حَـياة بنَات مُحمّـد المُـؤلمة

Start from the beginning
                                    

فقام رسول الله ﷺ من صلاته وأخذ بيد ابنته الصغيرة وقال: اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش.

وفِي مرةٍ أتى أحدٌ من سفهاء قريش، فألقى عليه ترابًا، فرجع إلى بيته فأتت فاطمة تمسح عن وجهه التراب وتبكي، فجعل يقول: «أي بنية لا تبكين فإن الله مانع أباك».

عاشت فاطمة مع النبي حياة مليئة بالخوف والحزن، والإسلام والإيمان، كانت فاطمة تمشي بالقرب من الكعبة إذ سمعت همسات أتت بها الريح تحمل اسم أباها خارجة من نادي قريش فاقتربت لتسمع مايقولون فإذا هو اتفاق وخطة لقتل والدها ﷺ!..
فذهبت فَزِعةً تجري إلى أبيها حيث وجدته بالمنزل فاقتربت منه وهي تبكي قائلةً: يا أبتِ هؤلاء الملأ من قومك في الحجر، قد تعاهدوا باللات والعزة ومناة أن لو قد رأوك قاموا إليك فقتلوك فليس منهم رجل إلا وقد عرف نصيبه من دمك!.

فتبسم النبي وقال: "يابنيةُ أدني وَضوءًا" فأحضرت له الوضوء فبدأت تصب له الوضوء وهو يتوضأ وكأنه يعملها أنه لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وباءت تلك المؤامرة بالفشل كما باءت جميع خططهم في قتل النبي ﷺ به.

تزوجت رقية عثمان بن عفان وهاجرا بعيدًا إلى بلاد الحبشة وكأن فاطمة بتي الهجرة قد شُقَّ صدرها وأخذت من قلبها قطعة إلى الحبشة.

يأتي "عام الحزن" وتموت خديجة، فيخر سقف بيت آل محمد وتبدأ صولة الموت في تلك العائلة الحزينة، فتصبح فاطمة يتيمةً وهي جارية صغيرة وأختها بعيدة عنها في ديار الحبشة.

فيهاجر النبي ﷺ بعدها بثلاث سنوات ومعه فاطمة ورقية، أما زينب فبقيت عند زوجها أبو العاص في مكة
وتعود رقية بعدها بسنوات من الحبشة، ولكن كل شيء قد تغير، لم تعد إلى منزلها ولم تجد أمها ولم تجد أختها الكبيرة زينب!،

مرضت رقية وكانو آل محمد في حزن عظيم وفِي وقت مهم وقت نستطيع أن نسميه "نكون أو لا" في وقت أول غزوة في الاسلام وقد جاؤوا قريش يريدون دم محمد ﷺ فجاء النبي إلى عثمان زوج رقية وأمره أن يبقى مع رقية ولا يشارك في الحرب، ثم ذهب النبي..

وفِي مكة زينب وكيف هو حال زينب؟ وهي ترى زوجها أبو العاص يتجهز لمحاربة أبيها، أي كلمات تصف ذالك الشعور!
وكيف حال آل محمد ذلك اليوم؟ الأب النبي ﷺ يحارب في أول غزوة باسم الإسلام، وزينب في مكة تنتظر خبر قتل أبيها أو زوجها، ورقية مريضة سقيمة قد بان الموت في عينيها، وفاطمة وأم كلثوم حول أختهن المريضة وقلبهن يتقطع على أبيهن.

انتهت الغزوة ونصر الله المسلمين وقد أُسِر أبو العاص زوج زينب مع الأسرى فأُطلِق سراحه على أن يأتي بزينب للمدينة، وقد كانت زينب حامل في ذلك الوقت
ورقية قد مرضت واشتد عليها المرض حتى ماتت فانهد أحد حيطان بيته آل محمد بموت رقية، وكيف حال فاطمة وهي قد أدركت أن الموت لن يفارق عائلتها؟..

السِـيرة النَـبوية(قصص عن حياة النبي)Where stories live. Discover now