أمنية

51 20 101
                                    

لطالما انتظرتُ بزوغ الفجر على أحرّ من الجمر لكنهُ لم يأتِ.

وكثيرًا ما جلستُ خاشعًا منتظرًا من الكريم أن يستجيب دعائي لكنهُ لم يفعل.

وبعد طول انتظار وصبرٍ أهلكَ روحي رأيتهُ... رأيتُ النّور في نهايةِ النّفق فتهللت أساريري فرحا، هرولتُ نحوهُ بخطواتٍ تسابق الرّياح لشدةِ حماستي مدندنًا ألحاني المبهجة، وقبل أن أراقص خيوط الضّياء بل وقبل أن أسألها الرّقصة الأولى حتى أعلنتُ انهزامي وانسحبت.

خرجتُ بأشلاء نازفة من ذاك القطار الّذي اصطدم بي مسرعًا والّذي خلتهُ الفرج.

لم أستطع النّهوض لأسابيع طوال من هولِ الموقف الّذي ألمَّ بي، وحين فعلتْ بدأتُ بتعلم المشي من جديد حتى أتقنتهُ.

عاندتُ الظّروف والصّروف والحياة وفعلت ما كان دأبي أن أقوم به إذ سرعان ما رفعتُ يدايّ إلى السّماء وبدأت التّمني بأعينٍ منكسرةٍ تختصرُ سيلًا من الكلمات.

قضيةُ رأي عام، تمنيتُ أن أصبح إحداها كما تمنيتُ أن يحتل وجهي الباهت وثيابي المُهلهلة الأوراق الأولى من الصّحف.

تمنيتُ أن أتحرر من القيود الّتي تكبلني، وأن أجد بيتًا يرحب بالزّوار، أن أنام وأنا مطمئنٌ فعائلتي بجانبي كما طعام الإفطار.

أن أرتدي ملابس العيد وأن أحصل على الحلوى، وحين حلقتُ بخيالي تمنيتُ أن يختفي الفقر وأن أرتاد المدرسة.

دعوتهُ بأن يقشع الغشاوة الّتي تعمي أبصارهم لعلّهم يلاحظونني، بأن يدعوا شئون المرأة للمرأة وأن يهتموا بمن يعاني ليحصل على قوت يومه.

دعوته بأن يكترثوا للمشردين ولشعب الخيام، بأن أحصل على لعبة لا أن أكون إحداها، وأن أعيش.

نهبوا طفولتنا ولسان حالهم يقول من ذا الّذي فعل هذا بكم؟

وسيروا أمانينا إلى مقابر الأحلام وهم يذرفون دموع التّماسيح الخاصّة بهم.

تمنيتُ بكلّ ذرةِ أمل فيّ أن أصعد منبرًا مهمًا لأحد تافهي هذهِ الأيّام؛ كي أوجه رسالتي للعالم كله بما فيه من ضمائر حية، ولأقول بملء صوتي وبثوانٍ معدودات لن تكون سببًا في إفلاسهم «رفقًا بالإنسان يا بني الإنسان وكفاكم إجحافًا بحقوقنا».

جميعها أمنياتٌ يصعب إدراكها في اللغةِ والحياة، لكن حيث توجد الآمال توجد الأحلام، علمتُ مؤخرًا بأن أكبر آفةٍ لم يتمكن البشر من مجابهتها ومن التّصدي لها حتى الآن هي الفقر، ولكن الأماني مجانية فلا بأس بإكثارها ولا ضير منه.

************************************
مساء النور، أسأل الله أن تكون حياتكم نورا في نور
كيف أحوالكم؟

مساحة لأرائكم وانتقادتكم.

لا داعي من التحدث عن هذا الفصل فقد تحدث عن نفسه، وهذا يعني أنني سأنتقل لأسباب انقطاعي المفاجئ عن التحديث كما اخبرتكم في الفصل الماضي.

-نفس عميق- لست ممن يتحدثون عن مشاكلهم وعن أفكارهم ولكن من الذوق فقط أن أخبر من انتظرني طويلا بأسبابي والتي سأقوم بحذفها بعد أن يراها - أو يروها بتعبير أصح- أشعر بأني - دراما كوين-

وكآخر إضافتين رجاء لا أريد أن أتوغل بالتفاصيل لأي أحد سواء هنا أو في مواقع التواصل
كما أن الفصل القادم هو الأخير❤️❤️.

والآن سأقول القاكم في الفصل القادم على خير.

آفاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن