مَــلَاذِي الآَمِـــنْٖٓ• ڤِــ؛گُ| مُكتَمِلَة

فَاقِدُ الشّيءِ يُعطِيه، أم لَا يُعطِيه؟

التّاسِع

---

فَتح تايهيونغ الباب فَجأة فجَفِلَ جُونغكوك و كَـ ردّة فعل غير إرادية منه قام بإغلاق الحاسوب بقوّة فَوراً.

وَقف تايهيونغ بجمودٍ لثوانٍ أمام الباب مُستغرباً من حركة جونغكوك.. لَم يُبدِ اهتماماً وأغلقَ الباب وراءَه.

"لَقد أحضرتُ الطّعام لكلينا، الجَوّ باردٌ و مصحوبٌ بأمطارٍ رعديّة قوية، سيكون صبعاً علينا الأكل في بوفيه الجامعة" أخبره تايهيونغ ليتقدّم واضعاً الطّعام على الطاولة..

"تَعال اجلس على الطّاولة ريثما أُبدّل ملابسي" لَم يكاد تايهيونغ يتوجّه لخزانته حَتّى أوقفه صَوت جونغكوك من وراءه صَارخاً

"لَا!" بهذين الحَرفين فقط..

استدار تايهيونغ مُستغرباً بشدّة من تصرّفات جونغكوك اليَوم .. "لا مَاذا؟"

"لا عليك انسَ .." أخبره جونغكوك مُغطّياً وجهه بكفّيه، يجب عليه ضَبط لسانه عن الحديث اللا واعي، بَقي مُغمِضَاً عينيه طوال فترة تبديل تايهيونغ لملابسه، لا يُريد أن يرى سُمرة بشرته التي تدفعه للجنون، إنّه يتفاداه هَرباً من صِدق مُيوله، يتمنّى لو أن اللوم فعلاً على الدّواء فقط..

انتهى تايهيونغ من تبديل ملابسه و تقدم ليجلس مُقابلاً لجونغكوك على الطّاولة، ابتَدى بالأكل ليلحظ جمود جونغكوك وعدم بدئه مَعه. رَفع نَظره إليه ليجده شارداً كَأن عقله غير حاضرٍ مَعه الآن...

أخرج جونغكوك سيجَارَةً من عُلبة دخانه و أشعلها.. نَفث دُخانها ببرودٍ تام...

"أطفِئهَا جونغكوك، أرجو منك عدم التّدخين في الغُرفة" طَلب منه، ليس لأنّه ينزعج من الدّخان، فهو أيضَاً يُدخّن بين الحين و الأخرى، بل لأنّه يَرى التّدخين مُثيراً.

صَمت جونغكوك واستمراره بالتدخين دَلّ تايهيونغ على أن جونغكوك لم يسمعه أصلاً، ليس في الغُرفة سواهما فكيف لَه ألّا يَسمعه إلّا إن كانت الأصوات في رَأسِه أعلى من صَوت تايهيونغ؟

تَعجّب تايهيونغ بشدّة من حال جونغكوك، فهو يتصرّف بغرابة منذ دخوله للغُرفة، بَدأ الفُضول يأكل دواخل تايهيونغ ليعرف ما الذي كان جونغكوك يفعله أثناء غياب تايهيونغ والذي وتّره وأغاب له ذهنه لهذه الدّرجة