الفصل الثاني والعشرون

Start from the beginning
                                    

سيطر عليها الغضب وعيون التي امامها تنظر بضعفٍ وحزن لزوجها...لم تستطيع ان تنظر لعيونه...لتتحقق انه لا يبادلها نفس النظرات...لتغرز اظافرها في ذراعه تؤلمه بشدة...الغيرة تنهش قلبها، لم يخف غرزها لأظافرها...إلا عندما انزل رأسه...لمستوى اذنها ويهمس لها بكل عشقٍ يكنه لها، رغم ارتعاشة صوته:
- " أنا أحبكِ..."
استكانت فجأة... وقبضتها تلين على ذراعه...لتقول:
- " عرفنا أنكِ من ماضي زوجي...لكن هذا لا يعطيكِ الحق لتتكلمي معي بهذه الطريقة "
عيون سراب اضطربت فجأة وهي تنتقل بنظراتها بينهما...بين نظرات جميلة الواثقة والمستعدة للانقضاض عليها في أي لحظة... ونظرات مصطفى الهادئة...!!
- " أنا...أنا..."
همست وقد غادرتها الثقة... وهي تتراجع للوراء، وكأن امنياتها تبخرت فجأة... كانت تعتقد أن مصطفى كان سيستقبلها بطريقة أدفأ...!!
- " دعينا لوحدنا جميلة... "
قال مصطفى... وهو يقبل رأسها...ابتعدت عنه جميلة بقوة...تنظر لعيونه بتهديد أن يُكررها فتهدمُ الجدران على رأسه ورأسها...ليقول بهدوء صارم:
- " جميلة..."

التفتت تنظر لسراب بنارية...وكأنها تُحذرها...لتخرج...تاركةً إياهما...رغم رفضها القاطع لذلك!

..........

وأخيرا دلف لغرفة النوم بعد أن قبّل بناته...متعب يجر قدميه بصعوبة...يريد فقط أن ينام...لكن صوتها القادم من زاوية مظلمة جعله يتنهد بتعبٍ...وهو يعلم أنها لم تكن لتنتظره لوقت متأخر لو لم تكن تريد اجوبةً لأسئلتها...والتي كتمتها طويلا:

- "متى سأتوقف عن عد عطلات الأسبوع التي تفوتها"

قالت بقوة وهي تُشعل الإنارة بجانبها

- أنا آسف...كان لدي عمل كثير"

نهضت بغضبٍ من الهدوء المستفز الذي يتعامل به...لتصيح بقوة
-" منذ دخولها لحياتنا أصبحت تحتل كل وقتك..."
ابعد بشيءٍ من العنف ربطة عنقه...وهو يقول

-" قضيتها مهمة"

- "ليس هناك من هو أهم مني ومن بناتي" قالت محذرة... ليقترب منها يجلس على السرير ويجذبها لبين أحضانها
- أعلم..."
لكنها ابتعدت لأبعد نقطة...سكت ينظر إليها...حائر بين ولاءه لطفولة دُمرت... وبين تفويت أهم لحظات مع عائلته...لكنه حصل عليهن، جائزته بعد عناء...ورقية أو سراب اي ما تُطلق على نفسها تحتاج أن تحصل على جائزتها أيضا... فقد رأى إلى اي حد عانت، هما كانا رفيقي طفولةٍ مدمرة، وهي لن تفهم أن "رقية" بدخولها أعادت له تلك الرغبة أن ينتقم لطفولةٍ مسلوبة، أن يعود ذلك المُصطفى الذي كانه قبل لُقياها...الفكرة تجلده، يُحاول طردها دون أن يستطيع...ليبتعد كي لا تقرأها في ملامحها، فهو كالكتاب المفتوح أمامها.

في تلك الليلة وجها لوجهٍ مع ماض عفن اعتقد أن جمال حاضره دفنه...كانت النيار تُعيد وشم جلده...ندوبه كانت تُؤلمه، وحركتها وهي تتحسس ندبتها أخبرته أنها أيضا كانت تُعاني مثله تماما.
- "ماذا أخبرتك ذلك اليوم...أخبرني؟!"
قاطعت أفكاره
- "أخبرتني أنها تُراقبني منذ مدة طويلة.... وتريد ما حصلت عليه أيضاً" قال بهدوء وهو يتخلص من حذاءه، أحاطت جسدها بذراعيها بحمائية...وهي تهمس:
- "...وأنا لم أعد واثقة أنني حصلتُ على ما أتمناه "

جرح وشم الروح! ملاك علي.Where stories live. Discover now