الفصل الثامن

ابدأ من البداية
                                    

_ كريستين قربت من هشام وباسته في خده ، وهشام اتفاجي من حركتها واضايق جدا ، الوفد استأذن ومشي وفيروز كانت واقفة مصدومة لما شافت كريستين بتبوس هشام ، حست بنار جواها ازاي هو سمحلها تبوسه بالشكل ده ؟

_ عمران بص لفيروز بإستغراب :-
_ محتاجة حاجة يا آنسة ؟

_ فيروز انتبهت لعمران وبصتله بتوهان :-
_ ها ، آه ، لأ مش عارفة !

_ عمران ضيق عينه عليها :-
_ مالك متلخبطة كده ليه ؟

_ هشام رد علي عمران :-
_  فيروز معايا يا بابا ..

_ عمران بص لفيروز وابتسم :-
_  انتي بقا بنت مريم ؟

_ فيروز اتحرجت واكتفت بهز راسها وعمران أتكلم بهزار :-
_  مش شبها خالص أكيد شبه والدك !

_ فيروز بصت في الأرض بحزن :-
_ الله يرحمه ..

_ عمران وهشام بصوا لبعض وعمران بصلها بندم :-
_ ربنا يرحمه يا بنتي أنا آسف مكنتش أعرف ..

_ فيروز أبتسمت بتكلف وعمران استأذن ومشي ، هشام بصلها وسألها بفضول :-
_ قولتيلي بقا كنتي واقفة عندك بتعملي ايه ؟

_ فيروز افتكرت منظر كريستين وهي بتبوسه ورفعت عيونها عليه وردت عليه بحدة :-
_ سمعت إن في واحدة بتوزع بوس علي موظفين الشركة قولت اجي أخد بوسة !

_ بصتله بغيظ وسابته ومشت وهي علي آخرها ، هشام وقف مكانه مش فاهم كلامها :-
_ بتقول ايه الهبلة دي ؟

_ ظهرت عليه شبه إبتسامة وهو بيخمن معني كلامها :-
_ دي غيرة ؟

_ ضحك جامد لما صدق ظنه وأنها غارت عليه فعلا ، حط أيده في شعره وهو بيضحك :-
_ مممم فيروز غيرانة

_ رجع مكتبه وعلا بلغته أن مروان لبس بدلته ومشي وهشام غمض عينه بضيق ودخل مكتبه قعد علي الكرسي وبص علي البنطلون :-
_ يخربيت دماغك يا مروان أنا هكمل اليوم بالبنطلون المقطع ده ازاي ؟

_ اتنهد وحاول ميضايقش نفسه ، فتح اللاب بتاعه وشغل أغنية لفيروز وسند ضهره علي الكرسي وفضل يعيد كلام فيروز ويضحك بعفوية ..
_________________________________________________
* مروان طلع علي القصر أخد سديم وليلي وسديم بصتله بإستغراب :- انت لابس بدلة هشام ليه يا مروان ؟
_ مروان حكي لها اللي حصل معاهم بإختصار وطلع علي بيت رغد أخدها هي وعليا ، سديم اتعمدت تقعد ورا مع ليلي ورغد وسابت عليا قدام جمب مروان ، عليا كانت مختلفة المرة دي كانت مطفية ومش زي كل مرة ، دي حتي مركزتش مع مروان زي عادتها مروان كان بيبص عليها من المرايا الخارجية ومستغرب حالتها ، ضحك لما تخيل أنها صدقت كلامه ليها امبارح وحس إن العلاقة قربت تنتهي بينهم ، بعد فترة وصلوا لستور معروف بيشمل كل جهاز العروسة ..
_ سديم وليلي دخلوا ومدام إيمان رحبت بيهم :- الاستور نور بيكم ..
_ ليلي أبتسمت لها بتكلف :- منور بيكي يا مونة واحشانا جدا .. ( إيمان كانت زميلتهم في الكلية ، اتجوزت شاب غني جدا وهو اللي فتح لها الاستور كبرته بمجهودها وبعد ما توفي قررت تقف فيه بنفسها كتسلية للوقت )
* إيمان بصت لرغد وعليا :- نورتو المكان اهلا وسهلا
_ رغد ابتسمت بخجل :- بنور حضرتك يا مدام ايمان ..
* إيمان ردت عليها بسرعة :- لا لا بلاش مدام إيمان دي قوليلي يا مونة أحسن
_ سديم ضحكت وردت عليها بتلقائية :- انتي لسه زي ما انتي متغيرتيش طول عمرك مش بتحبي كلمة مدام دي ، ده أنتي بقيتي تيتة المفروض تتغيري بقا ..
* إيمان ضحكت بصوت عالي :- لا تيتة ده بيني وبينكم إنما أنا لسه إيمان الغرباوي بتاعت زمان متغيرتش ( كلهم ضحكوا عليها وإيمان بصت لمروان :- متقوليش إن ده مروان إبنك اللي البنات كلها هتموت عليه ؟!
_ سديم ضيقت عينها عليها بإستغراب وإيمان كملت كلام :- أيوة انتي متعرفيش ولا ايه بنتي رودينا في الكلية مش بيتكلموا غير عليه أد إيه هو وسيم ودنجوان عصره ، كان نفسي اشوف مين اللي مجنن البنات ده بس بصراحة معاهم حق ما شاءالله قمر شبهك يا ديم !
* سديم ضحكت بعفوية :- حبيبتي يا مونة والله المهم جهزتي اللي اتفقنا عليه ؟
_ إيمان هزت راسها :- كله تمام اتفضلوا جوة ارتاحوا والبنات هيفرجوكي كل حاجة وانتي اختاري براحتك ..
* سديم شكرتها وقربت من عليا مسكت أيدها :- الجميل مكلضم ليه كده فين الضحكة الحلوة اللي مش بتفارق وشك ؟
_ عليا رفعت عيونها علي مروان وضحكت بإنكسار وسديم اتنهدت بضيق :- والله اطيب قلب في ولادي بس هو مخه مقفل حبتين وأنا واثقة إنه هيتغير علي ايدك ( عليا بصتلها جامد وسديم ضحكت وغمزت لها :- كلنا حاطين أملنا عليكي يا لولو عليكي عامل كبير جدا عارفة إنك هتتعبي بس قلبي بيقولي إن ربنا هيهديه معاكي انتي ..
* عليا اتحمست جداً من كلام سديم وضحكتها ظهرت تاني ، سديم فرحت بضحكتها وابتسمت بسعادة :- أيوة كده وشك نور من تاني يلا بقا خدي فرصتك وإوعي تخلي حد يقف قصاد سعادتك أبدا واختاري كل اللي نفسك فيه دي لحظات متتعوضش !
_ عليا أخدت نفس ودخلت تنقي كل اللي يعجبها بمساعدة سديم ، رغد كانت قاعدة واتعمدت متدخلش وتسيبهم علي راحتهم ، رغد موبايلها رن وكانت رغد بنتها :- أيوة يا ماما انتو فين ؟
* رغد ردت عليها بصوت واطي :- إحنا قاعدين جوة الاستور يا حبيبتي انتي وصلتي ؟
