الفصل الثالث

454 24 8
                                    

فتاة صغيره يبدو عليها انها في السادسه من العمر  تركض وسط الاشجار ،شعرها المبعثر قد امتزج مع دموعها المنهمره ليغطو ملامح من وجهها الصغير . . يركض ورائها حفنه من الرجال تنبعث منهم رائحه الدماء والنوايا السيئه . .

" شخصا ما . .  شخصا ما . . فاليساعدني احد  "

صرخت  تلك الفتاه قائله تلك العبارات وصوتها يرتعد خوفا . . يمتزج الخوف مع لهاثها الصاخب لتتعثر في غصن شجره ما . .
اقترب أولائك الرجال ليرفع احدهم سيفا عاليا ثم . .

استيقظت سيسيليا وهي مرتعبة ،عرقها يتسلل بهدوء ،نبضاتها تكاد تدفع قلبها خارج صدرها من شده الخوف . .

قالت في صوت مرعوب و متسأل  " من كانت تلك الفتاه !"
افاقت من صدمتها ،نظرت حولها لتجد نفسها في بيت خشبي قديم . . لا يمتلك سوا نافذه واحده تدخل منها اشعه الشمس الحارقه لتتعامد علي اعين سيسليا وتتضايقها قليلا ،اشاحت بناظريها قليلا لتري سيفا معلقا على الحائط يبدو جديدا بشكل غريب عكس ماحوله . .

" اين انا ؟" ذلك ما كررته مرارا وتكرارا ولكن بدون فائده . . لم تكن قادره على التحديث و التحرك مجرد جثه هامده يبدو عليها التعب الشديد ،احدى قدماها ملفوفه بقماشه نظيفه وكذلك احدى يداها . . ظلت تحرك عيناها يمينا ويسارا حتي استسلمت للنوم مره  اخري  . .

فتحت عيناها بتثاقل لترى بشكل مشوش شخص ما واقف بجانبها ينظر لها ببرود ممزوج بقليل من القلق

"استيقظت اخيرا يا فتاه ! . . كيف حالك "
ذلك ما قاله بصوته الحاد ونظرته الباردة تلك

حاولت ان تجيبه ولكنها لم يخرج منها سوى صوت ضعيف متقطع لا يكاد يكون مسموعا 

    "أ . . أين انا  . . سيدي "

نظر لها الرجل ذا اللحيه السوداء الممتزجه باللون الابيض واليدين المشققتين والجسد الضخم والبشره القمحيه واجاب بهدوء

"لا تخاف .انت بمأمن  . . تحتاجين للراحه ،سأحضر لكي طعامك بالحال ،انتظري دقيقه "

هدأت سيسيليا قليلا لانها شعرت انه رجل صالح ولن يؤذيها . .

اتى لها ببعض الطعام الدافئ واخد يطعمها برفق . .بدأت سيسليا بأستعاده قوتها ببطئ . . استقامت في جلستها بمساعدته وسألته بهدوء ممزوج بقلق

"ماذا حدث . . كيف انتهى بي الامر هنا ؟"

" حسنا ، ذهبت للبحث عن بعض النباتات  لاجد قدم احدا ما تتدلى من شجره منخفضه قليلا وعندما نظرت وجدتك فاقده للوعي . . لذلك اتيت بك هنا  "

ذلك ما قاله وهو جالس علي كرسي بجانب الفراش

نظرت تلك الفتاه للأرض قليلا بحزن لانها ادركت ما حدث وانها كانت ستموت لولا سقوطها  من ذلك الجرف المنخفض . . رفعت رأسها لتقول بخجل

"شكرا لك علي انقاذ حياتي . .سيد . ."

"راين ،يمكنكي منادتي بسيد راين "

ابتسمت برفق ثم قالت
"اه صحيح كم من الوقت كنت نائمه "

اجابها

"كنتي نائمه منذ حوالي اسبوع "

صدمت مما قاله لتقول بدهشه وبصوت متقطع

" أ . . أسبوع . . يا إلاهي . . لقد نمت طويلا . . "

اردف راين

"حسنا في حالتك تلك لا اظن انك كنت ستعيشين . . حمدا للرب انك ما زلتي علي قيد الحياه "

ابتسمت بخفه لتشكره مره اخري . . حاولت النهوض ولكنها شعرت بألم لاذع في ساقها ويداها الملفوفان . .

اخبرها راين فور تحركها الا تترك الفراش لفتره من الوقت حتى تتعافى تماما. .  شعرت بالاحباط قليلا ولكنها ابتسمت لهروبها من ذلك المصير الخانق

مرت الايام والليالي وهي تنام وتأكل . . كان راين قليل الكلام ،قاسي في طريقته قليلا شعرت وكأن هناك حاجز ما يحيد بينها وبينه . . ولكنها لم تسطتع الاقتراب خشيه ان تشعره بعدم الراحه . .

اتى يوم نهوضها من الفراش لتكتشف قليلا ما كان يحوم حولها . . لم يكن راين موجودا لذلك خرجت سيسيليا للتجول بمفردها بجرد خروجها لاطفت الشمس وجها وكأنها ترحب بعودتها للحياه مره اخرى وكذلك داعبتة الرياح وجهها وتطايرت شعيراتها لتعطي شعورا بالراحه التي لم تحسها ابدا . .

نظرت امامها لتري ان ذلك البيت علي قمه تل مليء بالأراضى الخضراء والحيوانات البريه . . يملئ ذلك المكان اشجار يتدلى منها ثمار تكاد تنضج وتتساقط . . تحركت تلك الفتاه بخفه شاعره انها تتراقص مع زقزقه العصافير . . بدأت بالركض والصراخ  وهي مبتهجه قائله

" انا حيه . .  انا حيه "

حتى تعثرت لتقع علي العشب الناعم ضحكت بصوت رقيق لتنام علي ظهرها اسفل احد الشجيرات وهي تنظر للسماء الزرقاء الصافيه . . اغمضت عيناها قليلا لتغفو في راحه لم تنلها لسنوات طوال . .

كان راين يراقبها من بعيد ووجه يعتريه نظره غير ثابته . . سعاده . . اشفاق . . وايضا راحه . . اوشكت الشمس على الغروب لتستيقظ تلك الفتاه على رائحه  شيئا لذيذ يطبخ . . همت بالنهوض لتري راين وهو يطبخ الغداء  . .  دخلت تلك الفتاه بسعاده لتساعده في اعداد الغداء . . مرت الايام وهما على ذلك الحال حتى تعافت الفتاه بالكامل . .

بدأت بالتفكير ماذا ستفعل . . . إلى اين ستذهب . . حتى قررت الرحيل ومن ثم التفكير عند الذهاب للعالم الخارجي . . انتظرت حتى نام راين وخرجت تتسلل حتى لا تثقل عليه . .

نظرت له نظرت وداع وآلم قائله بأمتنان . .

"شكرا علي كل ما قدمته سيد راين لقد شعرت انني وسط عائلتي المحبوبه . . ."

إمبراطورة سيلفيا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن