سأعيش لأجلكم

114 2 0
                                    

فقد كانت تلك القطرة أثروبين يعمل على توسيع العين
اذكر انها كانت لأبي فقد تم إعطائه لها عند العملية التي قام بأجرائها في عينه، ولجهلي ظننت انها تزيل التهاب العين نسيت تماماً موضوعها، فأنا لم أكن متعلمه ولا علم لي بما كتب عليها
لقد استيقظت علي صوت الأجهزة الموصولة بي، كان جسدي مغطي بالكدمات لا أستطيع تحريكه ظننت أنى قد أصابني الشلل
جاء الطبيب
استيقظت اخيراً، مالذي حدث، قلت له؟ فأجاب لقد حدث لكي حادث
نحمد الله على سلامتك، لقد نجوتي بصعوبة فقد قاموا بسحبك من الشاحنة، ولو أنهم تأخروا لبضع دقائق، لكنت في عداد الاموات لقد كانت الشاحنة ضخمه
بصعوبة بالغه استطعتُ التحدث، وكأنني اهمس
اين طفلاي؟
ارجوك أيها الطبيب أخبرني.... كانت نبضات قلبي تتزايد نظر الطبيب للجهاز تخطيت القلب، ونادى الممرضات فقد دخلت في غيبوبة مجدداً.
مر أسبوع، استيقظت، فظل الطبيب يخبرني ان طفلاي بخير ويريدانك، ولكنك يجب ان تتحسني أولاً لكي تستطيعي رؤيتهم، كان ينتابني شعور غريب حيالهم، لكنني كنت أبعد ذلك، مر شهرين لقد اشتقت لهم، الجميع كان يخبرني انهم بخير وان امي واختاي يعتنوا بهم جيداً، الا انهم لم يأتوا لزياتي، لان الطبيب منع عنهم ذلك، فلا يريد ان يجعلهم يروني وانا في حالي هذه،
تحسنت وأصبحت قادره ع النهوض، رغم ان تلك الجروح لم تلتأم، الا أنى أردت رؤيتهم فلم ابالي، بالألم التي كنت عليه استيقظت في الصباح الباكر وخرجت دون ان يراني أحد اقلتني سيارة أجره متجهة الي بيتنا القديم حيث يوجد عائلتي واطفالي
عند وصولي خرجت من السيارة وبصوت عالي كنت اردد جهاد ريان اين أنتم؟
دخلت ولم اسمع ضجيجهم حتى الان، نزلت امي واختاي من الدرج وعلامات الدهشة في وجههم، لماذا غادرتي المشفى
صرخت في وجوههم أين جهاد واين ريان
وصرت اصرخ، وابحث في الغرف التفت الي رفيف التي بدأت الدموع تنهمر من عيناها
في ذلك اليوم سقطت ارضًا فلم اتمالك نفسي، فقد أدركت أنهم ماتوا
ما بها الحياة، لا تعطينا حتى فرصه للاستسلام، بل تقضي علينا بغته، كل شيء أصبح كالصدمة
كيف لي أن أعيش؟ ثلاث أشهر بقيت في المشفى، لم أكن اتحدث ولا اتناول شيء، لم اغادر سريري طول فترة مكوتي، كل ما افعله البكاء وإحساسي بألم في كل مكان كان الألم يأتي من الداخل ومن الخارج، في أعضائي وفي أحشائي، في زفيري وفي شهيقي، لكني لا اهتم به، فالألم الذي يتخبط بقلبي كان الاصعب
دموع تنهمر، وكلمات تخرج لماذا لم أمت أنا أيضا... لماذا؟ لماذا لم التحق بعائلتي، لقد فقدت كل شيء فما قيمة العيش الان، دقائق كانت كافية لتعطيني فرصة ثانية للعيش، ولكن لماذا؟
لقد تمنيت الموت بشده،
كيف سوف أتمكن من اكمال حياتي، وفي داخلي كل هذا الألم، لقد تغير كل شيء، فبسبب حالتي السيئة قد تساقط شعري، وضعف نظري، وحاولت الانتحار لمرات ومرات، ولكن يجب أن أعيش، لأثبت لمن أستهزئ بي كم أنا قوية، المشكلة أنني يجب أن أنسى كيف عشت حياتي، حتى أتمكن من العيش، ولكن في نفس الوقت يجب على التذكر، حتمًا يستحيل نسيان ذلك، فأنا سوف أتذكر جيداً ما حدث،
ولأننا نحن البشر لا يمكننا تذكر شعورنا في تلك اللحظة،
فكنت مدركة أن العلاج الوحيد، الذي يمكن أن يشفيني هو الوقت، يجوز أننا سنلوم أنفسنا، على قرار ما، الا انه إذا رجع الزمن للوراء لقمنا باختيار نفس الخيار، نحن أضعف مما نظن،
اكتشفت حينها أن تلك الابتلاءات التي تحدث لنا، فقد من نحب، أزمات حروب، أمراض و الخ، ليس لكي نكون الاتعس بل لنكتشف ذواتنا
لعل الشيء الوحيد الذي يشفي جراحي الان، هي تلك الحروف التي أكتبها على صفحات الورق، فقد كانت مسكن للألم، فهيا تجعلني أعيش في عالم من الكتب، تحكي قصص لم أتمكن من تعايشها بسبب الظروف، كنت استمتع بالحروف فقد كانت الشيء الوحيد، الذي يمكن ان اتلاعب فيه، الشيء الوحيد الذي لا أستطيع الخوف من فقدانه، فموته مرتبط بي، لقد ساعدتني علي تخفف من عزلتي
شيء فشيء بدأت استوعب، ما حدث لي، فالصدمة بدأت تزول، بدأت أؤمن انه القدر، على الخروج من اطلال الحلم، على العودة الي عالمي، لأثبت لطفليا أنى ام مثاليه قادرة على النهوض

امرأة شرسةWhere stories live. Discover now