إِخْفَاْقٌ مُوَفْقٌ

357 71 69
                                    


كانت المملكة المتحدة تستعد لإطلاق أول مركبة فضائية تسافر عبر الزمن لأسباب سياسية، استضافوا الطلبة الأوائل والنابغين من المدارس الإنجليزية الحكومية، وقد كنت واحدة منهم، قبلها بعثوا بطلب رسمي لوالدي في أن يجعلني أسافر عبر الزمن؛ فرواد الفضاء كتلة أجسامهم ضخمة للغاية وسيتطلب الأمر طاقة كبيرة لتتحرك بسرعة الضوء المهولة، كما أني قدمت مشروعًا بسيطًا يوضح آلية السفر عبر الزمان كما تخيلتها بعد قراءة كتاب فيزيائي.

بعد خضوعي لعدة اختبارات بسيطة في اللغة والرياضيات وبعضًا من الفيزياء بما يناسب مرحلتي العمرية الصغيرة، نجحت في الاختبار ومن ثم خضعت لتأهيل جسدي ونفسي.

لربما وافقوا على مشروعي الذي اشترطت فيه أن أكون من يسافر بنفسي لأني منبوذة؛ فاستعملوني ككبش فداء في مهمة لا يضمنون مدى أمانها، كي لا يضيع أحدٌ يحمل جنسية إنجليزية؛ فأرواحنا المصرية رخيصة بخسة، لا تجد من يحفظها.

لكنني أخذتها من منطلق وباب الحب المبادرة، كأن يميزوني بهذا الأمر، خاصة أني أقلهم وزنًا وأقصرهم قامة، بعد اتباعي لحمية قاسية كرد على التنمر الذي كنت ألقاه بسبب سمنتي، فجعلت وزني خفيفًا للغاية، لدرجة أن العظام كادت نتبثق من تحت جلدي؛ فلا لحم تحتها.

بعد عناء طويل وتوسل إلى والدي ألا يضيع علي فرصة كتلك، ومعارضته لطلبي بأنها ليست رحلة للحديقة وأسباب من هذا القبيل، وافق أخيرًا عندما أخبروه أن هناك مبلغ مادي ضخم سيتقاضاه إن سمح لي، بجانب الخطاب الرسمي من الرئيس التنفيذي للشركة المشرفة على إطلاق هذه الآلة، يتعهد باتخاذ كافة الإجراءات التأمينية.

في الحقيقة لقد تعجبت من رضوخه للأمر رغم أنه قاوم لمدة، لكن بعد أن تحدثت إلى المشرف العام بخصوص رفض والدي للرحلة تغير الوضع، عدت إلى المنزل وانتظرت عدة أيام لأفاتحه في الأمر، وفوجئت بموافقته السريعة، لم تكن برضا أو حب، إنما بدا وكأنه سئم من إلحاحي.

لم يسمح لي حماسي أن أفكر أو أحلل أي رأي له، سرعان ما شمرت مئزري وبدأت العمل.

استعددت لمناقشة طريقة العمل التي استخلصتها من خلال هذه القوانين على العامة، بعد قراءة كتاب فيزيائي رائع، لم أكن أنا صاحبة الفكرة الأولية أو التصميم إنما ما جد على مشروعي هو أني نبهتهم إلى استغلال النانو تكنولوجي والطاقة النووية؛ فقد درست عنهم القليل في المدرسة ولم يسمح لي فضولي العلمي أن أترك هذان الموضوعان يمران علي مرور الكرام؛ فأخذت أبحث عنه وحدي.

شرعت أشرح للحضور طريقة السفر عبر الزمن كالتالي:

كلما زادت السرعة، يمر الزمن بشكلٍ أبطأ، وللتغلب على هذه المشكلة نحتاج لكمية طاقة مهولة لتوفير سرعة الضوء اللي تجعل الوقت يقف، وبذلك يمكننا العودة إلى الوراء، اقترحت استعمال محطات الطاقة النووية، أو المفاعلات النووية في توليد هذه الطاقة بدلًا من الاكتفاء بالوقود العادي.

رحــمــة، حوار مع صديقتي الفيمينستWhere stories live. Discover now