الفصل الخامس - شكوك

Start from the beginning
                                    

«لن.. لن أخبرهم لا تقلقي.»

قالت أوليفيا بتردد، فتنهدت ليزلي تنهيدة كبيرة، ثم نظرت إلى أوليفيا بعد أن أبعدت كفيها عن عينيها ببطء:

«شكرًا لكِ. ولكن هل أنتِ الفتاة الجميلة التي قال عنها تاي؟»

كانت نظرات ليزلي مليئة بالبراءة، ولم يكن هناك أي شيء يدل على عكس ذلك.

«كم عمركِ؟»

تجاهلت أوليفيا سؤالها، ولكن هذا لم يمر على آدم الذي إزداد إنعقاد حاجبيه، وتكونت غصة كبيرة في قلبه، لا يعرف لماذا يشعر بذلك الشعور المريب، والذي عقد لسانه عن الكلام، وجسمه عن الحركة.

بدا الإبتهاج باديًا على ملامح ليزلي وهي تمسح عينيها من أثر البكاء، وأجابتها:

«عشرة أعوام.. أوه، يجب أن اعود سريعًا ففينكس على وشك الإستيقاظ.»

ثم وقفت سريعًا وركضت تجاه الشقة المقابلة، ولم تنسى أن تشكرهما قبل الرحيل. لم يتحرك كلً من آدم وأوليفيا لقليل من الوقت. وقفت أوليفيا وواجهت آدم الذي أغلق الباب ببطء، وسألته:

«هل أنت بخير؟»

بدا آدم أنه قد استيقظ أخيرًا من عالمه الذي كان غارقًا فيه، وأجاب أوليفيا بإقتضاب:

«هذه الفتاة ليست طبيعية، لا اريدكِ أن تقتربي منها، حتى وإن إستنجدت بكِ.»

قال آدم بصرامة، وهي تتفهم سبب توجسه من تلك الفتاة، ولكن الغريب طريقته في قول ذلك، كان كأنه ينبهها من خطرٍ قادم. وعندما لم ترد عليه فقد أمسكها من ذراعيها لتعطي له كامل إنتباهها.

«أوليفيا، هل سمعتِ ما قلت؟»

أومأت، وأحتضنته لتطمئنه، فلم تراه خائفًا هكذا منذ وقت طويل. استقبل آدم عناقها بترحيب، فهو يحتاج إليه أكثر من أي شيء آخر الآن.

●●●

في جهة أخرى، ما أن دخلت ليزلي شقتها حتى هرعت لغرفتها المزينة باللون الوردي وإستلقت على السرير تمثل النوم.
بعد دقائق خرجت من الغرفة وهي تتأوه في كسل، وكانت تقوم بتحريك رقبتها في شكل دائري كتمرين يومي.
ذهبت إلى غرفة أخرى كانت مليئة بصور المقاتلين المشهورين، وكانت ديكوراتها تتراوح مابين الأبيض والأسود، خلعت عنها الفستان بقليل من التقزز، ثم ارتدت بنطال وقميص قطني رياضيين.

ثم توجهت لحمام غرفتها، نظرت للمرآة وتأففت وهي تقوم بفك الضفائر الخاصة بها، وقامت بتمشيط شعرها بأصابعها سريعًا. وفرشت أسنانها، وبعدها بقليل خرجت وهي تجفف وجهها بالمنشفة.
كان هناك كيس ملاكمة متدلي من السقف لتقف أمامه وتبدأ في لكمه بطريقة إحترافية.

●●●

«أوليفيا.»

صرخت بذلك أدريانا، او يونا كما يطلقون عليها، وكانت يونا قد أكملت الخمسة أعوام، وأصبحت ملامحها تشبه كثيرًا والدتها إيف، ولم تأخذ الكثير حقًا من والدها، إلا بعض تصرفاته.
إلتقطتها أوليفيا ورحبت بها بحفاوة، ثم أعطتها الدمية التي قد أحضرتها لها.

ظُلمة النفسWhere stories live. Discover now