_ رغد دخلت الاستور وشاورت لهم ، سديم وليلي وقفوا استقبلوها بحب وسديم باستها بود :- اتأخرتي ليه يا رغودة ؟
* رغد ابتسمت وردت عليه بإحترام :- كنت بحاول أجل السفر لشهر كمان ( بصت لمروان وعليا وكملت كلامها :- كله عشان خاطرهم
_ سديم ضحكت وردت عليها بمرح :- ربنا يخليكم لبعض يا حبيبتي ..
* رغد وجودها فرق كتير مع عليا خصوصاً أنها كانت محروجة من الموجودين ، الاتنين كانوا بيختاروا فرش الجناح كامل ، عدت ساعات عليهم الكل كان حاسس بتعب وملل كبير ، رغد بصت لسديم :- إحنا تعبنا اوي النهاردة خلينا نكمل بكرة أو أي يوم تاني ..
_ سديم أخدت نفس وردت عليها بإرهاق :- أنا بقول كده برده..
* ليلي بصتلهم :- انا ليا رأي تاني خلينا نخلص اختيار الهدوم بحيث أننا مندخلش الاستور هنا تاني ونكمل النواقص من الأماكن التانية ..
_ سديم اقتنعت بفكرتها :- عندك حق ، ايه رأيك يا رغد ؟
* رغد هزت راسها بتعب :- تمام علي راحتكم ..
( مروان طول الوقت كان ماسك الموبايل بيحاول يسلي نفسه بأي حاجة علي لما يخلصوا ، محاولش يدخل في أي حاجة هما كانوا بيختاروها ، قفل موبايله بضيق بعد ما قرروا أنهم لسه هيكملوا بقيت الحاجة اللي محتاجينها ، وقام وقف يتفرج علي الاستور علي لما يخلصوا ..
_ عليا اختارت هدوم كتير بيتي ( لانجيريهات وترنجات وفساتين وكل اللي هتحتاجه في الجواز ، دخلت البروفة عشان تقيس الهدوم ، لبست فستان قصير لونه أسود وعريان من الضهر وبفتحة من عند الصدر كان من قماش الستان ، كان تحفة عليها عشان بشرتها البيضة وشعرها النبيتي ، رغد أختها بصتلها بإعجاب :- واو تحفة عليكي ايه الجمال ده ..
* عليا اتحرجت وردت عليها :- بجد ؟ ( رغد بصتلها كتير وهي مش مصدقة سؤالها أصلا وشدت أيدها خرجتها برة وبصت للي قاعدين :- عليا مش مصدقة إن الفستان تحفة عليها يجماعة قولولها حاجة ..
_ عليا اتصدمت من حركة رغد خصوصاً إن مروان كان واقف ، رغد وسديم وليلي اتفاجئوا بخروج عليا بالمنظر ده ورغد اضايقت جدا وبرقت لها بغضب ، مروان أنتبه لكلام رغد وبص عليها بعفوية واتفاجئ بعليا واقفة بمنظرها في الفستان ، عيونه طلعت عليها من شدة جمالها ، متوقعش أنها تكون بالجمال ده كله ، قلبه دق بشكل مش عادي ، ضغط علي أسنانه بغضب وقرب منهم شد عليا من أيد رغد ودخلها البروفة واتكلم بحدة :- انتي ازاي خارجة برة بالشكل ده المكان فيه كاميرات !
* عليا بصتله جامد ، أحاسيس كتيرة حست بيها معقول بيغير عليها وخايف حد يشوفها ؟! وقوفه قدامها أصلا وهي بمنظرها اللي أول مرة تقف قدامه بيه موترها وقربه منها ملخبطها اوي ، قلبها كان بيدق جامد وهي مش مستوعبة الموقف اللي حصل في ثواني ولسه مخرجتش منه ..
* مروان أتكلم تاني بعصبية :- اقلعي البتاع ده والبسي هدومك خلينا نمشي يلا ..
( خرج برة البروفة وبص لرغد بغضب وسابهم ومشي ، نادي علي مدام إيمان اللي جتله بسرعة :- في حاجة يا مراون ؟
_ مروان هز راسه واتكلم بنبرة حادة :- عايز أشوف كاميرات المكان ده !
* إيمان بصتله بعدم اقتناع :- ليه حصل حاجة ؟ ( مروان نفخ بضيق ورد عليها بنفاذ صبر :- اه عايز أمسح حاجة عليها
( إيمان ضيقت عيونها بإستغراب :- تسمح ازاي يعني مش فاهمة ؟
_ مروان صوته علي وسديم وليلي ورغد جروا عليه حاولوا يهدوه وهو زعق اكتر :- أظن لما مراتي تبان في وضع مش عايز حد يشوفها بيه يبقي ليا الحق إني امسح مقطع منه !
* عليا كانت خارجة من البروفة وسمعت كلام مروان ووقفت مكانها مذهولة ومش مصدقة اللي سمعته ، نبضات قلبها زادت جدا وكانت حاسة أنها بتحلم وأكيد هتفوق ، إيمان سمحت لمروان إنه يمسح المقطع اللي هو عايزه وبصتله بحدة :- أنا كنت لا يمكن اوافق أبدا بس عشان خاطر مامتك وعمتك !
_ مروان مهتمش لكلامها ولفت راسه بص علي عليا واتأكد إنها لبست هدومها وبص لسديم :- كفاية النهاردة ( خلص كلامه وخرج برة ركب عربيته في إنتظارهم يخرجوا ..
* سديم قربت من عليا وميلت عليها بسعادة :- شوفتي غيران عليكي ازاي !
_ عليا وشها أحمر واتحرجت جدا ، سديم ضحكت بفرحة :- ربنا يخليكم لبعض ( الكل خرج ورغد اخت عليا وقفت مكانها وبصت لهم :- طيب يجماعة أنا هروح في تاكسي
* سديم استنكرت فكرتها خالص :- تاكسي ايه عربية مروان واسعة وتاخدنا إحنا الأربعة ورا ..
_ رغد حاولت تعترض بس قابلت هجوم منهم واضطرت إنها توافق بس حصل تعديل بسيط ، سديم قعدت قدام جمب مروان وعليا قعدت مكانها ورا عشان يقعدوا مرتاحين ، مروان عينه كانت بتتقابل مع عليا كل لما يبص في المرايا ، عليا حست بإحساس مختلف شعور حلو جدا وهو الغيرة من اللي بتحبه ، موقف مروان كان كفيل إنه يخليها تطير من الفرحة ، طول الطريق كانت بتتخيل الموقف في عقلها وتضحك بعفوية ، مروان كان مركز معاها ومع ابتسامتها اللي بتظهر من غير إرادة منها ، ليه حاسس إنه مبسوط بضحكتها دي ؟!
* وصلوا لبيت رغد وعليا اتعمدت أنها تنزل آخر واحدة ، رغد أختها بصتلها بإستغراب :- مش هتنزلي ولا إيه ؟
_ عليا اتحرجت وردت عليها :- جاية وراكي انزلي انتي ..
* سديم وليلي نزلوا يسلموا علي رغد والعربية فضت علي مروان وعليا ، عليا أخدت نفس واتكلمت برقة :- شكراً
_ مروان عدل المرايا عليها :- علي إيه ؟
* عليا ابتسمت وردت عليه بإمتنان :- علي اللي أنت عملته في الاستور !
_ مروان بص في الشباك ورد عليها بلامبالاة :- عادي يعني ، اي واحدة مكانك كنت عملت معاها كده ..( عليا زعلت من كلامه ومقدرتش ترد عليه وخرجت من العربية ، ودعت ليلي وسديم وطلعت البيت وهي مخنوقة ، سديم وليلي ركبوا العربية ومروان روحهم القصر ...
_________________________________________________
* الوقت أتأخر جدا والموظفين أغلبيتهم روحوا وهشام كان في مكتبه بيخلص شغل علي اللاب عشان يروح هو كمان ، علا خبطت علي الباب ودخلت :- مستر هشام أنا ماشية حضرتك محتاجني في حاجة ؟
_ هشام رفع عيونه عليها بتعب :- لا ميرسي يا علا ، آه صحيح في حد لسه موجود في الشركة ؟
* علا هزت راسها :- أيوة كام employer ( موظف ) من ال New employees ( الموظفين الجديدة ) بيخلصوا أوراق وهيروحوا ..
_ هشام هز راسه بتعب :- تمام ، تقدري تروحي
* علا قفلت باب المكتب وجمعت حاجتها ومشت ، هشام قفل اللاب بتعب :- لا أنا هكمل في البيت Iam very tired ( أنا تعبت جدا ) ..
_ أخد اللاب وحطه في الشنطة الخاصة بيه وخرج برة مكتبه ، عيونه راحت تلقائي علي مكتب فيروز يا تري هي من الموظفين الموجودة ولا لأ ؟ قرب من المكتب وهو بيتمني يلاقيها ، ملامحه ارتخت بخيبة أمل لما شاف المكتب فاضي ،
* فيروز كانت في المطبخ بتعمل قهوة عشان تفوق وتقدر تكمل الشغل اللي وراها ، رجعت مكتبها واتفاجئت بوجود هشام  قدام مكتبها ، اتهزت لما شافته لأن اليوم كان بادئ بمواقف سخفية بينهم ، جمعت قوتها وقربت منه في نفس اللحظة اللي هشام بيلفت نفسه فيها عشان يمشي والاتنين اتخبطوا في بعض والقهوة وقعت علي قميص هشام !!!!
_ كتير اوي النهاردة ! هشام غمض عينه وهو بيحاول يستوعب اللي حصل فجاءة ، فيروز هي كمان غمضت عينها بخوف وهي بتضغط علي شفايفها ، لا مش معقول اللي بيحصل ده أكيد هي بتحلم !
* فتحت عيونها واتفاجئت بيه بيبصلها بغضب ، مكنش ينفع تسكت لأنها غلطانة :- أنا آسفة جدا بس حضرتك اللي اتلفت و..
_ فيروز سكتت لما هشام قرب منها وعيونها كانت بتوسع مع كل خطوة بيخطيها نحيتها ، فيروز بعدت وسندت علي الحيطة وهو مكمل مشي نحيتها ، قلبها اتقبض بخوف وبلعت ريقها بتوتر ، هشام شد الفنجان منها وكان فيه بواقي القهوة ، ميله عليها ووقع الباقي علي هدومها ، فيروز اتصدمت من تصرفه وبصت علي هدومها بذهول ورجعت بصتله تاني :- ايه اللي انت عملته ده ؟
* هشام ضيق عينه عليها ورد عليها بحدة :- نفس اللي انتي عملتيه بالظبط ! ( فيروز دفعته جامد بعيد عنها واتنرفزت :- بس انا مش قصدي إنما أنت اتعمدت توقعها عليا ، ( بصت لهدومها تاني وعيونها لمعت بالدموع :- هروح أنا ازاي بمنظري ده الوقتي ؟
_ هشام رفع حاجبه :- زي ما انا هروح بمنظري ده برده !
* فيروز اتعصبت من بروده وقربت منه جامد :- انت واحد عندك عربية وهتروح فيها ومحدش هيشوفك لكن أنا بروح مواصلات ..
_ فيروز سابته ودخلت مكتبها سحبت شنطتها من علي المكتب وخرجت وهي متعصبة جدا وبصت لهشام :- يارب تكون ارتحت الوقتي .. ( سابته ومشت وهي بتبرطم بالكلام وسط ذهول هشام ، لوهلة ندم إنه عمل كده فيها دي مهما كان بنت وفعلا هتروح بمنظرها ده ازاي ، محسش برجله اللي سرعت خطواتها ونزلت وراها بسرعة ، نزل الجراج وركب عربيته وحاول يحلقها ، دور عليها بعينه بس الشارع كان فاضي تماما ، نزل من العربية ودور عليها تاني وبرده مش لاقيها ، قرب من الأمن وسألهم وعيونه علي الشارع :- كان في موظفة لسه نازلة قبلي حالا محدش شافها مشت في أنهي اتجاه ؟
# فرد الأمن رد عليه :- دخلت من الشارع الجانبي ده يا هشام بيه حتي كانت نازلة بتعيط ، هو في حاجة حصلت يا هشام بيه ؟
_ هشام اتنهد ورد عليه وهو ماشي :- لا لا مفيش حاجة ( ركب عربيته ودخل الشارع اللي الأمن شاورله عليه واتفاجئ بيها واقفة بتبص علي هدومها وبتعيط ، نزل من العربية وقرب منها وفيروز أول لما شافته عدلت وقفتها ومسحت دموعها بسرعة :- انت جاي ورايا ليه ؟
* هشام أخد نفس ورد عليها بندم :- أنا آسف ، تعالي لما أوصلك ..
_ فيروز بصتله بغيظ :- لا متشكرة حضرتك تقدر تمشي متشغلش نفسك بيا .. ( هشام أخد نفس وحاول يتكلم بهدوء :- لا مضطر اشغل نفسي بيكي عشان أنا السبب في اللي انتي فيه ده ،
* فيروز ضمت أيدها عند صدرها ورفعت حاجبها :- وانا بعفيك من المواصلة دي ، اتفضل أمشي بقا ..
_ هشام ملامحه اتشدت وكلمها بحدة :- تعفيني من ايه؟ ايه الكلام الاهبل ده ؟! ثم أنا مش باخد رأيك اصلا أنا بأمرك وانتي تنفذي وانتي ساكتة !
* فيروز بصتله جامد وهي مش مصدقة وقاحته وردت عليه بعصبية :- تؤمرني بأمارة إيه ؟ بصفتك ايه انت عشان تؤمرني وأنا أنفذ ؟!
_ هشام ضيق عيونه عليها :- بصفتي مديرك وأوامري لازم تتنفذ ، واتفضلي اركبي عشان مش هعيد كلامي تاني !
* فيروز بعدت عنه واتنرفزت :- وانا مش راكبة معاك ( سابته ومشت وهو اتعصب وجري وراها شدها من دراعها وقرب من العربية ، فيروز حاولت تسحب نفسها من بين ايديه بس هو كان اقوي منها ، هشام فتح باب العربية وقعدها قدام وقفل الباب بعصبية علي رجليها ، فيروز صرخت بألم وهشام فتح الباب بسرعة :- انتي كويسة ؟
_ فيروز سحبت رجليها وغمضت عيونها تحاول تسيطر علي الألم اللي حاسة بيه من غير عياط ، هشام كرر سؤاله تاني وهي بصتله بغيظ :- ينفع نتحرك بقا ...
* هشام قفل الباب وركب مكانه وحرك العربية ومشي ، فيروز رجليها كان وجعها شديد عليها ومش قادرة تحركها ، عيونها كانت مغرورة بالدموع وبتحاول تتماسك عشان متعيطش قدامه ، هشام كان متابع ملامح وشها طول الطريق وحاسس أنها بتألم بس بتكابر عشان هو جنبها ، وصلها البيت بعد دقايق بسيطة ، فتحت الباب ونزلت رجليها وأول لما وقفت صرخت جامد :- اااه .. ( الالم كان فوق تحملها خصوصاً بعد ما ضغطت علي رجليها ، هشام نزل وقرب منها :- رجليكي وجعاكي ؟
_  فيروز هزت راسها بنفي وكملت مشي غصب عنها عشان تهرب منه ، هشام كان متابع خطواتها البطيئة وعرف إنها مش قادرة تمشي ، فيروز دخلت من باب العمارة وأول لما اتأكدت أنها اختفت عن عيون هشام انفجرت في العياط ، انحنت علي رجليها ورفعت الدريس بتاعها واتفاجئت بمنظر رجليها ، كان لونها أحمر ووارمة جدا ، وقفت وبصت لفوق وهي بتعد الطوابق اللي هتطلعها أكيد مش هتعرف تطلع كل ده بوجع رجليها دي ، اتنهدت واخدت نفس عميق وطلعت أول درجة وهي بتعيط بوجع ، محستش بنفسها غير وهي طايرة في الهوا ، هشام دخل وراها ولما شافها بتعيط قرب منها ومن غير تردد انحني عليها وحط ايده تحت رجليها وبإيده التانية حاوط وسطها وشالها بين أيديه ، فيروز بصتله بصدمة وهي مش مستوعبة الموقف اللي هي فيه ، اخيرا جمعت نفسه واتكلمت بصوت مهزوز :- نزلني ..
* هشام هز راسه برفض :- لا أنا السبب في اللي حصلك وانا اللي هطلعك لفوق ومش عايز نقاش كتير ، عليكي بس تقوليلي الدور بتاعكم فين ؟
_ هشام طلع السلم واتعمد إنه يبطئ خطواته عشان يستمتع باللحظة دي ، فيروز اضطرت إنها تلف أيدها علي رقبته عشان متكنش حمل عليه ، كانت حاسة بحرارة أنفاسه اللي بتضرب وشها ، مكنتش قادرة تبص في عيونه ورغم كده كانت حاسة بنظراته عليها قلبها كان بيدق جامد ، كتمت نفسها من احراجها وتوترها ، فيروز اتكلمت بصوت واطي :- هنا ، بيتنا هنا ..
* هشام وقف قدام الباب اللي قالت عليه وهي رفعت عيونها عليه :- نزلني !
_ هشام بصلها ومهتمش لكلامها وخبط علي الباب برجليه ، فيروز اتفاجئت بتصرفه وحركت رجليها بحركات عفوية في الهوا بتحاول تنزل ، ولما فشلت بصتله تاني بحدة :- بقولك نزلني ..
* هشام رد عليها ببرود :- مش انتي اللي تقولي ( وقبل ما فيروز تعترض كانت والدتها فتحت الباب واتفاجئت بوضعهم ، بصت لفيروز بقلق :- في إيه يا فيروز ؟
_ هشام رد عليها بإبتسامة :- باب العربية اتقفل علي رجليها من غير قصد فحبيت أساعدها في الطلوع ، تسمحيلي ؟.
* مريم من المنظر مكنتش مستوعبة كلامه ، وهشام أتكلم تاني :- تسمحيلي أدخل ؟
_ مريم خرجت من شرودها وبعدت من قدام الباب :- آه طبعا اتفضل ( هشام دخل البيت وحط فيروز علي أقرب كنبة قابلته ، قعد علي ركبه علي الأرض ومسك طرف الدريس بتاعها ، وفيروز انحنت عليه مسكت أيده بسرعة :- انت هتعمل ايه ؟
* هشام رفع عيونه عليها والاتنين كانوا قريبين من بعض جدا ، هشام بلع ريقه ورد عليها بصوت مهزوز :- هشوف رجلك !
_ فيروز هزت راسها بإعتراض :- لأ لأ مينفعش ( هشام كان مركز مع شفايفها وهي بتتكلم ونظراته وترت فيروز جدا ، سحبت أيدها من علي ايده وبعدت عنه :- متشكرة لحضرتك جدا بس ياريت كفاية كده انا هكون كويسة ..
* هشام قام من مكانه ووقف وبص لمريم :- عند حضرتك مرهم للجروح ؟
_ مريم كانت مذهولة من اللي بيحصل قدامها وردت عليه بتوهان :- ها , آه عندي
* هشام ابتسم بتكلف :- تمام ياريت تدهني رجليها بسرعة قبل ما تتلوث ، ( مريم هزت راسها وشكرته علي اهتمامه وهشام استأذن ومشي وسط نظرات مريم وفيروز عليه ، مريم قفلت الباب وراه وبصت لفيروز :- هو ايه اللي حصل ده ؟
_ فيروز اتحرجت جدا منها وبصت في الأرض ومريم قعدت جمبها :- هو أنا شوفت هشام شايلك بجد ولا أنا بحلم ؟
* فيروز ضحكت غصب عنها وهي بتتخيل هشام وهو شايلها ومريم بصتلها جامد :- الموضوع شكله كبير وفي حاجات بتستخبي عليا ..
_ فيروز بصتلها وردت عليها بسرعة :- لا موضوع ولا غيره كل الحكاية إنه قفل باب العربية علي رجلي وحس بالذنب فقرر يشيلني لهنا بس مفيش أكتر من كده !
* مريم رفعت حاجبها بعدم اقتناع :- مممم همشيها إحساس بالذنب المرة دي ( نزلت علي الأرض ورفعت طرف الدريس بتاع فيروز وشهقت بصدمة :- ايه ده دي ورامة جدا ، هجيب المرهم واجي بسرعة ..
_ مريم قامت تجيب المرهم ، وفيروز سندت راسها علي حافة الكنبة وتخيلت نفسها وهي بين ايدين هشام ، قلبها دق جامد وحست بحرارة وشها بس أبتسمت بعفوية ، خرجت من حالتها علي ألم شديد في رجليها لما مريم لمستها وهي بتدهن المرهم ، بصتلها بعتاب :- آه يا مامي براحة شوية ..
_________________________________________________
* هشام رجع البيت وهو مبسوط إنه قرب منها بالشكل ده ، وفي نفس الوقت مضايق إنه اتسبب في أذي ليها ، وصل القصر وعمران بصله من فوق لتحت :- هو ايه حكاية دلق القهوة علي الهدوم الصبح والوقتي ؟
_ هشام كان نسي خالص منظره وبص علي نفسه ورجع بص لعمران تاني :- صدف مش أكتر !
* سديم قربت من هشام :- اطلع يا حبيبي غير وانزل عشان تاكل أكيد جعان بعد اليوم الطويل ده ..
_ هشام طلع اوضته واخد شاور سريع ولبس ترنج ونزل ، كانت سديم حضرتله الغدا علي السفرة وقعد ياكل ..
* سديم خرجت في الحديقة الخلفية وقعدت علي المرجيحة وعمران كان قاعد قدامها علي كنبة بيقرأ كتاب ، سديم سندت راسها علي حبل المرجيحة وضحكت بسعادة ، عمران لمح ضحكتها وسألها بفضول :- بتضحكي علي إيه ؟
_ سديم اتحمست جدا من سؤاله وعدلت قعدتها وبصتله :- أصل حصل موقف النهاردة وأنا من وقتها مبسوطة جدا !
* عمران هز راسه بمعني ايه هو وسديم نزلت قعدت جمبه وحكت له موقف مروان اتجاه عليا ، عمران فرح جدا بعد ما سمع موقف مروان واتنهد براحة :- خير ، علي الاقل منبقاش ظلمنا البنت معانا ..
_ سديم ابتسمت بسعادة وقعدت في حضنه ، عمران قفل الكتاب وحطه جمبه وحاوطها بإيده :- هنروح نعمل Check up  بكرة بلغي الباقي بقا ..
* سديم بصتله بإستغراب :- إحنا لسه عاملينه قريب هنعمل تاني ليه ؟
_ عمران رد عليها بسلاسة :- انتي مش شايفة الاوبئة اللي منتشرة اليومين دول ضروري نعمله !
_________________________________________________

الفهد الأسود ( الجزء الثاني )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن