عليّ أن أسأل,
أكنت من اِحتاج الوّرق؟ أم أن الوّرق من اِحتاجني؟أأنا من أردت منه كفنًا، و بضع كلماتٍ أتّخذها قبرًا,
أم تراه هو الّذي اِحتاج منّي قطراتِ حبرٍ تسقيه عبر جداولَ من كلمٍ، لتبثّ فيه الحيّاة، و يتجاوز الصّمت إلى حديثٍ قديم،إلىٰ مقطوعةٍ تعطّل زمنها فاصفرّت،
إلىٰ أيامٍ قتلتها الحرب فنسيها الحاضر، لتخلٌدها الذّاكرة، و ما الذّاكرة إلّا...
هذه ليست سوى أوراقٍ اِنتظرت مت قلمي إشارةً لتتحوّل إلى أيام، إلى حياة، و إلى ماضٍ لا ينسى، و يومٍ قديم...
و ما الوّرق إلّا مرّاكب هشّة، حبلى بانكساراتنا!
بحركة مايسترو من قلمي، لحّنت مركبًا ورقيًا، بنغمةِ يوم قديم، لا تاريخ له، ما دام التّاريخ يُنسى في حاضرٍ موجع!
تاريخ شيّده شبابٌ فتيّ كان رجلي أحدهم،
لذٰلك يوم نصرٍ شهي، قصدت سكن الجنود في الثّكنة العسكرية، الٌذي رخّصت لنا سكناه مكانة والدي في الجّيشِ الملكيِّ برتبةِ عقيد,
أشرقت البهجة أجواء المكان، فاِحتفلت السّاحة الرّئيسية بالعساكر الّذين رفعوا رّاية البلادِ -في معركةٍ عصيبةٍ- حتّى ضاقت المساحة لقيد خطوّة,
إعتمرت قبّعتي مذ أنّ أيلول و مزاجه أرغمني عليها، ثمّ صبوت خارج البيت بحذرٍ بعد أن وّقعتُ إتفاقيّة مصالح متبادلة مع أختي بأن تغطيّ على غيابي و أفعل لها المثل في وقتٍ لاحق,
أبحرت وسط أمواج الجنود بحذر، لا أريد أن تُشاهد راية إبنة العقيد وسط يمٍ من العساكر,
و بخطوات رشيقة، اِحتميت من غارات العيون في زقاقٍ فرعيّ,
أخذت من الدَّرج الخلفيّ للسكن العسكري الثّاني سبيلا نحو رجلي-و ذاكرتي-,
و قبل أن تلقي قدماي خطوّة، ألقت نظراتي عشرًا قبلها، حتّى وجدتني عند عتبته، و لحسن الصّدف الرّواق كان فارغًا، و الباب مواربّا,
دغدته بطرقةٍ ثم رميت نظرّة للداخل، وجدت
توماس الجنديّ ذي البنية الصّلدة، بطولٍ متوّسط، يعتمر شعرًا بندقيًا كحال عينيه على قمّته، يتقدّم نحوي، إثر سماعه اِستئذاني:
YOU ARE READING
أطلال ذكرىٰ: أرشيف ذاكرة.
Romance[مُستَمِرَةٌ]. علىٰ مدىٰ خيبةٍ لم أحتج سوىٰ ورقةٍ و قلم، أبحر به عليها، حاملةً، رفاق الأماني المنكسرة نحو برّ أمل! لا تبحثوا عنهم هنا، هذا ليس سوىٰ زورقٍ وّرقي، ركب عليه رجلٌ مبتور الماضي لا ذاكرةَ له، فإذ بي أجدهُ ذاكرتي و أرشيفها! ♢ بدأت: ٢٢...