مرآة حقيرة ؟

78 4 4
                                    

Ch: 1
" يال الجمال! ما بال هذا الحذاء الأصفر... ملابسي تشبه الخاصة بمهرج، الازرق و الاصفر، أيضا قميص بني، عجيب هو أمري، لا ذوق لي في الملابس بئسا! "
ردّدت هذه الكلمات بغضب، و علامات الاستفسار بادية علي، تحديق في مرآة على نحو مستمر هذا جلّ ما فعلته، على كل إنها مجرد مرآة شارع، الى جانب اني استمررت بفعل نفس الشيء مع ملابس من حولي، مرآة حقيرة لا تظهرني بالشكل المناسب .
استيقظت مبكرة اليوم ... لكن بطريقة ما لقد ضِعت! غريب جدا...المكان مختلف عما كان يجاور بيتي، حتى الشوارع التي اعتدت المرور بها، إنها مختلفة، كأنّي بعيدة عن منزلي لأميال، لست أدري اين انا ؟
حملقت في اشخاص غرباء، و ملابس جديدة حتي في نفسي أبدو كطيف من الالوان .
أنا لا أملك من الجرأة ما يكفي لطلب المساعدة من احدهم، كما انهم ليسوا بأشخاص قد يقدمون المساعدة على اي حال، و أنا أتجنب الوقوع في المواقف المحرجة على الدوام .
جلست مجددا أمام تلك المرآة، فوق صخرة حمراء على شكل مربع تآكلت حوافه و التي أظهرت لون الصخرة الحقيقي، لون لا أسم له لون الصخور المعهود .
كلما فعلت ذلك نحو المكان الذي يعكس صورتي أكثر  كلما زاد إحساسي بالألم المحيط بقدمي، لم يكن علي المشي بهذا الحذاء العالي ... لا يجلب لي سوى الآلام...
آه ! تذكرت ! تذكرت موقف الصباح، لم تكن سوى ثوان حتى توجه نظري نحو الأسفل، لمعت عيناي بيأس، تملكني الاحباط الشديد، الأمر شبيه بسقوط حلواك المفضلة بعد أن اشتريتها بثمن مرتفع، ثمن الحلوى زهيد بالنسبة للأطفال دائما .
ذلك لم يكن بموقف حتى ... لست أدري ما حدث بالضبط، فطوال طريق بحثي عن بيتي لم أتمكن من ايجاد تفسير ولو واحد، كان أمرا مروعا ! لقد وضعني في شك لا متناهي، حتى بعد إحساسي بكل الاشياء المحيطة بي إلا أني استمررت في الظن، أنا لا أتخايل... بل ربما أنا أحلم ؟
لا ! لا ... أنا لا أحلم، هذا كثير جدا لمجرد حلم !
بدأ ذلك عندما حظيت بنوم عميق، كنت متعبة للغاية إثر العمل و الجهد المبذول من طرفي، أحسست باقتراب موعد استيقاضي، كان الأمر أسير الثواني فقط، بعدها عوض بدء يوم جديد وفتح عيناي لأشاهد المنظر الدائم : المكتب الخشبي الذي دائما ما أراه حال فتح عيني أمام السرير أجلس فيه لساعات طوال رفقة الورق و الأقلام، لكن عوض ذلك فتحتهما لأجد نفسي في مكان مغاير، هاها...وهو المكان نفسه الذي أتواجد به حاليا، أمام مرآة حقيرة بعد سير طويل، أنا نفسي لا أدري كيف تسكعت هناك، في تلك الطرق، حتى انتهى بي المطاف هنا بملابس يوم أمس، آه ! لم أغير ثيابي مازالت نفسها بالطبع ذلك لأني كنت متعبة جدا، الأمر ليس حلما، كل شيء واقعي، من غرفتي الى مكان آخر ؟ لا أدري كيف تمّ ذلك، إن المكان هنا مليئ بالغرباء .
لقد أمعنت في كل الحلول الممكنة حتى الغير المنطقية منها ... فوجدت أن ما من حل سوى تقبل ما أنا فيه و ما أنا مقبلة عليه، نهضت خالية من أي شيء آخر غير ملابس المهرج هذه، إذا ماذا الآن ؟
أظن أني سأتسكع مرة أخرى في أنحاء هذه الشوارع الغريبة لعلي أصل لشيء محدد.
ما من فكرة ترعبني أكثر من أن أنام في الشارع لأول مرة في حياتي، لا أحمل معي مالا سوى ما يكفي لشراء فطائري المعتادة التي آكلها بعد خروجي من العمل، تحركت نحو الأمام ثارة أحدق كالعادة، و ثارة أخرى أفكر في المواضيع التي لا ترحم عقلي الصغير، سأتسلى بها قليلا حتى أجد...حلا ؟ ذلك بعيد جدا، ربما حتى أجد أين انا ؟ و ماذا حدث ؟
يتبع ...

نظرية البساطة Where stories live. Discover now