حين تحدثنا عن موضوع السفر لأول مرة، تكلّمت أمها فاطمة بشيء من الفلسفة. حدثتها عن نبات الياسمين الذي أعطتها اسمه. مثل الياسمين، ربتها على القناعة والاكتفاء بالقليل. فهو نبات لا يحتاج إلى الكثير من العناية. تكفيه دفعة واحدة من السماد في ربيع كل عام، وتربة رطبة دون فيض من السقيا. تعتبر رواية غربة الياسمين من أشهر روايات الكاتبة التونسية خولة حمدي. . تبين الرواية مقدار المعاناة الكبيرة التي يتعرض لها المسلمون في بلاد الغربة, كما تذكر تفاصيل أزمة رفض بلاد الغرب للحجاب والمعاناة التي تلاقيها الفتيات المحجبات وخصوصاً في فرنسا التي تعتبر رمزاً للاضطهاد والعنصرية ضد الحجاب, وكيف أن الفرنسيين يلصقون كلمة إرهاب بكل مسلم موجود فيها. تثير الكاتبة من خلال أحداث روايتها تساؤلاً وهو متى ستتوقف نظرة الغرب العنصرية للإسلام والمسلمين. وإلى متى سيعتبرون أن كل مسلم هو إرهابي, وتسرد الكاتبة هذه القضايا بلغة سلسة وحبكة مثيرة تربط فيها المصادفات والأحداث. تذكر الرواية العديد من قصص الحب التي يظهر هذه الرواية بأسلوب رائع يحسن الغوص في وصف ردة فعل الفرنسيين على كل ما يخص الإسلام والمسلمين وكيفية التعامل معهم.