الفصل السادس عشر

Start from the beginning
                                    

الصدمة شلتهما معًا...والغبار يتطاير عليهما بينما الشاحنة تُسرعٌ مُغادرةً...وعندما التفت عامر باتجاهها...كانت قد اختفت!
دون أن يستطيع معرفة كل تفاصيل اعترافها...والذي أكده الآن زوجها.
......

- " لا تفعليها أرجوك...لا..."
الصوت القادم من الجهة الأخرى من الغرفة جعل يدها تقف قريبا من جلد رسغها لترفع رأسها تحدق في "أسماء"...التي تُغطي بيديها عيون برعبٍ...لتحبو اتجاهها صُوفيا وتُحيطها...لتبدآ معا بالبكاء بخوفٍ...
-" أنا آسفة...آسفة لم أقصد...سامحيني"
-" لا تتركيني أرجوكِ..."
حضنتها أكثر أسماء وهي تُتمتمُ بهستيرية وهي تتذكر مرح...كيف خرجت جثة هامدة لتختفي من حياتهم...!
-" لا تفعلي مثل مرح"
الاسم جعل ذراعي صوفيا تتراخى حولها...وتُغلقَ عيونها تُحاولُ ان تسترخي...كي تعرف أن تتعاملَ مع رعبِ أختها...فيبدو أن قصة مرح تركت أثرًا غائرا في كل شخصٍ بهذا المنزل...إلا يوسف...الذي لم يولد الا أشهر بعد الحادث...!
أختها التي توفت أضافت لوجعِ ندمِ والدها وجعاً.
والآن أختها ...هي حتى لا تعرفُ ما الذي يحدثُ معها لأنها بجبنٍ هربت بوجعها بعيدًا عن هذا البيت...كانت من الأنانية أن تهرب ولا تلتفتَ خلفها!
-" مرح فقط سافرت خارج البلاد...عندما تعود ستزورنا وتُحضر لنا الكثير من الهدايا...وتتعرفين على أولادها الأشقياء..."
همست أسماء تُقاطعها...
-" هل أخبرتكِ أنهم كذلك...أشقياء جدا"
بلعت صوفيا ريقها...نعم هم أشقياء...هي لا تحتاج أن تُخبرها مرح بذلك...فكل الأطفال أشقياء...أليس كذلك!؟
-" نعم هم كذلك جدا...وقريبا قريبا جدا ستُلاعبينهم وتهتمين بهم...لأنهم أولاد أختكِ التي تُحبكِ جدا"
-" سأذهب لأُكملَ لوحتي...كي أريها لمرح عندما تعود..."
وقبل أن تتخطى الباب التفت نحو اختها الكبرى...لتهمس برهبة:
-" أنتِ ستكونين بخير...أليس كذلك؟"
حركت رأسها بنعم...وهي تُشيدها بابتسامة...تتمنى لو مثلها تنسى ألمها بمجرد ضمة...أو كلمة جميلة!
نهضت حيث سقط هاتفها لتلمح اسمَ ساشا...اغلقت الباب وهي ترفعهُ مُجيبةً...لتنطلق ساشا بنبرة تذمرها كالعادة:
-" هل تُحبين حقيبة بشعة أم حذاء رائع؟"
-"ماذا؟"
سألت بعدم فهم...لتُجيبها ساشا:
-" المتيم يُريدُ أن يهديكِ شيئًا مميزا...وجرني معه...لكنه يرفضُ أن يأخذ الهدية على ذوقي..."
-" أنا لا أريدُ شيئًا..."
همست بخجلٍ...لكن ساشا قالت مصرة:
-" هي هدية ولا مجال أن ترفضيها...أخبريني ماذا تُفضلين...الحذاء أم الحقيبة البشعة؟"
-" أنا لا أدري..."
همست ليصلها صوتُ ماسين بجانب ساشا:
-" سنأخذُ الحقيبة...هي فقط غبية لترى جمالها...إلى اللقاء حبيبتي"
عدنان يُنادينا...لتسمعَ صوتُ ساشا المُتسائل:
-" من تلك الفتاة معه؟؟"
ثم أغلق الخط...وابتسامة بلهاء تُزينُ وجهها...ودون ان تهتم بتلك "الفتاة" التي استغربت ساشا وجودها مع عدنان...فهي تعرفه جيدا كما ساشا ووجود عدنان بين النساء ليس أمرًا يُثير الاستغراب...لكن هيئة التي معه...ما يُثير حقًّا التساؤلات!
……….

-" جميلة..."
نعم رفعت رأسها عن مكينة الخياطة المنزلية التي تستعملها لتُخرج للوجود بعض تصاميمها التي تتفنن برسمها...وضعت بعيدًا النظارة الطبية التي يُجبرها مُصطفى على ارتداءها في ساعات اختلاءها بعيدًا عن صخب البنات ووالدهن لتستمتعَ بهوايتها التي تعشق...تصميم الأزياء وخياطتها!

جرح وشم الروح! ملاك علي.Where stories live. Discover now