في هذا العالم إما أن تكون مذنبا أو أن تكون الضحية، كل مذنب كان ضحية في وقت ما، لكن بطلنا وُسِمَ بالإثنين معا، كل أنواع الألم إجتمعت في شبح ذلك الرجل النحيف، الرجل الذي بداخله يقبع أخطر أسرار حضارة مندثرة أشبه بالأسطورة، الرجل ذي العينين الرماديتين اللتين طالما سهرتا ليحيا الحلم البعيد حقيقة، حلم سقط من بين النجوم ليحيل الدنيا إلى شيء لم يُذكر في كتب التاريخ، العينان اللتان تحكيان قصة طويلة من المرارة و الألم، العينان اللتان كانتا ذات يوم آيتين من آيات الله في الخلق. وحيداً كان، وحيداً مازال و وحيداً سيبقى .. في كهف حجري سيبقى .. تحت جنح الظلام سيبقى .. وسط الأشباح سيبقى حتى يحين الوقت ليرى الشمس من جديد، وتتلاعب الرياح بخصلات شعره الرمادية حينما تغرب الشمس قرب شجرة الألف عام. أنظر إلى الكتاب في يد الرجل الأشبه بالمشردين، كتاب لو عُرض على العالم لغير وجه التاريخ، اليدان اللتان حملتا ذاك الدفين و أخرجتاه من جوف الأرض ليرى النور من جديد، شر قديم استيقظ ليحيل كل شيء إلى فوضى و زعيم أسطوري قديم ما زال ميراثه ها هنا. عن رجل اكتسح العالم بقوة و فرض نفسه سيدا بالمعرفة أتكلم. حفرة منسية تحمل بداخلها ذاك الكيان القادم من خارج المجرة، تحمل النور و النار، الموت و العار، الاستقرار و الدمار، الشيء الذي ير