الفخ

190 0 0
                                    

رفض في البداية لكنني كنت مصره، فأوصلني اليه، ولكن ما حدث هو ان عائلتي رفضوا بقائي، بحجه أنني السبب، والقاء اللوم عليْ، وانني من قمت بإغضابه، أحسست بغصة حينها، اريد الهروب لمكان، لا أجد فيه أحد، اريد مكان يحتويني، اذا عائلتي لم تقبلني فمن سوف يفعل؟ قمنا بتحضير الطعام قبل عودتي مع ياسر، فقد قاموا والداي بحل المشكلة، وذلك باتهامي بالتقصير، اذ انهم قالوا له: انني نادمه، وكأنني لا يحق لي التعبير، لم يعطوا لي حتى فرصه لدفاع عن نفسي، متهمينني بكل ذلك.
بدأت بتحضير الطعام مع رفيف اختي، لقد كانت لي أختان فقط، رفيف وفرح، اتصل بي ياسر وقال انه في الطريق اليْ،
جلسنا على المائدة، وبدأت بتناول الطعام 
رفيف: ليان لماذا تأكلين بيدك اليسرى، نظرت الي نفسي
بذهول، صرت أسال نفسي، لماذا؟ لماذا حقا أفعل ذلك؟ فأنا منذ الطفولة استعمل يدي اليمنى عند الاكل، حتى أني نسيت الامر تماماً، لكن عندما حاولت شعرت بثقل يدي، تذكرت ان يدي لا زالت تؤلمني من تلك الضربة، لكن الألم لم يكن يراه أحد، فيدي لم تكن توحي بذلك، كانت تبدو سليمه، عندما أخبرتهم لم يصدقني أحد، لقد اضطررت لتصديقهم واتهام نفسي، حتى نسيت جراح يدي
لم يكن أحد يهتم بقراري يوماً، بدأ من أسرتي، فقد ظُلمت بزواجي المبكر، فقد كنت طفله، لا أعي ما معني المسؤولية، وفي الحقيقة فهم لم يهتموا لمشاعري يوماً، حتى أصبحت بلا مشاعر، كنت أفعل كل ما يقال لي، لم يفكروا حتى ماذا يمكن أن ينتظرني، فقط فعلوا ذلك لضمان راحتهم
ولأن الفتاة أصبحت في مجتمعنا هذا عار، كانوا يريدون التخلص مني، و مع صغر سني فقد كنت في عمر 17، أحسست نفسي لأول مره انني شخص ضعيف، انني دميه يثم تحريكها حيثما شاء، انني هنا من اجل التنظيف والطبخ، والانخضاع  للأوامر، لا لم أكن أحبذ تلك الأفكار الا انا أمي هيا من أدخلت هذه الفكرة في رأسي، كنت أواجه بعض الصعوبات في التوفيق بين دراستي وتنظيم البيت، ومع هذا كنت من محبي القراءة، الا ان عائلتي لا تحب الكتب، امي في الحقيقة اميه فقد اضطرت الي إيقاف دراستها وذلك بسبب المجتمع الذي يخشي ع المرأة من العلم، فلذلك لم تكن تحبني ان اقرا،  فكلما يروني اجلس للقراءة، قاموا برمي بالإهانة، الي أن أصبحت كالدمية، أفكر مثلهم، تقلص حبي للقراءة والكتابة حتي الدراسة، الي أن اختفى تماماً، لقد أخدني فكر المجتمع الجاهل، وقد أصبحت أكثر جهلاً منهم، لذا فقد كنت قد رحبت بفكرة الزواج، ظانه نفسي قد أسعدتهم، فكما قلت أصبحت بلا مشاعر
وعندما جاء ياسر لخطبتي، قد وافقت فوراً متنازله عن كل حقوقي، تمنيت دوماً أن أكون تلك المكافحة، الا أن ضعف شخصيتي وانخداعي بتقاليد المجتمع، قد كبحت رغبتي الجامحة فيما اريد أن أكون عليه، ومع الوقت نسيت ماذا كنت أريد.

امرأة شرسةWhere stories live. Discover now