" قَلبٌ يَخْلُو مِن نُورِ وَجهُكِ أشد ظُلمةً مِن اللِيل "
السَابع عشر مِن ديسمبر
___________________
عيون دامعة , قلب مكسور , مشاعر غير مفهومة
تجتمع عند تلك الفتاة التي تتظاهَر بِالقوة
مع إن القِوة قد إنعدمت مِن جَسدِها وعقلِها وكُل ما بِها،
لن تحاول إخفاء دموعها لأنها لن تستطيع مِن الأساس
لقد حاولت اختيار طريقاً واضحاً للغاية
بدأت بالفعل بالمحاولة بصعود هذا الجسر لكنها كانت تواجه صعوبة حتى بهذا،
أبتعدت وهي تلعن وسطَ دُموعها
" اللعنة ، حتى الموت صعب لهذه الدرجة؟ أنا فقط احاول الموت هل حتى بهذا لا أستطيع؟"
بدأت الدموع بالتجمع بمقلتيها العسليتين تحاول عدم البكاء مجددا لإنها ذرفت الكثير من الدموع بالفعل
رُبما كَان بإمكانِها القَفز والموت بِسهُولة
لَكنها كَذبت عَلى نَفسِها بِهذا وتَخلت عَن هَذه الفِكرة الخاطِئة
فَمازال يُوجَد ذَرة آمل دَاخِلها عَميقًا بَعد كُل ماحَدث
تمشي بهدوء وَسط الشَوارع المُزدَحِمة بِالناس
يداها الاثنتان بجيب معطفها تنظر للسماء وللقمر الذي يحاول لحاقها إينما تذهب
إرتسمت إبتسامة صغيرة عَلى ثَغرِها لأن مَنظورِها عن ان القمر يَلحق بِها مِنذ ان كانت طِفلة صَغِيرة لم يَتغِير
شعرت بإرتياح لوهلة فتوقفت لرؤية المتجر القريب من منزل جونغكوك
"هل حقاً إبتساماته ، نظراته تلك بكل ذلك الحب .. كانت مجرد ..."
قاطع تفكيرها ..
جسد ضخم يضمها اليه من الخلف ، انفاس لاتتوقف عن اللهث على كتفها ، همساته المليئة بالقلق والحزن
"يا للراحة "
صوت مؤلوف لوهلة
لايمكنها تذكرهُ كثيراً، لكنها تَعلم أنهُ شَخصٌ إلتقت بِه مِن قَبل
حاولت الإبتعاد لكنهُ كان يمسك بها ويضمها اليهِ أكثر
يَشعُر إنها سُوف تَختَفي مِن أمَامِه وتَتركهُ مُجددًا
كأنه طفل قد وجد أمه بعد غياب طويل
"لورين .. أشتقتُ لكِ"
ذاك الاسم مجددا هل هو ذالك الفتى وامام المتجر نفسه أيضاً؟! هل هذه صدفة ؟
تسألت لتستدير وترى
شخصاً لاتعرفه حقاً حاولت تذكره لكن لا أمل
"من أن..؟"
قاطعها ليطبع قُبلة لَطيفة على جبينها وملامح الصدمة تعتلي وجهها
لقد قال لورين ذالك الاسم اسمي؟
لااعلم لكنه بالتأكيد يعرفني
"لقد ظننتُ أنني لن أراكِ ، أنا اسف لورين انا اسف حقا، لم اقصد تركك ودون علم اي شي عنك لاشهر "
تعلو ملامح الحزن وجه ذلك ذو الشعر الاشقر ليقترب اكثر من وجهها لَكن سُرعان ما إبتعدت عَنه
رمقته بنظرة غاضِبة
فَشعورها غريب نحوه
قَلبها يَقول إنهُ قَرِيب منها وتَعرفهُ
لكن عَقلها كان الأقوى فهي لا يُمكنها الإعتماد عَلى مَشاعِرها التي رُبما تَكون خاطِئة
"من أنت ؟ هل تعلم ان هذا اعتداء جسدي؟"
انهت كلامها وهي تبتعد اكثر
صدم الأخر من كلامها
"لورين هذا انا جيمين ألا تتذكرينني ؟"
" كلا، من جيمين؟ إبتعد وسأدعِي إنّي لَم أراك "
صُعق من كلامها بهذه البرودة معه هذه اول مرة يحدث هذا
شعر ان جسده توقف عن العمل لكن عندما رأها تغادر ركض مسرعاً نحوها امسكها من يدها ليجعلها تقابله
" أنا جيمين صديق طفولتك تمزحين صحيح؟ "
" كيف لي أن امزح معك بأول لقاء لي بك؟ "
حاول فهم مايجري تبدو فعلًا كأنها لا تعرف شيء عنه من ملامحها الباردة اتجاهه
"هل بإمكاننا التحدث وشرب القهوة"
رمقها بنظرة هادِئة رُغم الإعصار الذِي بِداخِله
"هل ستتركني اذا تحدثنا فعلا؟"
"اجل صديقيني"
جلس الاثنان في مَقهى قريب مقابليين بعضهما البعض
تحاول فهم مايجري تريد ان تعرف من هي من هذا من اين هي وكل شيء عن حياتها
"لورين ، لاأعلم ماحصل لكِ بمدة شهرين لقد كنتِ مفقودة ولم نجدكِ أنا هو صديق طفولتك ولديكِ عائلة بالفعل وأمك واخوانك دانيال وجاك ينتظرونكِ في المنزل لقد تعذبوا كثيراً بهَذه الشَهرِين .."
اكمل كلامهُ هذا بنفسٍ واحد وهو يحاول كتم بكائه لانه لايصدق انها لم تتعرف عليه
عندما سمعت أسمائهم تذكرت بما حلمت به او هلوست او ماضيها كانت مشتتة لكنها تصدق كلامه بالفعل لكونها ايضاً ترى ملامحه بتغويش بمخيلتها لكن لايمكنها معرفته
"هل بإمكاني رؤيتهم؟"
"من؟ عائلتك؟ اجل بالتأكيد سيفرحون بعودتكِ"
____________
" أسف سوجين "
"أمي تعالي بسرعة افتحي الباب وجدنا لورين"
صرخ جاك بسعادة أمام باب والدته المغلق الذي كان ينبعث منه شهقاتها بَعد أن تَلقى مُكالمة من جيمين يُخبرهُ بِما حصل
ركضت الأم بدون ان ترى ان هناك دبوسًا على الارض دخل بِقَدمها لكنها لم تهتم
"ماذا تقول اين ابنتي ؟ انت لاتمزح صحيح؟"
"اجل اجل امي لقد اتصل جيمين لتو بي وهو أتٍ معها الان"
صرخ مره اخرى بسعادة
نزلت للأسفل مُسرعة
لم تعد ترى شيء أمامها
انتظرت لدقيقة أمام الباب لكنها لم تستطع فحاولت المشي قليلاً للامام فِي الحِي
الشوق لإبنتها يقتلها
بشوارع سيول المعتمة
الليل الاسود الدامس يغطي حيهم
نجوم تغطي سمائهم
البدر الذي يضيء هذا الليل
تقف ذات الشعر الطويل محاولة التوازن لكنها لم تستطع وقعت على الارض أثر تعبها لكن سرعان ما التقطها جيمين
وضع يدها على كتفه ويده على خصرها يُثبتها حَوله
مسافة قصيرة تفصل بينها وبين عائلتها الحقيقية
توقفت فجأة لرؤيتِها أمرأة تقف على بعد مسافة عبور شارع واحد بين السيارات
ذكريات تداركها فجأة بدون إنذار عقلها يكاد يخرج من رأسها هناك ألم لكن لم تستطع تميزه أن كان ألم قلبها أم رأسها
تذكرت قليلاً مما مضته مع أمها بصغرها
"أمي"
نطقت بهذه الكلمة للتتوقف السيارات أثر الأشارة الحمراء
ركضت الأم لإبنتها وهي تعانقها والدموع بعينيها تأخذ مجراها
لورين تسمرت لاتعرف ماتفعل لكن بدون وعي لقد بادلتها
"لورين، كيف حالك؟ هل كنتِ بخير؟ أعتذر لأني لم أتحمل مسؤيلتكِ على اكمل وجه "
تكلمت والندم واضح على ملامحها لكن سرعان ماابتسمت
جيمين يبدوا أن الدموع أيضاً غلبته لرؤيته منظراً مؤثراً كهذا
لا يَستطيع كَبح شعُوره بمعناقتهم
لكن قَبل إن يَقترب دانيال ويُعانق أختهُ الكُبرى وخَلفه جاك
تُوقف ونظرَ إليهم وَسط دُموعه
لا يَعلم ماشعورهِ
لَكنهُ سَعيد بِوجود أشخاصٍ مِثلهم بِحياتِه
______________________
يتأمل النجوم ،
هاتفه بيد و صورته مع حَبيبته بيد اخرى يحاول تجنب النظر اليها بدون نظرات الندم
لكنهُ لايتسطيع
أراد من أجلها أن يحذف ذكرياته معها ويُعيدها لِمكان نِشئتِها
لَكنه أحبها بِصدق
إن إبتعَدت عنهُ سَيشعر بِذلك الألم يُداهِم مَا بِداخل صَدرهِ
ألم الحُب
لَكن هَذهِ حَقيقة قَصتهِ مَع حُبهِ
" كيف أنتهى الحال بوقوعي لفتاة لا أعرف أسمها حتى؟ ماهذا السحر الذي تمتلكه حتى جعلتني مقيد بحبالِها؟ "
توقف عن التفكير بِسبب نعاسِه لِيستسلم للنُوم
____________________
منزل جديد وحياة جديدة أمل جديد ،عَكلٍ لنصيغ كُل شيء بأيام قادمة جديدة
"جيون جونغكوك ! لما أشعر أنني أحتاجك حتى لو قمت بالكذب علي؟"
تركت أحزانها وافكارها لتغط بنومٍ عميق هي الأخرى بحضن والدتها
9:00 صباحاً
____________
" هايي، لورين "
يصرخ بصوت عالي على صديقته النائمة بِشكلٍ فوضوي
"هشش جيمين دعها تنام قليلاً بعد تبدو متعبة"
اردفت الام ويبدوا انها تهدده ولِيس كَلامًا فَحسب
لكن الأميرة النائمة لقد أستفاقت بالفعل
"صباح الخير"
" لورين هيا سنذهب معاً للمدرسة والأن "
قال كلامه وكأنه احد ولي أمرِها
" لا تردِي عَليه لورِين، ان اردتِ عَدم الذهاب فلترتاحي اليوم إذًا "
اردفت والدتها
" لا بأس معي بذلك "
تكلمت مع ابتسامة لطيفة
تناولت فطورها لقد حاول الجميع التقرب منها من جديد لسبب ما لم يسألها احد عن ماحدث وهل كانت بخير ربما من اجل صحتها
"وداعاً امي شكراً لتوصيلنا"
أردفت لورين تُودِع أمها
"جيمين أنها أمانة عندك الأن أعتني بها أرجوك"
قالت الام بنبرة مترجية منه ذلك
لحظة اليس وكأنها تعرف هذه المدرسة هل هذا حقا؟ هل هذه مدرسة جونغكوك نفسه؟
أمسك جيمين بيدها وابتسم لها
" هيا ياصغيرة "
ماهذا ؟صغيرة؟ لما كل شيء يذكرني بجونغكوك
تسألت وهي غير مدركة ماينتظرها بعد
" لورين "
صراخ قوي جداً ينادي بإسمها لم تتعرف عليه أبداً
ركضت إيميلي وقامت بحضن صديقتها بعمق
نَظر جيمين بِهدوء لها
"إيميلي اهدئي أنتِ تخنقيها"
أردف جيمين بينما يُبعد ايميلي برِفق
" لقد ظننتُ بأنني فقدتكِ"
أردفت إيميلي بِتعابير حزينة
"هل أنتِ صديقتي المقربة؟"
أستغربت ايميلي من سؤالها
"ايملي سأتكلم معك بعد قليل فلنذهب الأن"
أخذ جيمين إيميلي على جانبِ واخبرها ألا تُزعج لورين بِتصرفاتِها وتعرفها على نفسها فحسب
تجلس في فصلها بمقعد امام ايميلي بالضبط
هل يعقل انه لن يأتي؟ هل هذه مدرسته حقا؟ هذا يعني ان فصله سيكون A او B بكل تأكيد
تداورت افكار كثيرة في مخيلتها
مثلًا كأنهُ لم يحبها بصدق
لكن لما اعتنى بي لما فعل كل هذا لاجلي ؟
وكيف ألتقى بي وتَعرفتُ عليهِ حتى؟
قاطع تفكيرها دخول فتى بملابس سوداء بأكمله من اعلى رأسه الى اسفل قدميه يلهث بسرعة كبيرة بينما يحاول الوقوف
"هي ماذا تظن نفسك وانت داخل بهذه الطريقة؟ سوف تعاقب"
تكلم الأستاذ بِغضب كون طُلابه دومًا يُخالِفون القوانين ولو كانت بَسيطة
"تباً لما حظي سيء من كل الجهات اللعنة عليك جيون"
تَمتم جونغكوك بينما يلعن نفسه
صدم الكل من لورين تقف فجأة لتركض خارجة من الفصل ويبدو عليها الغضب
رأها جونغكوك تخرج فلحق بها مسرعاً
" ماهذا هل يتسابقان على من يغيظني؟ ايميلي أبلغيهما أنهما
معاقبان وسينظفان لمدة أسبوع حديقة المدرسة الخلفية والملعب "
نطق الاستاذ بغضب بعدها اكمل شرح الدرس يُحاول تمالكَ نفسهِ
" أستاذ هَل تَعلم إنهُ أولُ يوم للورين بَعد إن كانت مفقودةً؟ "
تكلم أحد الطلاب
لم يرد عليهِ الاستاذ حتى
توقفت أخيراً عند حديقة المدرسة
ناحية شجرة ليسقط القليل من الثلج
لقد كان منظراً رائعاً يبدوا أنها شعرت بالبرد
"لما لم أعلم من قبل بأنها تركض بهذه السرعة"
أخذ يلهث بِقوة
لكنه ارتاح لدقيقة يراها أمامه بمسافة قليلة
لم يراها ليومين لكنها كانت سنتين بالنسبة له
اقترب أكثر وأكثر أمسك بكتفها لجعلها تصبح مقابلة له
خطى خطوة اقرب إتجاهها فيكون قادِرًا على مَسكِ خصرها بيديه ويقربها
أكثر ليبدأ كلٌ منهما يتشارك انفاس الاخر
امسك رأسها وادخل اصابعه بشعرها ليمزج ثَغرهُ بخاصتها بِقبلة سَطحية
يبدو أنها كانت مستسلمة له
لاتعلم ماذا يجري بها
حاولت الابتعاد لكنها لم تستطع لقد كان متشبث بها وكأنه يقول
أنا دفئكِ ، أنا مأمنكِ ، ثقي بي
بدأ بالتعمق أكثر وأكثر بها
لايجب أن يسموها سطحية بعد
يبدوا أنه يريد أن يوصل كلامه ومشاعره جميعها بهذه القبلة لها
فُؤادها يفهم هذا ايضاً
"الحب لايفهم الكلام"
جونغكوك بس دخل للفصل بي لايك :
شرايكم اوريكم شي تقشعر له الابدان؟ بوريكم بكل حال اذا قلتوا اي او لا
بعدكم عايشين؟
اي فشسمه احبكم
اضغطوا فوت واكتبوا كومنت تقديرًا لتعبي
-جونغكوك؟-
-لورين؟-
-جيمين؟-