و بدأت رحلة المرأة الأصيلة وابنائها الى الحياة القاسية فقدت الأصيلة زوجها الذي كانت تحبه حبا جنونيا .بكت وتحصرت عن موته وحزنت ,ثم قالت بأعلى صوتها , فقدتك يا اغلى ما عندي وقد ابتعدت عني يا ابا اولادي قد كنت وفيا و شجاعا , شهم وكريم كنت تسعى جاهدا لتلبية مطالبنا ولتسعدنا . بقيت في بيت اهل زوجها فترة قصيرة وكان جد الاطفال يعتني بها جيدا ولا يريد من يسيئ اليها او المساس بكرامتها ويعاملها معاملة حسنة. ولكن القدر كان اقوى . مرض الجد ووافته المنية , وغاب من كان يحميها . اما الجدة رحمما الله كانت قاسية معها نوعا ما وكذلك اسلافها اي اخوة زوجها كانو يهينونها ويذلونها, وبدأو يناورون ويتمتمون للجدة وخرجو لها علنا هيا انسحبي من هنا ,هي خذي اطفالك وغادري هذا المكان بسرعة نحن لا نريد امرأة بمفردها بيننا قد تسببين لنا المشاكال و المتاعب . فقالت الأصيلة للجدة اين اذهب وانا ام لخمسة اطفال من الذي يعيلهم , فقالت لها الجدة هذا الشيئ لا يخصني . بكت وذرفت الدموع على خديها وقالت لهم ربي وكيلكم يا عادمي الرحمة , حملت الطفلة اللتي لاتبلغ السن الستة اشهرعلى ذراعا الايمن والولد الذي كان عمره قرابة السنتين على الذراع الايسرواما بقية الاطفال يمشون وراءها خرجت من البيت متحصرة وبدأت السير ولكن لحقوا بها واخذو منها اكبر الاطفال وقالو لها هذ يبقى هنا عندنا ليرعى الاغنام , وبدأت تصرخ اطلقو سراح ابني حرام عليكم تأخذو مني فلذة كبدي, وكان الطفل يصرخ ويبكي ويقول لامه امي امي لااريد البقاء معهم خذيني معك , و سنه لا يتجاوزالاحدا عشرة سنة فاخذوه بالقوة ولكن الام المسكينة لا حول لها ولا قوة . ثم باشرو السير على الاقدام تاركينه هناك في البادية وكان حينها فصل الصيف الجو حارا جدا واشعة الشمس قوية وتركت جميع حوائجها حتى لباسها ولباس ابنائها , غادرت وهي تبكي حتى وصلت الى الطريق فجلست على حافته وبقيت لزمن طويل وجوههم احمرت من حرارة الشمس وبدأ التعب يضهر على ملامحهم وبدؤوالاطفال يبكون من العطش. ثم كانت هناك صدفة ا,تى رجل مارا من هناك فرأاها وقال لها هل انت اخت زيد فقالت له نعم , ولماذا انت جالسة هناك وماذ تفعلين ومعك الاطفال قد تضرهم الشمس فانفجرت بالبكاء وقالت له بعد وفاة زوجي طردوني واخذو مني ابني الاكبر , قال لها سأذهب يسرعة واخبر اخاك . ذهب الرجل الى القرية وبحث عن اخيها فوجده واخبره يما حصل , فسارع اخيها الى عين المكان فوجدها في حالة لا يرثى لها واخذهم الى البيت العائلي بيت والديهما اللذي يبعد حوالي عشرون كيلومتر. وروت لهم القصة فقالو لها ابقي هنا وربنا هو الرازق وعلى كل شئ قدير . ولكن البنت الصغيرة اثرت فيها الشمس بدأت تفقد الوعي الى ان توفيت . فاصاب الأصيلة اكتئاب شدبد ورافقها الحزن ليلا ونهارا وفقدت الابتسامة ' ولولا والدتها اللتي كانت بجانبها تشجعها وتصبرها لكانت تنهار عصبيا . قالت لها والدتها ابنائك هم ابنائي لا تقلقي انت الان عند امك ولا يخصك شيئ باذن الله , ولكن الأصيلة تذرف الدموع بحرقة عن ابنها الغائب فلذة كبدها ' وزوجها الذي كان يسعدها ' وابنتها الوحيدة اللتي فارقتها بدون رجعة .اما من هنا ستبدأ رحلة الأصيلة الى الجهاد الاكبر
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
