الجزء الأول - مع العالم السفلي

1.7K 53 12
                                    

حارسة المقبرة (رواية رعب و إثارة)
الجزء الأول (مع العالم السفلي)
بقلم : محمد الجوهرى
===================

( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة(27) ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30))

أنهى المقرئ تلاوته فى سرادق العزاء المنصوب فى أحد شوارع تلك المنطقه فيما بعد كرداسة و الكائنه فى محافظة الجيزة ... منطقه غريبه لا تدرى أهى ريفيه زراعية أم صحراويه جبلية أم أنها تابعه للمدينة و الحضر ... فعلى الطريق إليها تمتد الزراعات على يمينك و الجبل على يسارك خلف ترعة صغيرة بطول الطريق ... أما السكان فهم خليط محير ما بين هذا و ذاك... فعلى اليمين مواطنين بسطاء يتخللهم رجال أعمال و مكاتب إستيراد و تصدير و غلى اليسار كهوف الجبال تاوى ما نعرفهم (بالمطاريد) ... (فى يوم ما سأقص عليكم سبب تواجدى باستمرار فى تلك المنطقه وسط اهلها المتميزين بالكرم و حسن الضيافه و لكن الآن نعود لقصتنا)..

رغم أن المنطقة كانت شعبية صرفه إلا أن العزاء كان يضم العديد من دكاترة الجامعه و المعيدين و عدد لا بأس به من طلبة الجامعه بالإضافة إلى عديد من رجال الأعمال و مكاتب الاستشارات فقد كان المتوفى والد أحد المعيدين بالجامعه..

وقف خالد يتلقى العزاء من جاءوا كل تلك المسافه لتقديم ذلك الواجب ... و قد مر شريط حياته أمامه منذ بدايته ... تذكر والده و تربيته الصعيديه الحازمه ... تذكر كيف اجتاز مراحله الدراسية المتتالية بتفوق رغم ضيق الحال و كيف كان والده يعمل ليل نهار ليوفر له مصاريفه الدراسية ... تذكر كيف بلغ والد سن المعاش و تفرغ للمكتبه التى كان يبيع فيها الكتب و الأدوات المكتبيه أسفل بيتهم ... تذكر كيف تزوج إحدى طالباته التى ربط بينهما الحب ... تذكر كل ما دار بينهم (لن أستفيض أكثر فى الذكريات) ... تذكر طفلته الصغيرة (منه) ...

انتهى العزاء و انصرف المعزون ... ما عدا شخصان انتظروا حتى انصرف الجميع ... كان أحدهم الحاج مجدى صديق قديم لوالده منذ عمله فى دار الكتب و وزارة الثقافة... أما الآخر فهو شخص غريب يبدو من ملامحه و ملابسه انه ليس مصريا ... و بالفعل توجها إليه لتعزيته فى وفاة والده و عرفه صديق والده بالضيف الغريب على انه الشيخ عدنان من المغرب و أنه صديق قديم لوالده و قد أصر على تقديم واجب العزاء و أجل سفره إلى بلاده..
عدنان : البقاء لله يا ولدى..
خالد : شكر الله سعيك يا شيخ عدنان..
عدنان : سوف أسافر غدا إلى المغرب و لكنى سوف اعود قريبا إلى مصر و أسمح لى بالمرور عليك لنتحدث فى أمر هام .
خالد : تسافر و ترجع بالسلامه إن شاء الله و أنت ضيف كريم فى أى وقت.

غادر الجميع و دخل خالد البيت ... كان البيت مكونا من دور أرضى يحتوى على المكتبه و استراحة الضيوف التى كان يغلقها والده دائما ولا يسمح لأحد بدخولها ... حتى الضيوف ...و فى الأعلى ثلاثة أدوار ... الدور الأول يقيم فيه والده و والدته ... الدورالثانى كان يقيم فيه خالد و أسرته .. و الدور الثالث أصر والده على بنائه ليكون موجودا دائما فى حال احتاجت أخت خالد إليه ولكن لا يسمح لها ببيعه أو تأجيره ....
صعد خالد إلى أمه ليطمئن عليها و يواسيها ثم صعد إلى حيث زوجته و ابنته فعانقهم بحرارة
و سئل زوجته
خالد : هل ستبقون هنا الليله ؟
جالا: بالتاكيد يا خالد سنبقى لفترة.
هز رأسه فى استسلام ... اقتربت منه و أحاطت رأسه بذراعيها قائلة..
جالا : أنا اعرف مدى ارتباطك بوالدك رحمه الله و اعرف مدى حزنك و لم اكن لأتركك أو أترك أمى فاطمه فى تلك الظروف.
ربت علي يديها بحنان و اجهش بالبكاء على صدر زوجته الحبيبة ..
مرت الأيام و تلقى خالد اتصالا من رقم غريب ..
خالد : السلام عليكم ... من المتحدث؟؟
عدنان : و عليكم السلام يا ولدى .. أنا عمك عدنان من المغرب.
خالد : أهلا وسهلا بك يا عماه ... كيف حالك؟
عدنان : بخير حال يا ولدى ... اتصل بك لأخبرك بأنى سوف آتى إلى مصر غدا إن شاء الله و كنت أود زيارتك الخميس القادم بعد غد إن كانت ظروفك تسمح.
خالد : هو بيتك يا شيخ عدنان تشرفنى متى شئت.

حارسة المقبرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن