كيلبر السفاح - KILBER THE RIP...

By Hadeer_SM

7.4K 638 128

كيلبر هو فتى متفوق بدراسته يمتلك حلم أن يكون الأول دائماً بكل المراحل ، بيوم من الأيام يخبره والده بأمور غريب... More

لماذا أنا ؟
بداية الغيث قطرة
التضحية فعل لا كلام
بِلا عودة
نحو المجهول
اصطدام القدر
لقد طفح الكيل
سيف العدالة قادم
ولادة السفاح
خطوات المستقبل
لا تُنسى
غراب يعيد الذكريات
تداخل
استهداف
صباح فوضوي
وقفة تغيير المصير
انفجار بعيد الأفق
هجوم و ترقب
رسائل مشفرة
وجهاً لوجه
كل شيء يجري وفق ارادته
اتصال مربك
سمفونية هادئة بصخب
توقع محكم
لستَ سوى عائق
رؤية غير متوقعة
لقاء طال انتظاره
العودة للمنزل
احتجاج
انتقام
رحيل KR
تحالف مميز
لقد عدت
تقفي اثر
السفاح X
الجوكر
وباء قاتل
المعادي للمجتمع
رحلة نحو الجبال
يذكرني بألمي
بقبضة من حديد
الملك
مجزرة
مثير للشفقة
البركان المحترق
انسحاب مخطط
قدر مؤلم
خطاب صادم
ارتياب
كابوس بشع
منذ 18 عاماً
كشف الستار
بشرى صادمة
الكف القرمزي
الرمق الأخير

يبعث من جديد

156 9 1
By Hadeer_SM


PART 26 ( 56 )

البارت الأخير

•••

في الساعة السادسة والنصف صباحاً وتحت ضوء الصباح الباهت يبدأ يوم جديد على العاصمة الملكية ، التجار استفاقوا ويتناولون الفطور بنية الذهاب لعملهم بوقت مبكر كما العادة في كل يوم .

رغم ضوء الصباح الباهت الذي يضيف لمسة جميلة لنور الصباح الا ان نسمة الهواء الباردة الشتوية هي ما يطغى على شعور البقية ، طلبة الجامعات والمدارس يسيرون نحو جامعاتهم ومدارسهم بأبتسامة بينما يشاهدون السيارات تمر من جانبهم .

ضوء الصباح الذي زرع الأبتسامة على محيى سكان العاصمة ليس ذاته الذي ارتسم على وجه آي الجالسة في منزل اورشليم وجثة الأخير على حجرها في غرفة مكتبه ، النافذة مغلقة والستارة مفتوحة إلى حد النصف ، رغم ذلك هناك ثقوب مختلفة الأحجام بكل انحاء النافذة بسبب الرصاص ، الضوء الباهت الذي يتخلل النافذة يضيف بريقاً مميزاً لدموع آي المنهمرة بحزن عميق للغاية ، الهواء شديد البرودة الذي يلامس جسدها يؤكد بطريقة او بأخرى على شعورها الذي لا يمكن وصفه .

تنظر نحو النافذة بحزن ثم تبدأ ملامحها بأظهار نوع من الغضب تتبعه قائلة : لم يتبقى شيء يا عمي ، بضع ساعات فقط وستحرق هذه العاصمة القذرة بضغينة الطبقات المتدنية ، حلمك سيتحقق بكل تأكيد ، سنقتلهم جميعاً وستعتلي الأميرة العرش مستعيدة حق والدها ، تبقى القليل ؛ تنهي كلامها الواثق بمسح دموعها .

بأختلاف عن نظرة البقية لهذا اليوم يقف كيلبر بأعلى مبنى شركة النقل التي تديرها الفتاة التي قتلت والدها وتحالفت معهم مقابل حل ازمة الشركة وقتل بقية المنافسين ، الهواء شديد البرودة الذي بدأ يهب بقوة كبيرة محركاً ملابس كيلبر يذكره بتلك الليالي البشعة الباردة التي غيرت مجرى حياته ، الثلج الأبيض يبدأ بالتساقط بكل هدوء وسكينة فوق المنازل .

تأتي هايدي من خلفه حاملة كوبي قهوة مرتدية معطف من الصوف رمادي اللون وشعرها الأسود مفتوح يتطاير مع الهواء ، تتنهد ليخرج الهواء الساخن من فمها قائلة : يبدو إن الأجواء تذكرك بشيء ما يا كيلبر .

يغلق عينيه ويرفع رأسه للأعلى ، يستنشق الهواء بعمق ثم يخرجه ويقول : رائحة السماء وشكل المنازل والطقس مماثل للأيام التي خسرت بها عائلتي و مارت ، لم اتخيل ان البداية والنهاية ستكون متماثلة لهذه الدرجة .

تبتسم هايدي ثم تقول : ليسوا متماثلين تماماً اذا اعدت التفكير ، كرات الثلج ناصعة البياض كانت بمثابة صافرة انطلاق مأساتك ، بينما اليوم هي صافرة انطلاق مأساتهم .

الثلج الأبيض الذي بدأ بالهطول منذ قرابة النصف ساعة حول حديقة القصر الملكي للون الأبيض بشكل تام ، الملك يجلس على ركبتيه والدموع تتساقط من عينيه بملامح يائسة فاقدة الأمل بينما ينظر لجثث عائلته ، جميع ابنائه ومعهم زوجته قد لقوا حتفهم بشكل مأساوي ، هل تلك الدموع على ابنته سيريس التي ماتت على يد الوزير بينما كانت تحاول تسميم والدها ، ام تلك الدموع على زوجته وابنائه الذين ماتوا على يد فرد من عائلتهم ، وربما تلك الدموع كانت تتأسف على بقائه بمفرده .

الوزير الأول يقف على مقربة من الملك مع يوحنا واحد معاونيه ، يقول معاون الوزير بملامح متأسفة : يا لها من نهاية بشعة لعائلة ملكية ، ما الذي جعل سمو الأميرة تفعل كل هذا بعائلتها ، هل قام ذاك السفاح بغسل فكرها وما شابه ! .

يتنهد يوحنا ويجيبه بملامح ساكنة : لا اظن ذلك ، الجميع على علم بمدى حبها الكبير لأبنة عمها وعائلتهم ، موتهم جعلها تبحث عن الأنتقام على ما يبدو ؛ ينظر فولكان بأنزعاج وبصمت نحو الملك .

يأتي احد الحراس بملامح مدهوشة متوترة راكضاً نحو الوزير ومن معه ، ينظرون نحوه متسائلين فيقول معاون الوزير : ماذا حصل ؟ .

الحارس بتوتر ( يلتقط انفاسه بصعوبة ) : ل..لقد حصلت كارثة كبيرة سموكم ، صحيفة المعارضة نشرت خبر ينص على قتل جلالة الملك لأخيه مقابل اعتلاء العرش .

تعتلي الصدمة ملامح الجميع وتحديداً الوزير فيقول يوحنا : وكيف سيثبتون هذا الكلام ! ، لا يوجد اي دليل .

الحارس : بل يوجد ، هناك صورة مرفقة مع الخبر ويظهر فيها الملك وسمو الوزير بينما يمسكون الملك السابق و إبنه الأصغر ؛ يقولها وينظرون جميعهم نحو الوزير الذي يعتريه الغضب الشديد ويصرخ بصوت مرتفع قائلاً : ااااه ، اللعنة عليك ايها الوغد ساكرفيس .

يقول يوحنا متسائلاً بينما ينظر نحو الوزير : ما دخله بهذا !! ، اليس هو والد ذاك القاتل .

يتنهد الوزير منزعجاً ثم يقول : منذ 5 سنوات اتى لزيارة العاصمة ، صادف وجوده بينما يحمل آلة تصوير على الجهة الأخرى من النهر وتحديداً امام الجسر الذي رمينا الملك منه ليظهر كحادث ، رأيت ملامحه وهرب على الفور ، هذا هو السبب الذي جعلني الاحقه مرة اخرى واحرض المحافظ عليه ، اردت ان اعرف إن كان قد التقط صورة ام لا ، كما العادة إنه كتوم لدرجة ان زوجته عاجزة عن ايجاد اجابة ، حينما لم اصل لجواب حاسم وبالأضافة لموضوع الأميرة الصغيرة الذي لاحقته لسنوات طويلة ، قررت قتله والتخلص منه

السافل اللعين ، حذر للغاية وذكي ويجد حلول لكل شيء ، ظننت اني تخلصت منه للأبد ولكن خرج لي إبنه الوغد الآخر ، إنه الأسوء ، اتت نهايتنا بسببه ، تلك العائلة القذرة والفرسان الأوغاد ، لا ينتهون بل ويظهرون امامي بأجيال جديدة حتى ؛ يتنهد ثم ينظر نحو معاونه قائلاً : اوصل خبر للجيش ليستعدوا على الحدود الفاصلة مع الجنوب ، وليذهب نصف الشرطة الملكية بالأضافة للمتبقين من فيلق الجزارين ، لحماية حدود العاصمة مع بقية انحاء المملكة

واتصل بـ ثيمبرايوس ليجهز فريقه ويستدعي جميع افراد منظمة الكف القرمزي ، انا سأتصل بـ آل كابوني ليستنفر مع اعضاء المافيا والعصابات ، يوحنا انت اذهب مع فريقك لمساعدة قائد الجيش الجديد ، إنه يوم الحرب بلا شك ، عرفت ذاك السافل كيلبر ولو قليلاً ، لقد بدأ بحملته الأخيرة .

بأمر سموك ؛ يقولها معاون الوزير ويذهب مع يوحنا والحارس ، يتنهد الوزير بأنزعاج ويقول متوتراً : تبقى شيء واحد اخشاه وهو تحرك الرجل الخفي الذي يتلاعب بالمملكة مؤخراً ، اجزم إنه على علم بكل ما يجري حالياً ، من هو ، ماذا سيفعل ليستغل هذه الأحداث ، من خصمي بحق الجحيم !! .....

•••••

عقارب الساعة توقفت على ساعة الحسم المنتظرة ، الساعة الآن هي العاشرة تماماً ، صفارات الأنذار بدأت تصل مسامع ساكني العاصمة الذين عادت مشاعر الرعب والخوف لتسيطر عليهم من جديد ، افراد الجيش المكلفين بحماية العاصمة ينتشرون على الحدود الفاصلة بينهم وبين الجنوب ، يقودهم القائد الذي قاد معركتهم الأخيرة مع الجنوب ومعه يوحنا .

هيا هيا تمركزوا بأماكنكم ، جهزوا المدافع والدبابات ، تواصلوا مع مركز الطائرات الحربية ليساندوننا في المعركة ، هذه المرة لن نركز على حماية حقل النفط في الجنوب وما شابه ، هناك امر قطعي من سمو الوزير الأول ، مهمتنا هي منع متمردين الجنوب من التقدم ؛ بصوت مرتفع يقولها قائد الجيش ثم يتوقف بقرب يوحنا ويتنهد بتوتر شديد .

ييتسم يوحنا قائلاً : الطقس اليوم شديد البرودة والثلج يكسو كل مكان ، اتراها علامة خير ام شر ؟ .

يجيبه قائد الجيش متوتراً : لا ارى اي بشائر خير يا فتى ، اشعر ان الوغد المدعو KR سيهاجم بقوة هذه المرة ويخبئ لنا مفاجأة صادمة ، اخشى ان هذا اليوم سيكون اليوم الذي يسقط فيه الحكم الملكي .

في مركز الطائرات الحربية يسير سبعة طيارين يرتدون ملابس صوفية وقبعات شتوية تجنباً للبرد الشديد المصحوب بكرات الثلج البيضاء التي لم تنفك عن التساقط واحدة بعد الأخرى ، الشيء الوحيد الذي قد يبعث شعور الدفئ في النفس هو الدخان الخارج من المدخنة المتواجدة فوق غرفة الحراس الصغير الذي يقع بمقدمة المستودع .

يقول احد الطيارين بتأسف : انظروا إلى حالنا يا رفاق ، كانت طائراتنا تتجاوز الـ200 ، ترك الأمير الأول 10 طائرات فقط في العاصمة وذهب ، قضي على جميعها في الحرب وثلاثة طائرات تعطلت منذ فترة ، تبقت هذه السبعة فقط ولكن اظنها كافية اليوم .

يجيبه الذي بجانبه قائلاً : الغريب إن بعض الطائرات تعطلن في يوم هجوم سكان الجنوب اول مرة ، تعطلها في ذلك الوقت تحديداً كان مريب للغاية ، على كل لنركز على مصيبتنا الحالية ، منذ ظهور ذاك السفاح لم تعرف المملكة طعم الراحة .

يعتلي التعجب وجوههم فور اقترابهم من غرفة الحراس ، يفتح احد الطيارين باب الغرفة فيصاب جميعهم بالصدمة لرؤيتهم الحراس مستلقين على الأرض بينما يغرقون بدمائهم .

بخوف ودهشة وتوتر وقلق يقول احدهم : م..ما الذي حصل هنا بحق الجحيم ؛ فور نطقه لتلك الكلمات يأتي 4 رجال على رقابهم وشم بحرفي SP يحملون الأسلحة الرشاشة ، يطلقون على الطيارين فيسقط جميعهم مفارقين الحياة بصمت ، في المستودع الذي يبعد عن غرفة الحراس بمسافة ليست ببعيدة تم قتل 50 فرداً من اعضاء الشرطة الملكية المكلفين بحماية الطائرات .

لم يمر على هذا سوى خمسة دقائق ليدهش قائد الجيش و يوحنا وكل من يسكن العاصمة بسبب دوي الأنفجار الشديد الذي هز العاصمة ، الدخان يتصاعد من مستودع الطائرات مشيراً لتدميرهن جميعاً ، " الآن قد انتهينا " ؛ بنبرة صوت خائفة ويائسة يقولها قائد الجيش الذي ادرك مكان الأنفجار ، يبتسم يوحنا بمكر ثم يخرج سلاحه ويطلق برأس قائد الجيش قائلاً : بالفعل لقد انتهيتم يا رفاق .

بالتزامن مع الرصاصة التي اطلقها يوحنا ، يطلق نصف افراد الجيش الرصاص على النصف الآخر ، يباد النصف الذين تعرضوا لهجوم صادم من رفاقهم ثم يأخذون المدافع والدبابات والعتاد الذي جلبوه اثناء مغادرتهم .

يقول يوحنا بينما ينظر نحو نائبه : ارسل المال لهم جميعاً عند وصولهم إلى بقية انحاء المملكة ، آل كابوني سيتكفل بأمر عملهم الجديد ؛ يهز النائب رأسه كأشارة لـ"حسناً" ويذهب مبتعداً بينما يضحك يوحنا بصوت مرتفع ، هذا الأخير ليس من النوع التقليدي كما البقية ، لا يمتلك الولاء للأمير الأول الذي كان يتبعه ، ولا يمتلك الولاء لـ ثيمبرايوس الذي يعمل معه من خلف الستار ، بالأحرى هو لا يحمل بداخله اي نوع من مشاعر الولاء حتى تجاه صليبه الذي يؤمن بقدسيته .

الصليب الذي يعلقه على رقبته ربما يبدو كما لو إنه إشارة لرابطه الديني القوي ، من جانب آخر هو يمسك به حينما يقتل الآخرين متمنياً الرحمة على ارواحهم التي تعرج إلى السماء ، اي إنه يحمل الصليب من اجل الآخرين وليس من اجل قناعته الشخصية !! .

سكان الجنوب المسلحين الذين يتجهزون على الجانب الآخر قد اصبحوا مستعدين للمعركة الأخيرة ، هذه المرة بجانبهم 200 مدفع و150 عجلة حربية و100 دبابة ، بالإضافة للعديد من الأسلحة الثقيلة والرشاشة ، ليبيرتو ينظر بتعجب بأتجاه العاصمة ثم يقول : ما كان ذاك الصوت ؟ ، لقد بدى وكأنه دوي انفجار ، حسناً لا اهمية لذلك ، لأنهم سيستمعون للمزيد من الأصوات الصاخبة بعد قليل ؛ يهمس لنفسه بتلك الكلمات ثم ينظر نحو جيشه بملامح حادة للغاية ويقول بصوت مرتفع : حان موعد الأنتقام يا رفاق ، انتقامنا لا يشبه اي انتقام آخر .

يسير ذهاباً واياباً بينما يكمل قائلاً : انتقامنا هو انتقام اخمدت نيرانه على مدى سنوات طويلة ، الأوغاد الذين يدعون انفسهم بالنبلاء كانوا وما زالوا يعاملوننا كما لو اننا ولدنا لنكون عبيدهم ، نعيش لأجلهم ، نموت لأجلهم ، لا يعيروننا اي اهمية ، لنعيش في الجحيم ولنموت على حافة الأرصفة في الشتاء البارد ، لا يهمهم اي من ذلك ، ما يثير اهتمامهم هو مقدار ما يجمعوه من اموال ، يهتمون لمنازلهم الفاخرة ، ملابسهم المتأنقة ، حليهم البراقة ، كتبهم المرتبة على رفوف المكتبات ، لوحاتهم باهضة الثمن ، حيواناتهم الأليفة ، يهتمون لكل هذا ولكن ليس نحن ، كل ما ذكرت يروه اعلى مرتبة ؛

هذا ليس له اهمية لأننا لا نريد منهم الأهتمام بنا كنوع من الشفقة ( يقولها بينما يضحك متهكماً ) ، نحن هنا لننتزع حقنا في العيش متساوين معهم بكل شيء رغم عن انوفهم ، سنحرق منازلهم التي يذللوننا بسببها ، سنأخذ اموالهم التي ساومونا بها على شرفنا وارواحنا لتكون مقابل انتهاكهم حقوقنا لعدة قرون بلا ادنى شفقة ، سنأخذ ارواحهم ايضاً ليسددون بها ثمن ارواح الذين ماتوا بلا اي ذنب ، لا رحمة ، لا شفقة ، لا تصرف برقي ، حان الوقت لسحقهم بوحشية كما فعلوا !! ؛ يقول كلماته الأخيرة بصوت مرتفع وغاضب للغاية يجعل حجم الضغينة التي يحملها يصل لقلوب الذين سمعوه ، يصرخون جميعاً بصوت مرتفع للغاية نتيجة للحماس الذي اجتاحهم ، وبهذا يسيرون جميعاً نحو العاصمة .....

•••••

في مكان مهجور وسط العاصمة تقف معاونة الوزير ناظرة لما حولها بتسائل وتقول بداخلها : ماذا حصل حتى استدعاني السيد ثيمبرايوس إلى هنا على عجل ؟ ؛ في الجهة المقابلة تجلس ايسي مع هالمز الذي يقول متسائلاً : ماذا تفعل تلك الحقيرة بمفردها في مكان كهذا ! .

تجيبه ايسي بأنزعاج قائلة : ما ادراني انا ، لقد طلبت مني ملاحقتها وبسببك لم انم منذ يومين كاملين ، سيؤثر هذا على بشرتي ايها اللعين ؛ تقولها بغضب ناظرة نحو هالمز ، يضحك الأخير ثم يقول بنظرات تحمل في طياتها مشاعر محبة كبيرة : لا تهتمي لهذا يا ذات النظرات الفاتنة ، ستبقين جميلة بنظري رغم كل شيء ، لا يمكن ان ينظر المرء لزوجته بطريقة اخرى .

تجيبه ساخرة : اي انني جميلة بسبب زواجنا ، كما لو انك مجبر على هذا وما شابه ، لا يليق بك محاولة ان تكون رجل رومانسي يتغزل بزوجته ، مظهرك مثير للشفقة حقاً ومقزز ؛ تقول كلماتها تلك وتنظر نحو معاونة الوزير مرة اخرى .

يعتري الغضب ملامح هالمز الذي يقف قائلاً بصوت مرتفع للغاية : ايتها العاهرة الحقيرة ، كيف تسخرين مني بهذه الطريقة الوقحة ، اللعنة عليكِ وعلى من يحاول التغزل ببشعة مثلكِ مرة اخرى ، مثير للشفقة .

تقف ايسي قائلة بأنزعاج بينما تمسك به بشدة : ما الذي تفعله ايها الأحمق ، انكشف امرنا بسبب النهيق خاصتك ؛ بينما تقول كلماتها تلك تطلق عليهم معاونة الوزير بتوتر ثم تركض مبتعدة .

يخرج هالمز سلاحه ويتبعها قائلاً : ستهرب تلك العجوز ؛ تتبعه ايسي ويستمرون بملاحقتها حتى يصيبها هالمز بقدمها وتسقط على الأرض بينما يبتعد سلاحها عنها لقرابة الثلاثة امتار ، يتوقفان ايسي و هالمز عن الركض حينما يصلاها وهم يلتقطون انفاسهم بصعوبة بالغة ، يسعل هالمز ثم يقول بعد ان يمسك بشعر معاونة الوزير وينظر لوجهها : اين سنجد المدعو ثيمبرايوس ؟ .

تجيبه معاونة الوزير ساخرة بينما تتألم بشدة : لقد ذهب نحو الجحيم ، هل ستتبعه إلى هناك ؟ .

ينظر نحوها هالمز صامتاً بشهيق وزفير متسارعين ، يطلق رصاصة برأسها فتسقط مفارقة الحياة ، يقف وتقول ايسي : رائع لقد انتقمت منها ولكن كيف سنصل إلى ذاك الرجل ؟ .

انا هنا ايتها السيدة اللطيفة ؛ تصل كلمات ثيمبرايوس الهادئة إلى مسامعهما بالتزامن مع الرصاصات التي انطلقت من سلاح معاونه الرشاش مردفة بذلك جثة ايسي على الأرض .

بلحظة استدارة هالمز نحوهم محاولاً توجيه سلاحه ، تأتي رصاصة بيده التي تحمل السلاح ، يسقط سلاحه على الأرض ويصرخ هو متألماً بينما ينظر نحو ايسي ودموعه تتساقط حزناً ، يصرخ بصوت متألم ومتأسف قائلاً : ا..ايسي ؛ دموعه التي راحت تتساقط بغزارة كما المطر غطت على رغبته الجامحة بالصراخ حزناً على عشيقته وزوجته التي قتلت امام ناظريه ، يمسك به تابعي ثيمبرايوس بصعوبة محاولين منعه عن التحرك .

يتنهد ثيمبرايوس ثم يقترب منه بخطوات ساكنة للغاية ويجثو قائلاً : إنه لأمر مؤسف للغاية اليس كذلك ايها المحقق هالمز ؟ ، فقدان الفتاة التي تحبها له شعور لا يمكن وصفه ابداً ؛ ينظر نحوه هالمز بغضب شديد وكراهية ورغبة قتل فائقة بينما تستمر دموعه بالنزول .

يخرج ثيمبرايوس علكة من جيب معطفه الأسود الفاخر الذي صنعت ازراره من الألماس ، يضعها بفمه ثم يكمل قائلاً بهدوء تام : ربما الآن انت تقول بداخلك اني شاب فاحش الثراء لا يحزن بصدق على الفتاة التي يحبها ولهذا لا يبدو عليه اي ملامح غاضبة او راغبة بقتلك انتقاماً ، اؤكد لك إنها فكرة غير صائبة على الأطلاق ؛

هل تعلم كيف تعرفنا على بعضنا ؟ ، في يوماً ما منذ 8 اعوام اكتشف الوزير الأول وجود احد اهم رجال قبيلة الهوكس مع عائلته في العاصمة ، ذهبوا إلى هناك للقاء اورشليم ، ذاك الرجل هو من منح خارطة قبيلة الكف القرمزي للملك الذي خدمه والدك بصفته احد الفرسان ، طلب مني ان ارسل فريقي الخاص لأحل امره ولكني قررت الذهاب إلى هناك لأرفه عن نفسي ، اقتحمنا المنزل الذي كان يقطنه ذلك الرجل وقتلناه مع افراد اسرته ؛

تبقى فقط زوجته وابنته ، كان عليك رؤية ذاك المنظر بعينيك ، الأم كانت تقف امام ابنتها كدرع لتحميها وتوسلت الى رجالي بشدة ، لكن ابنتها لم تقف خلفها مكتوفة الأيدي بل اخذت احد القطع الأثرية وقتلت احد اتباعي بضربه على جمجمته بقوة ، اطلقت على ساقها وامرت رجالي بقتل والدتها ، نظراتها الغريبة التي نظرت الي بها جعلتني ارفض موتها ، اخبرت من معي ليوصلوا للوزير خبر موت الرجل المطلوب مع جميع افراد عائلته واخذتها لأحد المنازل في الجنوب ، ذاته المنزل الذي قتلتها انت فيه ؛

طعنتني عشرة مرات بالتمام كمحاولة لقتلي انتقاماً لعائلتها ، وفي كل مرة كنت اجيب على ذلك بتقبيلها ثم فقدان الوعي ، بالطبع هي كانت قادرة على قتلي بما اني ملقى على الأرض بلا حركة ولكنها كانت تستدعي رجالي ليسعفونني على عجل ، فعلت هكذا في جميع العشرة مرات التي زرتها بها وطعنتني .

في المرة الحادية عشر لم تفعل ذلك وسألتها عن السبب ، قالت ان التي انقذتك رغم محاولتها لقتلك انتقاماً ، ستفعل ذلك مرة اخرى حتى لو طعنتك لألف مرة ، انت انقذتني بأنانية بلا سبب وانا انقذتك بمشاعر مضطربة بلا سبب ، هل يمكن ان ندعوا هذا بالعشق ؟ ؛

اتسائل حقاً إن كان هذا هو ما يعنيه ارتباطك بشخص ما بوقت وظرف وطريقة تخلوا من المنطقية ؛ يقول كلماته الأخيرة ثم يقف ويدير ظهره لوجه هالمز قائلاً : الذي اردت منك فهمه هو اني اعشق تلك الفتاة حقاً ، بداخلي ارغب بقتلك بشدة لذلك تكبدت عناء المجيء إلى هنا ، لكني لن اغضب وافقد صوابي على الأطلاق بينما اقتلك ، على العكس ، سأستمع لصوت روحك التي ترتفع إلى الأعلى بكل هدوء ، وايضاً اود اعلامك بأن الأنتقام ليس شيء سينجح الجميع بنيله فقط لأنه ذكي ومميز ، عدوك قد يكون اشد مكراً منك ؛

يكمل كلامه ويسير مبتعداً بينما يغلق عينيه ويستمع لصوت السلاح الرشاش الذي يطلق به احد رجاله على هالمز الذي يسقط فوق الثلج الأبيض مفارقاً الحياة نتيجة لأصابته بعشرة رصاصات .....

•••••

ثوار الجنوب الذين اجتاحوا حدود العاصمة بلا مقاومة وبلا ان يتواجد اي جندي ليحميها قد وطأت اقدامهم ارض العاصمة بالفعل ، الطلبة الذين دخلوا مدارسهم وجامعاتهم في الصباح المبكر يخرجون مرعوبين ويتعثرون ببعضهم ، الخوف قد تملك الجميع بشكل تام والفوضى بكل مكان .

افراد الشرطة الملكية يشتبكون بمقراتهم مع اعضاء المعارضة الذين تقودهم آي ، في وسط كل هذه الفوضى هناك شيء واحد يجذب الأهتمام ، سكان الجنوب المسلحين دخلوا الأحياء النبيلة وبدأوا بأقتحام المنازل على شكل مجموعات ، بأحد المنازل الفاخرة الواقعة ببداية الحي يقوم احد سكان الجنوب بأغتصاب شابة وسط منزلها بينما يقوم رفاقه بنحر بقية افراد عائلتها .

ليس بمكان بعيد ، المنزل الذي بجانب منزل العائلة آنفة الذكر يتعرض لموقف مختلف تماماً ، رجل يبلغ من العمر خمسون عاماً يعلق امرأة بعمر الثلاثين من قدمها بالسقف ورأسها للأسفل ، الذين معه يقيدون زوجها بينما ينظر نحوهم مرعوباً ودموعه تغطي وجهه ، يحضر رجل الأربعون منشار حاد ويبدأ بقطع الفتاة من بين اقدامها بأتجاه الأسفل بهدوء بينما يضحك بنشوة قائلاً : اليس هذا المكان هو الذي يطمع به النبلاء بالمرأة فقيرة الحال ؟ ، تم اغتصاب زوجتي بسبب رغبة جامحة من احد رجال السافل الذي يسموه الجوكر ؛

هل تعلمون ما هو المثير للأشمئزاز ؟ ، ضباط الشرطة كانوا يشاهدون المنظر ويضحكون بكل وضاعة ، لكن الآن انا افعل المثل ، اطمع بأهم ما تملكين بينما ينظر رفاقي ويضحكون بسعادة غامرة ، تصرخ المرأة بشدة بينما يستمر المنشار بأختراقها ، صراخها المتألم يقشعر الأبدان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .

ليس صراخها وحسب ، الصرخات تتعالى من جميع المنازل التي دخلها ثائري الجنوب ، النيران والأدخنة ورائحة البارود تنتشر بكل مكان ، لكن الذي يمكن رؤيته بوضوح على مد البصر هي الجثث المتساقطة كما اوراق الأشجار في الخريف ، اوراق بشرية جعلت من لون الثلج الأبيض يتحول للون القرمزي ، دماء نبلاء العاصمة غيرت ماهية الثلج ، ما بين الصراخ والجثث التي تغطي ازقة الأحياء ورماد النيران التي التهمت غالبية المنازل هناك طفلة بعمر الثالثة ترتدي ثوب ابيض اللون يشوه لونه البعض من بقع الدماء ، تحمل دميتها بيدها اليسرى وتسير وسط الجثث بوجه تغطيه دموع الخوف والرعب من المناظر المأساوية التي تشاهدها ؛

الأنسان ليس بكائن يصبو للعدالة على وجه الخصوص ، بل هو كائن مولع بفعل المثل ببني جنسه ، النبلاء الذين امتلكوا القوة والجبروت سعوا لأمتلاك الآخرين بالمقابل ، الضعفاء الذين ذاقوا الويلات من رغبة التملك الأنانية تلك هم ذاتهم من يكررون افعال النبلاء وحتى بطرق ابشع ، السبب هو امتلاكهم القوة ، خط رفيع للغاية هو ذاك الذي يفصل بين كونك ظالم ومظلوم ، يدعى ذلك الخيط بـ"القوة" .

ربما خير دليل على ذلك هو الرجل البالغ من العمر خمس واربعون عاماً ، تسير الفتاة باكية وهو قادم راكضاً من الخلف ، يركلها بقوة بينما يركض ويقول بأزدراء : انتِ تعيقين طريقي ايتها الحشرة الصغيرة ، تلك الركلة المتوحشة تسببت بسقوط الطفلة الصغيرة على زجاجة مكسورة غرست بداخلها ولقت حتفها بعد عدة دقائق بسبب النزيف .

تم القضاء على جميع افراد منظمة الكف القرمزي الذين ساندوا الشرطة والأخيرين بدورهم قد قتل النسبة الأكبر منهم والآخرين اعلنوا استسلامهم ، سكان شمال وغرب وشرق المملكة يحتجون بدورهم بسبب الخبر الذي نشر ، هاجموا جميع مراكز الشرطة واحرقوها مطالبين بأسقاط نظام الحكم الملكي الحالي ؛

بالعودة إلى العاصمة يدخل رئيس مجلس الشورى الملكي مع 50 مسلح من اتباعه إلى القصر الملكي ، يدخل إلى غرفة الأجتماع الملكية ويقف بصمت بينما ينتشر اتباعه بكل انحاء القصر ، بعد قرابة العشرون دقيقة يعودون ويقول احدهم : لا يوجد اي احد جلالتك ، يبدو إن الملك والوزير الأول قد لاذوا بالفرار .

يتنهد رئيس مجلس الشورى بأنزعاج قائلاً : كان علينا العثور عليه ومحاكمته وسط العاصمة لأنهاء الكوارث التي تحصل خارج القصر ، هناك عدة امور غامضة تحدث منذ عدة سنوات في هذه المملكة واعجز عن معرفتها ، الآن انا على يقين من وجود احد افراد مجلس الشورى بكل ما حصل ، هناك قوة عظيمة قادرة على التلاعب بالمجريات تسيطر على قدر المملكة .

في الوقت الذي يقول به كلماته تلك يدخل رجلين يقيدان الملك ، يدفعاه ليجثو على ركبتيه ثم تدخل فتاة حسنة المظهر بعمر الـ20 ، يوجه اتباع رئيس مجلس الشورى اسلحتهم نحوها ثم يقول رئيس مجلس الشورى متسائلاً : من انتِ وكيف عثرتي على الملك ؟ .

تنظر نحوه بملامح جدية حادة مجيبة : انا وارثة عرش ابي ، اسمي كاثرين ، انا هي الملكة التي تستحق اعتلاء العرش وإعادته للعائلة التي تستحقه ، الفارس الشجاع ساكرفيس ادى واجبه بأخلاص وانقذني قبل اقتحام الخائن فولكان القصر ، قام بحمايتي بمساعدة من الفارس اورشليم والفارس دويل .

تعتلي الدهشة ملامح رئيس مجلس الشورى الذي يقول : م..ما الذي تقولينه ، وكيف ستثبتين ان ما تقوليه صحيح ؟ .

تجيبه كاثرين ( كارلا ) بينما تشير لظهرها : الوشم الملكي موجود على ظهري ، يمكنك التأكد منه لأثبات نسلي .

يضحك رئيس مجلس الشورى بسعادة غامرة ويقترب من كاثرين ، يمسك كتفيها بيديه ويقول مبتسماً بحماس : لن تصدقي حجم السعادة التي اشعر بها حالياً يا سمو الملكة ، ظهوركِ الآن سينقذ هذه المملكة ويوقف حمام الدماء الذي غطى العاصمة ، عائلتكم هي التي حكمت منذ عدة قرون وهي الأحق بهذا المنصب ، سنعدم الملك امام الجميع بسبب قتله لأخيه وسأعلنكِ ملكة .

تبتسم كاثرين قائلة : اسعدني اهتمامك حقاً ، لم اعد ارغب برؤية الدماء تسيل بهذه المملكة ، كل شيء سيتغير .....

•••••

بأحد الطرق التي تتوسط الغابة الأخيرة في العاصمة تسير 15 سيارة مسرعة ، الوسطى فيها الوزير الأول ومعاونيه الثلاثة ، يضرب الوزير الأول النافذة بغضب قائلاً : إنتهى بنا الأمر نهرب من العاصمة ، كيف حصل هذا ، كيف .

يجيبه معاونه الذي يقود ويقول : آل كابوني الوغد قال إنه لن يتدخل ولن يساعدنا وحان الوقت لأنهاء حكمكم وما شابه ، تحدث بوقاحة كبيرة .

يضحك الوزير متهكماً ثم يقول : هو يظن ان ما حصل سينقذه ولكني سأعود لأقتلع رأسه هو وكل من خانني وتسبب بسقوط العاصمة ، ليسعدوا بأنتصارهم المزيف المؤقت ، سأعود ، سيرى الجميع ان فولكان لا ينتهي .

بينما يقول كلماته تلك تتوقف اول سيارة بشكل مفاجئ وتبعاً لذلك تتوقف السيارات التي خلفها ، 4 سيارات للمافيا تقطع الطريق ويستند على احدهن آل كابوني حاملاً سلاحين رشاشين وخلفه 20 من رجاله ، يضحك بصوت مرتفع قائلاً : إلى اين الرحيل ايها الوزير الحبيب ؟ ، لن نسمح لك بترك مملكتنا بتلك البساطة ؛ يقولها ويطلق على السيارة الأولى متسبباً بقتل كل من فيها .

يتراجع للخلف ويخرج قرابة الـ35 من رجاله مع هايدي التي تطلق بسلاح ثقيل قائلة : نحن هنا يا فولكان ؛ يترجل فولكان ومن معه من سياراتهم ويشتبكون مع البقية ، يطلق الوزير الأول على 3 من رجال المافيا ويقول غاضباً : اتيتم بأقدامكم ايها الأوغاد ، بالدر الأحمق ، القطة العاهرة هايدي ، وبلا شك انت هنا ايها السافل كيلبر اليس كذلك .

يطلق كيلبر رصاصة برأس احد معاوني الوزير ثم يقول : انا هنا ، انا هنا ، لن اذهب لأي مكان قبل تقطيعك لا داعي للقلق .

يستمر الأشتباك بكثافة بتساقط القتلى من الطرفين ، تطلق هايدي 4 رصاصات تقتل بها معاون الوزير الثاني ، ينظر الوزير نحوه بغضب قائلاً : اللعنة عليكم جميعاً .

تبقى من طرف الوزير فقط هو ومعاونه الأخير و4 من رجاله بينما على الطرف الآخر تبقى آل كابوني و هايدي و كيلبر و3 من رجال المافيا ، ينظر الوزير الأول من النافذة ثم يهمس لمساعده قائلاً : الوغد كيلبر مكانه مكشوف ، يبدو إنه لا يمتلك خبرة في الأشتباكات ، سأعد للثلاثة وبعدها اطلقوا عليهم بكثافة بوقت واحد لتغطوا علي ، سأركض نحو الغابة التي بطرفهم واقتله ثم اهرب بسرعة .

بعد اكماله العد يطلق معاون الوزير ومن معه بكثافة على الجهة الأخرى بينما يركض فولكان نحو كيلبر ، يصوب بأتجاهه ضاحكاً ويطلق ثلاثة رصاصات ، هايدي التي لاحظت الوزير تدفع كيلبر وتصاب بالرصاصات الثلاثة ، يسقط سلاحيها على الأرض بينما تستلقي على حجر كيلبر غارقة بالدماء وتلفظ انفاسها بصعوبة ، يهرب الوزير نحو الغابة ويقتل آل كابوني ومن معه معاون الوزير ورجاله ثم يركض نحو الغابة مع رجليه المتبقين قائلاً : سأقبض على الوزير ، اتبعني بسرعة يا كيلبر .

ينظر كيلبر نحو هايدي بملامح مصدومة ويقول : انتِ فتاة قوية يا هايدي ، اليس كذلك ؟ ، لن تموتي بمجرد ثلاثة رصاصات اطلقها وغد سافل .

تمسك يديه بقوة ثم تبتسم ابتسامة لطيفة للغاية وتغلق عينيها مفارقة الحياة ، يحرك كيلبر جسدها قائلاً : استفيقي يا هايدي ، علينا ملاحقة الوزير ، هيا ؛ يكرر كلماته تلك لعدة دقائق ثم ينظر نحو السماء التي تستمر بألقاء كرات الثلج ، تبدأ دموعه بالنزول على خديه ويقول : هل ستأخذيها من يدي ايضاً ؟ ، الن يبقى اي شخص احبه بهذه الحياة ؛

ينظر نحو هايدي وتنهمر دموعه بينما يكمل بصوت متألم قائلاً : لقد كانت هي الوحيدة التي تفهمني بهذا العالم القذر ، الوحيدة التي تفهمت كل ما قمت به بلا ان تنظر نحوي بأزدراء ، لم ترد شيء مهم او ثمين ، فقط كانت تشعر بالاكتئاب الحاد ، هل هذه هي جريمتها ام عقوبتها لأنها سارت بجانبي !! ، لماذا ؛ يعانقها بشدة ويبكي .

يقطع حزنه صوت صراخ شديد يأتي من الغابة ، يمسح دموعه ويخلع معطفه ، يرتبه ويضعه على الثلج ثم يضع رأس هايدي عليه ويداعب شعرها قائلاً : سأعود ، انتظريني ؛ يقف ويخرج سلاحه متمشياً بخطوات متسارعة نحو الغابة .

يصل للمكان الذي سمع منه صوت الصراخ فيرى ذراعي الوزير الأول وقدميه مرمية على الأرض ، رأسه مقطوع وموضوع على صخرة بينما هناك شيء ما بداخل فمه ، يتقدم كيلبر متسائلاً فيشعر بسكين تغرس بظهره ، يسقط سلاحه فوق الثلج الذي يغطي ارض الغابة ويستمع لصوت بالدر الذي يهمس قائلاً : هل احببت ما فعلته به ؟ ، الصراخ الذي سمعته كان بسبب قطعي لعضوه التناسلي الذي لاحق نسائكم به و وضعته بفمه ، ثم ادخلت سكيني بمؤخرته وقطعت اطرافه ، اظن ان هذا عقاب كافي ؛

السيد ثيمبرايوس طلب مني ان اساير الأحمق المدعو اورشليم واظهر كما لو انني اساندكم لأعرف خطواتكم وننهي امركم الواحد تلو الآخر ، بالأساس هو قد قتل ليوناردو من اجلي مقابل ان اتخلى عن الجميع واصبح تابعه ، وافقت لأن عرضه لا يقدر بثمن ، هو شخص راقي جداً ورائع ، حتى انه ارسل تحية لك ويشكرك لأنك ساعدته بالتخلص من الوزير والملك ، كنت شخص عظيم يا كيلبر ، انا معجب بك و السيد ثيمبرايوس معجب بك ، حتى فولكان ، سأنتقم لأبي ولأجل نايا ولأجل اخوتي والأهم لأجل مصلحتي ، لقد حققت اهدافك وحان الوقت لترقد بسلام ؛

يكمل كلماته تلك ويطعنه 39 طعنة اخرى بشكل متتالي ثم يبعد السكين ويغادر ، يسقط كيلبر على بطنه فوراً عاجزاً عن الحركة ، يلفظ انفاسه الأخيرة ويبتسم ابتسامة هادئة بسسب رؤيته صورة هايدي و سيا بمخيلته ، يقول بينما يوشك على غلق عينيه بصوت مرهق : ا..انا قادم ، انتظروني .....

•••••

في منزل الفتاة التي تدير احدى شركات النقل وساعدت كيلبر ، تجلس الأخيرة وامامها رجل بعمر الـ50 يخرج اوراق من حقيبته المصنوعة من الجلد ، سوداء اللون وقديمة المظهر ، يسعل ثلاثة مرات ثم يرتدي نظارته الطبية ويقول : انا محامي السيد اورشليم .

الفتاة متسائلة : زعيم المعارضة ؟ ، حسناً وما دخلي به ، لم افهم هذه النقطة .

المحامي : كيف تم شرح ظروف ولادتكِ من عائلتك ؟ ، الم تفكري كيف ولدتِ رغم ان والدكِ قد انفصل عن والدتكِ بينما اخيكِ الأكبر كان ببطنها !! .

تجيبه قائلة : لقد قالوا انهم عادوا لبعضهم بعد خمسة سنوات ثم انفصلوا مرة اخرى .

يبتسم المحامي ويقول : هل تجدين ان هذا منطقي يا سيدتي ؟ ، امن المعقول عودتهم لبعضهم فقط بوقت انجابكِ ثم انصالهم مجدداً .

تتنهد بملامح حيرة وتقول بجدية : في الواقع ليس منطقي نعم ، ولكن ما الذي تحاول قوله تحديداً ، كن صريحاً من فضلك .

المحامي : ببساطة هذه اكذوبة يا سيدتي ، تم ابتكار هذا السيناريو لتدخلين عائلتكِ ، او بالأصح التي تظنيها عائلتكِ ، والدكِ الحقيقي هو السيد اورشليم ، اقام علاقة سرية مع احد نساء قبيلة الهوكس ، توفت امكِ بينما ذهبت لتزور قبيلتها وبقيتِ بمفردكِ هناك لذلك ارسلكِ لعائلة اخرى ، اي انكِ تحملين دماء قبيلة الهوكس ودماء السيد اورشليم مما يجعلكِ وارثته الوحيدة .

تعتليها الصدمة الكبيرة في الوقت الذي تتساقط فيه دموع آي التي تجلس بمكتب اورشليم وتقرأ رسالة منه يقول فيها :

" إن كنتِ تقرأين هذه الرسالة يا ابنة اخي العزيزة آي فهذا يعني انني قد فارقت الحياة ، بما اني لم اعد موجود داخل هذا العالم استطيع اخباركِ بالحقيقة

والديكِ الذان لم تريهم ابداً وماتا بينما كنتِ رضيعة ، انا من قتلتهم ، نعم انا ، زوجة اخي ( والدتكِ ) كانت من قبيلة تدعى بـ ( الكف القرمزي ) ، حينما قرر الملك الذي كنت اخدمه مهاجمة قبيلتها علمت بذلك

اعترض اخي بشدة ، ثم قرروا الذهاب إلى هناك لتحذيرهم ، حاولت منعهم بشدة ولكن من دون جدوى ، ولأني ارفض خيانة الملك قد قتلتهم بيدي قبل مغادرتهم الحدود ، نعم انا من قتلتهم

اقول كلماتي تلك بينما تتساقط دموعي اسفاً وحزناً ، لا املك اي مبرر كافي ولا يكفي الأعتذار ، ارجو ان تسامحينني يوماً ما "

πππ

ترمي الورقة وتضحك بجنون قائلة : ما الذي تتحدث عنه ايها الحقير السافل ، ل..لقد اسعملتني كما لو انني لعبة وجعلتني اعينك للتخلص من فولكان الذي يحمل ذات دماء امي !!! ، هذا قاسي حقاً ومؤلم اشد الألم ، اسامحك ، تريد ان اسامحك ؟ ، لتذهب إلى الجحيم ايها المنحط القذر ( تقول كلماتها تلك بغضب وضغينة شديدتين ) ؛ وتكمل قائلة بينما تقف وتمسح دموعها : اتعلم ما اعتبره اعتذار حقيقي ؟ ، لقد علمت انك تمتلك ابنة تحمل دماء العائلة الحقيرة التي تسببت بموت امي وقبيلتها ، سأمزقها لأشلاء وامحي هذا النسل القذر .....

•••••

في مكان صحراوي خارج المملكة يقف ثيمبرايوس بجانب جمل يشرب من احد العيون ، تأتي ثلاثة جمال من الجهة الأخرى يركبها ثلاثة اشخاص ، يقتربون منه وتجلس الجمال فيضعون اقدامهم على الأرض ويتقدمون نحو ثيمبرايوس ، على جباه الثلاثة هناك وشم كف قرمزي اللون ، يرتدون الملابس العربية ويتزينون بقلائد من الذهب الخالص ، بالأضافة إلى ملابسهم المطرزة بالذهب ، يرتدون اقنعة تغطي ملامحهم .

ينظر ثيمبرايوس نحوهم متسائلاً ويقول : هل انتم زعماء قبيلة ( الكف القرمزي ) ؟ .

يجيب الذي يتوسطهم قائلاً : نعم ، نحن زعماء القبيلة الثلاثة ، هل انت هو ثيمبرايوس نائب منظمة فولكان ! .

ثيمبرايوس ( بملامح تأسف زائفة ) : نعم انا هو ، للأسف قد تعرضنا لهزيمة نكراء من قبل السفاح كيلبر ومتمردي الجنوب ، اغلب اعضاء المنظمة قد لقوا حتفهم بما فيهم السيد فولكان .

تقول التي على اليمين : نعرف عائلتك بشكل جيد للغاية ، انتم عائلة عريقة جداً ولها تأثير كبير في كل مكان وليس تلك المملكة فقط .

يقول الذي على اليسار : إن وضعناك زعيم على تلك المنظمة بمكان فولكان سندخل عهد جديد من التجارة ، سمعنا بمشروعك ونال اعجابنا حقاً ، هل ترغب بالأنضمام لنا ؟ .

يبتسم ثيمبرايوس قائلاً : يسعدني ذلك بكل تأكيد ، بلا شك سندخل عهد جديد من التجارة والمكاسب بفضل اتحادنا .

يقول الذي يتوسطهم : اي انك مستعد لشرب كأس الدماء المقدسة ؟ .

ثيمبرايوس ( بملامح جدية ) : بلا شك .

تخرج التي على اليمين كأس من الذهب بينما يخرج يخرج الذي على اليسار سكين مرصع بالجواهر ، يمد الذي بالمنتصف يده ويبعد الرداء ، يأخذ السكين ويجرح نفسه بينما تضع التي على اليمين الكأس الذي ملأته بالخمر اسفل الجرح ، يفعل الذان على اليمين واليسار الأمر ذاته ثم يفعله ثيمبرايوس ويمسك الكأس ناظراً نحوهم .

يقول الذي بالمنتصف : الآن قد وضعنا الدماء المقدسة في كأس الخمر ، اشربه لتصبح جزء من جسدنا ؛ يشرب ثيمبرايوس القليل ثم يعطيهم الكأس ويشرب الثلاثة بدورهم .

بينما يشربون يتمعن ثيمبرايوس النظر لأقنعتهم فتقول التي على اليمين : هل جذب اهتمامك شيء ما ؟ .

ثيمبرايوس : نعم ، اقنعتكم ، منذ مدة رسم احد تابعينا قناع على حسب وصف الذين شاهدوا اشخاص مشتبه بهم على انهم كيلبر السفاح .

يقول الذي بالمنتصف : هذا غريب ، الأقنعة التي نرتديها تم صنعها بشكل خاص ، لا يمكن ان تشبه قناع آخر الا لو كان ذلك القناع من صنع الشخص نفسه ، رغم إن من صممته قد فارقت الحياة .

تقول التي على اليمين : نعم ، صانعته قد فارقت الحياة ولكن حفيدتها لا تزال حية ، سمعت ان اورشليم يعتني بها بعد ان فقدت والديها .

يقول الذي على اليسار بنبرة صوت متسائلة : ابنة اخيه التي يربيها اليس كذلك ، هل يعقل إنها قد ورثت الموهبة من جدتها ؟ ، ولكن كيف رسمت شكل مماثل رغم انها فقدت والدتها وهي رضيعة ! .

يقول الذي بالمنتصف : لا بد ان هناك شيء ما تبقى كذكرى من والدتها ، إن كانت قد ورثت تلك الموهبة حقاً علينا العثور عليها .....

القناع ⬆️
•••••

في مكان يقع بداخل بركان ، الحرارة الشديدة تطغى على المكان واصوات صرخات متعددة تنبعث من عين البركان التي تغلي بالنيران المنصهرة ، يسير كيلبر ناظراً لما حوله بتسائل ويتذكر إنه قد شاهد هذا المكان سابقاً .

يبد انك قد اتيت إلى هنا في نهاية الأمر يا اخي الصغير ؛ تقولها سيا مبتسمة بينما تنظر نحوه من الطرف الآخر .

ينظر كيلبر نحوها بتعجب ويقول : ا..اختي ؟ ، ما هو هذا المكان ! ، لقد تقابلنا انا و بيرونا هنا حينما اصبت وغبت عن الوعي .

تنظر سيا لمحيطها وتجيبه بذات الأبتسامة قائلة : كما قالت لك بوقتها ، هذا المكان ليس بالجحيم او النعيم ، إنه مكان معين يقع بين عالم الأموات و الأحياء على ما اظن ، لا اعلم ما الذي ينتظرنا في الجهة المقابلة ، هل النعيم والجحيم ام اللا شيء ، لست واثقة ، ولكن الأكيد هو ان هذا المكان يجمع ارواح الموتى .

يظهرون هايدي و ساكرفيس و بيرونا و كاميلا و مارت من خلف سيا ، ينظرون نحوه مبتسمين فتقول سيا : هيا يا اخي ، حان الوقت لتأتي إلى جانبنا .

يبتسم كيلبر ويسير نحوهم ، بشكل مفاجئ يبدأ المكان بالأهتزاز بشدة ويتدمر الجسر الذي يصل كيلبر اليهم ، تقول سيا بينما تنظر نحو كيلبر بحزن : إلى اين انت ذاهب يا اخي !! ، الن تنضم الينا ؟ .

كيلبر الذي قتل العديد من الناس لم يكن سوى سفاح قد يغادر هذا العالم ، بل تحول إلى رمز زرع بقلوب الكثيرين ، الجنوب الذين اعلنتهم الملكة الجديدة كاثرين كأقليم ، وضعوا شعار KR بكل مكان وحددوا يوم للأحتفال به يدعى بيوم المقدس KR ، وبعدة ممالك اخرى ظهر اشخاص يقتلون ويضعون رسالة بجانب ضحاياهم تمجد كيلبر وتبرر فعلتهم على انها قربان لروحه ! ، مما يعني ان روح KR ستستمر ، ربما بإرادة الآخرين ، وربما ستستمر من خلال نسله ! ، بطريقة او اخرى ، كلما مات كيلبر "سيبعث من جديد" .....

الــنـــهـــايـــة

THE END

• 5190 WORDS •

Continue Reading

You'll Also Like

522K 25.8K 43
ندخل انا وياكم و نفتح الابواب عن حياة أنفال و المطبات الي مرت فيها بحياتها و هل وقفت عند هاي المطبات ولم تكمل حياتها ام هناك شخص أمسك بيدها لكي يكون...
153K 5.6K 36
امتلكتي قلبي يا صغيرتي رغما عني و اصبح روحي وقلبي ملك لكي وحدك هي متل القطه الصغير يالي تركتها امها في وسط الطريق تسير وحدها و اصبحت بسن ليلة و ضحاها...
27.8M 1.7M 54
حياةٌ اعيشها يسودها البرود النظرات تحاوطني أواجهُها بـ صمود نظراتٌ مُترفة .. أعينٌ هائمة ، عاشقة ، مُستغلة ، عازفة ! معاشٌ فاخر ، صوتٌ جاهِـر اذاق...
660K 29K 33
وضعت اول خَطواتها خارِج ذلك القطار تنهدتْ بِتعب وهي تردف"هذا اول يوم لي في هذه المدرسة الغبية أشعرُ بالحماس وفي نفسِ الوقت بالخوفِ لا اعرف لِماذا" ا...