ميمونه والقدر

87 4 8
                                    

في احد الايام  ومنذ سنوات عديدة عندما كانت هناك فتاة عراقية في مقتبل العمر في سن الرابعة عشر اسمها ميمونة ذات  القوام الرشيق والشعر القصير والعيون الناعسة وفي ذات يوم وهي تتمشى في إحدى شوارع بغداد وهي في طريقها عودتها من  المدرسة  في طريقها إلى البيت  كانت طالبة مجتهدة في دراستها واثناء رجعوها إلى البيت اكتشفت أن ابيها يخطط  لشئ ما في باله اما عن والد ميمونة السيد حازم فهو ذات طباع  قاسيه وخشن التعامل  ولم يملك الرحمة على الاطلاق ، كثير الغضب ولم يكن راضياً على ابنته أن تكمل دراستها وكانت ابنته فتاة شجاعة مصرة على تحقيق حلمها على الرغم أن في بعض الأحيان تكون مرعوبة بسبب تصرفات ابوها المجحفة بحقها  كان يفرض قراراته القاسية عليها دائما ً ويحاول أن يجبر ابنته على العمل لكسب عيشها طمعاً في المال  لكن ميمونة أصرت على إكمال دراستها متحديةً واقعها الأليم  كانت ميمونة تذكر والدتها دائما التي فقدت حنانها وهي في سن الحادي العشر بعد أن رحلت عن العالم الاخر تاركه ميمونة وحيدةً في هذا العالم و لم يكن للسيد حازم سوى ابنته ميمونة ، كانت ميمونة تلاحظ ظل رجلاً يلاحقها ويراقبها وهي في طريق عودتها إلى المنزل وجدت ابيها يتناقش وجالساً مع رجل  كان كبير السن وشكله كبير الحجم وصاحب ملامح غامقه ومخيفة ، سألت ميمونة أبيها عن ذلك  الرجل وأجابها اياها بانها ستعلم بعد حين وبعدها ميمونة تجاهلت الأمر وقامت باداء واجباتها المدرسيه والمنزليه إذ لم تكن تعرف ماذا يخبىء لها القدر، وبعد عده أيام وبعد عوده ميمونه من مدرستها ، احست ايضا ان هناك شخص ما يراقبها وقررت أن تلتفت لكي ترى من هو عندما واتفاجئت بانه الشخص نفسه الذي كان يجلس مع إبيها منذ أيام وكان يحدق إليها بنظره جعلتها تترعب ومن ثم ذهبت مسرعه الى بيتها عندما دخلت اخبرها ابيها بان هناك رجل يريد أن يتزوجها اسمه سفيان وهو صاحب ذو جاه واموال ويشتغل بتجاره الاستيراد والتصدير  و عليها أن تتزوجه وهذا أمراً يجب أن تطيعه وبشرط أن تترك المدرسه من أجل أن تهتم بامورها المنزليه بعد الزواج والالتفات إلى حياتها الزوجيه فقط  واجهت ميمونه صدمه كبيره هزت بدنها وعبرت عن رفضها بشده وبلغها السيد حازم:

السيد حازم :هذا مو قرارج اني مكاعد اخذ رايج اني كاعد ابلغج شي الي راح يصير كوني متحضره إلى الامور الزواج .

ميمونه: مستحيل ازوج واني هذا شخص ماريده واخاف من تعابيره واني عمري صغير وما اريد اعوف دراستي .

ومن ثم اشتد الكلام بين ميمونة والسيد الحازم الأمر الذي ادى إلى تعنيفها من قبل أبيها   وقام بضربها صفعة على خدها  بكل قساوه ومن هنا بدأت حياة العنف التي سوف تعتاد عليها ميمونة في بقية جميع الأحداث  وبعد أيام  بقيت ميمونة محبوسه طوال هذه الفترة في غرفة صغيرة ومنعها من الذهاب الى المدرسة وكان يرمي لها قليل من الطعام وضل هذا الحال على ايام من اجل اجبارها على الزواج وذلك بسبب تفكيره المادي والطمع الذي بداخله لانه سيقوم بأخذ كل أموال مهر ابنته الذي اتفق عليه مع السيد سفيان وعانت ميمونة أيام عديدة ً بدون الذهاب الى المدرسه والحزن الشديد والمعاملة القاسية من أبيها إلى أن أدركت بالواقع المر أن ليس بإمكانها العودة الى المدرسة مرة أخرى حيث أدركت لا مفر سوى  القبول بالزواج من هذا الشخص ومن ثم أخبرت أباها   انها موافقه على الزواج  وميمونة وهي كانت متاكده انها سوف لم تصبح سعيده على الإطلاق ، بعد أن تمت خطبتها التي استمرت أيام معدودة ،كانت المرة الأولى التي يخرج فيها  سفيان مع ميمونة ، سفيان كان يحب ميمونة جداً لكن بسبب الاضطرابات النفسية التي عانها منذ الصغر مع عائلته بسبب أن كان والده يوذي بشدة وفقد الحنان جعلته شخصيتة تمتلك الطابع الموذي والشرير بالطبع أن كل شخص يختلف عن الآخر ميمونة أيضا حرمت من الحنان لكنها لم تلد قاسية القلب أو متوحشه، و عند اللقاء الأول بين ميمونة وسفيان ،وكانا يجلسان معاً على طاوله في مطعم يتناولا الطعام،  كانت ميمونة لديها قلق من نظرات سفيان  حيث كان يراقب كل من ينظر إليها بسب غيرته المريضه عليها اضافه  وكان يلتهم الطعام بكل شراهه بعد ذلك أخبرته ميمونة أنها ذاهبة من أجل شراء كتاباً من المكتبه التي أمام المطعم ، ومن شده حبها لكتب  كانت مذهله بالمنظر فقامت باسقاط مجموعه كتب من الرف دون ان تدري وقام صاحب المكتبه يجمع الكتب واعطائها الكتاب الذي تريده وشكرته على ذلك شعر سفيان بالغيره الشديده وقام بالنظر إلى صاحب المكتبه بنظره مرعبه ومن ثم اخذ ميمونه وخرج من المكتبه.

قوارير مكسورهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن