(PArt 14)

1.8K 120 10
                                    

صرخ تاي:
-كيارا!!
وضعت ليسا يدها علي فمها بصدمة بينما دموعها بدأت بالتساقط تدريجياً.
-واللعنة، لقد انقطع الخط.
اقترب الطبيب والذي يعد صديق تاي، ليضع يده علي كتف تاي قائلاً بقلق.
-ماذا حدث تاي!
لم يجب واكتفي بالمغادرة سريعاً، ليتبعه جاكسون وجيهوب، بينما البقية بحالة من الصدمة.
نظر الطبيب لهم ثم تحدث إلي جيمين:
-ما به تاي!
نظر إليه جيمين بينما يشعر وكأن لسانه عجز عن النطق.
-ماذا حدث جيمين!
أردف بصوت مبحوح:
-لقد تعرضت كيارا إلي حادث.
-ماذا!!
-لا يجب أن يعلم كوك بشئ.
-لا تقلق، لن يحدث هذا.
اومأ ثم ذهب إلي جيني وعانقها محاولاً تهدأتها.
. . .
ركب تاي سيارته ومعه جاكسون وجيهوب، ثم انطلق سريعاً إلي أقرب مشفي للشارع الذي كانت به، بينما يتمني أن يكون قد تم نقلها إلي المشفي سريعاً قبل فوات الأوان، فهو يعلم أن هذا الشارع يوجد به كثير من الناس.
فور أن وصلوا دلفوا إلي المشفي بعد أن ترجلوا من السيارة، ثم اتجه سريعاً إلي موظفة الاستقبال، ليردف:
-هل جاءت فتاة أصيبت بحادث إلي هنا!!
-أجل سيدي، لقد تم نقلها إلي غرفة الطوارئ بسبب حالتها الحرجة.
-أين تلك الغرفة!!
-بالطابق الأول.
ذهب سريعاً إلي هناك وخلفه جاكسون وجيهوب؛ وفور أن وصل أمام غرفة الطوارئ وجد بضعة أشخاص ينظرون إلي ما يحدث من زجاج الغرفة.
اقترب ثم نظر عبر زجاج الغرفة، إلي أنه صعق مما رأي، وابتعد لعدم قدرته علي النظر من هول المنظر.
نظر جاكسون وجيهوب عبر الزجاج وسرعان ما اعتلت ملامحهما الصدمة.
جلسا بجانب تاي الذي يحملق بالأرض بشرود وعينيه ممتلئة بالدموع، ثم ربت عليه جيهوب بحزن:
-كيارا قوية، سوف تصبح بخير.
وافقه جاكسون:
-أجل، انا واثق أنها ستنجو!
اومأ لعدم قدرته علي التحدث.
دقائق وتفاجئ من قدوم والدة كيارا وجين، ليردف جين:
-تاي ماذا حدث لكيارا!!، هل ما سمعته صحيح!
اومأ تاي وسرعان ما بكت والدتها وجين يحاول تهدأتها والتمالك أمامها.
نظر إليه تاي قائلاً:
-كيف علمت!
-لقد كان أحد أصدقائي بمكان الحادث، وأخبرني....
نظر جين إلي تاي، ثم أكمل:
-لكن..كيف حدث هذا!!
أردف تاي بصوت مبحوح:
-لقد تحدثت معها عبر الهاتف محاولاً تحذيرها....
قاطعه جين:
-تحذيرها من ماذا!
تنهد ثم أكمل:
-لقد دبر أحدهم هذا الحادث، وفور أن علمت حذرتها عبر الهاتف، ولكن السيارة كانت تأبي التوقف، وحدث ما حدث.
أغمض جين عينيه وهو يحاول إستيعاب ما حدث، ثم تنهد قائلاً:
-لا تقلقي أمي، كيارا قوية، سوف تصبح بخير.
أردف بعد أن جعلها تجلس لعدم قدرتها علي الوقوف.
نظر إلي تاي ثم اقترب من زجاج غرفتها ونظر عبره، وسرعان ما أغمض عينيه وتراجع للخلف لعدم قدرته علي رؤيتها بتلك الحالة، التي شعر أنها أشبه بكابوس، لم يتوقع بيوم من الأيام أن يري شقيقته الصغري بهذا المنظر الذي يبكي الصخر.
جلس بجانب والدته محاولاً تهدأتها وطمأنتها أن كل شئ سيصبح بخير، ولكن و ﻷول مرة كان لا يشعر بصدق كلماته.
.....
خرجت كارن من المنزل بأكمله كي لا تشك بها السيدة راشيل، ودلف البقية إلي غرفة كوك بعد أن حان وقت إزالة الضمادة من علي عينيه، والتي كانت من المفترض أن تكون أسعد لحظة، إلي أنها تحولت إلي العكس تماماً.
تنهد الطبيب بحزن على ما حدث ثم أزال الضمادة.
فتح عينيه ببطئ وانزعاج شديد من أشعة الشمس القوية، ثم أغمض عينيه وفتحها عدة مرات إلي أن أخذت عيناه علي أشعة الشمس، وسرعان ما علت وجهه ابتسامة مشرقة عندما أدرك أنه بالفعل يستطيع الرؤية مجدداً!؛ جالت عينيه في المكان ثم نظر إليهم جميعاً، ليردف بابتسامة وسعادة غامرة:
-جيمين، جيني، ليسا، شوجا...أستطيع رؤيتكم!!
ابتسموا جميعاً بسعادة تمكنوا من إظهارها بصعوبة، ثم اقتربوا وقاموا بعناقه واحداً تلو الآخر.
ابتسم الطبيب، ثم أردف:
-لقد انتهي عملي هنا، فقط واظب علي العلاج وسيتحسن نظرك مع مرور بعض الوقت.
اومأ ثم ذهب الطبيب ومعه اثنين من مساعديه.
ابتعدوا ثم بحث بعينيه عن مقصده، وبدي الحزن علي ملامحهم عندما علموا علي من يبحث؛ أردف باستغراب:
-أين كيارا؟!، وأين البقية!!
نظروا إلي بعضهم البعض دون أن ينبس أحدهم ببنت شفة.
-أين كيارا والبقية!!
...-
-لم لا يجيبني أحد!!
أردف جيمين بهدوء:
-لقد ذهب البقية لشئ هام وسيعودوا، وكيارا اضطررت إلي السفر.
نظروا إليه بصمت، ثم أردف كوك:
-ك..كيف!، كيف تذهب!!، كيف أمكنها الذهاب دون أن تكون أول من أري!!!
-سوف تعود، أنا واثق أنها ستعود من أجلك.
-كيف يذهبوا بمثل هذا اليوم!!
أردفت جيني بغصة:
-سوف يعودوا كوك، سوف يعودوا ﻷجلك.
نظر لهم بشك، لا يشعر بصدق كلامهم، ليردف:
-أنتم تكذبون صحيح!
ابتسم شوجا قائلاً:
-ولم نكذب يا صاح، هذا ما حدث بالفعل!
-لكنني كنت أسمع أصواتهم بالخارج، وسمعت صراخ تاي.
نظروا إلي بعضهم البعض بعد أن أوشك أن يعلم.
نظر لهم وقد ظهرت علامات الامتعاض علي وجهه:
-ماذا حدث واللعنة!!
لم تستطع جيني منع دموعها من شق طريقها إلي وجنتيها، وأخذت دموعها تتساقط بغزارة.
نظر لها ثم إلي جيمين قائلاً:
-ماذا حدث لكيارا؟!
صمت جيمين لعدم قدرته علي اخباره، فهو يعلم جيداً ما يمكن أن يحدث إن علم.
صرخ بغضب:
-أجبني!!!
-لم يحدث شئ كوك!
-لم تكذب علي واللعنة!!!
-لم تصر علي أنني أكذب!!!
-حسناً، أعطني هاتفك.
-لم؟!
-قلت أعطني إياه!
-لن تأخذه كوك!
نظر له بحدة:
-ألم تقل أنك لا تكذب، إذاً دعني أتأكد بنفسي!
تبادلوا نظرات واجمة ثم أعطاه إياه ﻷنه يعلم أنه عنيد إلي حد لا يطاق.
جلب رقم هاتفها بصعوبة بسبب عدم وضوح الرؤية بشكل جيد بعد، ثم قام بالرنين..إلي أن الهاتف كان مغلقاً.
نظر إليه ثم أمسكه من ياقته قائلاً بحدة:
-إن لم تخبرني أين هي الآن فلن تسلم من يدي جيمين.
نظر له ثم أردف بغضب:
-لا يجب أن أخبرك!
صرخ صرخة اهتزت بها أركان المنزل بأكمله:
-قلت أين هي!!
أردف جيمين بغضب:
-لقد تعرضت لحادث، هل ارتحت الآن!!
نظر له بعدم تصديق، ثم أردف:
-م..ماذا!، هل تمزح الآن!
أردف جيمين بغضب:
-أنا لا أمزح، لقد تعرضت لحادث منذ بضع دقائق أثناء طريقها إلي هنا.
ترك ياقة قميصه بينما يعجز عقله عن تصديق ما يقول، وسرعان ما اتجه إلي الخارج رغم مناداة شوجا له، ثم خرج من الغرفة وهم خلفه، خوفاً من أن يفعل شئ متهور.
أوقفه جيمين قائلاً:
-إلي أين أنت ذاهب!!
نظر له بينما عينيه قد اغرورقت بالدموع، ليردف:
-سوف أذهب إليها، ابتعد عن طريقي.
-لكن...
قاطعه بغضب:
-قلت ابتعد!
تنهد قائلاً:
-حسناً، سوف آخذك إليها.
تمتم ثم خرج و ركب سيارته وكوك بجانبه وليسا وجيني وشوجا بالخلف، ثم انطلق بالسيارة.
. . .
وصلوا إلي المشفي بعد أن علم جيمين مكانها من جيهوب أثناء طريقه، ثم دلف كوك سريعاً إلي داخل المشفي وهم خلفه.
تحدث جيمين إلي موظفة الإستقبال:
-هناك فتاة جاءت بحادثة سيارة، أين هي!
-لقد تم نقلها إلي غرفة الطوارئ سيدي، بالطابق الأول.
فور أن أنهت جملتها ذهب كوك سريعاً إلي هناك وهم خلفه.
بحث بعينيه الممتئلة بالدموع عن غرفتها، إلي أن وجد جيهوب وجاكسون أمام غرفتها، واتجه نحوهما، بينما هم فور أن رأوه لم يعرفا هل يسعدا لعودة بصره، أم يحزنا لما حدث.
عانقه جيهوب ثم جاكسون، ليردف جاكسون:
-هنيئاً لعودة بصرك كوك.
نظر تاي إليه ثم استقام واتجه نحوه قائلاً:
-كيف علمت!
نظر له قائلاً:
-وكيف لا أعلم.
تمتم ثم نظر لها عبر الزجاج، بالفعل لم يستطع رؤية ملامحها من الدماء التي غطت وجهها بأكمله، وشعر بألم حاد يعتصر قلبه، فلقد ظن أن هذا سيكون أسعد يوم بحياته، اليوم الذي سيري فيه مالكة قلبه، إلي أنه تحول بلحظة إلي أتعس يوم بحياته.
اقترب تاي منه، ثم أردف بابتسامة قد فقدت بريقها:
-هنيئاً لعودة بصرك.
نظر له قائلاً:
-أنت..تاي، صحيح!
اومأ تاي بهدوء.
تنهد كوك ثم جلس بمساعدة جاكسون الذي شعر بعدم قدرته علي الوقوف.
أرجع رأسه للخلف علي الجدار، بينما لا يمكنه عقله من تصديق ما يحدث.
اقتربت جيني ثم جلست بجانبه، لتردف بابتسامة وسط دموعها:
-لا أصدق أنك وأخيراً ترانا مجدداً.
ابتسم بشحوب، ليردف:
-وأنا أيضاً جيني.
ابتسمت قائلة:
-سوف تصبح بخير، إنها قوية.
اومأ، ثم أردف:
-كنت أتمني أن تكون أول من أري، لكن لا بأس، فقط أتمني الآن أن أستطيع رؤيتها مجدداً.
اومأت ثم جلسا بانتظار ما سيحدث.
. . .
مرت ثلاث ساعات ونصف كانت أشبه بالجحيم علي قلوبهم، مشاعر الخوف والقلق لا تخلو من وجوههم، إلي أن خرج الطبيب وسرعان ما هرع نحوه جين وتاي والبقية خلفهم.
استقام كوك سريعاً عندما وجدهم ينقلون سريرها إلي غرفة أخري، ثم تقدم نحوها ولكن أوقفته إحدي الممرضات قائلة:
-لا يمكن أن تراها سيدي، مازالت حالتها حرجة.
-لن تمنعيني من رؤيتها!!
-أعتذر سيدي، لكن لا يمكنك.
صرخ بغضب:
-أريد رؤيتها واللعنة!
اقترب منه جيمين سريعاً ثم اعتذر للممرضة وأبعده قائلاً:
-كوك، تفهم الأمر أرجوك، مازالت حالتها حرجة.
أغمض عينيه متنهداً بتعب.
أردف الطبيب بأسف:
-لقد استطعنا إنقاذها، لكن...هناك احتمال بنسبة90%..أن تدخل بغيبوبة..ونسبة أن تفيق قريباً...قليلة جداً.
شعر بألم حاد يعتصر قلبه فور أن سمع ما قال، وسرعان ما تقدم نحوه وأمسكه من ياقته بقوة إلي أن كاد يخنقه، ليردف بغضب:
-ماذا تقصد أن تدخل بغيبوبة!!!، افعل شئ!
-س..سيدي لقد فعلنا ما بوسعنا!، لم يعد الأمر بين يدينا.
حاول جاكسون سحبه قائلاً:
-كوك اهدأ، سوف تخنقه!
صرخ بوجه الطبيب بغضب:
-افعل شئ واللعنة!!
-أنا أسف سيدي، الأمر ليس بيدي صدقني!
أردف جيمين بينما يحاول إبعاده عنه:
-كوك اهدأ أرجوك!!
نظر إلي الطبيب بحدة، ثم تركه بعد أن هدأ قليلاً.
ذهب الطبيب ثم جعل جيمين كوك يجلس؛ ربت عليه قائلاً:
-عليك التمالك كوك، الأمر لم يعد بيد أحد الآن.
وضع يديه علي وجهه بينما يبكي بضعف، يشعر بالعجز وهو يري من تمكنت من إعادة إحياء قلبه، والنبض باسمها، تذهب بكل بساطة.
عانقه جيمين محاولاً تهدأته، ثم اقتربت والدة كيارا منه، و أردفت بابتسامة متعبة:
-أنت كوك، صحيح.
نظر إليها بعينيه المحتقنتين من البكاء، ثم اومأ بهدوء.
ابتسمت قائلة بنبرة تشوبها المرارة:
-لقد أخبرتني كيارا عنك كثيراً، ورأيت بعينيها حباً جماً أثناء حديثها عنك.
ابتسم بتعب قائلاً:
-أنا أعتذر سيدتي، لم أتمكن من حمايتها، كما فعلت هي.
-أنت لا ذنب لك بني، إنه القدر.
ابتسم جيمين قائلاً:
-أنا واثق أنها ستصبح بخير.
ابتسمت بشحوب ثم عادت للجلوس بجانب جين.
نظر كوك إلي جيمين قائلاً بعد أن فكر بالأمر قليلاً:
-أشعر أن هذا..حادث مدبر.
-أجل....
نظر له كوك، ثم أكمل جيمين:
-إنه مدبر، لكن لا يجب أن تعلم من فعل هذا الآن، إلي أن نتأكد.
-ماذا تقصد بلا يجب أن أعلم!!!، من فعل هذا!
-لسنا متأكدين بعد كوك!
صمت لبرهة قبل أن يردف بعد تفكير:
-راشيل.
عقد جيمين حاجبيه:
-ماذا!
-راشيل هي من فعلت هذا صحيح!!!
لم ينبس جيمين ببنت شفة واكتفي بالصمت.
أردف كوك بحدة:
-راشيل هي من فعلت هذا، صحيح!!
نظر له جيمين ثم أردف بهدوء:
-لسنا متأكدين بعد.
-لكن أنا متأكد.
أردف ثم استقام متجهاً إلي الخارج وشرارة الغضب تتطاير من عينيه.
-كوك انتظر!، تباً.
استقام ثم تبعه وخلفه شوجا.
. . .
-كوك انتظر ،لا تتهور!
استدار كوك بعد أن أوقفه جيمين، ليردف بحدة:
-إن كنت ستأتي معي، فلتلتزم الصمت، وإن لن تفعل فلا تحاول منعي، اتسمع!!
أردف جيمين بغضب:
-تهورك لن يحل شئ، يجب أن ننتظر إلي أن تستقر حالة كيارا، وحينها يمكننا التحقق من هذا الأمر!
أردف شوجا:
-جيمين علي حق كوك، لا يجب أن تتخذ خطوة بهذا الأمر دون تخطيط.
هدأ قليلاً، ثم أردف:
-حسناً، لكن اقسم أنني لن أرحمها.
. . .
مر يومين لم تتح لهم الفرصة لزيارتها، بسبب حالتها الحرجة، و بهذان اليومين لم يسمح جيمين أن يتركه يعود إلي منزله، وجعله يمكث بمنزله، إلي أن أتي اليوم الثالث الذي سمحت به المشفي بزيارتها، بعد أن استقرت حالتها بعض الشئ.
كانوا يقفون أمام غرفتها بإنتظار أن تخبرهم الممرضة بالدخول، وكوك ينتظر بفارغ الصبر.
خرجت الممرضة ثم أردفت بابتسامة:
-يمكنكم الدخول، لكن رجاءً حافظوا علي الهدوء.
أردف تاي:
-حسناً، شكراً لك.
ابتسمت بخفة ثم ذهبت.
وضع جيمين يده علي كتفه، ليردف:
-تمالك نفسك يا صاح.
اومأ بهدوء ثم دلفوا إلي الداخل واحداً تلوا الآخر، وكوك كان الأخير.
تنهد ثم دلف إلي الداخل وفور أن وقعت مقلتيه عليها تسارعت نبضات قلبه، وشعر كما لو أن الزمن توقف للحظة، كان سعيد ﻷنه إستطاع رؤيتها، وحزين لأنها لا تره الآن، كانت أجمل مما تخيلها بكثير.
اقترب منها ببطئ إلي أن جلس بالقرب منها، بينما يتمعن بكل إنش بوجهها.
نظروا لها بحزن علي حالتها، بينما السيدة لونا تنظر إليها بأعين دامعة، فهي لم تتخيل يوماً أن يحدث هذا.
....
نظر لهم جيمين، ليفهموا قصده، ثم أردف تاي:
-فلنبقي بالخارج قليلاً.
نظرت إليها والدتها ثم ذهبت مع جين لعدم قدرتها علي رؤيتها وهي بتلك الحالة، ومن ثم خرج البقية.
أمسك بيدها بينما ينظر لها بأعين دامعة، وهو يتذكر جميع لحظاتهما معاً.
"أنت لست مريض...أنت فقط بحاجة إلي شخص تثق به...لن أتركك.....ما رأيك بقصة الأحدب!!...ياااا...احترس....لا تبك......لا بأس ان لا تكن بخير...سوف يصبح كل شئ علي ما يرام...ثق بي".
اتخذت دموعه مجراها بينما ينظر لها، ليردف بصوت خافت متهدج:
-كان يجب أن تكوني أول من أري!، كيف تتركيني بمثل هذا اليوم!!، يجب أن تفتحي عينيكِ!، يجب أن تعلمي أنني أراك!، أراك كيارا، أرجوك...تحلي بالقوة من أجلي.
أردف ثم وضع رأسه بين يديه وظل يبكي حتي جفت مآفيه.
. . .
دلف جيمين إلي الداخل بعد مدة ثم أردف بعد أن وضع يده علي كتفه:
-كوك، لقد انتهي موعد الزيارة.
نظر له ثم لها، ليردف بهدوء:
-حسناً، سوف آتي.
اومأ جيمين بتفهم ثم ذهب.
استقام ثم اقترب وقبل جبينها؛ نظر لها ثم ذهب بينما يجر خلفه أجزاء قلبه المحطمة.
. . .
اتجه جيمين نحوه ثم ربت عليه قائلاً:
-علينا الذهاب كوك، لقد تأخر الوقت.
-كلا، أريد البقاء هنا.
-لا يجب أن تبقي هنا، سنذهب إلي منزلي ونأتي غداً، هيا.
-كلا جيمين أ...
قاطعه:
-سوف تصبح بخير، لا تقلق....
نظر له ثم أكمل جيمين بابتسامة:
-ينتابني شعور أنها لن تدخل بغيبوبة، وستستيقظ عما قريب.
اومأ بهدوء ثم ذهب بعد أن ألقي نظرة عليها من خلف الزجاج، وعاد كل واحد منهم إلي منزله.
. . .
-تسريع الأحداث-
مر اسبوع ولم تستيقظ بعد، وظنوا أن الأمر قد حسم، وأنها ستدخل بغيبوبة، بينما تم سجن السيدة راشيل بعد أن أبلغ جيمين عنها ومنع كوك من التهور بالأمر، و أثبتت الأدلة أنها من دبرت لهذا الحادث، وأنها تسببت بأذية العديد من الناس من قبل.
كانوا يقفون أمام غرفتها بإنتظار أن يخرج الطبيب، ليعلمهم إلي ماذا ستصل حالتها.
خرج الطبيب، ثم هرعوا نحوه جميعاً، ليردف بابتسامة مطمئنة:
-لقد تحسنت ضربات قلبها كثيراً، وزادت نسبة استيقاظها عما قريب، تمنوا لها الشفاء العاجل.
أردف بكلماته التي تسببت بتجديد الأمل في قلوبهم، ليردف جين:
-هل بوسعنا رؤيتها!
-لم يحن موعد الزيارة بعد، المعذرة.
أردف ثم ذهب، وعادوا للجلوس بينما ينتظرون بفارغ الصبر.
. . .
مرت ثلاث ساعات وهم ينتظرون، إلي أن قاطعهم خروج الممرضة التي ترعاها قائلة:
-أيها الطبيب، لقد بدأت المريضة بالاستيقاظ!!!!........
يتبع..............

《How you love to hate me!》Where stories live. Discover now