بصيص أمل يغير كل شيء

98 2 1
                                    

صحيح أنى افتقدهم، احن الي صوتهم، لكنهم في قلبي، ولم يتغير حبي لهم، بعد فقدي عملي، الكتابة أصبحت الملجأ الوحيد لي
أصبحت اقرا كثيرا، لعلي أفعل ذلك لأنسى، أو لأملئ الفراغ الذي تركه لي أطفالي، فاتخذت قرار لإكمال دراستي، كنت اريد توصيل كل ما عينته، كنت أفعل كل ما في جهدي، حتى لا يتكرر الالم الذي احسست به فهو أصعب مما يتخيل
سطر من السطور أو حرف من الحروف تنسيني هذا العالم،
فلقد أصبح من الصعب أن اثق به،
أصبحت أخاف كل شيء جميل، كانت الكتابة بصيص امل لي، صحيح أنى فقدت كل شيء، ولكنني الان أصبحت لا أخاف فقد شيء
لم أكن اعلم ان لدي هذه الموهبة في الكتابة من قبل، ولم يكن لي علم بقدراتي المدفونة، ولكن وحدها الظروف من كانت تجعلني أغوص في ذاتي لفهمها، فقد اختارني القدر لكي أكون شهيده لما يحدث لي، فقدراتنا نحن النساء من الصعب فهمها، فنحن جنس نميل الي العقل ولا يمكن مجارتنا لذلك فمن الصعب هزمنا، فلا حاجة لنا للقوة انما الحكمة في استخدامنا فن الخداع، فمن أدخل الجن في القارورة أمرأه، فكيف يمكن لظروف هزمها؟
لكن من المؤسف أننا لا نستخدم تلك القدرات الا بوجود خطر يداهمنا، فقدرات المرأة إذا ما اكتشفتها تتغير ذاتها، تتغير لدرجة ان يصعب تصديق انها نفس المرأة

وربما كان هذا السبب ذاته في خوفي وهروبي من ذاتي، فعدم أدراكي لقوتي، قد كان سبب أخفاقي، فقد كنت دائمًا ابحث عن مكان لا يري فيه أحد ضعفي، الان لقد تغير كل شيء، فالان وبعمر الثلاثين وبالظروف التي مررت بها، أصبح يمكنني القول باني أمراه لا تقهر
أصبحت ترتكز مجهوداتي على ذاتي، على تلك الكتب التي اقرا، للمرة الأولى بدأت أعيش لنفسي، صحيح أن الماضي كان اليم بالنسبة لي، لكنه ساعدني ايضاً، فتلك الحروف التي اكتب كانت توقظ احاسيسي، التي عشتها مثلها مثل أي فن، كالتمثيل والعزف بموسيقي حزينة، تجعلني أفيض بالبكاء
والسؤال الذي لا يزال يراودني: هل سيأتي ذلك اليوم وأنسى كل ما مررت به، هل سأغفر لهم، وهل سأغفر للخطأ الذي ارتكبته، أنا حقاً أريد الانتقام، الانتقام لذاتي من جهل المجتمع، أريد أن أحدث تغيير قبل موتي، أريد فعل ما كان يجب عليا فعله منذ زمن، فتلك المرحلة يصعب على شرحها تلك الاهانات فقد وصلت بي الحال، لخسارة ذاتي التي لم يساعدوني على ترميمها، بل لقد شجعوا على حرقها، خلقوا منى تلك الشخصية الضعيفة، ف لطالما تمنيت أن أكون مجرد شخصيه في كتاب من الكتب، تمنيت أن أكون شخصيه ليست لها اهميه لا تؤثر ف الرواية، يجوز انها تستنزف حبر، ولكنها تبقي ف كتاب، فهذا خير لي من البقاء في الواقع، واستنزف الهواء بدون فائدة تذكر، كان ما أفكر به مزيج من الاكتئاب والخوف، فبفقدهم فقدت كل شيء كما قلت لقد احببتهم أكثر من أي شيء أكثر من نفسي، و بموتهم نسيت كيف كنت أعيش قبلهم
لا أصدق ببعدهم ويبقي الامل في عودتهم الى، ويجرى الزمن، ليعيدهم كسراب ليثبت الذكري، لكن يبقا مستحيل لقائهم، أخرجت ذلك الحزن في كلماتي و  صرت اكتب لهم، واكتب عنهم، في كل وقت أو أكتب لنسيانهم، تناولت الورقة، وأخدت القلم وإذ بالكلمات تنسكب دون ان اعي مصدرها أخدت أكتب واكتب:
فما بقلبي يؤلمني فكلما غفا يوقظه الحنين، وليس الفراق ما يؤرقني، بل خوفي من مكوثهم في قلبي سنين، كيف لي اللحاق بهم،
فاستمر في البكاء الي أن أغفو، لألتقي بهم في أحد أحلامي،
ولكن سرعان ما ينتهي ذلك، لاستيقظ وأحارب في كابوس الواقع
ما مضي من الوقت كان أبطى في تلك اللحظة، لكننا نتنسى لنعيش، كنت أهرب من التذكر، فقمت ببيع كل شيء، قمت بحذف الصور، لعل هذا يخفف الألم الذي أشعر به
وبدأت صفحة جديده، خاليه من الخطأ، فمن الان فسأدفع ثمن أخطائي وحدي، فيجب على الا أدع أحد يتدخل في قراراتي، لأني حتما سأكون وحدي من سأدفع الثمن....
أشعر ان كل شيء حولي تغير، الألوان الباهتة بدأت شيئا فشيئاً تسترجع ألوانها حتى وجهي، بدأ الشحوب الذي عشت به يزول
والان ادركت ان الأشياء من حولنا تعتمد على نظرتنا لها، قد اعتقدت بعد فقد عائلتي ان كل شيء قد انتهى، وأصبحت سعادتي وتعاستي منحصرة بهم، لقد عانيت من أجلهم، وعانيت من بعدهم، جهاد وريان ، عائلتي الصغير كم تمنيت وجودكم بقربي في هذه اللحظة، والان يحق لي الاحتفال لأنني  لم أعش شعور النجاح يوماً، سأحتفل وأردم حزني،
انهم في قلبي ومن الان، انهم في مأمن من هذه الحياة، فالحياة لا تترك أحد وهذا دائماً ما كنت أؤمن به، ولهذا السبب لطالما تمنيت أن يتحول قلبي الي حجر، لكي لا أتألم، الان فقد تمكنت من التحكم والسيطرة ع كياني، انني سعيدة بالرغم من كل شيء، فقد أصبحت أمرأه لا تقهر
لقد أصبحت دون أن اعي كتله بلا مشاعر، لان الأخطاء دائما تكون سببها تلك المشاعر، الان أصبح موت أقرب الأشخاص لا يهز لي خصله واحده، ولم أتوقع أن يحدث هذا لي أبداً،
التحقت بكلية علوم الحيوان، تعرفت علي زميلات لي في القسم، ومن بينهم صديقتي نور، كنا نتشارك في الدراسة كانت دائماً ما تدعمني، ولأنها الأقرب لي كنت أتشوق لان أريها كتاباتي كل يوم، وهذا سر مداومتي للمحاضرات، التي كنت غالباً ما أقوم بإلغائها، لغرض الدراسة في المكتبة، انا و نور كنا نتشارك في الكثير، فهيا أيضا قد عانت صعوبات في الماضي، فهي مطلقة وام لفتاتين، وكأن الحياة تجمع بيننا، وكأنها تختار لنا أصدقاء يشبهوننا،  في تلك الفترة كنت أعمل علي البحث و نشر كتاباتي في كل مكان يمكن ان يقبلني، ولكن كلما حاولت، يقابلني الرفض، كنت اشعر بالفشل كلما رُفضت، الا ان وجود نور ودعمها يعيد لي الامل للبدأ من جديد، كانت لي مذكراتي الخاصة التي ترافقني مثل ظلي، بينما نتحدث مع زميلاتي، لقد شجعتني نور وبدأت بالإطراء ع كتاباتي فأخبرتهم عن روايتي الأولى وهيا: (أمرأه لا تقهر) ولقد احبتها الفتيات كثيراً، واصروا علي نشرها فوافقت، بعد نشرها أصبحت أشتهر في الجامعة( بالمرأة التي لا تقهر) وبعد أسبوع جاءني طلب من احدى المجلات

نبي تعليقاتكم حتي نكمل باقي القصة
Marwa__.sh

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 16, 2021 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

امرأة شرسةWhere stories live. Discover now