِ حذائها المُسنن تنغرزُ في قلوب الرجال العطشة للفتة منها، تُسمعُ في الأرجاء...وكأن الصمت قد ساد في ذلك الملهى الليلي فلا يُسمعُ الا خطواتها...ولا تُرى الا هيأتها.

أولُ زبونٍ لها كان أستاذا نكرة...بالكاد كان يُرى من أقل النساء فتنة، لكنها كانت تعلمُ أنها بذلك كانت تتحدى رئيسها...كانت تتحدى خاله، فهي كانت ترنيمته العجيبة ليكسب الزبناء...وهي كانت ترفض النخبة وتختار الطلبة والمهمشين في ذلك الملهى الذي يحكمه "كم من المال تملك؟"
كانت تتحداه لأنها تعلم أنه يهيمُ بها فلا يستطيعُ أذيتها.
لم تكن تعلمُ أن تحديها لخاله كان يزيدُه هوسا بها!
لم تكن تعلم أن صبره أن تأتي إليه طواعية كان ينفذ يوما بعد يوم!

بدأت صورتها تُصبح ضبابية كأول مرة انفرجت عيناه عليها...يُحاولُ ألا يُغلقهما كيلا تذهب...لكنهما أبتا أن تنصاعا لرغبه...الوعيُ كان يعودُ إليه شيئا فشيئا.
جزء منه يُخبرها أنها ستكون هنا...لكنها اختفت بينما يفتحُ عيونه.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 09, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

جرح وشم الروح! ملاك علي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن