نظر اليها نظرة متفحصة وقال:
" أن لك بنادق قوية تقاتل من أجلك , لم أكن أعرف أبدا أنك تحظين بأهتمام رادكليف أو على الأقل بأن لك صلة بالعائلة".
فأجابت متلعثمة وقد صعد الدم الى خديها:
" أوه... لم يخطر ببالي أن أذكر ذلك".
فأبتسم قائلا:
" بالطبع لا, فالمسألة شخصية جدا , حسنا يمكنك الذهاب , غريبة هذه الأيام كيف أصبح المرض يفاجىء الناس دون مقدمات! دعينا نسمع أخبارك دائما".
" طبعا سأفعل , وشكرا على تفهمك لوضعي".
أدركت أنها قد تركت عملها الآن , أرادت ذلك أو لم ترد , أستدارت وخرجت من مكتب السيد دراموند , ولأول مرة في حياتها شعرت بأنها باتت مسلوبة الأرادة , غير مخيرة بما تعمل , قال لها آرثر أنه سيتصل بها وأعرب عن رغبته في السفر ذلك اليوم , ولهذا فمن الأرجح أن لا تراه مدة يومين على الأقل , أذن كان من الأفضل لو بقيت في عملها حتى يحين موعد سفرها الى دلرسبك الذي قد يتأخر بضعة أيام أخرى.
وقفت خارج باب المدير تفكر في الرجوع اليه , طالبة البقاء حتى يوم سفرها ,وكانت على وشك أن تفعل عندما سمعت صوتا يناديها , ورأت فتاة المكتب تسرع نحوها قائلة:
" حسبتك أنصرفت! أليك هذه الرسالة , تركها أحدهم قبل دقائق معدودة".
دفعت الصبية الصغيرة قطعة ورق في يد كارين وتابعت قولها :
" أصحيح يا كارين؟ أنك ستتركين؟".
أكتفت كارين بأن هزت رأسها , وراحت تحملق في السطر الوحيد :
" أتصلي بي هاتفيا قبل العاشرة والنصف صباحا".
رسالة بلا توقيع , لكن ما الحاجة الى التوقيع؟".
وتابعت الفتاة كلامها:
" لشد ما أنا آسفة , سنفتقدك حتما ,هل أستطيع أن أقدم لك أية خدمة؟".
شكرتها كارين ودفعت الورقة في جيبها ثم ودعتها وأسرعت بأتجاه المصعد , كانت ترغب بالفرار من المكتب قبل أن يهرع اليها بقية الموظفين الذين ولا شك علموا بتركها العمل الآن , وينهالوا عليها بالأسئلة , كانت متحفظة طيلة مدة عملها , ولما تحدثت عن حياتها الخاصة , المعروف عنها أنها قد تكون أرملة.
تركت كارين ما يشاع عنها على حاله , لأنها لم تكن ترغب في كشف الحقيقة وأثارة الأقاوي.
لحسن حظها لم تجد أحدا في ردهة الطابق لأرضي عندما تركت المصعد , فخرجت مسرعة الى الشارع وذهبت الى غرفة هاتف كانت في زاويته , ترددت قليلا ثم دخلت , وعندما بدأت تدير قرص الهاتف أخذ قلبها يخفق بشدة من الضيق والقلق.
تناهى اليها من الطرف الآخر صوت عميق يقول قبل أن تتلفظ بكلمة:
" كارين؟ .... عرفت أنك هي".
2- الصفعة"
Start from the beginning