الفصل الثالث

139 36 34
                                    

دخل ليوبولد لمسكنه حاملاً الحاجيات التي ابتاعها من البقالة بعد إن خرج من الكنيسة. إنه يوم الأحد؛ وهو ملتزم بالذهاب للكنيسة أيام الأحد.

لا يمكن القول إنه متدين أو مؤمن حتى، هو فقط يذهب لهناك كل أسبوع برغبة لرؤية بعض الناس؛ حيث لا يملك حجج أخرى لرؤيتهم غير الكنيسة واجتماعهم -بشكل عفوي- ليتبادلوا الأحاديث ويعرف أحوالهم. على ليو أن يعرف بالقرب من هو يسكن وهل يشكلون أي خطر، ماذا يفعلون وبما يتصفون. لمنع الأخطار المحتملة بالتأكيد.

وضع حاجياته على الطاولة وأخذ قنينة ماء ليشرب منها بينما لا يستطيع أن يفكر بشيء غير ديلوريس، الجميلة ديلوريس راين...

كيف بإمكانهم تجاهل عدم وجودها؟ غيابها أمر لا يمكن تجاهله. ديلوريس... كيف لهم أن ينسوها بهذه السرعة؛ لم يمر اسبوعين على وفاتها حتى!

بالتفكير بالأمر فإن حتى والداها -السيد والسيدة راين- لم يذكراها عندما زرتهم قبل يومين. أهم سعيدين برحيلها؟ كان لديلوريس أطباع محببة، احاديث مسلية وشخصية مثيرة للأهتمام، وكان لها الكثير من المشاكل ايضاً.

أنا لم أكن معجباً كبيراً لها، ولا أزال لم اعتد على غيابها! لا استطيع تقبل رحيلها بهذه الطريقة.

ديلوريس؛ حيناً تُدخل الحب في قلبك برؤية ابتسامتها الحلوة... تسر مسامعك بسماع صوتها الهادئ بينما تقص عليك حكاية طريفة من إحدى أسفارها، وحيناً تجدها كوحش جاء من الجحيم.

يوماً تستمع لك، تحضن أحزانك وتأخذها منك. يوماً آخر ترميك باللهب، تمزج السم بكلماتها وتسقيها لك.

ديلوريس العزيزة، إذا أمكن وصفها فهي سعادة حزينة وحزن سعيد... لم أتخيل أن تنهي حياتها هكذا بإنتحار وضيع.

لم يمر اسبوعين وها هم الناس لا يذكروها وقريباً لا يتذكروها. مع ذلك أنا لست حزيناً، ليس عليها بالطبع. كانت منافقة، كاذبة وتكثر من الشرب!

التقط دفتر ملاحظاته من على الطاولة، وكتب: «غريبٌ عدم وجود الطيور المزعجة، لكنهم يستحقون الموت» .

×××

في الحي الميتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن