Part 1

57 1 0
                                        

سأكتب عن كل شئ، لا أود ان يحمل الناس نعشي وهو مثقل بالكلمات ،فالغضب كالذين ينتظروا المستقبل المجهول ،ملل اليأس ،وملل الموت، وألم الوقوف علي حبال هشه، عدم اتزانك وانت معلق بالهواء حتماً لا يتوقف النبض ،لكن قلبك يؤلمك فقط..

كنت أعيش الهوان والذل ,بل والحرمان ,لم أكن أنتظر منهم هدية أو ثوبا" جديدا" أو لُعبة مما يتمناه من هم في مثل عُمري بل حُرمت من كل هذا لا أبالغ ان قلت انني لم ألعب مع أحد، ولم أفكر بهذا لأن مصيري معروف الضرب، والاهانة،لم يكن الامر عادياً مثلما تظن، فالحياة بدون اثاث البيت ورائحة عطر ابي، وعطر امي التي تملئ به البيت مزيج من الورد الياسميني والنعناع في شرفه البيت حياه تشبه الموت لم تكن حياه عادية تمنيتها ولو انني اعيشها لدقائق ولكن اعتدت ان اعيش كل ما اتمناه في مخيلتي كما انني وقفت لايام عن التفكير اكثر في خيالي شعرت للحظات انني لم اتمكن من المعايشة في خيالي، توقفت عن الخيالات، وعن الارادة في التفكير عن الحياه الأخرى التي أردت أن اعيشها، وقرات في مرة أن الخيال يأتي من رؤية الامور بشكل أوضح مثل 

أن أجلس أمام التلفاز أشاهد الكثيرمن الأفلام، والمسلسلات لأتمكن من معرفة كيف الأنسان يعيش خارج دائرة مخيلتي ..

وسألت نفسي لمرات عديدة هل الانسان يتخيل دون أن يستمع ويرى أكثر عن الحيوات الأخرى التي يعيشونها الناس ؟ وهل يتحول ذلك من خيال الى مرض نفسي مزمن ؟ وهل هذا يجعل مني انسانا ناقصا يحب ان يعيش حيوات الناس الاخرين مما يسبب ذلك شعور بالكراهية لحياتك ؟ 

كل تلك الاسئلة كانت في عقلي، وأردت أن اسمع، وأرى ولكن في حجرتي الصغيرة في دار أيتام (فتيات الايجار)

فتيات الايجار في غرف متعددة مثل السجن، كل غرفة تحمل معان كثيرة في كل فتاه منا، وكل طعام يدخل لنا مثل طعام المر، نقبل به لاننا لا نعرف حيوات الناس الاخرين ماذا يأكلون ! وماذا يفعلون في يومهم غير جلوسهم في غرفة مليئة بدموع الوحدة، والحرمان، لم تعرف أي منا كيف يصبح الأنسان طموح يعيش في قصور لا يعلم عن الشقاء شئ او ان الشقاء بالنسبة لهم أن رحلة اوروبا تاجلت ليومين فقط ..

أردت أن أطلع للحياه بشكل أخر حتى أكون راضية بشكل ما عن حياتي، وقصتي المؤثرة، اردت أن أعلم كيف يستقبلني العالم الخارجي دون أن يراني ناقصة الأهل وبدون أحد ..

•~~~~~~•
صوت النفس العميق لاستقبال الشمس في يوم جديد وبكل ما يحمله قلبي من مشاعر باهته ابتسم لاجد لي مخرجاً لعل استطيع تصديق صوت النفس ولو لم يُسمع

فتاه يتيمة الأب والأم ، عاشت حياتها بالملجأ منذ ولادتها ، كانت اسرتها فقيرة ، لم يخبروها عن اسرتها الا انهم تخلوا عنها بسبب الفقر الشديد ، لا تعلم حتي ان كانوا احياء ام اموات

لا تعلم ان كان لديها اخوات ام وحيده ، وعندما أصبحت في السن العاشر كانت تخدم الملجأ من نظافه وإعداد وجبة الأفطار وغسيل وغيرها ,,فإذا رفضت القيام بهذه الأعمال انهالت عليها صاحبه الملجأ 
تعرضت للتنمر بسبب اختلاف شكلها ، وبشرتها اللون القمحي ، وشعرها كستنائي وملامحها جذابة ، وعيناها ساحرتين لونهما زيتوني ، تمر برحلة كبيره في إيجاد نفسها

وفي عمر العشرين تُجبر علي الزواج من رجلاً في الدار ، وقبل عقد زواجها ، تناولت حبات جعلتها تفقد وعيها ويؤجل موعد زواجها لسبع ايام ، كان وقت قصير جداً لإيجاد حلاً لها للهروب ، ولكن خططت ، ونفذت حتي خرجت من ذلك الحبس

في يوم هروبها وجدت عالم خارجي لم تعلم عنه شئ ، كان يحكي لها في دار الأيتام ان العالم في الخارج خطير جداً ، كانت تظن ان ذلك الحكي لمجرد ارعابهم من الهروب
تنظر يميناً ، ويساراً برهبه ، وفزع ، ترتدي في قدميها حذاء مُقطع ، وترتدي فستاناً قصير جدا
كانوا يحدقون بها بقوة ، كيف لفتاه ان تخرج بذلك الشكل ؟
لا تعلم الفتاه بقواعد المجتمع ، ولا تعلم العادات والتقاليد
كانوا يهملونها في الدار، يعلمونها القراءه والكتابة فقط ، ولكن أسس وتربية صحيحة لا تعلم عنها شيئاً

تنظر للمحلات وتقف أمامها كثيرا ، وتنظر الي نفسها وتتخيل نفسها لو كانت تملك مثل هذه المحلات ، لكانت ارتدت كل تلك الملابس وأخذت ملابس اخري لتتبرع بهم في الدار

لا تعلم الي أين تذهب !! ومن هي !! لا تعلم اسمها الحقيقي حتي ولكنهم في الدار ينادون عليها "بفاطمة"

قَدَرWhere stories live. Discover now