اختفت ابتسامته فجأة محدقاً بي بعينين متسعتين وحاجبين معقودين، اشتدت ذراعه حولي لألتصق به. شعرت بالغرابة والتوتر الشديد، وكأنني.. أخطأت.

اغلق هاركين عينيه قائلاً دون ان يبتعد، "انتِ تكذبين.. انتِ تكذبين." بدى وكأنه يخاطب نفسه وليس انا!

طُرِق الباب فجأة لأرتبك محاولة الابتعاد عنه لكنه لم يدعني، "ألفا، هل تسمح لي بالدخول؟!" صدح صوتٌ مرتبك سمعته من قبل! اتسعت عينيّ ما ان تذكرت صاحب الصوت الأجش.. انه ابي!

نظرت لهاركين الذي فتح عينيه بالفعل يحدق بي بهدوء ودون أي تعابير، "دعني.." قلت بارتباك وصوت منخفض.

رد بذات تعابيره، "ربما يجب ان تتصلي بحبيبك ليبعدني." ابتسم بتكلف لأفتح عينيّ بعدم تصديق. "سيدخل ويرانا، دعني."

"لا بأس معي بذلك، سأتحمل المسؤولية." اتسعت ابتسامته اكثر. همست بانفعال، "أي مسؤولية أيها الوغد، الشيء الوحد الذي تتحمله هي قبضتي." هربت من بين شفتيه ضحكة لكلامي.

"ألفا.. سأدخل!" قال ابي بتردد من خلف الباب لينحني هاركين مقرباً وجهه ويهمس بأذني، "لعلمك قبضتك المتجمدة لا تؤثر بي." أغلقت عيني ما ان ضربت أنفاسه بشرتي، ولثانية نسيت كيف اتنفس.. وفعلت اول شيء خطر لذهني على الرغم من انني اعلم بأنني سأندم لاحقاً عليه.

امسكت وجهه بيدي اليسرى لأفتح فمي وأطبق اسناني على وجنته. تصلب مكانه بقوة وصدمة. استغللت الامر لأبعد يديه واجري ناحية الباب.

وقبل ان افتحه، فُتح بنفسه، توقف والدي مكانه محدقاً بي بعينين شبه متسعتين بتفاجؤ لنهوضي وقلق واضح بعينيه، وتقف خلفه تلك السيدة الشقراء نسيت اسمها.. زوجته الحالية، تنظر ناحيتي بتعابير ذابلة بينما تعقد يديها بعدم ارتياح.

لابد انه أخبرها. تجاهلتهما بلا مبالاة متذكرة ما كنت اهرب منه.. من كتصحيح. اعذرني، أبعدته عن طريقي لأتمكن من الخروج من الغرفة بسرعة مبتعدة عنهما متمنية الا يلحق بي ذلك الهاركين.

"انتظري، انتِ مصاب.." صدح صوت ابي الممر بنبرة قلقة. رددت بسرعة مقاطعة إياه، "انا بخير."

"انتظري.." امسكت يد كبيرة معصمي موقفاً اياي، وكردة فعل غير ارادية نفضتها بقوة عني. عمّ الصمت الممر بينما يحدق بي ابي بعينين متسعتين بصدمة، وتلك المرأة بقلق واضعة يدها على فهمها.

تباً لكم، لما تتصرفون بهذا التأثر؟ انا لا القِ أي لعنة لكونك كنت يوماً والدي.. انا لا افعل لذا توقف عن التصرف هكذا لأنني سأكون وقحة في النهاية ولن يتأذى احدٌ سواك. ليليث.. اهدئي، انهي الأمر بلطفٍ فحسب.

"سأكون بخير لن اموت من هذا فحسب،" نطقت بهدوء وكان صوتي الشيء الوحيد الذي تردد بالمرر. حتى الأشخاص الموجودين به توقفوا يحدقون بهدوء.

Ice Rhythm || إيقاع جليديМесто, где живут истории. Откройте их для себя