ما بين الحب والعقيدة ♥

819 53 7
                                    

في إحدى البيوت الشهيرة، يقف هذا الشاب العشريني، ذو العيون السوداء، والبشرة البيضاء، والجسد الرياضي الضخم، يستمع إلى حديث والده؛ بغضب وحنق.
......: يابني افهم مش هينفع خالص أنت دين وهي دين وتقولي هروح أطلب إيديها ازاي ده.
إدوارد بعند: بابا لو سمحت قولتلك أنا بعشقها وأنت عارف كده كويس وعارف إني بحبها من وهي لسه طفلة صغيرة مش من دلوقت.
دانيال بنفاذ صبر: أوف يا حبيبي عارف إنك بتحبها وأنا من زمان وأنا بقولك شيلها من دماغك لأن إن هي تبقى ليك ده من المستحيل ما تتكلمي يا ماري إنتي ساكتة ليه.
ماري وهي تنظر لابنها بحزن: عاوزني أقوله إيه يا دانيال وأنا وأنت أكتر اتنين عارفين يعني إيه حب ووجع الحب بيبقى عامل إزاي.
دانيال: معاكي في كلامك بس ظروفه غير يا ماري مافيش دين على وجه الأرض يقبل باللِ هو عاوزه ده وخصوصًا واحدة زي ميرال وكمان محمود عمره ما هيوافق أصلًا.
إدوارد بعصبية: من الأخر يا بابا أنا هطلبها من عمي محمود في عزومة العشا.
ثم ذهب وتركهم.
دانيال بتعب: أوف عنيد قومي البسي يا ماري عشان منتأخرش على الناس.
نظرت له ماري طويلًا ثم تركته وذهبت.
بعد مرور عدة ساعات، خاصةً في ڤيلا محمود الحسيني.
تقف ميرال أمام المرآة، ترتدي ملابسها المتكونة من: فستان من اللون الهاڤان، وحجاب ونقاب من اللون السيمون الفاتح؛ فكانت مثل الحورية في ملابسها، وخرجت من غرفتها متجهة إلى والدتها في المطبخ كعادتها وهي تقول: مامي يا مامي يا ست الكل حضنك دافي زي الفل.
لينا بضحك: طب احفظي الأول وبعدين غني.
ميرال وهي تدور حول نفسها: خلاص فكك بس إيه رأيك في فستاني.
لينا وهي تنظر لها بحب: قمر يا روحي قمر ربنا يبارك فيكي.
قطع كلامهم عندما سمعت صوت والدها وهو ينادي عليهم: أم ميرال تعالي سلمي على أم إدوارد.
خرجت لينا بعد أن ارتدت حجابها، وميرال خلفها.
لينا بابتسامة وهي تحتضن ماري: يا أهلًا يا أهلًا وأنا أقول البيت نور ليه.
ماري بضحك وهي تحتضنها هي الأخرى: يابت يابكاشة طول حياتك بتطبليلي.
بعدت عنها ماري ثم نظرت إلى ميرال، واقتربت منها واحتضانتها بحب: إزيك يا ميرو عاملة إيه يا روحي.
ميرال بخجل: كويسة يا طنط.
دانيال بضحك: مش هتسلمي علينا برضو.
ميرال بإحراج: إحم بس أنا مش بسلم على رجالة يا أونكل آسفة.
دانيال بابتسامة: عادي يا حبيبتي ولا يهمك.
محمود: متقعدوا يا جماعة أنتوا استحليتوا الواقفة ولا إيه.
جلس جميعهم يتحدثون مع بعضهم البعض؛ حتى قام إدوارد من مكانه وهو يقول دون سابق إنذار: عمي لو سمحت ممكن أطلب منك طلب.
محمود باستغراب: اتفضل طبعًا يا بني.
إدوارد بهدوء يحاول أن يتحلى به: بصراحة يا عمي أنا جاي أطلب إيد الآنسة ميرال بنت حضرتك.
صدمة حلت على وجوه الجالسين، وخاصةً ميرال الجالسة بصدمة؛ تترجم في ذهنها ما يقوله هذا الأبلة.
محمود بهدوء وهو يجلس مكانه بشموخ: تتجوز بنتي على أي أساس يا إدوارد.
قواه عشقه لها؛ فنظر للجالسة بعشق جارف، ثم قال بثقة: هتجوزها على أساس إني بحبها من أول يوم شوفتها فيه
هتجوزها على أساس إني اختارتها هي من بين الناس كلها هتجوزها على أساس إني عمرى ما هبص لغيرها هتجوزها على أساس إن حياتي بتبتدي بيها وهتنتهي بيها ومعاها.
محمود بهدوء وابتسامة: مقصدش كده يا إدوارد هتجوزها إزاي ودينا بيقول إن مافيش واحدة مسلمة تتجوز من غير ديانتها.
إدوارد وهو لا زال ينظر لها: عمر ما فيه حاجة تقف في سبيل عشقي ليها أبدًا لو الدين هيكون عائق أنا هعلن إسلامي عشانها وعشان تكون بتاعتي وتفضل معايا العمر كله.
رمشت ميرال بعينيها عدة مرات، من هذا الذى يقف أمامها.
محمود وهو يتنهد بتعب: عاوز أفهم يا إدوارد أنت عايز إيه دلوقت؟!
إدوارد وهو يحاول ظبط انفاعلاته أمام بروده: عايز أتجوز ميرال.
محمود ببرود قاتل: لا.
إدوارد وهو يتنهد بحزن، وصوت منكسر: ليه يا عمي أنا قولتلك لو على الدين هأسلم إيه سبب الاعتراض دلوقت؟!!!
محمود بهدوء: أنت يا إدوارد السبب.
نظر له الآخر باستغراب ثم قال بنفاذ صبر: أنا السبب ليه!؟ عشان وقعت فى حب بنتك! واعتبرتها أغلى حاجة في حياتي مافيش حد مالك لقلبه يا عمي عشان يقوله
حب مين ومتحبش مين، يبقى من حقي أفهم ليه
حضرتك تعمل كده؟ لو على الدين أنا مستعد أضحي عشان خاطرها.
نهض محمود من مكانه، ووقف أمامه ثم قال بثبات: تاني سبب أرفضك بسببه هو كلامك يا إدوارد.
تجمعت الدموع بأعين إدوارد؛ فهو لم يفهم ماذا يفعل حتى يوافق عليه.
ابتسم له محمود ثم وضع يده على كتفه قائلًا: أقولك ربنا قال إيه بسم الله الرحمن الرحيم "وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" صدق الله العظيم.
نظر له إدوارد باستغراب؛ فهو لم يفهم شيء من حديثه.
فابتسم محمود وقال: هفهمك يا إدوارد الإسلام حرم زواج المسلمة من غير مسلم ليه؟؛ لأن الراجل ليه قوامه بمعنى إن الزوجة تتبع دين زوجها والأطفال هيتبعوا دينك وكده الزوجة هتخرج عن إسلامها وربنا سبحانه وتعالى قال "وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ "
تمام يا إدوارد أنا بنتي ملكة بدينها أنا ربيتها عشان تكون ملكة في الدنيا بس بدينها وأخلاقها ونفسي أجوزها لشاب ياخد بإيديها للجنة منكرش إنك شاب كويس ومحترم جدًا بس متنفعش لبنتي.
نظر له إدوارد بضعف: ما أنا قولت لحضرتك إني هأسلم.
محمود بتنهيدة: طلبك مرفوض يا إدوارد وتالت سبب أنت قولت إنك هتأسلم عشان بنتي فرضًا بنتي حصلها حاجة وماتت هترجع عن الدين اللِ دخلته عشانها!؟ صدقني يا بني الموضوع ده مينفعش يمكن حبك لبنتي يكون مجرد إعجاب أو شغف وممكن كمان يقل مع الأيام ساعتها حبك ليها هيقل كمان فتبعد شوية دي أسباب رفضي يا بني.
فرت دمعة هاربة من عينيه، فهو يعشقها حد الجنون، ولكن ما ذنبه أنه على هذا الدين، هو وُلِد وجد نفسه هكذا
اقترب منه محمود واحتضنه بقوة وهمس له: نصيحة مني يا إدوارد اعتبرها من أب لابنه لو في نيتك تأسلم أسلم لأن ده الصح لأنك مقتنع وحابب كده مش عشان خاطر حد عشان خاطر نفسك وأي حاجة في الدنيا تعملها اعملها عشان أنت حابب كده عشان عارف إنك هتفرح وهتلاقي الراحة والسعادة وأنت بتعمل كده فابعد شوية وأعرف أنت عايز إيه وبقولك للمرة التانية لو هتأسلم يكون عشان خاطر نفسك أنا بنتي مش هتخليها معاك علطول وكلنا كذلك أنا هبعتك على مكان هتلاقي الراحة فيه وبعدين قرر أنت عايز إيه.
نظر له إدوارد كثيرًا؛ وكأنه يبحث عن الأمان لعله يجد أمل، وراحة وسعادة بعد ليالي عذاب، بادله محمود بنظرة مطمئنة؛ كأنه يخبره بأن القادم سيكون كما يريد.
رجع إدوارد خطوة للخلف وعينيه ممتلئة بالدموع، وهو يلقي عليها نظرة أخيرة، ثم تركهم وذهب إلى وجهته، بينما جلست ماري وهي تبكي متألمة على حال ابنها، فذهب إليها دانيال وضمها إليه، والدموع في عينيه، فهو حذر ابنه كثيرًا من هذا العشق المستحيل ولكن لم يسمع له.
محمود وهو ينظر لهم بهدوء: اهدوا يا جماعة هيرجع صدقوني.
نظر له دانيال بضعف، ثم أخذ ماري وذهب إلى بيته
جالسة في غرفتها شاردة في كلام هذا العاشق لها، أدمعت عينيها على حالته، قطع شرودها عندما دخل عليها والدها.
محمود بابتسامة: ممكن أتكلم مع حبيبة قلب بابا شوية.
ميرال وهي تعتدل في جلستها : طبعًا يا بابا اتفضل.
جلس أمامها ومسك يديها وقبلها ثم تكلم بهدوء: ممكن أعرف حبيبة قلبي زعلانة ليه.
أخفضت رأسها أرضًا، وهبطت دموعها ثم أردفت بهمس: مش زعلانة يا بابا.
محمود وهو يرفع رأسها مرة أخرى: ولما انتي مش زعلانة بتعيطي ليه وبعدين مش اتفقنا إننا نكون أصحاب.
نظرت له ميرال بدموع ثم قالت: مش عارفة يا بابا بس إدوارد صعب عليَّ أوي.
ابتسم محمود بهدوء ثم قال : أنا عارف إن قلبك فيه شوية محبة أو بالأصح احترام كبير كان سبب في محبتك.
نظرت له بصدمة، واستغراب، كيف عرف ما في قلبها؟!!
كور وجهها بين يديه ثم ابتسم بهدوء: أنا عارفك يا ميرال كويس وعارف إيه اللِ في قلبك كويس وعارف إن إدوارد كان ليه مواقف كتير معاكي لأنكوا مع بعض من وأنتوا لسه أطفال يمكن تكون صدفة ده غير إنه شخص عاقل وناضج بس وعد مني إنى عمري ماهزعلك أبدًا واعرفي كمان إن اللِ بعمله عشان مصلحتك وبس فهمتي يا روحي.
ابتسمت ميرال ابتسامة صافية لأبيها، ثم قامت باحتضانه
بعد مرور شهر
في مكانٍ مختلف بعيد كل البعد عن أى ألم، مكان تجد فيه الراحة والسعادة فقط، وسط كل هذه الهالات الروحانية، التي تسيطر عليه، ولما لا وهو بيت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، يجلس وهو يبكي لا يعرف ماذا يفعل؟ شهر واحد غير في حياته الكثير، يود أن يقدم على تلك الخطوة، ولكنه لا يعرف كيف؟؛ فنظر بجانبه رأى رجلًا يصلي، ويبكي ويدعو ربه كثيرًا، فنظر له باستغراب وعندما انتهى من صلاته جاءه اتصال، وبعدما أنهى اتصاله، جلس الرجل يضحك ويبكي في نفس الوقت؛ فزاد استغرابه وملايين الأفكار تعصف بعقله، قطع أفكاره عندما ربت أحدًا ما على كتفه، فنظر له وأردف بذهول: أنتوا ازاي كده!؟ ازاي الواحد بيدخل هنا وهموم الدنيا كلها على كتفه ويخرج راسه مرفوعة وفرحان جدًا؟
ابتسم له الشيخ، وهو يحرك يديه على لحيته البيضاء، ثم قال بهدوء: لأنه اشتكى لربنا دخل ركع وسجد ودعا وبكى الإنسان بيكون أقرب لربه في السجود ساعتها الرئيس وشعبه والغني والفقير يتساووا في السجود كل واحد فيهم بيتخلى عن كبريائه ويقول اللِ محتاجه لربه
أحيانًا أنت بيكون على قلبك هموم الدنيا ومتقدرش تحكي بتحس إنك مقيد أو خايف تظهر ضعيف بس لما تسجد وتشكي لربك همك وتدعي يفك كربك فهو أكيد هيستجيب لأن ربنا-سبحانه وتعالى-قال في كتابه الكريم:
"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"
وده بيأكد إن ربنا مستجيب للدعوات ربنا يا بني أقرب ليك من أمك و أبوك ومن أي حد ممكن تكون قريب منه
ممكن فجأة تلاقي نفسك وحيد والناس كلها فارقتك بس ربك عمره ما يفارق واللِ بيأكد كلامي لما-سبحانه وتعالى- قال "وَنَحْنُ أَقْرَبُ إليه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" صدق الله العظيم.
حمحم هو بخفوت : أنا عرفت ليه محمود الحسيني بعتني هنا عشت هنا شهر غريب وفي نفس الوقت مريح جدًا حسيت إني عشت حياة جديدة وفعلًا عمي محمود كان عنده حق لما قال الحاجة اللِ بنعملها عشان نفسنا بتكون أجمل ثم نظر للشيخ بابتسامة وأردف قائلًا بغموض: نص ساعة وهكون عند حضرتك.
استغرب الشيخ كلماته، ولكنه جلس؛ لينتظره بينما هو صعد إلى غرفته في الفندق، وجلب ملابس جديدة له وتوجه إلى المرحاض؛ ليستحم ثم توضأ كما رأى الشيخ يفعل، وبالفعل لم تمر ربع ساعة وكان انتهى من ملابسه، وهبط مرةً أخرى إلى الأسفل، ووقف أمام الشيخ وقال : إيه شروط إعلان إسلامي !؟
ذُهل الشيخ ثم قال بابتسامة: مافيش غير إنك تنطق الشهادتين قول ورايا يا بني( أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدًا رسول الله).
كاد أن ينطق خلفه، ولكن أوقفه الشيخ متسائلًا: هتعمل كده عشان خاطر نفسك يا بني مش عشان خاطر حد؟
أدمعت عينيه فرحًا، ثم هز رأسه بالإيجاب ثم ردد بدموع: ( أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدًا رسول الله).
بكى فرحًا، وفاضت دموع عينيه، إحساس راحة وسكينة يسيطر على قلبه.
ربت الشيخ على كتفه بابتسامة: كل صلاة هستناك نصلي سوا وبكرة نروح المحكمة الشرعية نثبت إسلامك عشان البطاقة وكل يوم هقعد معاك أحفظك شوية قرآن عشان تعرف تصلي وأحاديث كمان
إدوارد بدموع وهو يهز رأسه: حاضر
بعد مرور شهرين آخرين
يجلس دانيال شارد في إبنه، فهو لم يراه منذ ثلاثة أشهر ولا حتى هاتفه، وعندما يرن عليه يجد فونه مغلق، فتنهد بقلق عليه، ولكن قطع قلقه عندما سمع صوته؛ فتنصنم مكانه أيعقل أنه هو؟! فنظر خلفه؛ لكي يقطع شكه، وضحك بدموع عندما رأه أمامه فأردف بدموع وهو يفتح ذراعيه له: إدوارد!!!!
ركض الآخر اتجاهه سريعًا، وهو يرمي حقيبته أرضًا، ويتجه نحو أبيه؛ ليعانقه فهو قد اشتاق له كثيرًا وقال بدموع: بابا وحشتني أوي.
دانيال وهو يبكي: وأنت كمان يا إدوارد وحشتني أوي أول مرة في حياتك تبعد عننا كده.
قاطعهم صراخ ماري، عندما صرخت باسم ولدها،وفلذة كبدها بسعادة: إدواااارد حبيبي.
ركضت نحوه مسرعة، لم تعبئ بكبر سنها أمام اشتياقها؛ لابنها المدلل عناقته بشدة وهي تقبل كل إنش في وجهه: كده كده يا إدوارد هنت عليك تسيبني وتمشي.
إدوارد وهو يقبل يدها: غصب عني يا ست الكل وعد مش هسيبك تاني ثم أكمل بمرح وبعدين خدي هنا يا بكاشة هو أنا سيبتك لوحدك والحاج ده إيه أورطاز جوافة.
ضحكت ماري وهى تمسح دموعها: أنت غير يا إدوارد.
إدوارد وهو يبتسم بهدوء: طب بالمناسبة بقى يا جماعة أنا مش اسمي إدوارد.
نظرت له ماري بعدم فهم، ولكن ابتسم والده، فهو عرف عندما دخل ابنه وهو يبتسم بسعادة، أنه قد أسلم.
ماري بعدم فهم: أنت أهبل يالا.
إدوارد بهدوء: لا بتكلم جد أنا بقى اسمي محمد مش إدوارد أنا أسلمت يا أمي.
نظرت له مارى طويلًا، ثم ابتسمت بتنهيدة : أهم حاجة راحتك يا بني أنا المهم عندي إني أشوفك سعيد في حياتك مش عايزة غير كده.
نزل محمد على ركبتيه وقبل يديها: ربنا يخليكي ليَّ يا أمي بعد كده بقى هتناديلي إيه.
ماري وهي تبتسم وتضع يدها على وجهه: محمد
محمد بابتسامة: أول مرة أعرف إني اسمي حلو كده ثم وقف مرة أخرى قائلًا: جهزوا نفسكوا بالليل لأني هروح عند عمي محمود.
ماري: طب استنى لبكرة يا بني ارتاح شوية.
محمد بشرود: لا يا أمي أنا صبرت كتير ثم أكمل طب استأذن أنا بقى لأني تعبان من السفر.
دانيال/مارى: اتفضل ياحبيبي
في ڤيلا محمود الحسيني.
تجلس في غرفتها حزينة شاردة تفكر فيه أين يكون؟! ماذا يفعل؟!
دخلت عليها والدتها وهي على حالتها الشاردة.
لينا بسعادة: روووح ماما اللِ هتبقى عروسة عايزاكي بقى تقومي كده عشان تجهزي وتكوني عروسة قمر.
ميرال باستغراب: أجهز!!! أجهز ليه؟!
لينا بخبث وهي تقبل جبينها: عشان في عريس اتقدملك وباباكي وافق وهايجي بالليل مع عيلته.
ميرال بدموع: عريس!! عريس إيه أنا مش عايزة أتجوز وبعدين بابا ازاي يوافق من غير ما ياخد رأيي.
لينا وهي ترسم على ملامحها الجدية: لأن هو أكتر واحد عارف مصلحتك وبعدين انتي مش هتخليكي قاعدة جمبنا يعني.
ميرال بدموع وصدمة من لهجة والدتها: ماما بس........
قاطعتها لينا بحدة: أنا قولت كلمة تجهزي ومن غير نقاش وتركتها وخرجت من الغرفة.
بينما جلست هي على فراشها تبكي بعنف على حالها ، وبعد قليل هدأت، ودخلت إلى المرحاض؛ لكي تجهز كما قالت لها والدتها.
في المساء في ڤيلا محمود الحسيني
وقف محمود هو وزوجته يستقبل صديقه وعائلته
محمود وهو يحتضن صديقه بحب: دينووو حبيبي واحشني يا أخي.
دانيال بضحك: ياعم اتنيل ما أنا لسه شايفك من ساعتين احنا هنهبل.
تعالت ضحكات الكل على كلامه.
محمود وهو يبتسم لمحمد ويقترب منه ويحتضنه: ابن الغالي عامل إيه يا بطل.
محمد بابتسامة: الحمد لله ياعمي.
لينا بحب: إزيك يا إدوارد يا بني عامل إيه يا حبيبي.
محمد بابتسامة: مبقاش في إدوارد بقى يا لينو بقيت محمد.
ضحكت لينا بدموع: ربنا يبارك فيك يا حبيبي، ويثبتك يارب يلا يا جماعة اتفضلوا أقعدوا على ما أجيب ميرال
دق قلب الآخر سريعًا عندما سمع اسمها، متلهف لرؤية جميلته.
ذهبت لينا وبعد قليل جاءت بميرال التي تنظر أرضًا بدموع، وكانت ترتدي فستان صوف من اللون البيچ الفاتح وعليه حجاب ونقاب من اللون البني الغامق.
لينا بابتسامة: اقعدي جمب طنط ماري يا ميرو.
عندما سمعت هذا الاسم دق قلبها سريعًا، أيعقل أنه هو؟! فرفعت نظرها سريعًا تنظر للجالس أمامها، ولكن أخفضتها سريعًا عندما وجدته ينظر لها بابتسامة، فجلست بجانب والدته بلا وعي.
محمد وهو يبتسم لمحمود: أظن وفيت بعهدي يا عمي.
نظر له محمود بهدوء، فهو يعلم ما يقوله، فأكمل الأخر بهدوء: أنا أعلنت إسلامي.
اتسعت عينيها بصدمة، ومفاجأة؛ فأكمل الأخر وهو ينظر لمحمود: أنا أسلمت عشان خاطر نفسي لأن ده الصح حبيت النور اللِ حسيت بيه في قلبي من وقتها حبيت روحي حبيت كل حاجة حوليا حتى حبيت نفسي فرحت إن ربنا هادني أنا ما أسلمتش عشان أتجوز ميرال الحسيني بس رغم ده كله نفسي تكون جنتي على الأرض وتكون معايا في الجنة.
قام محمود من مجلسه، وذهب اتجاهه واحتضنه بقوة: مبارك عليك الإسلام وبنتي مباركة بإسلامك يا محمد.
أدمعت عين محمد فرحًا: شكرًا ياعمي على اللِ عملته.
ابتسم له محمود بود: مافيش بينا شكر أبدًا يا بني.
نظر محمد لوالده: أنا آسف يا بابا بس كان لازم أعمل كده.
ربت محمود بابتسامة على كتفه: والدك ووالدتك كمان أسلموا.
ظهرت الدهشة على وجهه واتجه نحو والديه واحتضنهما: بجد مبارك يا بابا مبارك يا ماما.
إبراهيم ( دانيال) بابتسامة: مبارك لينا كلنا يا بني أنا ليَّ الشرف أحط إيدي في إيد صديقي عشان أجوزك بنته.
محمد بدموع: والشرف ليَّ يا بابا إنك تكون وكيلي.
استأذن المأذون للدخول ومعه اثنين من أصدقاء محمد.
خديجة (ماري) بضحك: شوفوا الواد مستعجل ازاي ومجهز كل حاجة.
محمد وهو ينظر للجالسة مكانها بصمت: صبرت كتير يا أمي.
محمود: طب يلا يا خويا.
وضع إبراهيم يديه في يد صديقه، وبعد قليل صاح المأذون بكلماته الشهيرة: بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير.
سحب محمود يده من يد صديقه وتوجه لابنته الباكية:
أنا عمري ما زعلك ولا أكسر قلبك أبدًا يا ميرال انتي أول وآخر فرحتي وبنت عمري كمان أنا وصلتك لبر الأمان خلاص ومحمد هيحفظك بروحه.
ابتسمت لوالدها بهدوء: عمرى ما يكون عندي شك في كدا أبدًا يا بابا.
ابتعد عنها والدها واقترب منها الآخر ببطئ شديد، والدموع تهبط من عينيه بقوة، ودقات قلبه تتزايد، لا يصدق أنها أصبحت ملكه هو فقط، وأخيرًا ينظر لها كيفيما يشاء، فهي أصبحت حلاله، توقف أمامها ود لو ضمها وعانق روحها، ولكنه لن يتسبب بإحراجها أمام أحد.
محمد بدموع: تعرفي يا ميرال طول عمري اتمنيتك تكوني مراتي والنهاردة بقيتي مراتي بجد مش مصدق نفسي لدرجة حاسس إني بحلم مش مصدق إنك بقيتي ليا في الأرض وبتمنى تكوني كمان في الجنة يا أحلى حاجة في عمري.
نكست رأسها أرضًا بخجل من كلماته، ولكن تمرد قلبها على خجلها وقالت بهمس مسموع: أنا بجد مش مصدقة كنت مفكرة إن خلاص ربنا بيعاقبني إني عملت ذنب لأني حبيتك بس والله أنا حبيتك بغصب عني مش بمزاجي كنت دايمًا بشوف بابا وتصرفاته واحترامه لماما ولاقيتك زيه حبيت خوفك وحنيتك واحتوائك من غير ما أعرف إيه العواقب لده كنت كل ليلة بسجد لربي وبدعي يغفر ليَّ لو اللِ بعمله ده ذنب ثم بكت بكاء شديد
لم يستطيع محمد تمالك نفسه أكثر من ذلك وجذبها لأحضانه وبكى هو الآخر.

..................................

وتوتة توتة خلصت الحدوته 😂😂♥
يلا ياشباب رأيكوا والتفاعل
#بقلم Hadeer Ebrahim

عشقك هزم عقيدتى(قصة قصيرة) Where stories live. Discover now