أنت و تلك الأشياء

8 1 0
                                    

Ch: 4

أنت و تلك الأشياء...أنت تعلمها، الأشياء التي تخفيها ببساطة، و تستمر في فعل ذلك تُّجاهها، ستظهر على شكل أشياء أخرى بإدراك أو بدونه، ستظهر في الأخير على شكل أنت الذي ليس "أنت" .
ستخجل من نفسك لأنك لا تشعر بوجودك، فقدت نفسك، و فقدت "أنت" خاصتك، لكنك خجول فقط من الأخطاء التي ارتكبت، كلُ شخص يبدو عليه الإحراج عند ملاقاة الناس يَرتكب أخطاء، أنا أعني "الأشياء"، لكن على الأقل مازال يمتلك ومضة أمل في استرجاع ما يخصه، إنه يحاول التخلص منها، اييه الأمر صعب بذكره، حسنا ! ماذا بشأن الإجابة عن "لكن كيف؟"، اوه...هيا أنت تملكها مسبقا، أنا واثقة من ذلك، "أنت" فقط لا تعيرها اهتمامك، في بعض الأحيان لا يستطيع الإنسان ملاحظه أقرب الأشياء إليه .
لم يحدث أي شيء سوى أن نفس الشيء حدث، أُغمي علي في العمل...سقطت أرضا مع كوب القهوة الذي كان بيدي، كان الأمر مثل "و فجأة خارت قواي"
لذا سقطت يا سادة، و الأجمل أني عندما استيقظت وجدت نفسي في المشفى، أخبرتني الممرضة أني أمضيت ثلاثة أيام هناك...ونسيت...كل ما حدث خلال هذه الأيام...اوه، هيا لا تُبدي هذه النظرة على وجهك! أنا أعلم أنه من الطبيعي ذلك، من الطبيعي ألا أرصد أي أمر فقد كنت نائمة بعد كل شيء...لكني لم أشعر بالوقت مطلقا (و أبعد تلك النظرة أولا)، ظننت أني سأرى ربما الأمكنة الغريبة المعتادة، أو عودتي للمكان السابق و رؤية المرآة الحقيرة...ما حدث كان مختلفا جدا و جديدا، شيء ما يحيرني بخصوص هذا، لم أرى و لم أزُر أيا من الأمكنة، كانت ثلاثة أيام فارغة .
حاليا أنا كالشبح الذي يتسكع بين الشوارع، ثارة أشتري السكاكر و ثارة أخرى طعام الشوارع، أنا آكل و أمشي، أستمتع برؤية الناس، و المارة، و الأطفال المشاغبة، كل أنواع الأعمال على هيئة الأشخاص .
وصلت لبيتي، ارتميت على السرير كالعادة، أحاول فهم الأمور لكني لم أتوصل لشيء أبدا، و لا أود النوم، آه! هناك شيء الأمور الغريبة التي تحدث مشابهة للتغيرات التي تصيبنا عندما تأسرنا الظروف، لا نعي ما علينا فعله حينها، و لا نتحكم في أنفسنا...خاصة عندما لا ندرك مدى تغيرنا و لا ندري ما يحيط بنا، إذا كيف سنتمكن من العودة إلى حالنا الطبيعية في حالة كانت هناك عودة، نمشي في طريق الجهل حيت لا نرى سوى الظلام، إذا ماذا ؟
إلى ما ستصل الأمور ؟ هاي...إلى أين ؟ إلى أين يا عزيزتي إلى أين ؟
لم أرغب في النوم لأنه لن يساعد في شيء، امم لنرى ربما...سأكتب شيئا، نهضت و تحركت نحو مكتبي جلست على الكرسي الخشبي، أرخيت ظهري، و وجهت نظري نحو الأوراق المبعثرة و الأقلام المختلفة، أرسم بذلك القلم أفكارا بدءا من أعلى الورقة إلى أسفلها رويدا رويدا، تتوالى الدقائق حتى أَصبغ السطور البيضاء أسودا، أعبر كيفما أشاء...أرسم المشاعر كما أريد، لكن النعاس يُعيق تقدمي، يسري بين أفكاري ليُغلق مجال تناسُقها فأملُّ بسرعة، و أضع قلمي، ثم أعود و أرتمي فوق السرير بملل، هكذا يمر اليوم، لكن الأفكار أو بالأحرى السؤال الذي يراودني مؤخرا عندما يقترب موعد نومي هو:
"مالذي سيحدث عندما أستيقظ؟ هل سأري مكان آخر أم أنه سيغمى علي ثانية؟"، من يدري...
يتبع...

نظرية البساطة Where stories live. Discover now