Chapter 1

3.6K 153 63
                                    










في منطقة منعزلة قليلاً بالقرب من العاصمة الإنكليزية، يتوارى بناءٌ شامخٌ  لقلعة وسط غابة من اشجارٍ عملاقة، تحيطُ بها كالحُراس، و لا تُرى اي اضواء من نوافذها الكثيرة ،على الرغم من أن الليل قد بدأ بالزحف ليُحيل السماء إلى لونٍ قاتم.

يترددُ صدى وقعِ خطوات مجموعة من الرجال و هم يسيرون ببطء في أحد أروقتها، يتوسطهم شابٌ معصوبُ العينين و قد كُبلت يداه خلف ظهره، يستحثهُ بقيتهم على الإسراع وهم يقتادونه الى أحد الغُرف الخالية، ثم يُزج به هناك بعنف أسقطه على الأرض.

-إياك و ان تُفكر بالهرب، أيها النبيلُ التعس!

تعالت ضحكاتهم المستهزئة، قبل ان يوصَد البابُ خلفهم و يُترك الشاب وحيداً وسط الظلمة.

مضت برهة قبل ان يصدر عنه صوت تنهد خافت، حاول تحريك يديه ليكتشف ان الحبل الذي يقيدُ معصميه قد عُقد بإحكام، و رُبطت قدماه بطريقة يستحيلُ معها تحريرُ نفسه بسهولة، و الشيء ذاته ينطبقُ على العِصَابة التي سلبت قدرته على تفقد محيطه.

تمكن -بقليل من الجهدِ- من تغيرِ وضعية إستلقاءه، حين استدار ليلتقي ظهره بالأرضية الباردة، و تتبعثرُ خصلاتُ شعره الأشقر بعيداً عن صدغيه، ليُكشف جبينه الذي تتوسطه كدمةُ كان قد أصيب بها خلال مقاومته لمُختطفيه.

إرتسمت إبتسامةٌ ماكرةٌ على شفتيه، فلقد سار الأمرُ تماما كما خطط له.

لو كان بوسع أحد ان ينظرُ إلى عينيّ مستشار الجريمة، وليام جيمس موريارتي، في تلك اللحظة، لشهد بوضوح كيف توهجتا بلونٍ قرمزي متقّد مستترٍ خلف العِصَابة.

إن خطته تقتضي بأن يتم اختطافه من قِبل عصابة تُتاجر بالممنوعات، بعد ان نجح في القضاء على واحدٍ من أكبر موزعيهم، ثم يأتي شقيقه الأكبر ألبرت -و هو ضابطّ في الجيش البريطاني- لنجدته، ليبدو الأمرُ على ان الصدفة المحضة هي التي جعلته يكتشفُ مخبأ عصابة تُجار الأفيون خلال عملية إنقاذ وليام، وبالتالي الإيقاعُ بالأرسقراطيين اللذين يترأسونهم في الخفاء.

لكن حتى تأتي تلك اللحظة، يتعينُ عليه الانتظار بصبرٍ لحين استطاعته إيصالُ رسالة إلى تابعه الذي يختبأ في مكان ما قريباً من القلعة.





-------------------------





رُكل الباب بعنفٍ محدثاً صوتاً صاخباً، أرغم وليام على الإستيقاظ بفزع بعد ان تمكن النعاسُ منه، و مالبث ان شعر بماءٍ باردٍ يُسكبُ فوقهُ، و يداً تطالُ رأسهُ لتسحبهُ للأعلى بقسوة من شعره.

-أفق أيها المدلل الوضيع، لا نريدُ منك ان تموت قبل ان يصل الزعيم.

أفلته الرجلُ بأن دفعه ناحية الأرضية مجدداً بقوة ، و كأنما يفرغُ غضبه، ثم خاطب شخصاً اخر بنبرة نفوذ.

خَلاصٌ قِرمِزيّWhere stories live. Discover now