الثاني عشر

9.1K 199 1
                                    

في غرفتها لم تخرج منذ امس منذ ان اتت شاحبه كالاموات ولم تجيب علي تساؤل اي احد حتي لم تري جدها ...فقد تنظر الي الفراغ بروح خاويه متألمه ....
لم يفهم...لم يسمع...تركها ...تخلي عنها ..اخذها بذنب ماضي..
فقد تلك الكلمات ما تدور بداخلها رغم خوفها من ان يحدث كل هذا الان  الا ان قلبها كان يخبرها انه ربما يخطئ عقلها ...ولم يخطئ وها قد حدث بأبشع الصور....
ربتت والدتها علي كتفها وقالت بحزن،،حسنا مالك ياحبيبتي ايه اللي مزعلك كده
لم تجيب حسناولكن تنهدت بصوت مسموع
اكلمت والدتها،،طب روحي لجدك واحكيله كلنا عارفين ان سرك معاه وهو اكتر حد بتحبي تحكيله ده كل شويه يسالني عنك...
جدها ماذا تقول له ايضا ..لاول مره لا تستطيع ان تحكي له تعبها لاول مره تشعر انها خذلته  .....
،،مش قادرة ياماما
،،ليه ياحبيبتي
اندست بين احضانها واغمضت عينيها حتي غفت. ..
،،،،،،،،،،،
علي لسه مش عايز  يكلم حد و لا يفتح الورشه ياهنا
قالت هنا،،لا مش عايز يكلم حد فينا و  خالتي حاولت معاه كتير مش بيتكلم بس بعت مفتاح الورشه معايا وبيقولك لو عايز تفتحها افتحها انت
قال محمد بحزن،،مش عايزه يفتح الورشه لينا عايزه بنزل ويشغل نفسه بالشغل ..
قالت هنا ،،،اول مره اشوفوا كده وحسنا صعبانه عليا اوي مانعرفش حاجه عنها من يومها
اوما لها وقال،،منتصر وابوه باعوا القهوة ومشوا
ابتهجت وقالت،،بجد احسن ان شالله مايرجعوها منه لله قلب الدنيا
،،ان شاء الله تتعدل وتبقي احسن من الاول
،،يارب يامحمد يارب
،،،،،،،،،،،،،،
احم ياساتر
قالها الحج حسين امام منزل علي والتي استقبلته هدي بترحاب،،انا عارفه انه مش هايكلم حد غيرك
اعدل حسين من عبائته فوق كتفه وقال متسائلا،،لسه علي حالته
قالت بقله حيله،،لسه ياحاج مش عارفه اعمل معاه ايه والبت قاطعه في قلبي من يومها ماعرفش عنها حاجه ولا حتي بترد علي مكالماتي
اوما اليها وقال،،اللي فيه الخير يقدمه ربنا انا داخله...
طرق الباب ودخل الي علي ..اعتدل علي علي الفور وقال بأدب،،اتفضل يابا
جلس حسين علي طرف الفراش واستند علي عكازه قائلا،،ايه اللي انت عامله في نفسك ده يابني
اخفض علي راسه ووجهه الشاحب الي اسفل هاتفا،،مش عايز اتكلم في الموضوع ده يابا
،،غلط ياعلي لاول مره تُفرط منك(لا تتصرف بحكمه) يابني البت ماغلطتش نيتها كانت خير
رفع عينيه اليه وقال بحده،،ماغلطتش تيجي لحد هنا وتقرب مننا وتدخل ببتي وهي بتكدب عشان عارفه اني لو عرفت تبقي مين هاطردها
اجابه حسين بصبر لعلمه برأسه المتصلب،،مانا بقولك نيتها كانت خير ..وبعدين تعالي هنا انت زعلان انها كدبت ولا انت عامل كده عشان حبيتها ...
ايوه بتحبها بتبصلي كده ليه وهو يعني انا مش شايف وهي كمان بتحبك نظرتها ليك يومها هنا علشان تسمعها كانت باينه اوي
انتفض من جلسته وهب واقفا وقال،،وليه عملت كده ليه خلتني احبها وانا حاكيت ليها عن اهل ابويا ورميهم لامي في الشارع عن ظلم عماد الحُسيني وجبروته علي ست ضعيفه لوحدها .. عن انه مافكرش يدرو علي حفيده ولا يعرف عايش ولاميت.. انا عمري ماكان تفكيري فيهم فلوس..دايما كان تفكيري عن الظلم اللي امي شافته وهي لوحدها  ضعيفه ومكسورة
استقام حسين وقال،، وربتك لوحدها وطلعتك راجل الحته كلها تحلف بأخلاقه ومجدعته و اديك قولت جدها مش هي واحنا نحملها ذنب ليه هي اصلا ما وعتش عليه ولا شافته ...يابني انتي حاشرها ليه في حكايه هي مالهاش فيها مش عايزك تبقي ظالم ياعلي. 
جلس بجانب حسين بانهاك وقال،،وحتي لو حصل واخرتها انا مش من العيله دي ولا عايز اكون طرف فيها
ربت حسين علي كتفه وقال,,_ جدك غلط وظلم بس اعترف بذنبه ودور عليك كتير وفي الاساس بعتها لهنا علشان تلم شملكم تاني
رفع عينيه اليه وقال بخفوت،،وليه كدبت من الاول
،،عشان كده عشان كنت هاتتهور ومش هاتسمعها وبعدها الحب دخل طرف بينكم وحصل االي حصل ..قلب كلامي في دماغك وبطل تسرعك ده
واستقام الي خارج الغرفه تاركآ خلفه علي الذي القي بجسدة علي الفراش يحدق بالسقف بتفكير لن يفهمه احد سوي قلبه المتألم بحبها ، لا يستطيع تقبل فكرة انها من تلك العائله وكذبت لتستطيع العبور الي حياته والتقرب منه ومن والدته ، هو متأكد ان حسنا ليست مخادعه في مشاعرها ولكنه صعب..  صعب عليه للغايه ان يعيش عمر بأكمله يبغض عائله اصبحت هي منهم...
،،،،،،،،،،،،،،
تهرول ومن حولها الممرضين يدفعون بالسرير النقال اثر نوبه قويه من ضيق الصدر المفاجئ  لجدها ...تدفع بالسرير معهم وقلبها يكاد يتوقف حتي دخلو الغرفه واغلق الباب امامهم...
وضعت يديها علي وجهها ببكاء وخوف ...جذبها والدها اليه وقبل راسها وقال رغم قلقه،،،هايبقي كويس جدك قوي
اومأت براسها داخل صدرة تدعو له ...
بينما أنس بجانب والدته التي تحاول ان تطمئنه رغم قلقها هي الأخري...

مر الكثير من الوقت ولم يخرج احد يطمئنهم ..جلست في المقعد القريب من والدتها وسندت برأسها للخلف ...تفكر بما يتمناه جدها الآن وهو رؤيته ...رؤية حفيده الاكبر
حفيده متصلب الرأس والذي يشبه ايضا بهذه الصفه ....
تشعر بالضعف لاول مرة تشعر بالضعف والخواء ...تتألم بحب اغلي الناس علي قلبها ...
شدد والدها من مؤزراتها بينما ابتسمت له بشحوب ....
انفتح الباب اخيرا وتقدم احد الاطباء والتفو جميعا حوله وقال،،مش هاخبي عليكم الوضع مايطمنش ووو
،،دكتور الحق المريض نبضاته بتضعف
صرخت بهذه الكلمات الممرضه والذي ركض الطييب للداخل يحاول انقاذ مريضه...
بينما مسك احمد برأسه بيديه الاثنين يحاول الا يذرف دمعاته الآن وازداد نحيب والدتها بخوف وأنس ايضا يبكي بصمت...
وهي ......تصنمت في وقفتها وفجاءة ...ركضت بكل قوتها للخارج ..
،،،،،،،،،،،
واقف امام الحاجز كما وقفتها دائما يتذكر كل شئ حدث هنا...ابتسامتها ...دلالها ......
حكاياتهم وازدهار الحب بينهما...صوتها...شعرها التي دائما ما تضعه علي جانب واحد فقد ...ويعشق هو عندما يحتوي وجهها كالهاله المحيطه بها...
انفتح باب السطح علي مصراعيه بقوه التفت اليها وشحب وجهه من رؤيتها هكذا...تملي الدموع وجهها ...اختفي الدم من وجهها حتي صار ابيضا...ترتجف بقوه ..
ركض اليها ومسكها من يديها ونهش القلق قلبه وروحه ....
نظرت اليه بعنيها المتورمه ودموعها لم تتوقف ولم تستطع حتي الحديث...
خرج صوته بأسمها هامسا قلقا  .ومرتجفآ
..شهقت هي وقالت باكيه،،،جدي مات ياعلي
وارتمت بين ذراعيه غائبه عن الوعي وتلقفها هو بخوف وصدمه وانحني بها علي الارض ..ضم رأسها بصدرة بقوة وجذبها  بقوة اكبر  بين احضانه  وكأنه يُخبئها من الآلم حتي لايعرف لها طريق بين زراعيه
يتبع،،،،،،

---

الحسناء والميكانيكي /سارة حسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن