فبعد تنفيذي لشرطه الاول ظهر شرط آخر ألا وهو أن يرافقني أخي أوليفر في ذهابي للقطعان، وهو ما كان أمراً خانقاً بحق. بعد عدة محاولات وصد ورد وافقت مع الكثير من الشعور بالاختناق.

ذهبنا إلى أول رحلة أنا وأوليفر، رحلة كانت إلى الجهة الشمالية من مملكة الذئاب العظيمة، حيث تحوي تلك المناطق على ما يقارب الثمان قطعان كبيرة.

عدتُ أنا خائبة الأمل، لكن أوليفر عاد مع رفيقته لياندرا بعد أن وجدها في أحد القطعان الشمالية. لكن أنا التي خرجت تريد البحث عن رفيقها لم تجده.

ومرة أخرى ساورتني الشكوك بأنني لن أحصل على رفيق وبدأت أتذكر كل أفعالي في محاولة مني لكشف خطأ يجعلني لا أحصل على رفيق، أكان لأنني تنمرت على القليل من فتيات المدرسة الغبيات أصحاب فريق التشجيع رفقة إيلينا؟ أم لأنني رميت البيض على منزل العجوز الخرف ماركس الذي يستمر بجعل كلابه تلحقنا؟ أم لأنني كنتُ فتاة سيئة مع والداي؟ وكل الشكوك التي من الممكن أن تراود المرء وردت في ذهني.

مما جعلني أشعر أنني أقف على حافة الهاوية.

ثم خرجت إلى الرحلة الثانية إلى قطعان تقع بين المناطق الشمالية والشرقية ولم أجد، وكل الرحلات التالية الخائبة والخالية من إيجادي لرفيقي.

لم يرافقني ليفر سوى أول مرة، وانشغل بعدها بمنصبه كبيتا بعد تخلي والدي والألفا السابق عن مناصبهم، وحصول أخي والألفا على مناصبهم.

والآن، رحلتي الأخيرة إن لم أجد رفيقي في هذه الرحلة، سأتخلى عن فكرة البحث عنه، وإن كان هو يريدني فليبحث بنفسه عني.

مضت خمسة سنوات على تحولي الأول، عُمري الآن ثلاثة وعشرون عاماً، أمضيتها في إنهاء دراستي والبحث عن رفيقي، لكن يبدو أنني سأكمل من بعد اليوم مهمتي في الحياة بمفردي، فلدي شعور كبير أنني لن أجده، وهذا الشعور يتفاقم ويتفاقم منذ خيبتي الأولى وحتى هذه اللحظة.

توقفت بعد فترة طويلة من الأفكار والركض، وجلستُ أرضاً أفتح حقيبتي وأخرج حافظة المياه خاصتي أشرب منها حتى أرتوي، أمضيت ما يقارب الساعة وأنا أركض، والأفكار شغلت عقلي لدرجة عدم شعوري بمرور الوقت.

تنهيدة خرجت من صدري بعد أن انتهيت من شرب الماء، وأغلقت الحافظة أعيدها للحقيبة وأسحب هاتفي أفتحه، وبالفعل مثلما ظننت، لقد مضى ساعة تقريباً على خروجي من القطيع.

تصفحته وكان هناك رسالة من أمي تخبرني أن انتبه لنفسي حتى لو لم أجب على مكالمتها ورسائلها، رسالة من لياندرا تخبرني أن أعود بسرعة لأنها تشتاق لي، وهذه الفتاة حامل، لذلك من الطبيعي أن تشتاق لأحدهم وتكرهه في اللحظة ذاتها، ورسالة من أوليفر يخبرني فيها أن اتصل به إن حصل أمرٌ ما.

أغلقته أعيده للحقيبة بعد أن أجبت رسائلهم وأغمضتُ عيني أشعر بالهواء النقي الخاص بالغابة فقط يلامس وجهي.

Stellaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن