كيلبر السفاح - KILBER THE RIP...

By Hadeer_SM

7.5K 639 128

كيلبر هو فتى متفوق بدراسته يمتلك حلم أن يكون الأول دائماً بكل المراحل ، بيوم من الأيام يخبره والده بأمور غريب... More

لماذا أنا ؟
بداية الغيث قطرة
التضحية فعل لا كلام
بِلا عودة
نحو المجهول
اصطدام القدر
لقد طفح الكيل
سيف العدالة قادم
ولادة السفاح
خطوات المستقبل
لا تُنسى
غراب يعيد الذكريات
تداخل
استهداف
صباح فوضوي
وقفة تغيير المصير
انفجار بعيد الأفق
هجوم و ترقب
رسائل مشفرة
وجهاً لوجه
كل شيء يجري وفق ارادته
اتصال مربك
سمفونية هادئة بصخب
توقع محكم
لستَ سوى عائق
رؤية غير متوقعة
لقاء طال انتظاره
العودة للمنزل
احتجاج
انتقام
رحيل KR
تحالف مميز
لقد عدت
تقفي اثر
السفاح X
الجوكر
وباء قاتل
المعادي للمجتمع
رحلة نحو الجبال
يذكرني بألمي
بقبضة من حديد
الملك
مجزرة
مثير للشفقة
البركان المحترق
انسحاب مخطط
قدر مؤلم
خطاب صادم
ارتياب
منذ 18 عاماً
كشف الستار
بشرى صادمة
الكف القرمزي
الرمق الأخير
يبعث من جديد

كابوس بشع

49 5 1
By Hadeer_SM


PART 20 ( 50 )

تقف سيارة كارن امام باب منزلها يقودها احد الحراس وخلفها سيارة اخرى بداخلها 4 ، تخرج من السيارة وتدخل المنزل ، تفتح الباب وتغلقه خالعة معطفها وحذاؤها ذو الكعب العالي ، تسير إلى الصالة وتنظر بتسائل للألعاب المنتشرة على الأرض ، تنادي الخادمة متعجبة لعدم وجود احد فتصعد نحو الأعلى .

تحاول فتح باب غرفة طفلها فتجد إنه مغلق ، يجذب انتباهها الفأس المرمي على الأرض بقرب الباب ، تلتقطه وتكسر المقبض والقفل فيفتح واذا بها ترى الخادمة مستلقية على الأرض تغطيها الدماء ورأسها غير موجود بجسدها ، بملامح مذعورة ومصدومة تدخل إلى الغرفة بخطوات مترددة ، تسير نحو سرير الطفل وتنظر بقلق وخوف تام لترى رأس الخادمة بالسرير ، عينيها مفتوحتين وبقربها ورقة ، تضع كارن يدها اليمنى على فمها بينما تسند جسدها بوضع يدها اليسرى على الجدار الذي تتوسطه النافذة .

تبعد يدها وتتقيء على الأرض ، تحاول التقاط انفاسها بصعوبة وجسدها يرتجف خوفاً وقلقاً ، تقترب من السرير مرة اخرى وتأخذ الورقة بسرعة محاولة عدم النظر لرأس الخادمة ، تفتح الورقة وتقرأ بينما ترتجف يديها .

نص الورقة المكتوب :

سمعت انكم قد اجتمعتوا كأخوة واصبحتم تديرون عمل والدكم الذي قتلته ، تركتوا لي رسالة بأحد الأحياء وقلتم فيها اني لا استحق ان امتلك عائلة ، هذا مؤلم إلى حد ما ولكن سنكمل حوارنا بهذا الشأن حينما نتقابل ، إن اردتِ استعادة طفلكِ تعالي إلى الكنيسة المهدومة التي بقرب حدود العاصمة الشمالية ، تعالي بمفردكِ والا ستجدين ابنكِ جثة هامدة .

تسقط الورقة من يدها ثم تركض بسرعة نحو الأسفل ، تفتح باب المنزل وتركب سيارتها مغادرة بسرعة وسط نظرات الحراس المتعجبة ، بعد قرابة النصف ساعة تصل إلى المكان المذكور بالرسالة ، تخرج من السيارة وتهرول مسرعة إلى مبنى الكنيسة المهدم ، تدخله وترى سرير طفل بنهاية البناية الداخلية ، تسير نحوه ببطء فتخرج هايدي من خلفها وتضربها بعصا خشبية من الخلف فيغمى عليها ، تحملها هايدي وتضعها على الكرسي لتقيدها بأحكام ، بتلك الأثناء يأتي كيلبر مرتدياً القناع حاملاً كرسي يضعه على بعد 4 امتار من كارن .

ينظر نحو هايدي قائلاً : احضري الطفل ، ضعيه بقربي ثم دعي تلك الفتاة تستفيق مرة اخرى ، تحمل سرير الطفل الذي يغط بنومه وتضعه امام كيلبر وتحمل دلو مليء بالماء ترميه على وجه كارن فتستفيق الأخيرة بأخذ نفس عميق نتيجة رشها بالماء ، تفتح عينيها بصعوبة ثم تتحرك يميناً ويساراً بشكل متسارع محاولة التخلص من وثاقها ، تنظر نحو طفلها بلهفة وقلق كبيرين عاجزة عن الكلام بسبب تقييد فمها بقطعة قماش ، تبعد هايدي قطعة القماش فتقول كارن على الفور : لا تفعل اي شيء لطفلي اتوسل اليك ، ليس له اي ذنب بما افعله انا واخوتي ، اقتلني انا ولكن اعد ابني لمنزله .

ينظر كيلبر نحو سرير الطفل قائلاً : ليس له ذنب حالياً ، اذا قتلت امه سيكبر بدون ام ، ابيه خائن وتسبب بمقتل جده مما يعني انه سيفقد والده ايضاً ، سيكبر بلا ابوين وحينما يعي واقعه سيجد من حوله الأرث الكبير القذر المتبقي من عائلته وسيجد انه قد خسر عائلته بسبب قاتل استهدف الطبقة النبيلة ، سيحمل ضغينة ضد الطبقات المتدنية وستعاد الحلقة كما السابق .

تجيبه كارن بملامح خائفة : لكن من الممكن إنه سيصبح مختلف ، اذا ما كبر بداخل دار للأيتام بلا ان يعلم شيء حول عائلته لن يفعل اي من تلك الأمور التي ترتاب بسببها ، لا يمكننا الجزم بأنه سيصبح سيء .

كيلبر : ولا يمكننا الجزم بأنه لن يصبح سيء ، الحياة شيء غامض هكذا ، لا يمكنك التقرير عن البشر اطلاقاً لأنهم يغيرون ارائهم بكل لحظة ، الأفضل هو توقع الأسوء دائماً .

تسعل كارن ثم تقول : على هذا المقياس جميع البشر لا يمكن توقع افعالهم ، بما في ذلك الذين يعيشون بالطبقات المتدنية ، اي انك يجب ان تقتل الجميع وفق تلك القناعة .

يقف كيلبر ويمسك سرير الطفل ثم يقترب من كارن ويقول : انتِ محقة ، لكن هذه مثالية فارغة إلى حد ما ، انا لا اسعى لأكون مثالي ، لا اهتم لمعاقبة الجميع ، لدي هدف وحيد وهو ان اجعل فئة من المجتمع يدفعون الثمن ، سأقتلكم لأنكم تذكروني بألمي ، ايصعب فهم هذا الأمر ؟ .

تنظر نحوه كارن متوترة ثم تقول : حسناً ، اقتلنا وانهي حياة جميع من هم بطبقة النبلاء ولكن دع طفلي يعيش ، هو ليس لديه ذنب ويستحق فرصة ثانية ، حتى انك يمكن ان تقرر كيف سيعيش ، خذه للجنوب ولتربيه عائلة ما يكبر معهم .

في الوقت الذي يتبادلون به اطراف الحديث تنظر هايدي نحوهم بتوتر وقلق شديدين ، تارة تنظر للطفل النائم بسريره وتارة نحو كارن ، تقول بداخلها : كلامها منطقي للغاية يا كيلبر ، يمكنك ان تحل الموضوع بشكل مختلف تماماً وبهذا تضمن إنه لن يكبر بأجواء عائلته ، اتخذ قراراً مختلفاً هذه المرة ، القتل لا يمكنه حل كل شيء ، اتوسل اليك .

يبتعد كيلبر عن كارن ويقترب من سرير الطفل ، ينظر نحوه لدقيقتين بصمت ثم ينظر نحو هايدي قائلاً : كلامها منطقي إلى حد ما ، لقد اقتنعت .

تبتسم كارن بسعادة كبيرة وتتنفس هايدي الصعداء ثم تقول : نعم كلامها منطقي للغاية ، هناك عدة طرق يمكن من خلالها حل الأمور .

يسير كيلبر نحو مخرج الكنيسة المهدومة قائلاً : فكي وثاقها ولتودع طفلها للمرة الأخيرة ؛ يقولها ويتوقف عند مخرج البناية ناظراً نحوهما .

تفك هايدي وثاق كارن فتقول الأخيرة : شكراً لكِ ؛ تقولها وتسير نحو طفلها في الوقت الذي تسير به هايدي إلى كيلبر ، تقف بجانبه وتخرج سيجارة توقدها وتدخن ناظرة نحو كارن التي تحمل طفلها من سريره تملأها السعادة غامرة .

تبتسم هايدي قائلة : من الجميل رؤية الأم مع طفلها حقاً ، مهما كان نوع تلك الأم يبقى ذاك الشعور اللطيف ذاته .

ينظر كيلبر ببرود تام مما يثير ريبة هايدي التي يتملكها القلق وتنظر نحو كارن التي تتلمس الطفل بشكل غريب وبملامح فائقة القلق ، تبعد كارن يدها عن ظهر الطفل واذا بها مغطاة بلون الدماء القرمزي ، تضحك كارن بلامح مذهولة قائلة : كلا ، كلا ، كلا ، إنها مزحة سيئة بلا شك ، تضع طفلها بالسرير وتنظر للدماء التي على يديها بمشاعر غريبة مختلطة بين الصدمة وخيبة الأمل والحزن ، تتساقط دموعها وتنزل على الأرض تضربها بيديها بينما تصرخ بصوت مرتفع متألم وتقول بفترات متقطعة : لا يمكنه الموت حالياً ، لديه مستقبل وسيتعلم ليصبح فتى مميز للغاية ومختلف ، تلك الصرخات التي خرجت منها تعكس الألم الذي لا يوصف ، هو مؤلم لدرجة انه ربما ليس هناك اي الم آخر مماثل له .

سنذهب ؛ يقولها كيلبر ويخرج من المبنى ، تقف هايدي متجمدة في مكانها ، سيجارتها على الأرض ودموعها تنزل كما المطر حزناً على المنظر الذي تراه ، تخبط وقلة حيلة تلك المرأة التي امامها جعل مشاعرها المكبوتة تخرج مرة اخرى ، ربما هذه المرة لم تكن قادرة على تقبل ما حدث ، تمسك الجدار بصعوبة وتغادر المبنى بخطوات متباطئة .

بعد مرور قرابة النصف ساعة ...

تجلس هايدي على احد المقاعد العامة حزينة ومضطربة تحمل سيجارة بيدها اليمنى ناظرة نحو المارة بصمت ، يأتي كيلبر ويقف بجانبها قائلاً : هل يمكنني الجلوس ؟ .

هايدي ( بصوت متردد ) : بالطبع .

يجلس على يسارها ويلتزم كلاهما الصمت لفترة تتجاوز الـ15 دقيقة ، الغيوم المحملة بالمطر تجذب اهتمام هايدي التي تقول مقاطعة الصمت الذي عم الأرجاء : تلك الغيوم لطالما منحتني شعوراً مختلف ، عندما تشاهدها في نهار فصل الربيع على سبيل المثال تكون بيضاء مدمجة مع صوت الطيور التي تقف على الأشجار ونسمة الهواء اللطيفة التي تبعث شعور الأسترخاء ، كما لو ان الجسد ينتعش بشرب رشفة ماء بعد الشعور بالعطش الشديد

لكن منظر الغيوم في فصل الشتاء يكون مختلف ، لونها يصبح اسود وتبدو حزينة إلى حد ما ، في كل مرة انظر لها وهي بهذا الوضع ادرك ان شعور الأكتئاب قد تملكني ، مع انه لا يفارقني من الأساس ، اعاني بشكل مستمر من الأنزعاج والمشاعر السلبية الحزينة تكاد لا تفارقني اطلاقاً ، بأوقات كثيرة رغبت بالأنتحار فيما مضى ، رأيت بعض الأوهام من مخيلتي وكنت اشعر بأني متعبة للغاية ولا رغبة لي بفعل اي شيء ، اظن ان هذا يعرف بالأكتئاب الحاد

رغم كل ذلك الا ان هذا الشعور يصبح مضاعف برؤية الغيوم بتلك الوضعية ، السبب الذي جعلها مختلفة هو ان هناك شيء ما بداخلها ، الماء الذي يهبط على الأرض على هيئة مطر هو ما غير من وضع تلك الغيوم ، الأنسان ايضاً يمر بمرحلة مشابهة في الغالب ، يكون بوضع معين واذا به قد تغير نتيجة للأفكار التي دخلت لرأسه ، من خلال الذي يكتسبه من محيطه فهو يتغير بشكل لا ارادي ، في مرحلة من المراحل ربما تفشل في ادراك ان الشخص الذي امامك هو انسان تعرفه بالفعل واحياناً يتملكك ذات الشعور اذا تعلق الأمر بنفسك ، لهذا دائماً احاول الخوض بمغامرات جديدة واحاول ايجاد اشياء مثيرة للأهتمام تبعدني عن ذاك الشعور الذي لا ينفك عن كتم انفاسي .

يتنهد كيلبر في الوقت الذي ينظر به نحو الغيوم ويقول : لا اظن اني شعرت بهذا سابقاً ولكن ادرك ما تقوليه بطريقة ما ، لم تأتيني الرغبة في الأنتحار سابقاً ولم اكن مبتهج او مكتئب على وجه الخصوص ، لطالما رأيت ان هذا العالم تافه وبلا اي معنى ، كان هناك شيء واحد قد جذب اهتمامي وهو اني رغبت بالحصول على المراكز الأولى ، لذلك السبب درست بجد وتفوقت لكن بالواقع لم يكن ذلك الأمر يسعدني بتاتاً ، كنت اقابل نجاحي وتفوقي بأستقبال بارد للغاية وخالي من المشاعر الحماسية السعيدة

الطريق الذي كان بين منزلي والمدرسة طويل ، اعتدت على العودة مع صديقيي المقربين ، كلاهما قد فارق الحياة ، الفتى رحل بسبب التنمر الذي تعرض له من احد الفتيان والفتاة احترقت برحلة تخييم ، كانا يثرثران طيلة الطريق بلا توقف ويتفوهان بكلام ليس منه اي فائدة ، اعتدت على ان اسمع بدايته ثم اغوص ببعد آخر لا اسمع فيه غير خطوات اقدامي التي تسير نحو المنزل

كنت اشعر بالفراغ التام ، ليست السعادة وليس الحزن ، فراغ مجرد ، اعود للمنزل واتناول الطعام بعدما اغير ملابسي ثم اصعد لغرفتي ، اقرأ بعض الكتب ثم اخذ قيلولة واستفيق لأدرس ، اخرج مع رفيقي لنتجول ونعود في المساء ، مرت سنوات على هذه الشاكلة لكن شعور الفراغ لم يفارقني ليوم واحد حتى ، حينما خسرت عائلتي شعرت بالحزن الشديد ورغبت بالأنتقام من المتسببين بذلك ، لكن حتى حينما واجهت كل اولئٰك الأشخاص لم يتغير اي شيء بالواقع ، حينما اقتل الآخرين لا ابدي ردة فعل معينة ، فقط عندما اقتل الذين يمثلون انتقامي ، اكتشفت مؤخراً ان رغبتي بأعتلاء المراكز الأولى ليس شيء يثير اهتمامي بل مجرد هدف احاول ان اجد من خلاله سبب استمر به بهذه الحياة

ورغبتي بالأنتقام وابادة من في الطبقة النبيلة ليست مختلفة ، فقط هدف آخر يجعلني استمر مبتعداً عن شعوري بالفراغ ، لا اجد ان العالم له معنى وبالوقت ذاته ارغب بالأستمرار ، شعور غريب ومشتت للغاية ، لا امانع العيش ولا امانع الموت ، هذا كل ما بالأمر .

تكمل هايدي سيجارتها وترميها على الأرض ثم تخرج سيجارة اخرى توقدها قائلة : شعور الفراغ اذاً ، اظنه لا يقل بشاعة عن الشعور بالأكتئاب ، كلانا متشابهين إلى حد ما .

ينظر كيلبر نحوها ويقول : فهمت الآن لما تدخنين بكثرة ، اظن ان التدخين من اضرار الأكتئاب ، يميل الشخص الذي تتملكه تلك المشاعر لأستخدام هذا النوع ، بعضهم يشرب الخمر وبعضهم يدخن بشراهة .

تبتسم هايدي مجيبة : نعم اظن ان ذلك هو السبب .

يقف كيلبر بينما يقول : هل قتلي لذلك الطفل يجعلكِ تراجعين فكرة السير معي بالطريق ذاته ؟ .

تضحك بسخرية وتقف قائلة : لا تتحدث بسخافة ايها الفتى القائد الأحمق ، سأستمر معك إلى ان تحقق كافة غاياتك ، كما قلت لك ، تفكيرك يثير اهتمامي وهذا كنز لا يقدر بثمن بالنسبة لي ، لنكمل من حيث توقفنا ؛ تقولها وتربت بقبضة يدها اليسرى على الجهة الخلفية لكتفه الأيمن .....

•••••

في غرب المملكة يجلس ليوناردو بمنزله وتحديداً بغرفة المكتب ، امامه جريدة الغرب التي تتكلم عن حادثة موت رباعي الشركة القابضة ينظر لها بتوتر قائلاً : توقعت كل شيء ولكن لم اتوقع ان اكبر تجار العاصمة سيقتلون بهذه الطريقة والأسوء انهم قتلوا وسط حفل الوليمة الذي اقامه الملك بنفسه ، إنها اهانة كبير للسلطة ، هل يعقل ان ذاك السفاح له يد بهذا ؟ ، بعدما قضينا على الجوكر بفضله بدأت اعتقد إنه قادر على فعل كل شيء ، على كل حال ما حصل عاد لي بفائدة كبيرة ، سيتوسع نشاطي ولولا ان اولاد الجوكر استلموا عمل والدهم لكنت قادر على دخول تجارة العاصمة حتى .

تتعالى اصوات الرصاص بشكل مفاجئ وتتوسع شاملة كافة الأتجاهات البعيدة والقريبة فيقف ليوناردو متعجباً قائلاً : ما هذه الأصوات ماذا يحصل هنا ؟ .

يُطرق الباب ثم يدخل احد الحراس حاملاً سلاحه بينما تعتليه ملامح القلق والتوتر ، يقول فور دخوله : س..سيدي نحن نتعرض للهجوم من كل الأتجاهات .

ليوناردو ( متسائلاً ) : ما الذي تقوله !! من هذا الذي سيهاجمنا بمنتصف النهار هكذا .

الحارس : انهم مافيا الجوكر ويقودهم خواكين ، اتوا بعدد كبير جداً ومسلحين بشكل جيد ، ماذا سنفعل ؟ .

يمشي ليوناردو نحو مكتبه ويفتح الدرج ليأخذ سلاحه ثم يقول : ما سنفعله واضح للغاية ، إن كانوا يريدون الحرب فسنحارب ، اخرج كافة الأسلحة الموجودة هنا واتصل بالبقية ليأتون ويساندونا ، سنجعل خواكين واخوته يدفعون ثمن وقاحتهم .

يخرج ليوناردو وخلفه يخرج الحارس ، صوت الرصاص يصبح اكثر كثافة والجثث تتساقط بكل مكان ، المجموعة التي يقودها خواكين نجحوا بالقضاء على قرابة الـ50 مسلح من اتباع ليوناردو ليصلون بذلك إلى قرب باب المنزل ولكن يجدون صعوبة بالتقدم بسبب استخدام الحراس الذين في المنزل للأسلحة الرشاشة .

يختبئ خواكين من الرصاص تارة ويطلق تارة اخرى فيقول بأنزعاج : اللعنة عليهم ، من الصعب التقدم هكذا وبقية اتباعه سيصلون قريباً .

يطلق الذي بجانبه بعض الرصاصات ويقول : وصول اتباعه ليس بمشكلة لأنم سيشتبكون مع رجالنا المنتشرين في المدينة ، المشكلة هي ان الذين يحمون المنزل مدججين بأسلحة متنوعة وجميعهم يحتمون من الرصاص بشكل جيد للغاية ، ليس من صالحنا ان تطول المواجهة .

يتنهد خواكين غاضباً ويطلق بشكل عشوائي قائلاً : اين ذهب ذاك الحقير بالدر ؟ لقد قال بأنه سيأتي مع اتباعه من عصابة المنجل .

ينظر ليوناردو من سطح المنزل ثم يخرج هاتفه ويتصل بوزير الخزنة ، يرن الهاتف ولكن بدون رد ، ينهي المكالمة ثم يعاود الأتصال لعدة مرات بلا اي فائدة ، يرمي الهاتف على الأرض بتوتر ويقول : عليك اللعنة ، لا تتواجد في الوقت الذي احتاجك فيه .

في العاصمة وتحديداً بمنزل وزير الخزنة يجلس الأخير على الأريكة والكدمات تبرز على وجهه المغطى بالدماء ، يقفان بجانبه رجلين وعلى الأريكة المقابلة يجلس بالدر وخلفه 10 رجال من عصابة المنجل ، يخرج سيجارة يوقدها ويقول : لقد وصلنا نهاية الطريق يا زوج اختي الخائن ، كنت تسعى لأخذ عمل ابي وفرض نفسك بعالمنا القذر لكنك غرقت بتلك القذارة ، في الواقع انت فكرت بشكل جيد لكن تجاهلتنا اكثر من المطلوب ، بالتالي نحن ايضاً لن نسمح لرجل احمق بلا فائدة يأخذ اسم والدنا .

يقول كلماته تلك ثم يقف ويكمل قائلاً : انهوا امره ولنذهب لمساعدة اخي ؛ يذهب نحو الخارج ويخرج الرجلين سلاحيهم ليطلق كل واحد منهم رصاصة برأس وزير الخزنة .

بالعودة إلى غرب العاصمة فالأشتباك قد مال لصالح خواكين ومن معه ، ينجحون بالتخلص من الحراس الذين في المقدمة فيصدر خواكين امر دخول المنزل قائلاً : لنستغل هذه الفرصة يا رجال ، اما نموت واما نسحقهم ، هيا ( يقولها صارخاً بصوت مرتفع ) .

يقتحمون المنزل ويتساقط عدة اشخاص من الطرفين ، يظهر ليوناردو من الأعلى حاملاً سلاحه ويطلق متسبباً بقتل 5 من الخصوم فيراه خواكين ويطلق رصاصة ليصيبه بكتفه الأيمن ، يسقط سلاحه للأسفل ويختبئ مرة اخرة متألماً ، يمسك جرحه ويقف قائلاً بينما ينظر لأحد اتباعه : تعال معي سنهرب عبر الممر السري ، يركض كلاهما للأسفل ويفتحون باب الممر السري الموجود خلف مرآة الحمام ، يستمرون بالركض حتى يصلون نهاية الممر .

يفتحون الباب واذا بـ10 مسلحين على رقابهم وشم SP يوجهون السلاح نحوهم ، يطلقون بكثافة متسببين بقتل الحارس بعشرة رصاصات ثم ليوناردو بعشرون رصاصة ، يغلقون باب الممر السري ويغادرون على الفور .

بعد مرور 15 دقيقة من الأشتباك في داخل المنزل يصل بالدر و50 من افراد عصابة المنجل ، لم يمر سوى خمس دقائق وينجحون بالقضاء على كافة اتباع ليوناردو ، يدخلان خواكين و بالدر للممر السري ويصلان نهايته فينظران بدهشة نحو جثة ليوناردو وحارسه ، يقول خواكين متعجباً : من هذا الذي قتله ؟ ولماذا ، الن ينتهي اي شيء بوضوح في هذه المملكة الحقيرة ، حقاً لم اعد افهم اي شيء ؛ يقولها ويتنهد منزعجاً بينما ينظر بالدر بصمت .....

•••••

بعد مرور ساعتين ...

تقف سيارة امام منزل كارن يقودها خواكين وبجانبه بالدر ، يخرجون من السيارة ويقول خواكين ضاحكاً : ستسعد تلك الحمقاء للغاية لأننا قد تخلصنا من الذان ساعدا بقتل ابي ، تبقى فقط ذاك الوغد الملقب KR .

ينظر بالدر لمحيطه بتسائل قائلاً : اين الحراس ؟ .

يجيبه خواكين بتعجب : لا ادري ! .

يدخلان ويتوقفون على الفور مذهولين نتيجة لرؤيتهم كارن وهي تقف امامهم بغرابة ، شعرها مفتوح وملامحها يائسة ونظراتها فارغة تماماً من المشاعر حاملة سلاح بيدها اليمنى ، الساعة حالياً 18:00 ، الشمس قد غربت والأجواء بدت مائلة لوقت بزوغ الفجر ، تهب رياح قوية محركة ملابس الثلاثة الذين يقفون بصمت .

تنظر نحوهم قائلة : لقد كنت بأنتظارك يا خواكين ، رسالتك قد وصلت .

تعتلي ملامح الجدية والقلق وجه خواكين الذي يقول : اي رسالة !! .

تتساقط قطرات المطر الخفيفة على وجه كارن لتدمج مع الدماء التي على وجهها بسبب ضربها لنفسها حزناً على فقدان ابنها ، تنظر نحو السماء ثم نحو خواكين وتقول : السفاح KR لاحظنا وقتل ابني ، انت حققت مرادك لكن مرادي لم يتحقق ولهذا لم نعد نملك اي سبب يجعلنا نستمر بهذه الحياة البائسة .

تزداد الرياح قوة ويهطل المطر بكثافة ، الأجواء ساكنة للغاية بحيث يمكن للثلاثة سماع اصوات تراطم الأشياء في الحي بسبب الرياح القوية ، توجه كارن سلاحها نحو خواكين وتطلق 5 رصاصات فيسقط الأخير مفارقاً الحياة ، تنظر كارن نحو بالدر الذي تجمد بمكانه مذهولاً وتبتسم قائلة : الوداع يا اخي الصغير ، توجه السلاح نحو رأسها وتطلق رصاصة لتسقط مفارقة الحياة هي كذلك بينما ينظر بالدر بملامح مصدومة خائفة غير مصدقة ، صوت الهواء القوي بدى وكأنه يصرخ حزناً مدموجاً مع الغيوم السوداء التي يهطل منها المطر كما الدموع المتحسرة ، ربما تلك هي ردة الفعل التي كان من المفترض ان يظهرها بالدر بعد استيعابه لما حصل .....

• 2632 WORDS •

Continue Reading

You'll Also Like

7.7K 271 40
المجرمين يمتازون بالشر،بالقتل،عدم الرحمة،لا يعرفون قيمة الحياة،لا يعرفون معنى الحب،جميعهم يخلقون قلوب طاهرة لكن الألم هو الذي يزرع تلك المشاعر السامة...
294K 11.7K 45
من الصعب ان تفعل شئ غصباً ولكن من الرائع ان تجد هذا الشئ اجمل شئ حدث لك فى حياتك♥! -Harry Styles
1.3M 60.4K 68
سنكتشف الحقيقة معآ...🤝
753 118 6
غوستاف دياتلوف....اشرس رجل ممكن أن تقابله في الحياة رجل أعمال و ملياردير روسي ماذا سيفعل عندما يعلم أن خطيبته هربت من 'البيت الأبيض' . ليس البيت الذ...